موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 9 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: تكفير ابن تيمية لسيدنا شعيب و الرسل السابقين واتهامهم بالكفر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يوليو 19, 2004 8:59 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 25, 2004 12:52 pm
مشاركات: 170
بسم الله الرحمن الرحيم
من المعروف للقاصى قبل الدانى قول ابن تيمية عامله الله تعالى بعدله بعدم عصمة الأنبياء وجواز وقوع الذنب منهم مع عدم الإصرار
ومعروف ما قاله ابن تيمية وسطره ابن تيمية فى حق الله تعالى والذات المقدسة
وهنا نضع كلمة جديدة لان تيمية يتهم فيها سيدنا شعيب عليه السلام بأنه كان على ملة قومه من الكفر ، بل وأن كل الرسل السابقين كانوا كفاراً على ملة قومهم
ـ يقول ابن تيمية عامله الله تعالى بعدله فى مجموع الفتاوى (15\29) : قوله سبحانه :"قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن فى ملتنا قال أو لو كنا كارهين قد افترينا على الله كذبا إن عدنا فى ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا ظاهره دليل على أن شعيبا والذين آمنوا معه كانوا على ملة قومهم لقولهم" أو لتعودن في ملتنا"ولقول شعيب "أنعود فيها ولو كنا كارهين"ولقوله"قد افترينا على الله كذبا ان عدنا في ملتكم" فدل على أنهم كانوا فيها ولقوله"بعد إذ نجانا الله منها" فدل على أن الله أنجاهم منها بعد التلوث بها ولقوله"وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا"ولا يجوز أن يكون الضمير عائداً على قومه لأنه صرح فيه بقوله"لنخرجنك يا شعيب" ولأنه هو المحاور له بقوله"أو لو كنا"إلى آخرها وهذا يحب أن يدخل فيه المتكلم ، ومثل هذا فى سورة إبراهيم "وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن فى ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين "الآية .أهـ
ـ قلت : ويفهم من قوله الأخير أن جميع الأنبياء والرسل كانوا على ملة قومهم من الكفر ، فحسبنا الله تعالى ونعم الوكيل .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يوليو 20, 2004 12:28 am 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 23595
ألا لعنة الله علي الظالمين

ألا لعنة الله علي الزنادقة

لعن الله من غير تخوم الأرض

فما بالكم بمن ينتقص من اختارهم الله

جزاكم الله خيرا كثيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يوليو 31, 2004 5:57 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
أحبابى الكرام ..

استمرارا فى مسلسل تمزيق الأمة وتشتيتها .. يخرج علينا ابن تيمية بشاذ من أقواله , ومعول جديد من معاول هدمه لما هو معلوم عند الناس – ولا أقول العلماء – ألا وهو تعظيم أنبياء الله تعالى وخيرته من خلقه .

يرى ابن تيمية أن أنبياء الله بشر يجرى عليهم الكفر كما جرى على أقوامهم ,
ولايسلمون من المعاصى , لذلك فهم مطالبون بالتوبة دائما ,
هذا هو رأيه ومذهبه – سبحانك هذا بهتان عظيم –

وسأنقل لكم تتمة مقولته من واقع كتبه دون اختصار وتكملة لما أورده الأخ مجدى منصور رحمة الله عليه , وسيتم – بمشيئة الله تعالى وبركة سيد الكون صلى الله عليه وسلم – عرض أقوال أهل العلم المعتبرين ذوى الديانة والولاية فى موضوع عصمة الأنبياء فى مشاركة تالية .

قال فى مجموع الفتاوى ( 15/29 ) :

قوله سبحانه ( قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن فى ملتنا قال أو لو كنا كارهين . قد افترينا على الله كذبا إن عدنا فى ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا )

ظاهره دليل على أن شعيبا والذين آمنوا معه كانوا على ملة قومهم لقولهم ( أولتعودن في ملتنا ) !!!!!

ولقول شعيب أ نعود فيها ولو كنا كارهين ,

ولقوله ( قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم ) فدل على أنهم كانوا فيها !!!!!

ولقوله ( بعد إذ نجانا الله منها ) فدل على أن الله أنجاهم منها بعد التلوث بها !!!!!
ولقوله ( وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا )

ولا يجوز أن يكون الضمير عائدا على قومه , لأنه صرح فيه بقوله ( لنخرجنك يا شعيب )

ولأنه هو المحاور له بقوله ( أو لو كنا ) إلى آخرها , وهذا يجب أن يدخل فيه المتكلم .!!!!!

ومثل هذا فى سورة إبراهيم ( وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن فى ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ) الآية

ثم قال فى نفس المصدر ( 15/30 )
هذا تفسير آيات أشكلت حتى لا يوجد فى طائفة من كتب التفسير إلا ما هو خطأ فيها .

ومنها قوله ( لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا )الآية وما في معناها .

التحقيق أن الله سبحانه إنما يصطفى لرسالته من كان خيار قومه حتى فى النسب كما في حديث هرقل .

ومن نشأ بين قوم مشركين جهال لم يكن عليه نقص إذا كان على مثل دينهم إذا كان معروفا بالصدق والأمانة وفعل ما يعرفون وجوبه وترك ما يعرفون قبحه , قال تعالى ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )

فلم يكن هؤلاء مستوجبين العذاب وليس في هذا ما ينفر عن القبول منهم , ولهذا لم يذكره أحد من المشركين قادحا .

وقد إتفقوا على جواز بعثة رسول لا يعرف ما جاءت به الرسل قبله من النبوة والشرائع وإن من لم يقر بذلك بعد الرسالة فهو كافر .

والرسل قبل الوحي لا تعلمه فضلا عن أن تقربه قال تعالى ( ينزل الملائكة بالروح من أمره )الآية

وقال ( يلقى الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق )
فجعل إنذارهم بالتوحيد كالإنذار بيوم التلاق وكلاهما عرفوه بالوحي .

وما ذكر أنه بغضت إليه الأوثان لا يجب أن يكون لكل نبى فإنه سيد ولد آدم .
والرسول الذى ينشأ بين أهل الكفر الذين لا نبوة لهم يكون أكمل من غيره من جهة تأبيد الله له بالعلم والهدى وبالنصر والقهر كما كان نوح وإبراهيم , ولهذا يضيف الله الأمر إليها في مثل قوله ( ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم ) الآية
( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم ) الآية

وذلك أن نوحا أول رسول بعث إلى المشركين , وكان مبدأ شركهم من تعظيم الموتى الصالحين

وقوم إبراهيم مبدأه من عبادة الكواكب , ذاك الشرك الأرضي وهذا السماوي ولهذا سد ذريعة

هذا وهذا . انتهى كلامه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أغسطس 07, 2004 11:29 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله

الإخوة الأحباب استكمالا لما سبق عرضه من تكفير ابن تيمية لسيدنا شعيب عليه السلام
حيث أوردنا نص كلامه , فها نحن نورد أقوال أهل العلم المعتبرين والمشهود لهم بالفضل من المفسرين وأهل القرآن والفقهاء حول هذه الآية الكريمة مما يبين شذوذ هذا الرجل وجرأته على الله ورسله الكرام , صفوة خلقه .
ولم أشأ أن أطيل فى مسألة عصمة الأنبياء وإنما اكتفيت بالرد عليه حول تفسير نفس الآية التى اعتمد عليها فى زعمه الفاسد وأولها بما يناسب سوء معتقده فى السادة الأنبياء .

فأقول وبالله التوفيق .

أقوال أهل التفسير :
--------------------

تفسير الطبري( 13/ 191)

يقول عز ذكره ( وقال الذين كفروا ) بالله ( لرسلهم ) الذين أرسلوا إليهم حين دعوهم إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له وفراق عبادة الآلهة والأوثان ( لنخرجنكم من أرضنا ) يعنون من بلادنا فنطردكم عنها (أو لتعودن في ملتنا ) يعنون إلا أن تعودوا في ديننا الذي نحن عليه من عبادة الأصنام وأدخلت في قوله لتعودن لام وهو في معنى شرط كأنه جواب لليمين .
وإنما معنى الكلام لنحرجنكم من أرضنا أو تعودن في ملتنا ومعنى أو ها هنا معنى إلا أو معنى حتى كما يقال في الكلام لأضربنك أو تقر لي

الدر المنثور ( 3/501)

قال ابن عباس : كان حليما صادقا وقورا , وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر شعيبا يقول ( ذاك خطيب الأنبياء ) لحسن مراجعته قومه فيما دعاهم إليه وفيما ردوا عليه وكذبوه وتواعدوه بالرجم والنفي من بلادهم وتواعد كبراؤهم ضعفاءهم


تفسير البيضاوى ( 3 / 40 )

( قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا ) أي ليكونن أحد الأمرين إما إخراجكم من القرية أو عودكم في الكفر

وشعيب صلى الله عليه وسلم لم يكن في ملتهم قط لأن الأنبياء لا يجوز عليهم الكفرمطلقا لكن غلبوا الجماعة على الواحد فخوطب هو وقومه بخطابهم .


تفسير البيضاوى ( 3 / 341 )

( وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا ) حلفوا على أن يكون أحد الأمرين إما إخراجهم للرسل أو عودهم إلى ملتهم وهو بمعنى الصيرورة لأنهم لم يكونوا على ملتهم قط ويجوز أن يكون الخطاب لكل رسول ومن آمن معه فغلبوا الجماعة على الواحد .


تفسير القرطبى ( 7 / 250 )

قوله تعالى ( قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا )
تقدم معناه ومعنى ( أو لتعودن في ملتنا ) أي لتصيرن إلى ملتنا . وقيل كان أتباع شعيب قبل الإيمان به على الكفرأي لتعودن إلينا كما كنتم من قبل .
قال الزجاج : يجوز أن يكون العود بمعنى الإبتداء يقال عاد إلي من فلان مكروه أي صار وإن لم يكن سبقه مكروه قبل ذلك أي لحقني ذلك منه .

تفسير ابن كثير ( 4 / 141 )

قال الله تعالى إخبارا عن شعيب عليه السلام أنه قال لقومه حين قالوا ( لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أو لو كنا كارهين قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها )
وشعيب عليه السلام لم يكن قط على ملتهم وطريقتهم .


معانى القرآن لأبى جعفر النحاس ( 3 / 54 )

وقوله جل وعز( قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا )
يقال كيف قالوا هذا لشعيب وهو نبي ؟
فعلى هذا جوابان : أحدهما أن يكون معنى لتعودن لتصيرن كما تقول عاد علي من فلان مكروه .
والجواب الآخر: أنهم لما خلطوا معه من آمن منهم جاز أن يقولوا أو لتعودن في ملتنا يعنون من آمن .

تفسير الثعالبى ( 2 / 37 )

وقولهم( أو لتعودن في ملتنا ) معناه أو لتصيرن . وعاد في كلام العرب على وجهين أحدهما عاد الشيء إلى حال قد كان فيها قبل ذلك وهي على هذا الوجه لا تتعدى فإن عديت فبحرف , ومنه قول الشاعر ألا ليت أيام الشباب جديد وعمرا تولى بابثين يعود ومنه قوله تعالى ( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه )
والوجه الثاني أن تكون بمعنى صار وعاملة عملها ولا تتضمن أن الحال قد كانت متقدمة ومنه قوله تعالى ( حتى عاد كالعرجون القديم )على أن هذه محتملة بقوله في الآية ( أو لتعودن ) وشعيب عليه السلام لم يك قط كافرا فيقتضى أنها بمعنى صار وأما في جهة المؤمنين به بعد كفرهم فيترتب المعنى الآخر ويخرج عنه شعيب .


تفسير أبى السعود ( 2/ 248 )

وقوله تعالى ( أو لتعودن في ملتنا ) كأنهم قالوا لا ندعكم فيما بيننا حتى تدخلوا في ملتنا وإدخالهم له عليه السلام في خطاب العود مع استحالة كونه عليه السلام في ملتهم قبل ذلك إنما هو بطريق تغليب الجماعة على الواحد

تفسير البغوى ( 2/ 181 )

فإن قيل ما معنى قوله( أو لتعودن في ملتنا ) ( وما يكون لنا أن نعود فيها ) ولم يكن شعيب قط على ملتهم حتى يصح قولهم ترجع إلى ملتنا ؟
قيل : معناه أو لتدخلن في ملتنا , فقال وما كان لنا أن ندخل فيها .
وقيل : معناه إن صرنا في ملتكم ومعنى عاد صار .
وقيل : أراد به قوم شعيب لأنهم كانوا كفارا فآمنوا فأجاب شعيب عنهم

تفسيرفتح القدير للشوكانى (2/225 )

( قال الملأ الذين استكبروا من قومه) أي قال الأشراف المستكبرون ( لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك ) لم يكتفوا بترك الإيمان والتمرد عن الإجابة إلى ما دعاهم إليه بل جاوزوا ذلك بغيا وبطرا وأشرا إلى توعد نبيهم ومن آمن به بالإخراج من قريتهم أو عوده هو ومن معه في ملتهم الكفرية أي لا بد من أحد الأمرين إما الإخراج أو العود . قال الزجاج : يجوز أن يكون العود بمعنى الإبتداء يقال عاد إلى من فلان مكروه أي صار وإن لم يكن سبقه مكروه قبل ذلك .
فلا يرد ما يقال كيف يكون شعيب على ملتهم الكفرية من قبل أن يبعثه الله رسولا ويحتاج إلى الجواب بتغليب قومه المتبعين له عليه في الخطاب بالعود إلى ملتهم وجملة قال أو لو كنا كارهين مستأنفة جواب عن سؤال مقدر والهمزة لإنكار وقوع ما طلبوه من الإخراج أو العود والواو للحال أي أتعيدوننا في ملتكم في حال كراهتنا للعود إليها أو أتخرجوننا من قريتكم في حال كراهتنا للخروج منها أو في حال كراهتنا للأمرين جميعا والمعنى إنه ليس لكم أن تكرهونا على أحد الأمرين ولا يصح لكم ذلك فإن المكره لا اختيار له ولا تعد موافقته مكروها موافقة ولا عوده إلى ملتكم مكرها عودا .
وبهذا التقرير يندفع ما استشكله كثير من المفسرين في هذا المقام حتى تسبب عن ذلك تطويل ذيول الكلام .

تفسيرفتح القدير للشوكانى ( 3/ 99 )

قوله ( وقال الذين كفروا )هؤلاء القائلون هم طائفة من المتمردين عن إجابة الرسل واللام فى( لنخرجنكم ) هى الموطئة للقسم أى والله لنخرجنكم من أرضنا ( أو لتعودن فى ملتنا ) لم يقنعوا بردهم لما جاءت به الرسل وعدم امتثالهم لما دعوهم إليه حتى اجترءوا عليهم بهذا وخيروهم بين الخروج من أرضهم أو العود فى ملتهم الكفرية وقد قيل إن أو فى ( أو لتعودن ) بمعنى حتى أو يعنى إلا أن تعودوا كما قاله بعض المفسرين

وقد تقدم تفسير الآية فى سورة الأعراف قيل والعود هنا بمعنى الصيرورة لعصمة الأنبياء عن أن يكونوا على ملة الكفر قبل النبوة وبعدها وقيل إن الخطاب للرسل ولمن آمن بهم فغلب الرسل على أتباعهم .

تفسير زاد المسير لابن الجوزى ( 3/ 230 )

قوله تعالى ( أو لتعودن في ملتنا )
فان قيل كيف قالوا لتعودن وشعيب لم يكن في كفر قط فيعود إليه فعنه جوابان :
أحدهما : أنهم لما جمعوا في الخطاب معه من كان كافرا ثم آمن خاطبوا شعيبا بخطاب أتباعه وغلبوا لفظهم على لفظه لكثرتهم وانفراده .
والثاني : أن المعنى لتصيرن إلى ملتنا فوقع العود على معنى الابتداء

تفسير الجلالين ( 1/ 206 )

( قال الملأ الذين استكبروا من قومه ) عن الإيمان ( لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن ) ترجعن ( في ملتنا ) ديننا .
وغلبوا في الخطاب الجمع على الواحد لأن شعيبا لم يكن في ملتهم قط وعلى نحوه أجاب قال أ نعود فيها ولو كنا كارهين لها استفهام إنكار .



تفسير روح المعانى للآلوسى (9/ 2 )

وقوله تعالى( أو لتعودن في ملتنا ) عطف على جواب القسم أي والله ليكونن أحد الأمرين البتة الاخراج أو العود على أن المقصد الأهم هو العود وإنما ذكر الأول لمجرد القسر والإلجاء كما يفصح عنه عدم تعرضه عليه السلام بجواب الأخراج والمتبادر من العود الرجوع إلى الحالة الأولى وهذا مما لايمكن في حق شعيب عليه السلام لأن الأنبياء عليهم السلام معصومون عما دون الكفر بمراتب نعم هو ممكن في حق من آمن به فاسناده إليه عليه السلام من باب التغليب .

تفسير النسفى ( 2/ 24 )

فإن قلت كيف قال شعيب ( إن عدنا فى ملتكم ) والكفر على الأنبياء عليهم السلام محال قلت : أراد هو قومه إلا أنه نظم نفسه فى جملتهم و إن كان بريئا من ذلك إجراء لكلامه على حكم التغليب .


أقوال أهل البلاغة :
------------------
قال الشيخ الإمام العلامة مفتي المسلمين جلال الدين أبو عبد الله محمد ابن قاضي القضاة سعد الدين أبي محمد عبد الرحمن ابن إمام الدين أبي حفص عمر القزويني الشافعي فى كتابه الإيضاح في علوم البلاغة( 1 /91)

والتغليب باب واسع يجري في فنون كثيرة كقوله تعالى ( لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا) أدخل شعيب عليه السلام في لتعودن في ملتنا بحكم التغليب إذ لم يكن شعيب في ملتهم أصلا ومثله قوله تعالى ( إن عدنا في ملتكم ) وكقوله تعالى ( وكانت من القانتين ) عدت الأنثى من الذكور بحكم التغليب



أقوال علماء علوم القرآن :
-------------------------

الإتقان للسيوطى ( 2/108)

وقد قدمنا في القواعد المهمة قاعدة في التذكير والتأنيث .
ومنها التغليب : وهو إعطاء الشيء حكم غيره . وقيل ترجيح أحد المعلومين على الآخر وإطلاق لفظه عليهما إجراء للمختلفين مجرى المتفقين .
نحو ( وكانت من القانتين ) (إلا امرأته كانت من الغابرين ) والأصل من القانتات
والغابرات , فعدت الأنثى من المذكر بحكم التغليب
ثم قال عن قوله ( لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا) أدخل شعيب في لتعودن بحكم التغليب إذ لم يكن في ملتهم أصلا حتى يعود فيها .


البرهان فى علوم القرآن للزركشى ( 3 / 309 )

الخامس : تغليب الأكثر على الأقل بأن ينسب إلى الجميع وصف يختص بالأكثر كقوله تعالى( لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا ) أدخل شعيب عليه السلام في قوله ( لتعودن ) بحكم التغليب إذ لم يكن في ملتهم أصلا حتى يعود إليها .
ومثله قوله ( إن عدنا في ملتكم ) واعترض بأن عاد بمعنى صار لغة معروفة
ويحتمل جوابا آخر وهو أن يكون قولهم لشعيب ذلك من تعنتهم وبهتانهم وادعائهم أن شعيبا كان على ملتهم .


البرهان فى علوم القرآن للزركشى ( 3 / 340 )

وقوله(أو لتعودن في ملتنا ) ضمن معنى لتدخلن أو لتصيرن .
أما قول شعيب ( وما يكون لنا أن نعود فيها ) فليس اعترافا بأنه كان فيهم بل مؤول على ما سبق.
وتأويل آخر وهو أن يكون من نسبة فعل البعض إلى الجماعة أو قال على طريق المشاكلة لكلامهم وهذا أحسن .


أقوال الفقهاء :
-------------

قال الدسوقى فى حاشيته ( 2/158 )

قوله وبعوده لها أي طائعا لا مكرها لأن الصيغة صيغة بر ولا حنث فيها بفعل المحلوف على تركه كرها واعترض على المصنف في تعبيره بالعود لأن الحنث لا يتقيد بما إذا كان ساكنا ثم عاد وأجيب بأن العود قد يطلق بمعنى الدخول أو لا كما في قوله تعالى أو لتعودن في ملتنا أي لتدخلن وهو المراد هنا


قال النفراوى المالكى فى كتابه الفواكه الدوانى (1 / 150)

تنبيه لم يذكر المصنف هل إعادة المشكوك فيه بنية أم بغير نية وبينه سيدي يوسف بن عمر بقوله فإن كان قريبا لم يلزمه تجديد النية لذلك وإن بعد لزمه تجديدها وإن كان قد صلى بهذه اللمعة أعاد أعاد أبدا وسمى غسل تلك اللمعة إعادة إما باعتبار احتمال فعلها أو لا أو مراعاة لاستعمال العرب لفظ العود في الذي لم يسبق فعله نحوعادوا حمما أو لتعودن في ملتنا, والرسل لم يعودوا في ملتهم .

وأذكر لحضراتكم أمرا عجبا .. وهو أن القائلين بمقولة ابن تيمية فى حق الأنبياء هم الخوارج , ففى :

حجج القرآن لأحمد بن محمد بن المختار الرازى ( 1 / 58 ) ذكر مقالات الخوارج فقال :

الباب العاشر في حجج الخوارج :
وهو مشتمل على فصول . الفصل الاول في حجج القائلين منهم ببطلان تحكيم الحكم
إلى أن قال :
الفصل الرابع : في حجج القائلين منهم بجواز الكفر على الأنبياء .
وذلك في خمسة عشر موضعا .
في يونس ( فإن كنت في شك مما انزلنا اليك فاسأل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك )
وفي حمعسق (وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان)
وفي الضحى ( ووجدك ضالا فهدى )
وفي يوسف ( إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون )
وفي ابراهيم ( وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا او لتعودن في ملتنا ) وفي الاعراف ( قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا او لتعودن في ملتنا قال او لو كنا كارهين . قد افترينا على الله كذبا ان عدنا في ملتكم بعد اذ نجانا الله منها وما يكون لنا ان نعود فيها الا ان يشاء الله ربنا )

فمن أين أتى ابن تيمية بهذا الفهم المعوج الشاذ المتجرأ ... وكيف بهذا الرجل غدا إذا وقف بين يدى الله العليم الحكيم فيحاجه الأنبياء عند ربهم ... ألا لعنة الله على الكاذبين الظالمين .

وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم مولانا رسول الله وآل بيته الطيبين الطاهرين .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: ابن تيمية ورميه نبي الله شعيب عليه السلام بالكفر !!!!!
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس سبتمبر 06, 2018 7:34 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14295
مكان: مصـــــر المحروسة

- قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (15 / 29 ، 30) : [قَوْلُهُ ‏سُبْحَانَهُ: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ ‏وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا ‏كَارِهِينَ} {قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إذْ نَجَّانَا ‏اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا} ظَاهِرُهُ ‏دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ شُعَيْبًا وَاَلَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ كَانُوا عَلَى مِلَّةِ قَوْمِهِمْ؛ لِقَوْلِهِمْ: ‏‏{أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} وَلِقَوْلِ شُعَيْبٍ: (أنَعُودُ فِيهَا {أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} ‏وَلِقَوْلِهِ: {قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ} فَدَلَّ عَلَى ‏أَنَّهُمْ كَانُوا فِيهَا. وَلِقَوْلِهِ: {بَعْدَ إذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا} . فَدَلَّ عَلَى أَنَّ اللَّهَ ‏أَنْجَاهُمْ مِنْهَا بَعْدَ التَّلَوُّثِ بِهَا؛ وَلِقَوْلِهِ: {وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إلَّا ‏أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا} وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الضَّمِيرُ عَائِدًا عَلَى قَوْمِهِ؛ لِأَنَّهُ ‏صَرَّحَ فِيهِ بِقَوْلِهِ: {لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ} وَلِأَنَّهُ هُوَ الْمُحَاوِرُ لَهُ بِقَوْلِهِ: ‏‏{أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} إلَى آخِرِهَا وَهَذَا يَجِبُ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ الْمُتَكَلِّمُ ‏وَمِثْلُ هَذَا فِي سُورَةِ إبْرَاهِيمَ {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ ‏مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ} ‏الْآيَةُ.‏ هَذَا تَفْسِيرُ آيَاتٍ أَشْكَلَتْ حَتَّى لَا يُوجَدَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ كُتُبِ التَّفْسِيرِ ‏إلَّا مَا هُوَ خَطَأٌ فِيهَا،وَمِنْهَا قَوْلُهُ: {لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ‏مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا} الْآيَةُ وَمَا فِي مَعْنَاهَا. التَّحْقِيقُ: أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ إنَّمَا ‏يَصْطَفِي لِرِسَالَتِهِ مَنْ كَانَ خِيَارَ قَوْمِهِ حَتَّى فِي النَّسَبِ كَمَا فِي حَدِيثِ ‏هِرَقْلَ. وَمَنْ نَشَأَ بَيْنَ قَوْمٍ مُشْرِكِينَ جُهَّالٍ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ نَقْصٌ إذَا كَانَ ‏عَلَى مِثْلِ دِينِهِمْ إذَا كَانَ مَعْرُوفًا بِالصِّدْقِ وَالْأَمَانَةِ وَفِعْلِ مَا يَعْرِفُونَ ‏وُجُوبَهُ وَتَرْكِ مَا يَعْرِفُونَ قُبْحَهُ.]اهـ

قلت وبالله التوفيق :‏

أما عن رمي نبي من أنبياء الله عليهم السلام بالكفر - وحاشاهم من ‏ذلك - فهو خير دليل لمن لديه مسكة من عقل عن مدى منهجية ‏وعلم وعقل هذا الشخص المشتهر بابن تيمية.ولا يحتاج الأمر لمزيد ‏بيان أو تمحل أعذار لأمثاله.‏

فأين من ينتصر لمثل هذا الشخص وتنتفخ أوداجه دفاعاً عنه من الغضب لنبي الله سيدنا شعيب عليه السلام ؟!!!!

كلام ابن تيمية في حق نبي الله شعيب عليه السلام يؤصل في نفس ‏قارئه الاستهانة والاستخفاف بمنصب النبوة ، ويرسخ في الأذهان ‏تصورات تدعم ما انبني عليه قبيح قوله هو ومن تابعه من الخوارج في ‏مسألة التوسل بالأنبياء والصالحين.‏

فقد افتتح ابن تيمية المسألة بقوله هذا وتلقف هذا المنهج القبيح من ‏تابعه إلى أن وصل الأمر بخوارج عصرنا من الوهابية بقولهم عن سيدنا ‏ومولانا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بأنه - ‏وعياذاً بالله من قولهم هذا - "طارش" وتعني بلغة أهل نجد من يرسل ‏بالبريد ، وفي هذا القول ما فيه مما لا يخفى.‏

