موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: 59ـ الأذان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس إبريل 22, 2004 6:50 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 25, 2004 12:52 pm
مشاركات: 170
ـأما نتقاد الجهلة التيمية الوهابية على مسألة : الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بعد الأذان
ـ فالجواب : أنه مأخوذ من قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً" والصلاة والسلام عليه صلى الله تعالى عليه وسلم بعد الأذان أولى ، والأمر على إطلاقه لا يختص بزمان دون زمان ولا حال دون حال ولا بالسر ولا بالجهر ولا بالقيام ولا بالقعود ، بل قد رغّب تعالى عباده بالثواب العظيم لكل مصلٍ على نبيه وحبيبه وخليله محمد صلوات ربى وسلامه عليه .
ـ ومن قوله صلى الله تعالى عليه وسلم : إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ، ومن المعلوم أن المؤذن يقول جهراً ، والسامع يردد سراً ، ثم قال صلى الله تعالى عليه وسلم : ثم صلوا علىّ ، والخطاب موجه إلى المؤذن والسامع ، والمؤذن يقول جهراً ، والسامع يردد سراً ، تأمل فإنه نفيس .
ـ جاء فى طبقات ابن سعد بسند حسن أو صحيح عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب إلى عماله أن ناساً من القُصاص قد أحدثوا فى الصلاة على خلفائهم ومواليهم عدل صلاتهم على النبى ر ، فإذا جاءك كتابى هذا فمرهم أن تكون صلاتهم على النبيين خاصة ، ودعاؤهم للمسلمين عامة، ودعوا بما سوى ذلك بعد الأذان .
ـ فكان هذا أو استحداث فى مسألة الصلاة على النبى صلى الله تعالى عليه وسلم بعد الأذان .
ـ ثم أول ما زيدت الصلاة على النبى صلى الله تعالى عليه وسلم بعد كل أذان فى المنارة كانت فى زمن السلطان المنصور حاجى بن الأشرف شعبان بن حسين بن الناصر محمد بن المنصور قلاوون بأمر المحتسب نجم الدين الطبندى لرؤية رآها بعض الصالحين ـ كما قاله الحافظ ابن حجر الهيتمى فى الدر المنضود ـ وذلك فى شعبان سنة سبعمائة وإحدى وتسعين بعد كل أذان إلا المغرب والصبح لضيق وقتهما .
ـ زاد الإمام السيوطى فى الوسائل فى مسامرة الأوائل (14) وكان حدث قبل ذلك أيام صلاح الدين بن أيوب أن يقال فى كل ليلة قبل أذان الفجر بمصر والشام "السلام على رسول الله" واستمر ذلك إلى سنة سبع وستين وسبعمائة فزيد بأمر المحتسب صلاح الدين البرلسى أن يقال "الصلاة والسلام عليك يا رسول الله" ثم جعل فى عقب كل أذان سنة إحدى وتسعين اهـ ، ونقل مثله الإمام السخاوى فى القول البديع (192) والحطاب المالكى فى مواهب الجليل (1\430) .
ـ واستمر الأمر على ذلك حتى ظهرت الوهابية فمنعته .
ـ فإن قيل : تلك رؤيا لا تُلزمنا بشئ .
ـ قلنا : فكيف كان بدء الأذان على عهد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، والتى كانت برؤيا عبد الله بن زيد ، ثم رؤيا عمر بن الخطاب رضى الله عنهما .
ـ فإن قيل : كان هذا على عهد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وهو المشرع ، ولا تصح بعده .
ـ قلنا : فكيف بحديث الاستسقاء ، الذى رواه ابن أبى شيبة وابن عساكر عن أبي صالح السمان عن مالك الدار وكان خازن عمر قال : أصاب الناس قحط شديد في زمن عمر فجاء رجل الي قبر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقال يا رسول الله استسق لامتك فإنهم قد هلكوا ، فأتي الرجل في المنام فقيل له : ائت عمر فأقرئه السلام واخبره أنكم مسقون ، وقل له : عليك الكيس عليك الكيس ، فأتى عمر فأخبره ، فبكى عمر ثم قال : يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه(1) ، فكيف أقر عمر رضى الله تعالى عنه الرجل على رؤيا بل وعمل بما فيها من الصلاة والاستسقاء(2) .
