قلت وبالله التوفيق :
أما كون هاشم الرفاعي قد امتدح هؤلاء الخوارج بقصيدة من أشعاره فهذا وارد وخصوصاً وهو كان مازال في مقتبل العمر قد تخطى عامه السادس عشر بقليل ، فلا يبعد عليه التأثر بالدعايات الكاذبة لهؤلاء .
وكثيراً ما وجدنا من يعجب بأمثال هؤلاء ، بل من ينتظم في سلكهم ويعد واحداً منهم ثم لسبب أو لآخر تظهر له حقائقهم التي كانت غائبة عنه ، فنراه وقد تباعد عنهم وجد في إظهار باطلهم .
وهذا مشاهد لنا رأي العين ، وما موقف الشيخ الشعراوي رحمه الله منهم عنا ببعيد
viewtopic.php?f=8&t=5124&hilit=%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%88%D9%8A
وهذا ماحدث لشاعرنا هاشم الرفاعي ، فنراه وقد وجه لهم سهاماً لاذعة من النقد والهجاء .
فنراه بعد مدحهم - بالقصيدة التي سبقت الإشارة إليها - بأزيد من العام بقليل وتحديداً في سبتمبر 1952 يقول عنهم في قصيدته "دعوة الجيب" :
رهط من الأطفال والصبيان
قالوا عليهم شعبةُ الإخوان
منهم من احترف القيام ببدعة
عند اشتداد الجوع والحرمان
فتراه جاء بخدعة مفضوحة
يسعى لنيل الأصفر الرنان
جمعوا لها مالاً وقالوا للهدى
فإذا به قد راح للشيطان
وقال أيضاً في ذات القصيدة :
تلك الجماعة قد تنبأنا لها
بالهدم يوم إقامة البنيان
إنا وجدنا القائمين بأمرها
شر الدعاة وأضعف الأعوان
فإذا تناهى الضعف بين جماعة
ذاق الجميع مرارة الخذلان
ولأن الهجاء والذم قد جاء بعد الإطراء والمدح فهو الموقف الثابت له في حق هذه الجماعة ، فالأصل أن المتأخر ناسخ للمتقدم .
أما تعويل الخوارج من الإخوان على موقفه من ثورة يوليو فإليكم الآتي :