ما عليه أئمة الأمة وجماهيرها من خلفهم خلاف ما قال به ابن تيمية ‏وتلقفه من بعده من تابعه من الخوارج.‏

ومن ذلك ما يلي :‏

- قال السمعاني في تفسيره (2 / 198) : [{قد افترينا على الله كذبا ‏إِن عدنا فِي ملتكم بعد إِذْ نجانا الله مِنْهَا} فَإِن قيل: كَيفَ يَصح لفظ ‏الْعود من شُعَيْب، وَلم يكن على ملتهم قطّ؟ قيل مَعْنَاهُ: إِن صرنا فِي ‏ملتكم، وَعَاد بِمَعْنى صَار وَكَانَ.]اهـ

- قال البغوي في تفسيره "معالم التنزيل" (2 / 215) : [فَإِنْ قِيلَ: مَا ‏مَعْنَى قَوْلِهِ: أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا، وَما يَكُونُ لَنا أَنْ نَعُودَ فِيها، وَلَمْ يَكُنْ ‏شُعَيْبٌ قَطُّ عَلَى مِلَّتِهِمْ حَتَّى يَصِحَّ قَوْلُهُمْ تَرْجِعُ إِلَى مِلَّتِنَا؟ قِيلَ: مَعْنَاهُ ‏أَوْ لَتَدْخُلَنَّ فِي مِلَّتِنَا، فَقَالَ: وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَدْخُلَ فِيهَا، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ ‏إِنْ صِرْنَا فِي مِلَّتِكُمْ. وَمَعْنَى عَادَ: صَارَ، وَقِيلَ: أَرَادَ بِهِ قَوْمَ شُعَيْبٍ ‏لِأَنَّهُمْ كَانُوا كُفَّارًا فَآمَنُوا فأجاب شعيب عنهم.]اهـ

- قال ابن الجوزي في تفسيره "زاد المسير" (2/ 138) : [فان قيل: ‏كيف قالوا: «لتعودن» ، وشعيب لم يكن في كفر قطّ، فيعود إليه؟ففيه ‏جوابان: أحدهما: أنهم لما جمعوا في الخطاب معه من كان كافراً، ثم آمن، ‏خاطبوا شعيباً بخطاب أتباعه، وغلَّبوا لفظهم على لفظه، لكثرتهم، ‏وانفراده. والثاني: أن المعنى: لتصيرُنّ إلى ملتنا فوقع العَود على معنى ‏الابتداء، كما يقال: قد عاد عليَّ من فلان مكروه، أي: قد لحقني منه ‏ذلك وإن لم يكن سبق منه مكروه.]اهـ

- قال الرازي في تفسيره "مفاتيح الغيب" (14 / 316) : [وَإِمَّا أَنْ ‏تَعُودَ إِلَى مِلَّتِنَا وَالْإِشْكَالُ فِيهِ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ قَوْلَهُمْ: أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا ‏يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ عَلَى مِلَّتِهِمُ الَّتِي هِيَ الْكُفْرُ فَهَذَا ‏يَقْتَضِي أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ كَافِرًا قَبْلَ ذَلِكَ وَذَلِكَ فِي غَايَةِ الْفَسَادِ ‏وَقَوْلُهُ: قَدِ افْتَرَيْنا عَلَى اللَّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنا فِي مِلَّتِكُمْ يَدُلُّ أَيْضًا عَلَى ‏هَذَا الْمَعْنَى.‏
وَالْجَوَابُ مِنْ وُجُوهٍ:
الْأَوَّلُ: أَنَّ أَتْبَاعَ شُعَيْبٍ كَانُوا قَبْلَ دُخُولِهِمْ فِي ‏دِينِهِ كُفَّارًا فَخَاطَبُوا شُعَيْبًا بِخِطَابِ أَتْبَاعِهِ وَأَجْرَوْا عَلَيْهِ أَحْكَامَهُمْ. ‏الثَّانِي: أَنَّ رُؤَسَاءَهُمْ قَالُوا ذَلِكَ عَلَى وَجْهِ التَّلْبِيسِ عَلَى الْعَوَامِّ ‏يُوهِمُونَ أَنَّهُ كَانَ مِنْهُمْ وَأَنَّ شُعَيْبًا ذَكَرَ جَوَابَهُ عَلَى وَفْقِ ذَلِكَ الْإِيهَامِ. ‏الثَّالِثُ: أَنَّ شُعَيْبًا فِي أَوَّلِ أَمْرِهِ كَانَ يُخْفِي دِينَهُ وَمَذْهَبَهُ، فَتَوَهَّمُوا أَنَّهُ ‏كَانَ عَلَى دِينِ قَوْمِهِ. الرَّابِعُ: لَا يَبْعُدُ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ شُعَيْبًا كَانَ عَلَى ‏شَرِيعَتِهِمْ ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى نَسَخَ تِلْكَ الشَّرِيعَةِ بِالْوَحْيِ الَّذِي أَوْحَاهُ إِلَيْهِ. ‏الْخَامِسُ: الْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ: أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا أَيْ لَتَصِيرُنَّ إِلَى مِلَّتِنَا ‏فَوَقَعَ الْعَوْدُ بِمَعْنَى الِابْتِدَاءِ. تَقُولُ الْعَرَبُ: قَدْ عَادَ إِلَيَّ مِنْ فُلَانٍ مَكْرُوهٌ ‏يُرِيدُونَ قَدْ صَارَ إِلَيَّ مِنْهُ الْمَكْرُوهُ ابْتِدَاءً.]اهـ