ـ ثم نزيدك ما أورده ابن القيم فى كتابه الروح (19) قصة وصية ثابت بن قيس  بعد موته : قال أبو عمر : روى هشام بن عمار عن صدقة بن خالد ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال : حدثنا عطاء الخُراسانى حدثتنى ابنة ثابت بن قيس بن شماس قالت : لما نزلت " يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبى" دخل أبوها بيته وأغلق عليه بابه ، ففقده رسول الله ر وأرسل إليه يسأله ما خبره ؟ فقال : أنا رجل شديد الصوت أخاف أن يكون قد حبط عملى ، قال : لستَ منهم ، بل تعيش حميداً وتموت بخير ، قال : ثم أنزل الله " والله لا يحب كل مختال فخور" فأغلق عليه بابه وطفق يبكى ، ففقده رسول الله فأرسل إليه بخبره ، فقال : يا رسول الله إنى أحب الجمال وأحب أن أسود قومى ، فقال : لستَ منهم ، بل تعيش حميداً وتُقتل شهيداً وتدخل الجنة ، قالت : فلما كان يوم اليمامة خرج مع خالد ابن الوليد إلى مسيلمة فلما التقوا وانكشفوا قال ثابت وسالم مولى أبى حذيفة : ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ثم حفر كل واحد له حفرة فثبتا وقاتلا حتى قُتلا ، وعلى ثابت يومئذ درع له نفيسة ، فمرّ به رجل من المسلمين فأخذها ، فبينما رجل من المسلمين نائم إذ أتاه ثابت فى منامه فقال له : أوصيك بوصية فإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه ، إنى لما قُتلت أمس مرّ بى رجل من المسلمين فأخذ درعى ومنزله فى أقصى الناس وعند خبائه فرس يستن فى طوله ، وقد كفأ على الدرع برمة ، وفوق البرمة رحل ، فأت خالداً فمره أن يبعث إلى درعى فيأخذها ، وإذا قدمت إلى المدينة على خليفة رسول الله ـ يعنى أبا بكرٍ الصديق ـ فقل له : إن علىّ من الدين كذا وكذا ، وفلان من رقيقى عتيق وفلان ، فأتى الرجل خالداً فأخبره فبعث إلى الدرع فأتى به ، وحدثا أبا بكر برؤياه فأجاز وصيته .
ـ قال ابن القيم : فقد اتفق خالد وأبو بكر الصديق والصحابة معه على العمل بهذه الرؤيا وتنفيذ الوصية بها ، وانتزاع الدرع ممن هى فى يده ، وهذا محض الفقه .اهـ
ـ وقال ابن القيم أيضاً فى الروح(ص:42ـ آخر المسألة الثالثة) : وقد حدثنى غير واحد ممن كان غير مائل إلى شيخ الإسلام ابن تيمية أنه رآه بعد موته وسأله عن شئ كان يُشكل عليه من مسائل الفرائض وغيرها فأجاب بالصواب .
ـ قال ابن القيم : وبالجملة فهذا أمر لا ينكره إلا من هو أجهل الناس بالأرواح وأحكامها وشأنها وبالله التوفيق .اهـ
ـ ثم نقول أن الصلاة عليه صلى الله تعالى عليه وسلم عقب الأذان جهراً تدخل تحت قوله صلى الله تعالى عليه وسلم ـ وإن لم تكن على عهد النبى صلى الله تعالى عليه وسلم ـ " من سن فى الإسلام سنة حسنة " والأذان والصلاة كلاهما له أصل ثابت فى الدين فافهم فهّمنى الله وإياك .

ـ لعل فى هذا الجواب مبتغاك وطلبك أخت سارة . والله ورسوله أعلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 4 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط