موقع د. محمود صبيح

[font=Tahoma][align=justify]
المتمسلفة يتعلقون كثيرا- كما هي عادتهم - بالأمور الغريبة والأقوال الشاذة المستغربة . وهكذا فعلوا مع بعض الكلمات الموجودة بكتاب ( الغنية ) للإمام العارف بالله تعالى سيدي عبد القادر الجيلاني رضي الله تعالى عنه وعنا به .

فتركوا منهج التصوف الذي ألف الكتاب في الأساس من أجل شرح منهجه ، وتركوا إقرار الإمام الجيلاني رضي الله عنه وعنا به التوسل بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، وندبه لذلك في ذات الكتاب - مع أنه بذلك يكون قبوريا وفق منهج هؤلاء الخوارح - وتعلقوا ببعض الكلمات التي وهموا أن بها تعضيدا لأباطيلهم - ومنهم من يعمل على نشرها على العديد من المواقع - .

وتبيينا لأباطيلهم ، إليكم الآتي :

قال الإمام الحافظ أحمد بن حجر الهيتمي في كتابه : [ الفتاوى الحديثية ( صـ 271- 272 ) ]:

[مطلب: أن ما في [الغنية] للشيخ عبد القادر قدس سره أشياء مدسوسة عليه من بعض الممقوتين]

[وإياك أن تغتر أيضاً بما وقع في [الغُنْية] لإمام العارفين وقطب الإسلام والمسلمين الأستاذ عبد القادر الجيلاني، فإنه دسَّه عليه فيها مَنْ سينتقم اللَّهُ منه وإلا فهو برىء من ذلك وكيف تُروَّج عليه هذه المسألة الواهية مع تضَّلُعه من الكتاب والسنة وفقه الشافعية والحنابلة حتى كان يفتي على المذهبين، هذا مع ما انضْم لذلك من أن الله منّ عليه من المعارف والخوارق الظاهرة والباطنة وما أنبأ عنه ما ظهر عليه وتواتر من أحواله .

ومنه ما حكاه اليافعي رحمه الله وقال:

مما علمناه بالسند الصحيح المتصل أن الشيخ عبد القادر الجيلاني أكل دجاجة ثم لما لم يبق غير العظم توجه إلى الله في إحيائها فأحياها الله إليه وقامت تجري بين يديه كما كانت قبل ذبحها وطبخها، فمن امتَّن الله عليه بمثل هذه الكرامات الباهرة يتصور أو يتوهم أنه قائل بتلك القبائح التي لا يصدر مثلها إلا عن اليهود وأمثالهم ممن استحكم فيه الجهل بالله وصفاته وما يجب له وما يجوز وما يستحيل: {سُبْحَنَكَ هَذَا بُهْتَنٌ عَظِيمٌ } [النور: 17، 18].

ومما يقطع به كل عاقل أن الشيخ عبد القادر لم يكن غافلاً عما في "رسالة القشيري" التي سارت بها الركبان واشتهرت بين سائر المسلمين سيما أهل التحقيق والعِرْفان، وإذا لم يجهل ذلك فكيف يتوَّهم فيه هذه القبيحة الشنيعة، وفيها عن بعض رجالها أئمة القوم السالمين عن كل محذور ولوم أنه قال: كان في نفسي شيء من حديث الجهة فلما زال ذلك عني كتبتُ إلى أصحابنا إني قد أسلمت الآن.

فتأمل ذلك واعتن به لعلك توفق للحق إن شاء الله تعالى وتجري على سنن الاستقامة، ولم نعلم أحداً من فقهاء الشافعية ابتلى بهذا الاعتقاد الفاسد القبيح الذي ربما أدى إلى الكفر والعياذ بالله إلا ما نقل على العمراني صاحب البيان ولعله كُذِب عليه، أو أنه تاب منه قبل موته بدليل أن الله تعالى نفع بكتبه شرقاً وغرباً، ومَنْ على ذلك الاعتقاد لا ينفع الله بشيء من آثاره غالباً. ] اهـ[/align][/font]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا


يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ

واضيفي امتنا على أنهم يأخذون الكتب المدسوسة على العلماء والصالحين لا سيما ابن عربي والجيلاني وغيرهم وينشروها ويفندوها بأنها منها! وهذا كله نتيجة اكتفاء أخذ العلم من السيدي والانترنت والكتب من هنا وهناك.

لطف الله بنا من الزيغ والضلال.

_________________
"إعلم أيدك الله بتوفيقه وسلك بنا وبك سواء طريقه، أن مذهب الفرقة الناجية وما عليه أجمع السنيون أن الله تعالى منزه عن مشابهة الحوادث مخالف لها في جميع سمات الحدوث، ومن ذلك تنزهه عن الجهة والمكان كما دلت على ذلك البراهين القطعية"ا.هـ

www.alsunna.org