- قال القرطبي في تفسيره "الجامع لأحكام القرآن" (7 / 250) : ‏‏[وَمَعْنَى" أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا" أَيْ لَتَصِيرُنَّ إِلَى مِلَّتِنَاوَقِيلَ: كَانَ أَتْبَاعُ ‏شُعَيْبٍ قَبْلَ الْإِيمَانِ بِهِ عَلَى الْكُفْرِ أَيْ لَتَعُودُنَّ إِلَيْنَا كَمَا كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ. ‏قَالَ الزَّجَّاجُ: يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْعَوْدُ بِمَعْنَى الِابْتِدَاءِ، يُقَالُ: عَادَ إِلَيَّ مِنْ ‏فُلَانٍ مَكْرُوهٌ، أَيْ صَارَ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ سَبَقَهُ مَكْرُوهٌ قَبْلَ ذَلِكَ، أَيْ ‏لَحِقَنِي ذَلِكَ مِنْهُ. فَقَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ: (أَوَلَوْ كُنَّا كارِهِينَ) أَيْ وَلَوْ كُنَّا ‏كَارِهِينَ تَجْبُرُونَنَا عَلَيْهِ، أَيْ عَلَى الْخُرُوجِ مِنَ الْوَطَنِ أَوِ الْعَوْدِ فِي ‏مِلَّتِكُمْ. أَيْ إِنْ فَعَلْتُمْ هَذَا أَتَيْتُمْ عَظِيمًا. (قَدِ افْتَرَيْنا عَلَى اللَّهِ كَذِباً إِنْ ‏عُدْنا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْها) إِيَاسٌ مِنَ الْعَوْدِ إِلَى ‏مِلَّتِهِمْ.]اهـ

- قال البيضاوي في تفسيره "أنوار التنزيل" (3/40) : [(قال الملأ ‏الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من ‏قريتنا أو لتعودن في ملتنا) أي ليكونن أحد الأمرين إما إخراجكم من ‏القرية أو عودكم في الكفر وشعيب (صلى الله عليه وسلم) لم يكن في ‏ملتهم قط لأن الأنبياء لا يجوز عليهم الكفر مطلقاً لكن غلبوا الجماعة ‏على الواحد فخوطب هو وقومه بخطابهم وعلى ذلك أجرى الجواب في ‏قوله (قال أولو كنا كارهين) أي كيف نعود فيها ونحن كارهون لها أو ‏أتعيدوننا في حال كراهتنا.]اهـ

- قال النسفي في تفسيره "مدارك التنزيل" (1/ 586) : [فإن قلت ‏كيف قال شعيب إِنْ عُدْنَا فِى مِلَّتِكُمْ والكفر على الأنبياء عليهم ‏السلام محال قلت أراد هود قومه إلا أنه نظم نفسه في جملتهم وإن ‏كان بريئاً من ذلك إجراء لكلامه على حكم التغليب.]اهـ

- قال ابن جزي في تفسيره "التسهيل لعلوم التنزيل" (1/295) : ‏‏[فإن قيل: إن العود إلى الشيء يقتضي أنه قد كان فعل قبل ذلك ‏فيقتضي قولهم: لتعودن في ملتنا أن شعيبا ومن كان معه كانوا أولا ‏على ملة قومهم، ثم خرجوا منها فطلب قومهم أن يعودوا إليها وذلك ‏محال، فإن الأنبياء معصومون من الكفر قبل النبوة وبعدهافالجواب ‏من وجهين: أحدهما قاله ابن عطية وهو أن عاد قد تكون بمعنى صار، ‏فلا يقتضي تقدم ذلك الحال الذي صار إليه، والثاني: قاله الزمخشري ‏وهو أن المراد بذلك الذين آمنوا بشعيب دون شعيب، وإنما أدخلوه ‏في الخطاب معهم بذلك كما أدخلوه في الخطاب معهم في قولهم: ‏لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك، فغلبوا في الخطاب بالعود ‏الجماعة على الواحد.]اهـ

- قال الخازن في تفسيره "لباب التنزيل" (2/262) :[ وهذا فيه ‏إشكال وهو أن شعيباً عليه الصلاة والسلام لم يكن قط على ملتهم ‏حتى يرجع إلى ما كان عليه فما معنى قوله أو لتعودن في ملتنا وأجيب ‏عن هذا الإشكال بأن اتباع شعيب كانوا قبل الإيمان به على ملة ‏أولئك الكفار فخاطبوا شعيبا وأتباعه جميعاً فدخل هو في الخطاب وإن ‏لم يكن على ملتهم وهذا فيه إشكال وهو أن شعيباً عليه الصلاة ‏والسلام لم يكن قط على ملتهم حتى يرجع إلى ما كان عليه فما معنى ‏قوله أو لتعودن في ملتنا وأجيب عن هذا الإشكال بأن اتباع شعيب ‏كانوا قبل الإيمان به على ملة أولئك الكفار فخاطبوا شعيبا وأتباعه ‏جميعاً فدخل هو في الخطاب وإن لم يكن على ملتهم قط.]اهـ

