بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد عندما أمر الله تعالى إبليس بالسجود لسيدنا آدم عليه السلام ... كان الأمر واضح جدا ..
قال تعالى ( إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76) سورة ص : 71 – 76
ما كانش فى الأمر الإلهى سؤال عن أيهم أفضل .. الطين .. أم النور .. أم النار ... لكن إبليس علشان قلبه فيه كبر .. راح على طول فلسف المسألة .. وحاول أن يحولها إلى .. أيهما أفضل .. الطين أم النار .. شغل استهبال ...
يا ملعون .. الملائكة الكرام .. ما فهموش أى حاجة .. غير طاعة أمر الله ....
لو تلاحظوا ... هذه الطريقة الإبليسية موجودة عند الإحوة المتمسلفة والخوارج ... وأكبر إمام تظهر فيه هذه الطريقة هو .. ابن تيمية ... مش افتراء عليه .. ولكن انظروا إلى القصص اللى هذكرها لكم يا سادة .. وحللوها بإنصاف .
قال صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي، فى كتابه الوافي بالوفيات - (7 / 12) طبعة دار إحياء التراث – بيروت :
وحكى لي عنه – يعنى ابن تيمية - الشيخ شمس الدين ابن قيم الجوزية قال : كان صغيرا عند بني المنجا .. فبحث معهم فادعوا شيئا أنكره .. فأحضروا النقل .. فلما وقف عليه ألقى المجلد من يده غيظا فقالوا له : ما أنت إلا جريء ترمي المجلد من يدك وهو كتاب علم .. فقال سريعا : أيما خير .. أنا أو موسى ؟ فقالوا : موسى فقال : أيما خير .. هذا الكتاب أو ألواح الجوهر التي كان فيها العشر كلمات ؟ قالوا : الألواح فقال : إن موسى لما غضب ألقى الألواح من يده ... أو كما قال . انتهى كلام الصفدى .
يقول الفقير مريد الحق :
لا حول ولا قوة إلا بالله ... مش عارف .. ابن القيم بيحكى الحكاية دى على سبيل أنها فضيلة لابن تيمية ... إزاى عندهم قدرة يفهموا الأمور بشكل معكوس جدا .
ببساطة شديدة ... واحد ادعى أمر .. والناس قالت له .. ده غلط .. وجابو له الدليل من كتب العلماء ... فيقوم بدل ما يقول .. جزاكم الله خيرا .. أنا كنت غلطان .. لأ يقوم يرمى الكتاب اللى فيه دليل خطؤه ... ويحول المسألة والموضوع لمسار تانى خاااااالص ويرفض التصريح بإنه غلطان ... ويشوش على الناس
بالله عليكم يا ناس يا عقلاء ... الشخص ده .. يتصف بإى صفة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وكمان .. إيييه القياس العجيب الشيطانى ده
سيدنا موسى الكليم على الصلاة والسلام ألقى الألواح غضبا وغيرة على جناب الحق سبحانه لما رأى قومه على معصية خطيرة ... يعنى حضرة سيدنا موسى على حق ... وقومه على باطل وابن تيمية على باطل وخطأ .... وخصمه على حق !!!!!!!!!!!!!
وعلى فكرة .. دى صفة متأصلة فيه ... من صغره .. وحتى وهو كبير .. اسمعوا القصة دى :
قال الإمام بدر الدين العينى الحنفى رحمه الله تعالى فى (باب ما ذُكِرَ فِى الحَجَرِ الأسْودِ)
وقال شيخنا زين الدين – يعنى العراقى - وأخبرنى الحافظ أبو سعيد بن العلائى قال:
رأيت فى كلام أحمد بن حنبل فى جزء قديم عليه خط ابن ناصر وغيره من الحفاظ أن الإمام أحمد سئل عن تقبيل قبر النبى صلى الله تعالى عليه وسلم وتقبيل منبره، فقال: لا بأس بذلك.
قال: فأريناه للشيخ تقى الدين بن تيمية فصار يتعجب من ذلك ويقول: عجبت , أحمد عندى جليل يقوله . هذا كلامه أو معنى كلامه.
وقال – القائل العراقى - : وأىّ عجب فى ذلك , وقد رويناه عن الإمام أحمد أنه غسل قميصا للشافعى وشرب الماء الذى غسله به، وإذا كان هذا تعظيمه لأهل العلم فكيف بمقادير الصحابة وكيف بآثار الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ! ) انتهى النقل من عمدة القارى (8/82-85) – طبعة مصطفى البابى الحلبى.
وشوفوا إيه قال الذهبى فى سير أعلام النبلاء (11/212) ترجمة الإمام أحمد بن حنبل :
( ومن آدابه : قال عبدالله بن أحمد : رأيت أبي يأخذ شعرة من شعر النبي صلى الله عليه وسلم، فيضعها على فيه يقبلها. وأحسب أني رأيته يضعها على عينه، ويغمسها في الماء ويشربه يستشفي به. ورأيته أخذ قصعة النبى صلى الله عليه وسلم فغسلها في حب الماء ، ثم شرب فيها . ورأيته يشرب من ماء زمزم يستشفي به، ويمسح به يديه ووجهه.
قلت – القائل الذهبى - : أين المتنطع المنكر على أحمد ، وقد ثبت أن عبدالله سأل أباه عمن يلمس رمانة منبر النبي صلى الله عليه وسلم ، ويمس الحجرة النبوية، فقال : لا أرى بذلك بأسا. أعاذنا الله وإياكم من رأي الخوارج ومن البدع ) انتهى
يا سادة يا كرام .. الخلق ده اسمه الكبر .. من غير شك .. لأن سيد الخلق وحبيب الحق حبيبى ومولاى وملاذى حضرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ( الكبر بطر الحق وغمط الناس) أخرجه الشيخان .
|