موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: الرد على شبهة : "قصة الصحابي الذي تجسس لصالح المشركين"
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أغسطس 03, 2016 11:41 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
الرد على شبهة : "قصة الصحابي الذي تجسس لصالح المشركين"


بسم الله الرحمن الرحيم
ورد بجريدة المقال بتاريخ 19-3-2015م تحت عنوان: قصة الصحابي الذي تجسس لصالح المشركين:
أين كانت عدالة الصحابة حين تجسس حاطب بن أبي بلتعة لصالح الكفار؟
كيف أفشى حاطب أسرار النبي الحربية للعدو؟
لماذا كفر عمر حاطبا بينما لم يكفره النبي؟

.........................................

وكعادة هؤلاء القوم في التدليس نرى في هذا المقال طعنا صريحا في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى وإن كانت هذه الشبهة قد قالها ورددها من قبل أناس آخرون، فليسوا هم أول من ذكرها ولا أول من ادعاها وإنما هم يرددونها كما رددها من سبقهم، وقد فند العلماء كل الشبهات المتعلقة بهذه القصة وأجابوا عن كل تسائلاتها من قديم في كتب شروح السنة وغيرها، لذا لن أطيل في ذكر الحدث توصيفا أو تعليلا، وإنما سأكتفي بذكر القصة كما جاءت في كتب السنة الصحيحة، ثم أردفها بحل الإشكالات التي طرحها الطاعنون في عدالة الصحابة رضي الله عنهم في لمحات موجزة، والله المستعان.

القصة كما رواها الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه: كتاب الجهاد والسير/ باب الجاسوس، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَالزُّبَيْرَ، وَالمِقْدَادَ بْنَ الأَسْوَدِ، قَالَ: «انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ، فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَةً، وَمَعَهَا كِتَابٌ فَخُذُوهُ مِنْهَا»، فَانْطَلَقْنَا تَعَادَى بِنَا خَيْلُنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الرَّوْضَةِ، فَإِذَا نَحْنُ بِالظَّعِينَةِ، فَقُلْنَا أَخْرِجِي الكِتَابَ، فَقَالَتْ: مَا مَعِي مِنْ كِتَابٍ، فَقُلْنَا: لَتُخْرِجِنَّ الكِتَابَ أَوْ لَنُلْقِيَنَّ الثِّيَابَ، فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقَاصِهَا، فَأَتَيْنَا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا فِيهِ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى أُنَاسٍ مِنَ المُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا حَاطِبُ مَا هَذَا؟»، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لاَ تَعْجَلْ عَلَيَّ إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مُلْصَقًا فِي قُرَيْشٍ، وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهَا، وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنَ المُهَاجِرِينَ لَهُمْ قَرَابَاتٌ بِمَكَّةَ يَحْمُونَ بِهَا أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالَهُمْ، فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي ذَلِكَ مِنَ النَّسَبِ فِيهِمْ، أَنْ أَتَّخِذَ عِنْدَهُمْ يَدًا يَحْمُونَ بِهَا قَرَابَتِي، وَمَا فَعَلْتُ كُفْرًا وَلاَ ارْتِدَادًا، وَلاَ رِضًا بِالكُفْرِ بَعْدَ الإِسْلاَمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَقَدْ صَدَقَكُمْ»، قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا المُنَافِقِ، قَالَ: «إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ».


(روضة خاخ) موضع بين مكة والمدينة. (ظعينة) المرأة في الهودج، وقيل: المرأة عامة، واسمها سارة وقيل كنود. (تعادى بنا) تباعد وتجاري. (عقاصها) هو الشعر المضفور. (ملصقا) مضافا إليهم ولست منهم وقيل معناه حليفا ولم يكن من نفس قريش وأقربائهم. (يدا) نعمة ومنة عليهم. (اطلع) نظر إليهم وعلم حالهم وما سيكون منهم.


أولا: كل من نال شرف صحبة النبي صلى الله عليه وسلم فهو عدل فاضل، ثبتت عدالته وفضله بتعديل الله عز وجل له، قال الله تعالى: (لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة: 88- 89] وقال بعدها: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة : 100].

وفي حديث أبي سعيدٍ المتَّفق على صحَّته: أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم – قال(لا تسبُّوا أصحابي، فوالذي نفْسي بيدِه، لو أنَّ أحدَكم أنفق مِثل أُحُدٍ ذهبًا ما أدرك مُدَّ أحدِهم ولا نصيفَه).

و(عدالة الصحابة في الكتاب لا تمثلها آيات محددة مخصوصة، إنما القرآن كله شاهد على عدالتهم واستقامتهم من حيث إنهم الأمة التي حملته ورفعت لواءه وجاهدت من أجله؛ فكل الآيات التي أثنت بالخير أو بينت طبيعة المجتمع المسلم وسبل بنائه وتكوينه، أو أظهرت صفات المجاهدين وما أعد الله لهم، أو بينت سمات المتقين ومآلهم، أو أبرزت محاسن المفلحين الفائزين، يمكننا أن نعدها بجملته أدلة قرآنية على تعديل الصحابة الكرام رضي الله عنهم). .