- قال أبو حيان الأندلسي في تفسيره "البحر المحيط" (5/112) : ‏‏[وَلَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ شُعَيْبًا كَانَ فِي مِلَّتِهِمْ وَعَلَى الْمَعْنَى الثَّانِي يُشْكَلُ ‏لِأَنَّ شُعَيْبًا لَمْ يَكُنْ فِي مِلَّتِهِمْ قَطُّلَكِنَّ أَتْبَاعَهُمْ كَانُوا فِيهَا، وَأُجِيبَ عَنْ ‏هَذَا بِوُجُوهٍ.‏
أَحَدِهَا: أَنْ يُرَادَ بِعَوْدِ شُعَيْبٍ فِي الْمِلَّةِ حَالُ سُكُوتِهِ عَنْهُمْ قَبْلَ أَنْ ‏يبعث لإحالة الضَّلَالِ فَإِنَّهُ كَانَ يُخْفِي دِينَهُ إِلَى أَنْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ.‏
الثَّانِي: أَنْ يَكُونَ مِنْ بَابِ تَغْلِيبِ حُكْمِ الْجَمَاعَةِ عَلَى الْوَاحِدِ لَمَّا ‏عَطَفُوا أَتْبَاعَهُ عَلَى ضَمِيرِهِ فِي الْإِخْرَاجِ سَحَبُوا عَلَيْهِ حُكْمَهُمْ فِي الْعَوْدِ ‏وَإِنْ كَانَ شُعَيْبٌ بَرِيئًا مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ أَتْبَاعُهُ قَبْلَ الْإِيمَانِ.‏
الثَّالِثُ: أَنَّ رُؤَسَاءَهُمْ قَالُوا ذَلِكَ عَلَى سَبِيلِ التَّلْبِيسِ عَلَى الْعَامَّةِ ‏وَالْإِيهَامِ أَنَّهُ كَانَ مِنْهُمْ.]اهـ

- قال النيسابوري في تفسيره "غرائب القرآن ورغائب الفرقان" ‏‏(3/286) :[وهاهنا سؤال وهو أن الكفر على الأنبياء محال فكيف ‏يتصور عوده إليه؟ وهب أن قول الكفار ليس حجة أليس قول شعيب ‏حجة حيث قال إِنْ عُدْنا فِي مِلَّتِكُمْ؟ وأجيب بأن الكلام بني على ‏التغليب،وأن شعيبا أراد عود قومه إلا أنه نظم نفسه في جملتهم لما ‏ذكرنا، أو لعل رؤساءهم قالوا ذلك تلبيسا على القوم وشعيب أجرى ‏كلامه على وفق ذلك، أو أنه كان في أوّل أمره يخفي مذهبه فتوهموا ‏أنه على دينهم، أو أريد بالملة الشريعة التي صارت منسوخة بشرعه، ‏أو يطلق العود على الابتداء.]اهـ

‏- وفي تفسير "الجلالين" للمحلي والسيوطي (1/206) : [{قال الملأ ‏الذين استكبروا من قومه} عن الإيمان {لنخرجنك يا شعيب والذين ‏آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن} ترجعن {في ملتنا} ديننا وغلبوا في ‏الخطاب الجمع على الواحد لأن شعيبا لم يكن في ملتهم قط.]اهـ

- قال الثعالبي في تفسيره "الجواهر الحسان" (3/56) : [وشعيبٌ ‏عليه السلام لَمْ يَكُ قطُّ كافراً،فيقتضي أنها بمعنى «صار» ، وأما في ‏جهة المؤمنين به بَعْدَ كُفْرهم، فيترتَّب المعنى الآخر، ويخُرُج عنه شعيبٌ، ‏وقوله: أَوَلَوْ كُنَّا كارِهِينَ توقيفٌ منه لهم على شِنْعَة المعصيةِ، وطَلَبٌ أن ‏يقروا بألسنتهم بإِكراهِ المُؤْمنين على الإِخراج ظُلْماً وغشماً.]اهـ

- قال الآلوسي في تفسيره "روح المعاني" (5/4) : [والمتبادر من العود ‏الرجوع إلى الحالة الأولى وهذا مما لا يمكن في حق شعيب عليه السلام ‏لأن الأنبياء عليهم السلام معصومون عما دون الكفر بمراتب. نعم هو ‏ممكن في حق من آمن به فإسناده إليه عليه السلام من باب التغليب، ‏قيل: وقد غلب عليه المؤمنون هنا كما غلب هو عليهم في الخطاب ‏فيكون في الآية حينئذ تغليبان، وقال غير واحد: إن تعود بمعنى تصير ‏كما أثبته بعض النحاة واللغويين فلا يستدعي العود إلى حالة ‏سابقة.]اهـ


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: ابن تيمية ورميه نبي الله شعيب عليه السلام بالكفر !!!!!
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة سبتمبر 07, 2018 10:20 pm 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 23595

الفاضل سهم النور:

رحمة الله على الفاضل مجدي منصور

كان له مشاركة قديمة في رمي ابن تيمية لسيدن شعيب بالكفر

كانت سنة 2003ـ 2004 تقريبا

برجاء البحث عنها ومن ثم يمكننا ضم المشاركتين

بارك الله فيك

_________________
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تكفير ابن تيمية لسيدنا شعيب و الرسل السابقين واتهامهم با
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة سبتمبر 07, 2018 10:38 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس سبتمبر 19, 2013 10:12 am
مشاركات: 3827
تم عمل اللازم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تكفير ابن تيمية لسيدنا شعيب و الرسل السابقين واتهامهم با
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة سبتمبر 07, 2018 10:50 pm 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 23595

شكرا جزيلا

_________________
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تكفير ابن تيمية لسيدنا شعيب و الرسل السابقين واتهامهم با
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت سبتمبر 08, 2018 7:30 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14295
مكان: مصـــــر المحروسة

رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته.

أعزكم الله سيدي الشريف فضيلة مولانا الدكتور محمود ويسعدني ويشرفني دائماً مروركم الكريم العطر.

وخالص الشكر للفاضل (admin2) على مجهوده بارك الله فيه.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 9 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 6 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط