هذا بحث متواضع أضمه إلى الأبحاث القيمة التي أفادتنا بالموقع واضعه بين يدي أخوات هذه الأيام ممن غلب عليهم الحيرة والضياع والتشتت وكذلك العامة الذين يزعجهم كلمه الحديث الضعيف وخوفهم من البدع والضلال "والكلام الكبير المخيف " ومبتغي الجميع جنات عدن ومجاوره الرحمن "وقليل ما يذكر مجاورة حبيب الرحمن صلي الله عليه وآله وسلم ..!! وكذلك أضعه أمام كثير من الخاصة أو " الخواص " الذين أرهبهم ابن تيميه وأرعبهم اتباعه المتمسلفه الوهابية ويقولوا بالأحوط ويتناسون كلام أكابر العلماء الذين هم ادري واعلم و " أحوط " فقد لوحظ امتناع واستهتار كثير من البيوتات المسلمة بالقيام بأشياء كانت تدر بالمنفعة المؤكدة علي الأسرة والمجتمع بحجه أنها ليس لها اصل في السنه أو أن أحاديثها ضعيفة , وقد كنا من قبل نري البشارات وكثير من الأحداث التي تؤيد العمل بهذه الأحاديث التي يكررون بأنها ضعيفة , وبرغم ذلك أجد كثير من ضعاف الإيمان يقدح في هذه الأحاديث وذلك بزعم أنها لم ترد في الصحاح وذلك من سوء العقيدة والقدح بخبث شديد في شريعة سيد المرسلين صلي الله عليه وسلم , ومما لاحظته جليا أن جل هذه الأحاديث التي يكذبونها إما في الخصائص النبوية وخصائص الذات المحمدية و الصلاة علي خير البشرية صلي الله عليه وآله وسلم أو خصائص آل البيت والصحابة رضي الله عنهم وكل ما يتعلق بفضائل الأعمال مما يفيد الأحياء والأموات ومما يبعث علي جلب الأنوار والبركات والنصره والانتصار والأسرار الكامنة في بعض هذه المضعفات " او التي قاموا بتضعيفها ..!" فأحببت أن أوضح , أقوال كبار العلماء في الفرق بين (( الحديث الضعيف . ورأي الرجال )) أي ., " هل آخذ بالحديث الضعيف عن رسول الله صلي الله عليه وسلم في فضائل الأعمال أم آخذ مثلا برأي ابن تيميه أو عبد الوهاب " وهذه الأمة بها من العدالة والصدق ما يمنعها من الكذب علي سيدنا الرسول صلي الله عليه وسلم الذي قال : " من كذب علي متعمدا فليتبؤ مقعده من النار " وحاش أهل العلم الخائفين من الله أن يتعمد الكذب علي رسول الله صلي الله عليه وسلم . يقول الحافظ السخاوي في خاتمة كتابه القول البديع : يقول شيخ الإسلام الإمام أبو زكريا النووي رحمه الله في الأذكار : يجوز ويستحب العمل في الفضائل والترغيب والترهيب بالحديث الضعيف ( مالم يكن موضوعا ) واما الأحكام كالحلال والحرام والبيع والنكاح والطلاق وغير ذلك فلا يجوز العمل إلا بالحديث الصحيح او الحسن ويتنزه عن الضعيف . ونقل عن الأمام احمد أن : يعمل بالضعيف إذا لم يوجد غيره ولم يكن يعارضه . وفي رواية عنه قال : ضعيف الحديث احب إلينا من رأي الرجال . وكذا ذكر ابن حزم أن جميع الحنفية مجمعون علي أن مذهب أبى حنيفة رحمه الله " ضعيف الحديث أولى عنده من الرأي والقياس " وسئل احمد عن الرجل يكون ببلد ولا يوجد فيها إلا صاحب حديث لا يدري صحيحه من سقيمه وصاحب الرأي فمن يسأل قال : يسأل صاحب الحديث ولا يسأل صاحب الرأي . ونقل أبو عبد الله ابن منده عن أبى داوود صاحب السنن وهو من تلامذة الأمام احمد انه يخرج الإسناد الضعيف إذا لم يجد في الباب غيره وانه اقوي عنده من رأي الرجال . فيحصل من ذلك أن الضعيف ثلاثة مذاهب : * لا يعمل به مطلقا . * يعمل به مطلقا إذا لم يجد في الباب غيره . * يعمل به في الفضائل دون الأحكام كما تقدم بشروطه " وهو الذي عليه الجمهور " وأما الموضوع فلا يعمل به بحال . وينبغي " كما قال الإمام النووي " لمن بلغه شئ من فضائل الأعمال أن يعمل به ولو مره ليكون من أهله ولا ينبغي أن يتركه مطلقا بل يأتي بما تيسر منه لقوله صلي الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه " وإذا أمرتكم بشيء فافعلوا منه ما استطعتم " يقول الامام النووي : اجماع أهل الحديث علي العمل بالحديث الضعيف في الفضائل ونحوها وقال ابن عبد البر : أحاديث الفضائل لا يحتاج فيها إلى ما يحتج به . وقال الحاكم : سمعت أبا زكريا العنبري يقول : الخبر إذا ورد لم يحرم حلالا ولا يحلل حراما ولم يوجب حكما وكان فيه ترغيب وترهيب أغمض عنه وتساهل في روايته . ولفظ المهدي فيما رواه البيهقي في المدخل قال : روينا عن النبي صلي الله عليه وسلم في الحلال والحرام والأحكام شددنا في الأسانيد وانتقدنا في الرجال , وإذا روينا في الفضائل والثواب والعقاب تساهلنا في الأسانيد وتسامحنا في الرجال . ولفظ الإمام احمد في رواية الميموني : الأحاديث في الرقائق يحتمل أن يتساهل فيها حتى يجئ حكم . وفي رواية عياش عن اسحق : رجل نكتب عنده المغازي ونحوها وإذا جاء الحلال والحرام اردنا قوما هكذا (( وقبض يدق ويشبك أصابعه الأربعة )) هذا بالنسبه لحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم وآله رضي الله عنهم أجمعين . أما ماروي عن أفعال الصحابة والتابعين والأثر واقوال الصالحين والعارفين وفعل ألأمه وأسانيدها وغفله هذا العصر أو تغافلهم لها فلنا حديث وأحاديث وإثباتات " وحدث ولا حرج " ونحن نتحدث لمن له " قلب أو الباب وآذان " حتي تعود الدماء في العروق التي جفت وتعود الحياة للجسد العليل الذي حسبوا أو توهموا انه مات وتعود المياه لمجاريها والأحاديث لأصولها الثابتة في الأرض حتى تعلوا من جديد وتتطاير في السماء ببركات وعون الله عز وجل ورسوله صلي الله عليه وآله الطاهرين وأوليائه الصالحين وسلم تسليما كثيرا
|