والأمة مجمعة على عدالتهم وفضلهم حتى من عاش الفتن التي حدثت بينهم، لا يحتاجُ أحدٌ منهم مع تعديلِ الله تعالى لهم -وهو المطَّلع على بواطنِهم- إلى تعديلِ أحدٍ مِن الخَلْق لهم.

ولا تنتقد هذه العدالة إلا بأمر صريح واضح لا لبس فيه ولا مدخل فيه للتأويل ..

وأما إذا نظرنا للحادثة التي معنا فلن نجد فيها ما يخل بعدالة الصحابة رضي الله عنهم، فإن ظاهر فعل حاطب رضي الله عنه لم يقبله أحد حتى النبي صلى الله عليه وسلم أنكر عليه الفعل، بل حتى حاطب نفسه أنكر المفهوم من ظاهر الفعل وأبدى العذر فقال: (وَمَا فَعَلْتُ كُفْرًا وَلاَ ارْتِدَادًا، وَلاَ رِضًا بِالكُفْرِ بَعْدَ الإِسْلاَمِ)، وأطلع الله تعالى نبيه على صدقه، فقَبِلَ عذره النبي صلى الله عليه وسلم ودافع عنه أمام جمع الصحابة وقال: «لَقَدْ صَدَقَكُمْ».

فماذا نحتاج إذن بعد إقرار الرجل على نفسه بعدم الكفر ولا الرضى بالمشركين، ثم بتصديق النبي صلى الله عليه وسلم له وهو الذي لا ينطق عن الهوى؟؟!!.

كيف لنا بعد ذلك أن نطعن في عدالة الصحابة والله نفسه هو المدافع عنهم!!!.


ثانيا: حاطبٌ رضي الله عنه ما قصد أن يعين الكفار حتى يغلبوا المسلمين، ولم يقصد أن يظاهرهم أو يناصرهم، وكيف يعقل هذا وهو أحد جند المسلمين المحاربين!!.
وإنما ظن أن هذا الفعل لا يضر بالنبي ولا بأصحابه، فهو واحد منهم وما يضرهم يضره بلا شك!!، بل يمكن به أن يخادع الكافرين فيظنوا أنه يراعي مصلحتهم، فيستبشروا ويحموا أهله في مكة ويحافظوا على عرضه.. دون أن يساعدهم هذا الفعل في شيء ..
قال الحافظ ابن حجر: (وعذر حاطب ما ذكره؛ فإنه صنع ذلك متأولاً أن لا ضرر فيه) اهـ.


ثالثا: التصديق أمر قلبي غيبي عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يطلع عليه، وإنما الله تعالى وحده هو المطلع على ما في القلوب، وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وإقراره بصدقه يعني أن الله تعالى هو الذي أطلع رسوله على صدق ما قال حاطب، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في رواية: «صدق ولا تقولوا له إلا خيرا».


رابعا: لم يقل أحد من المسلمين أن حاطبا رضي الله عنه كفر بفعله، حتى وإن اختلف العلماء في هذا العمل هل يكفر صاحبه أم يعتبر من الكبائر ودون الكفر؟
ولذلك وصف عمر رضي الله عنه ما حدث بأنه فعل أهل النفاق والكفر، والرسول - صلى الله عليه وسلم - لم ينكر على عمر - رضي الله عنه - تكفيره لحاطب، وبالتالي لا تعارض بين فهم عمر رضي الله عنه وبين فهم النبي صلى الله عليه وسلم أو صحابته، وإنما بين النبي أن هذا الحكم لا ينطبق على حاطب، لأنه صادق ومن علامات صدقه أنه صدَق النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله، ولم يواري عليه ما فعل، ولم يختلق الأسباب، مما يدل على سلامة نيته وصدق مقصده، وبراءته من النفاق، فإنه لو كان منافقاً لكذَّب الحديث، فمن خصال المنافق أنه إذا حدث كذب، وهذا لم يحدث، فهو لم يكذب ولم يخن!.


خامسا: فرق بين يقع في الخطأ مرة وبين من يمارس ذلك مرات كثيرة، ومن الظلم أن نحمل على الصحابي الجليل ما لا يتحمل، فإن كان الفعل في نفسه خطأً إلا أنه قد برئت ساحته منه بأمرين: الأول: أنه كان متأولا معذورا. والثاني: أنه قدَّم من نصرته للنبي صلى الله عليه وسلم ودفاعه عن الإسلام ما يدفع عنه مثل هذه الريبة، وما يقيله من شبهات هذه العثرة، والله أعلم.

http://www.azhar.eg/observer/Press/ArtM ... 9%8A%D9%86


_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 17 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط