موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 8 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: الإخوان المسلمون المعتدلون :من بدايات تلميع الإخوان في الغرب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس سبتمبر 26, 2013 5:19 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14302
مكان: مصـــــر المحروسة

دراسة : الإخوان المسلمون المعتدلون .

العنوان الأصلي : The Moderate Muslim Brotherhood

الكاتب : "روبرت س. ليكين" و "ستيفن بروك"

المصدر: مجلة فورين أفيرز Foreign Affairs

التاريخ: عدد آذار/ مارس- نيسان/ أبريل 2007

ترجمة: الزيتونة .


مقدمة الزيتونة

لم تفتأ الإدارة الأمريكية تردد مقولة أنها تبحث عن شركاء معتدلين في الشرق الأوسط، وحتى من بين الحركات الإسلامية، ولكن واشنطن اكتشفت أن سعيها إلى نشر الديمقراطية سيأتي بخصومها، خصوصًا الإسلاميين إلى سدة الحكم.

غير أنها ما زالت برأي كاتبي هذه الدارسة غير قادرة على التمييز بين الإسلاميين، إذ تضعهم جميعًا في سلة واحدة في حين أن هناك من يستأهل فرصة التعاون معه في سبيل نشر الديمقراطية والاعتدال والترويج للقيم الأمريكية، وتحقيق مصالح واشنطن في العالم الإسلامي.

ويرى الكاتبان أن حركة الإخوان المسلمين المعتدلة هي الطرف الذي يحمل هذه المواصفات.

فالدارسة التي غاصت في تاريخ الإخوان المسلمين في العالمين العربي والإسلامي وأوروبا، وصراعاتهم مع الأنظمة أو تعاونهم مع
الأنظمة، تنكر على الولايات المتحدة تعاملها مع هذه الحركة على أنها عدو للولايات المتحدة الأمريكية، بل أنها تدعوها إلى استشراف تجربة الإخوان في كل من فرنسا وبريطانيا.

وتستنكر قيام الولايات المتحدة بمنع القيادي الإخواني المقيم في بريطانيا، كمال الهلباوي، من دخول الأراضي الأمريكية لإلقاء محاضرة في إحدى جامعاتها على الرغم من تصريحاته وخطبه المعتدلة تجاه مختلف الأديان، معتبرة تلك الخطوة هدية مجانية للتطرف والإرهاب الإسلامي.

وتذهب الدراسة أبعد من ذلك، حين ترى أن هناك صراعًا داخل حركة الإخوان المسلمين بين "صقور الحركة" أو "حرسها القديم" الذي ناله ما ناله من قمع الأنظمة له في العالم العربي وبين الإصلاحيين الذين يبدون مرونة ويحولون دون انحراف الحركة باتجاه التطرف والعنف، ويبدون استعدادهم لفتح قنوات الحوار مع الولايات المتحدة.

وترى الدراسة أنه على الرغم من أن الكثيرين من وجوه التطرف العالمي الحاليين مثل أيمن الظواهري وغيرهم كانت انطلاقتهم من حركة الإخوان التي انشقوا عنها فيما بعد، إلا أنهم يرون أن الحركة باختلاف فروعها في العالم، يجمعها رفض الانخراط في الجهادية العالمية، وتسعى إلى أسلمة المجتمع بالطرق السلمية.

ولذا يؤكد الكاتبان في نهاية دراستهما أن على الولايات المتحدة أن تتحرك باتجاه الإخوان المسلمين باعتبارهم شريكًا مرشحًا للحوار بين واشنطن والحركات الإسلامية الفاعلة والمعتدلة في العالمين العربي والإسلامي.

يتبع إن شاء الله .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الإخوان المسلمون المعتدلون :من بدايات تلميع الإخوان في ا
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة سبتمبر 27, 2013 4:16 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14302
مكان: مصـــــر المحروسة

ترجمة النص .

تعتبر حركة الإخوان المسلمين الحركة الإسلامية الأقدم والأكبر والأوسع انتشارًا، والأكثر تأثيرًا على الساحة الإسلامية من بين كافة التنظيمات الإسلامية المنتشرة.

وهي أيضًا أكثر الحركات إثارة للجدل والإدانة من قبل كل من، أصحاب الآراء والمواقف التقليدية في الغرب، وأصحاب الآراء الراديكالية والمتشددة في الشرق الأوسط.

فالمعّلقون والمراقبون الأمريكيون يطلقون على حركة الإخوان المسلمين تسمية (الإسلاميين الراديكاليين أو المتشددين)، يصفون الحركة بأنها "من المكونات الأساسية والحيوية في جبهة القوى المعادية، ويصفونفها بأنها من الحركات المعادية بشدة للولايات المتحدة".

أما القائد البارز في تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، فيشير إلى حالة الإخوان المسلمين آخذًا عليهم أنهم يقودون آلاف الشبان المسلمين للوقوف في صفوف أمام أقلام الاقتراع بدل قيادة هؤلاء الشبان نحو ساحات الجهاد.

ويدين الجهاديون الإسلاميين حركة الإخوان المسلمين لرفضها الانخراط في الحركة الجهادية العالمية، ولتأييدها للعملية الديمقراطية والتحول الديمقراطي في المجتمعات الإسلامية.

هذه المواقف التي تتبناها حركة الإخوان المسلمين تسبغ عليها طابع الاعتدال.

وهذا أهم وأكثر ما تتمناه الولايات المتحدة التي تعاني من نقص من الحلفاء في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي.

ولكن حركة الإخوان المسلمين تهاجم وتدين أيضًا السياسة الخارجية الأمريكية، وخاصة الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة
لإسرائيل، وتتساءل أيضًا الحركة الإخوانية عن حقيقة وجدية التزام الولايات المتحدة بدعم وتأييد العملية الديمقراطية في المنطقة.

خلال الأعوام المنصرمة التقينا بالعديد من القادة والناشطين في صفوف حركة الإخوان المسلمين في كل من مصر، فرنسا، الأردن، إسبانيا، سوريا، تونس، والمملكة المتحدة.

ودارت خلال هذه اللقاءات نقاشات مطولة وحادة في بعض الأحيان، وتمكنا خلال هذه الحوارات والنقاشات التي دارت من استكشاف وفهم مواقف حركة الإخوان المسلمين من قضايا معينة مثل الديمقراطية، الجهاد، إسرائيل، العراق والولايات المتحدة، وما هي طبيعة ونوعية المجتمع الذي يسعى الإخوان المسلمون لتحقيقه.

حركة الإخوان المسلمين هي عبارة عن مجموعات وطنية وقومية متنوعة تمتلك وجهات نظر مختلفة.

وهذه المجموعات المختلفة تمتلك رؤية متباينة ومتفاوتة حول كيفية أو بالأحرى الطرق الأنسب للتقدم نحو تحقيق الأهداف والمهمات.

ولكن ما يجمعها جميعًا هو رفضها للانخراط في الحركة الجهادية العالمية، وفي المقابل تأييدها ودعمها لخيار الانتخابات وكافة أوجه الممارسة الديمقراطية، حتى أن هناك تيارًا داخل حركة الإخوان المسلمين على استعداد للانخراط في حوار مع الولايات المتحدة، وقد مارس هذا التيار الذي يلتزم منهج الواقعية السياسية في الفترة الماضية وعلى مدى عقود، عملية الدفع بحركة الإخوان المسلمين نحو تبني مواقف الاعتدال.

إن ميل الإدارة الأمريكية إلى جعل كل الحركات الإسلامية في سلة واحدة، يعيق قدرة صناع القرار على تقييم وتقدير الحركات الإسلامية.

وعلى العكس من ذلك، فإنه يجب على صناع القرار في واشنطن أن يحللوا ويدرسوا كل حركة أو مجموعة إسلامية، في كل وطن عربي أو إسلامي، على حدة وبشكل مستقل وأن يفترضوا أن هذه الحركات الإسلامية على استعداد للانخراط في حوار مع الولايات
المتحدة.

في خضم عملية البحث الدؤوبة وغير المثمرة أحيانًا عن مسلمين وإسلاميين معتدلين، فإن على واضعي ومخططي السياسة الأمريكية أن يلاحظوا وأن يعترفوا أيضًا بأن حركة الإخوان المسلمين تمثل حاضرًا الحالة المناسبة للتعاون معها.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الإخوان المسلمون المعتدلون :من بدايات تلميع الإخوان في ا
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة سبتمبر 27, 2013 4:41 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14302
مكان: مصـــــر المحروسة

الإخوة الكبار .

منذ تأسيس حركة الإخوان المسلمين في مصر عام 1928 ، سعت الحركة إلى إحياء الشعور الديني بين المسلمين عبر تعميق وتعزيز المفاهيم المعادية للإمبريالية، ومقاومة النفوذ والهيمنة الأجنبية، من خلال تعظيم وتعزيز الدور الذي من الممكن أن يلعبه الإسلام لتحقيق هذه الأهداف.

وامتازت حركة الإخوان عن إصلاحيي تلك الفترة بأنها جمعت بين الأسس العقدية والفكرية الإسلامية والنشاطات السياسية ذات المنشأ والتوجه الذي يستند إلى مفاهيم الحداثة.

سعت حركة الإخوان المسلمين إلى تحقيق بناء المجتمع المسلم من خلال ما أطلقوا عليه اسم (التربية) أو الدعوة والتعليم.

بداية ركز الإخوان اهتمامهم على تربية الفرد أي بناء الشخصية، ثم على العائلة، وأخيرًا على بناء المجتمع.

بالرغم من أن مؤسسي الحركة هم من أسفل سلم ترتيب الطبقة الوسطى، إلا أنها سرعان ما دفعت بالمفاهيم الإسلامية نحو طبقة البورجوازية المحلية وصولاً إلى الطبقة العليا من أصحاب القصور وكذلك القصر الملكي.

في نفس الوقت قامت بإنشاء وتشكيل جهازها الخاص المسلح، في تقليدٍ لتشكيل (شباب مصر) أصحاب القمصان الخضراء، والقمصان الزرقاء لحزب (الوفد)، والقمصان ذات اللون البني للشباب النازي آنذاك، وكافة التنظيمات والتشكيلات شبه العسكرية التي انتشرت في الشرق الأوسط في تلك الفترة.

عام 1948، ومع اندلاع وانتشار النزاعات والصراعات الأهلية، قامت الحكومة المصرية بحظر وحل تنظيم الإخوان المسلمين.

لاحقًا، وخلال ذلك العام، إتهم عدد من أعضاء حركة الإخوان المسلمين في التورط بجريمة قتل رئيس الوزراء المصري.

وبالرغم من إدانة حسن البنا، مؤسس حركة الإخوان المسلمين، بشكل علني وصريح لعملية الاغتيال وللذين نفذوها، إلا أنه هو نفسه تعرض فيما بعد لعملية اغتيال أودت بحياته تاركًا خلفه التيارات المختلفة داخل الحركة في حالة صراع على خلافته.

في إشارة إيجابية تدل على الرغبة في المصالحة مع القصر الملكي، (وكذلك لمنع تيار معين من الهيمنة على الحركة)، اختارت حركة الإخوان المسلمين قائدًا من خارج التيارات المتنافسة، لخلافة البنا في قيادة الحركة وهو القاضي حسن الهضيبي، الذي كان يحظى باحترام واسع وسمعة طيبة.

وقد تزامنت عملية اختيار الهضيبي، مع انقلاب عسكري قامت به حركة الضباط الأحرار، أطاح بالنظام الملكي المصري.

حركة الضباط الأحرار التي قادها الكولونيل جمال عبد الناصر وخليفته من بعده أنور السادات، عملوا بشكل وثيق مع الإخوان المسلمين الذين انشدّوا إلى مواقف الضباط الوطنية وشعاراتهم الإسلامية.

ولكن وعود الضباط الأحرار لحركة الإخوان المسلمين بأسلمة الدستور الجديد تبين فيما بعد أنها غير صحيحة.

فقام عندها بعض المستائين من أعضاء التنظيم العسكري الخاص في حركة الإخوان المسلمين بمحاولة اغتيال عبد الناصر، خلال إلقائه خطابًا مما دفع بالنظام الجديد إلى الزج بمعظم أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين في السجن نتيجة لمغامرة محاولة الاغتيال هذه.

خرج عبد الناصر الذي لم يصب ولم يتأثر، من هذه التجربة بطلاً، وخرج التنظيم الخاص المسلح للإخوان المسلمين من هذه القضية في صورة عصابة لا تُحسِن التمييز بين العدو والصديق.

في السجن مارس الحراس والجنود مختلف أصناف التعذيب على المعتقلين وهذا ما جعل من مجموعات القوميين العرب الحاكمين غير شعبيين وغير محبوبين في مصر، كما في العراق وسوريا.

جراح الإخوان المسلمين المثخنة هذه دفعتهم للتساؤل بشدة حول التالي :

كيف يكون من الممكن أن يتحول من وقفنا معهم كتفًا إلى كتف، ضد الاحتلال الإنكليزي، وضد نظام الملك المصري، قد قاموا
بالانقلاب علينا ؟

وهل من الممكن اعتبار من عذب مجموعة من المسلمين المخلصين مسلمين فعلاً ؟

أحد أهم مفكري حركة الإخوان المسلمين، في تلك الفترة، سيد قطب، توصل إلى وضع جواب على هذا التساؤل، لا يزال صداه يتردد حتى هذا القرن، الواحد والعشرين بقوله :

"إن هذا الفعل الذي مارسه هؤلاء هو من أفعال الكافرين، بناءً على هذا التوجه الفكري والعقدي فإن من مارس التعذيب وكذلك النظام الذي يوافق على هذه الممارسة يصبح هدفًا مشروعًا للجهاد".

من الزنزانة الأخرى المجاورة لزنزانة سيد قطب، ناقض الهضيبي، النتائج التي توصل إليها سيد قطب، ويعتقد الهضيبي أن الله وحده يستطيع أن يحكم على مدى صحة وصدق إيمان الأشخاص، رافضًا مبدأ التكفير لأي مسلم، قائلاً :

"بأن أي شخص يحكم بالكفر أو بخروج هذا أو ذاك من الإسلام، فإنه هو نفسه يخرج من ملة الإسلام، لأنه بحكمه هذا على صحة إيمان أي شخص إنما ينتهك إرادة الله وحكمه".

الرؤية والنظرة المتسامحة للهضيبي والقريبة من خط وتوجه مؤسس الإخوان المسلمين حسن البنا كانت لها اليد العليا داخل حركة الإخوان المسلمين، وقد أسس هذا التوجه لخط الاعتدال الذي انتهجته الحركة فيما بعد.

أرعب هذا التوجه المجموعات التكفيرية التي انشقت فيما بعد عن الحركة الأم.

قطب، الذي لفظ أنفاسه بعد إعدامه شنقًا في عهد عبد الناصر عام 1966 ، ليصبح بعدها شهيد التوجه الجهادي؛ كان قد ترك تأثيره على كافة المهتمين بالعمل الجهادي على امتداد العالم الإسلامي، كما يقول أحد الأعضاء المؤسسين للجماعة الإسلامية، المعروفة بحملتها الشرسة ضد السياح الأجانب في مصر خلال عقد الثمانينيات من القرن الماضي.

ويضيف هذا العضو بحزن قائلاً :

"لقد تخلى الإخوة في حركة الإخوان المسلمين عن أفكار سيد قطب".

سلك الإخوان طريق التسامح، ووجدوا أن المبادئ الديمقراطية تتناسب مع توجهاتهم الهادفة إلى أسلمة المجتمع بهدوء وببطء وتدرج.

الفكرة قائمة على أن المجتمع المسلم سوف يسعى وبشكل طبيعي إلى اختيار ودعم قادة إسلاميين عبر صناديق الاقتراع.

كما يكرر الإخوان دائمًا، إيمانهم بالمبادئ الديمقراطية عبر ربطها بالمفاهيم الإسلامية، ومن خلال التأكيد على أن الأمة (أو المجتمع المسلم)، هو مصدر السلطة السياسية.

وفي سعي الإخوان لتحقيق تأييد شعبي أوسع، والوصول إلى سلطة مدعومة شعبيًا، فقد تحالفوا انتخابيًا مع قوى أخرى من القوميين، والعلمانيين، والليبراليين.

بعد أن خسر المتطرفون معركة السيطرة على حركة الإخوان المسلمين من داخل الحركة نفسها، أعادوا تشكيل مجموعاتهم خارج الحركة الأم، في مجموعات تهدف إلى القضاء على الأنظمة الحاكمة على امتداد العالم الإسلامي.

(المجموعات هذه ومن ضمنها مجموعة الجهاد سوف تشكل المحور والعمق المصري في تنظيم القاعدة).

هذه المجموعات الجهادية ترى في مواقف الإخوان المسلمين التي تمدح التوجهات الديمقراطية على أنها إهانة وإساءة للإسلام.

وبالعودة إلى أفكار ومبادئ قطب، فإن أية حكومة لا تحكم وفق أحكام الشريعة هي حكومة كافرة.

التوجهات الديمقراطية ليست خطًأ تكتيكيًا فقط، ولكنها خطيئة لا تغتفر، لأنها تعطي السيادة لأحكام البشر على أحكام وقوانين الله.

أيمن الظواهري، أحد مساعدي أسامة بن لادن، يطلق على هذا التوجه (تأليه البشر).

أبو حمزة المصري،الذي فقد إحدى عينيه، وهو رجل دين متشدد ينشط في أحد مساجد مدينة لندن المعروف باسم (مسجد فيتربري بارك)، يعتبر أن الديمقراطية "هي دعوة إلى تأليه الذات بشكل واضح وصريح، حيث يقوم مجموعة من المواطنين الذين يعتقدون بحق الانتخاب، بوضع حقهم وأفكارهم وقراراتهم في مرتبة تعلو على قدسية قرارات الله".

أبو محمد المقدسي، الذي يعتبر من أهم مفكري التوجه الجهادي حاليًا، وأكثرهم تأثيرًا، يحتج بالقول :

"الديمقراطية في طبيعتها مماثلة لتعدد الآلهة، وهي نوع من أنواع الكفر الذي حذرنا الله منه في كتابه المقدس".

يتساءل بعض المحللين عما إذا كان التزام الإخوان المسلمين بالمفاهيم الديمقراطية هو التزام تكتيكي، أو أنهم يعتبرون الديمقراطية مرحلة انتقالية، ويتحينون الفرصة المناسبة للانقلاب عليها.

خلف هذا التحذير أو لفت النظر، هو هذا التاريخ الحافل بمنظمات وتنظيمات مماثلة، وعدت بتطبيق المفاهيم والمبادئ الديمقراطية ثم انقلبت عليها حالما تسلمت السلطة، أمثال: البلشفيين في الاتحاد السوفياتي،النازيين في ألمانيا، حزب البعث في كل من العراق وسوريا، وحتى عبد الناصر في مصر.

لا نملك من الأدلة سوى القليل على أن حركة الإخوان قد قامت بالتفكير بما قد تقوم به في حال تسلمت السلطة.

والشعار الذي رفعته في الحملة الانتخابية الأخيرة (الإسلام هو الحل).. بالرغم من أننا لا نملك ولا نعرف سوى نماذج قليلة لشكل هذه الحكومة.

لكن على الأقل هناك شيء واحد مؤكد ونحترمه وهو أن حركة الإخوان المسلمين تختلف عمن سبقها من التنظيمات :

وأن طريقها نحو السلطة ليس الطريق الثوري، فهي تعتمد على الفوز بقلوب المواطنين تمهيدًا لأسلمة المجتمع بشكل سلمي وتدريجي.

بناءً على إستراتيجية القائد الروماني (فابيان) التي تستند إلى مبدأ عدم المواجهة المباشرة.

كذلك فالإخوان المسلمون، يسعون فقط للصراع السياسي مع القوى الأخرى، عبر فتح قناة للصراع، بينما يسعون في نفس الوقت إلى مد ونشر نفوذهم بين القواعد الشعبية.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الإخوان المسلمون المعتدلون :من بدايات تلميع الإخوان في ا
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة سبتمبر 27, 2013 5:41 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14302
مكان: مصـــــر المحروسة

يقول أحد القياديين في الحركة :

"ليس من العدل أن يصل الإخوان إلى السلطة قبل أن تصبح أكثرية المواطنين في المجتمع مستعدة لتقديم دعمها لهم".

ويقول قيادي أخر :

"إذا ما قام الإخوان بالحكم بطريقة غير حكيمة وواجهوا خسارة عند أول استحقاق انتخابي، سنكون عندها قد خذلنا مواطنينا، وسيكون من حق الحزب الآخر الفائز أن يتسلم السلطة. ولن نحرم أحدًا من هذا الحق".

وخلال محادثاتنا مع العديد من حلفاء الإخوان المسلمين في منطقة الشرق الأوسط سمعنا الكثير من عبارات الثقة التي تفيد بأن الإخوان سوف يحترمون نتائج العملية الديمقراطية.

النقاش الداخلي .

سجون الشرق الأوسط، البترودولار، التنافس الجيوسياسي، واليقظة الإسلامية، كل هذه العوامل، قد أعطت زخمًا للحركات الإسلامية المختلفة.

مع الأسف، ولسوء الحظ، فإن السياسية الغربية في المنطقة فقدت حس التمييز بين الحركات الإسلامية.

فقد جمعت التوجهات الغربية أو الفهم الغربي للحركات الإسلامية جميع الحركات الإسلامية تحت عنوان واحد هو (السلفية) أو (الوهابية) متجاهلة التباينات والفروقات التي تمييز بين هذه التيارات، ومعترضة ورافضة لطريقة تفكيرها الإستراتيجية
كنتيجة لذلك.

عندما سألنا عددًا من الإخوان المسلمين في الشرق الأوسط وفي أوروبا، حول ما إذا كانوا يعتبرون أنفسهم سلفيين (كما يتم التعريف عنهم مرارًا)، فكان جوابهم :

"إن ذلك يعتمد على تعريفكم للمفهوم السلفي".

إذا كان فهمكم للسلفية يعني الحداثة، النهضة التي دعا إليها جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، فالجواب هو نعم، فنحن من السلفيين، وذلك على الرغم من أن الموقع الالكتروني الواسع الانتشار والتابع للسلفيينwww.saalfipublications.com والذي تديره مجموعة سلفية تعتقد بضرورة عدم المزج بين الممارسة السياسية والأمور الدينية، وبشكل غير مشروط تقريبًا.

وتهاجم الأفغاني وعبده، كونهما بعيدين جدًا عن العقيدة السلفية.

وهي نفس وجهة النظر التي تتبناها المؤسسات الدينية السعودية.

فبعض الدعاة الذين نشأ وتدرب معظمهم في المؤسسات السعودية الرسمية، يعتبرون أن مشاركة حركة الإخوان المسلمين في الحياة السياسية، قد جعلت منهم حركة إخوانية فاقدة للروح الإخوانية الإسلامية ومفلسة إسلاميًا.

وبناءً على ما يقوله أحدهم، فإن لحركة الإخوان المسلمين أهدافًا سياسية واستراتيجيات خاصة بهم تحتم عليهم، بل وتدفعهم لتقديم تنازلات للغرب.

بينما بالنسبة لنا نحن السلفيين كما يقول هذا الشخص، "فإن أهدافنا هي دينية محضة".

بعض النقاد، يتكهن بأن حركة الإخوان المسلمين، تساعد على دفع وتشجيع الروح الراديكالية المتشددة في العالم الإسلامي كما في أوروبا.

لكن الحقيقة هي أن حركة الإخوان تسعى وتعمل لإبعاد جمهور المسلمين عن مسارات العنف، وتقودهم بدل ذلك نحو النشاطات السياسية والعمل الخيري.

مسئول كبير في مكتب إرشاد حركة الإخوان المسلمين في مصر صرح لنا في القاهرة قائلاً :

"لولا وجود حركة الإخوان المسلمين لكان معظم شباب هذه الفترة أو المرحلة، قد اختاروا سبيل العنف، لقد أصبحت حركة الإخوان المسلمين صمام أمان للنهج الإسلامي المعتدل".

قائد جبهة العمل الإسلامي في الأردن، وهي الجناح السياسي لحركة الإخوان المسلمين في الأردن، قال إن حركته قد تجاوزت في
نشاطها وتوجهاتها دور الحكومة الأردنية نفسها في الحد من التوجهات الجهادية عند الشباب قائلاً :

"نحن أقدر على خوض المواجهة الفكرية، وليس المواجهة الأمنية، مع قوى التطرف والتعصب".

في لندن، يناقض قادة حركة الإخوان المسلمين التوجهات والمفاهيم التي تحملها المجموعات المتشددة، كحزب التحرير الإسلامي، مثلاً، الذي يسعى "إلى دفع المجتمع إلى مرحلة الغليان والثورة".

يدعي الإخوان المسلمون نجاحهم في إبعاد التوجهات المتشددة عن تركيبتهم التنظيمية من خلال الانضباط الذي يسود داخل تنظيماتهم ومن خلال برامجهم التعليمية والتثقيفية.

أحد أعضاء الإخوان المسلمين يقول أن شعار التنظيم هو "السمع والطاعة".

وإذا ما رغب أحد أعضاء الحركة في سلوك طريق ممارسة العنف، فما عليه سوى أن يترك التنظيم ليقوم بما يريد.

في هذا يقول البعض، إن عددًا من المتشددين الحاليين قد مروا في مرحلة من مراحلهم الأولى في حركة الإخوان المسلمين، ومنذ
بدايتها.

والطريق الذي يبدأ من حركة الإخوان المسلمين وصولاً إلى سلوك طريق العمل الجهادي ليس مغمورًا أو مجهولاً. تاريخيًا، ظهر الانشقاق عن حركة الإخوان المسلمين، منذ تعرض التنظيم لحملات من الضغط الداخلي والخارجي، ومثال على ذلك، ظهور المجموعة التكفيرية تحت ضغط القمع فيما سمي حينها "حركة الجهاد في مصر".

ولكن اليوم، يبدو أن الأعضاء الذين يتركون التنظيم، ينضمون إلى المجموعات والمواقع المعتدلة بدلاً من الانضمام إلى المجموعات الجهادية.

في منتصف عقد التسعينيات من القرن الماضي، برزت معارضة داخلية لمحاولة الانضمام إلى العملية السياسية عبر الانخراط رسميًا كحزب سياسي، على ضوء وخلفية الهجمة الحكومية الرسمية على التنظيم نتيجة للاعتداءات التي مارستها الحركة الجهادية المصرية.

هذه الضغوطات أدت إلى مغادرة جماعية لأعضاء من حركة الإخوان المسلمين للتنظيم، وشكلت مجموعة منهم، طليعة الحركة الإسلامية الليبرالية التي أطلق عليها اسم (الحركة الوسطية)، بما فيها حزب (الوسط المعتدل).

إحدى القضايا الدائمة الأهمية والحساسية هي هذه الحالة التي يرخيها فكر وهالة سيد قطب على حركة الإخوان المسلمين.

فانتقاد (الشهيد) كما يدعى ويعرف سيد قطب يتطلب لمسة جرّاح، فالرجل قد استشهد في خدمة التنظيم، وكان يملك رؤية تتجاوز الرؤية التي وضعها المؤسس.

كما أن خطابات ومواقف الهضيبي، التي ترفض وبشكل واضح مواقف سيد قطب، بل وتطلق فيها أحكامًا لا تشير إلى اسم سيد قطب بشكل واضح ومباشر.

اليوم، أشد المؤيدين لأفكار سيد قطب، والذين يدافعون بقوة عن أفكاره ويحيطونها بأسوار لحمايتها، يؤكدون بأن الأفكار أو التعاليم التي يفهم منها التوجه نحو العنف والتي أطلقها قطب "قد فهمت على غير محملها الصحيح".

إذًا ما هي الدروس التي سوف تغري الأعضاء الشباب بالتوجه نحو ممارسة أعمال متشددة ؟


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الإخوان المسلمون المعتدلون :من بدايات تلميع الإخوان في ا
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة سبتمبر 27, 2013 8:33 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14302
مكان: مصـــــر المحروسة

وبينما كان الجهاديون يسعون لتجاوز الحملة الدولية للقضاء عليهم، عزز الإخوان نشاطهم وبهدوء سعيًا لتحقيق أهدافهم الوطنية.

ففي الانتخابات التشريعية التي جرت في مصر في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2005 ، تقارب المرشحون المستقلون مع مرشحي الإخوان المسلمين، الذين لا زالوا يعانون من الحظر الرسمي ولكنهم مع ذلك يحظون بشيء من التسامح من قبل النظام المصري، فاز خلال هذه الانتخابات وبشكل مفاجئ الإخوان بحوالي 20 % من مقاعد المجلس التشريعي.

وما تحقق مثير للغاية نتيجة حصوله رغم التدخل الحكومي في الانتخابات وعمليات توجيه الناخبين التي مارستها الحكومة.

في البرلمان الجديد، نسقت حركة الإخوان جهودها التشريعية بتشكيلها لجنة خبراء لإدارة العمل التشريعي أطلق عليها اسم (المطبخ البرلماني).

وبدلاً من السعي لتحقيق أو ملاحقة الشئون الدينية، أو القضايا الثقافية، فقد سعى الإخوان المسلمون للضغط على الحكومة لتنفيذ برامج إسكانية مناسبة ،وانتقدوا الحكومة في معالجتها التهديد الذي يشكله وباء أنفلونزا الطيور، وطالبوا بفتح تحقيق ومحاسبة المسئولين عن سلسلة من الحوادث والكوارث التي حصلت في تلك الفترة وطالت وسائل النقل التي تشمل كل من الحافلات والقطارات والنقل البحري.

هذا التقدم الذي أحرزته حركة الإخوان، والطريقة المعتدلة التي تنتقد فيها أداء الحكومة، أدت إلى ازدياد التوتر بين الحركة الإخوانية والحكومة.

والنتائج الجيدة التي أحرزتها الحركة الإخوانية في، العملية الانتخابية الأخيرة، تبعتها حركة تأييد من قبل الحركة الإخوانية في شهر أيار/ مايو عام 2006 لمشروع إصلاح السلك القضائي ودعم استقلاله.

أما الرئيس حسني مبارك الذي يسعى إلى تسليم مقاليد السلطة لابنه جمال من بعده، فقد مارس المزيد من ممارسة عمليات القمع الذي تستهدف قوى المعارضة.

هذا الضغط قد أدى إلى تزايد الخلافات بين مختلف التوجهات الموجودة داخل حركة الإخوان المسلمين.

منذ عقد الثمانينيات من القرن الماضي، وأبناء الطبقة الوسطى من أصحاب الحرف والمهن، يدفعون حركة الإخوان باتجاهات شفافة ومرنة، والعمل من خلال الاتحادات النقابية، والمنظمات المهنية.

هؤلاء الإصلاحيون تعلموا كيفية تشكيل وإنجاح التحالفات مع الآخرين وتأمين الخدمات لشركائهم في هذه التحالفات.

أحد قادة التيارات الإصلاحية قال لنا :

"لا يتم الإصلاح إلا إذا عمل الإسلاميون مع سائر القوى الأخرى،بما فيها العلمانيين، والليبراليين".

وقد وجدت هذه التيارات مساحة جيدة للعمل تحت سقف حركة (كفاية) المصرية، والتي تحتضن إلى جانب الإخوان المسلمين، مجموعات من العلمانيين، الليبراليين، الوطنيين، واليساريين.

ولدت حركة كفاية في خضم المعارضة المتصاعدة للحرب على العراق، وهي الآن تشكل قلب وعمق واليد الضاربة للمعارضة الديمقراطية في مصر.

(من المفارقة أن الحرب التي شنت تحت عنوان نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط قد أسفرت عن ظهور جبهة ديمقراطية مصرية تتبع منهجًا مناقضًا لسياسات الولايات المتحدة في المنطقة وحربها على العراق).

الجناح الإصلاحي في حركة الإخوان المسلمين، يخوض صراعًا مع الجناح المحافظ على المواقع الأساسية والحساسة في الحركة التي تعاني من جراح وآلام عمليات القمع والاضطهاد وصعوبات العمل السري.

ظهرت الانقسامات الحادة حول موضوع تشكيل حزب سياسي، وهو من المواضيع التي تعتبر من الدعائم والركائز الأساسية على أجندة الإصلاحيين.

فيما يختص هذا الموضوع يقول الإصلاحيون،بأن هذا المشروع إنما يخدم الأهداف العريضة للتنظيم بإعطاء فرصة ومنبر لحركة الإخوان المسلمين لنشر رسالتها في صفوف الجمهور المتواجد في المقلب الآخر والذي لم تكن تملك فرصة التواصل معه.

المحافظون في التيار الإخواني يقولون بأن هذا الجناح يجب أن يكون مرفقًا بالحركة ومخصصًا بشكل حصري للعمل السياسي.

فيما تتابع الحركة الاجتماعية داخل صفوف الإخوان المسلمين، مهماتها خارج نطاق العمل السياسي، كالعمل الخيري، التعليم، والقضايا الصحية.

حب أخوي أم صراع تيارات ؟

بالرغم من أن الجناح المصري في حركة الإخوان المسلمين يبقى الأكثر تأثيرًا ونفوذًا داخل حركة الإخوان إلا أن فروعًا قد نمت للحركة على امتداد الشرق الأوسط وأوروبا .

إلا أنه مع ذلك لا يوجد لهذه الحركات والتنظيمات الإخوانية إطار يجمعها على غرار (الكومينتيرن) وهو الهيكلية التي كان ينضوي تحتها كافة التنظيمات الشيوعية في العالم .

التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، هو في الحقيقة،تحالف فضفاض وضعيف، نادرًا ما كان يستطيع جمع شمل أعضائه.

وبالفعل، فإن هذا الضعف في التنظيم الدولي إنما هو نتيجة للنجاحات المحلية التي تحققها التنظيمات الوطنية على صعيد الاستقلال الوطني، أو التكيف مع الشروط المحلية الداخلية .

إن الفكرة السائدة حول ارتباط أو ترابط التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، هو عرضة للتساؤل ويخضع للأولويات الوطنية، التي تخص كل تنظيم .

بالرغم من القمع الذي تعرضت له حركة الإخوان المسلمين في معظم مناطق الشرق الأوسط ، إلا أن الحركة انتشرت على امتداد العالم العربي، من خلال الحركة الطلابية والمنفيين إلى أوروبا .

سعى إخوان مصر في بداية عقد الثمانينيات من القرن الماضي، إلى تأسيس تعاون وتنسيق بين العشرات من التنظيمات المنتشرة في مختلف الدول.

ولكن المعارضة كانت عالمية، ففي السودان الدولة المجاورة لدولة مصر، احتج الرجل القوي في حركة الإخوان المسلمين في السودان، حسن الترابي، قائلاً :

"لا يمكنكم إدارة العالم من القاهرة".

وعندما غزا العراق دولة الكويت المجاورة، في عام 1990 ، احتج الإخوان المسلمون في الكويت على مواقف التنظيم العالمي للإخوان المسلمين وانسحبوا منه، ساحبين معهم محافظهم المليئة بالنقود.

والحكومة العراقية التي شكلتها ودعمتها الولايات المتحدة هي نموذج آخر من نماذج التراع والخلاف، ففي حين تعارض وتدين كافة التنظيمات الإخوانية في العالم العربي والإسلامي والأوروبي، الحكومة العراقية الدمية صنيعة الأمريكيين، فإن الجناح العراقي في حركة الإخوان المسلمين يشارك في البرلمان العراقي بشكل علني ومستمر.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الإخوان المسلمون المعتدلون :من بدايات تلميع الإخوان في ا
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة سبتمبر 27, 2013 9:42 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14302
مكان: مصـــــر المحروسة

وأخيرًا، التحالف الذي تشكل بين تنظيم الإخوان المسلمين في سوريا ونائب الرئيس السوري السابق الذي انشق عن النظام عبد الحليم خدام، وقد اشتهر عن خدام تهجمه على حركات الإخوان المسلمين الأخرى.

وزاد من حدة هذا الخلاف والتباين الحرب الأخيرة التي اندلعت الصيف الماضي في لبنان، فقد أدان الإخوان المسلمون السوريون الدور السوري وتدخله في الشئون اللبنانية، في حين وقفت باقي حركات الإخوان المسلمين في العالم خلف حزب الله.

تتبنى التنظيمات الوطنية المختلفة للإخوان المسلمين وجهات نظر متباينة حول دور وسياسات الولايات المتحدة في المنطقة.

في مصر والأردن، بالرغم من أنها تعتبر نفسها في حالة شراكة مع الولايات المتحدة في مواجهة الإرهاب والظلم والقمع والتسلط، إلا أن حركات الإخوان المسلمين في هذه الدول، والتي تقودها اهتمامات ومصالح انتخابية معينة تنتقد بشدة سياسات الولايات المتحدة في المنطقة.

في حين تدعم حركة الإخوان المسلمين في سوريا جهود إدارة بوش الساعية إلى عزل نظام بشار الأسد، والتصريحات النموذجية المعادية لسياسة الولايات المتحدة التي تصدر في مصر والأردن نادرًا ما نسمعها من التنظيم السوري.

حتى فيما يتعلق بالقضية المركزية (إسرائيل) فإن لكل تنظيم من تنظيمات الإخوان في الوطن العربي لهجته ونغمته الخاصة.

كل قائد من قادة حركة الإخوان المسلمين تحدثنا إليه عبر عن الرغبة والاستعداد للموافقة على ما توافق عليه حماس في الموضوع المتعلق بالاعتراف بإسرائيل (حماس هي جناح الإخوان المسلمين في الساحة الفلسطينية).

فالخبرة المكتسبة قد تكون شكلت الأرضية التي عززت الثقة بمواقف حماس المتمردة، ولكن هذه المواقف ستكون بالتأكيد موضع تباين حاد مع تلك التي تتبناها القوى والتيارات الجهادية.

الظواهري، وفي معرض إعلانه عن وجهة نظر الجهاديين، يقول :

"لا أحد يملك الحق، سواء كان فلسطينيًا أم لا، في التخلي عن حبة تراب من أرض فلسطين، التي هي أرض إسلامية، محتلة الآن من قبل الكفار".

أجاز الإخوان المسلمون فعلاً الجهاد في الدول والأراضي التي تم احتلالها من قبل قوات أجنبية، مثل أفغانستان، خلال الحقبة السوفياتية، ووجهة نظر الإخوان حول قضية الصراع في العراق وإسرائيل هي أن هذا القتال هو "جهاد دفاعي" ضد الغزاة المحتلين، وهذا الموقف يعتبر معالاً للمبادئ المسيحية التي تتحدث عما يسمى(بالحرب العادلة).

لقد فشل الإخوان في تقديم البعد الديني الذي يقنع الجهاديين الذين بدورهم يتهمون حركة الإخوان، بما فيها حركة حماس، بممارسة العمل الجهادي رغبة في تحقيق مكاسب متعلقة بمساحات من الأرض وليس في سبيل الله.

وإذا ما قارنا التصريحات الصادر عن أحد قادة الإخوان يوسف القرضاوي الذي يقول بأن :

"الخصومة بيننا وبين اليهود متعلقة بموضوع الأرض فقط".

بالتصريح الذي أطلقه الظواهري :

"إن الله، كل العظمة والمجد له، قد جعل القضية الدينية هي موضوع العداوة مع اليهود، وكذلك موضوع الصراع".

يرفض الإخوان المسلمون مقولة إن تنظيمهم معادٍ للسامية؛ فالمرشد العام الحالي للإخوان المسلمين في مصر، محمد مهدي عاكف، يقول بأن لا نزاع بين حركة الإخوان المسلمين واليهود، إنما الصراع هو بين حركة الإخوان والحركة الصهيونية (التي يعتبرها عاكف، غير يهودية)، بالرغم من هذا الادعاء بالنفي، إلا أن أدبيات حركة الإخوان المسلمين كلها تعبر عن الكره لكل اليهود، وليس
للصهاينة فقط .

فعلى سبيل المثال، في ملحق جريدة الإخوان المسلمين (الدعوة)، الصادرة في شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 1980 ، والخاص بالأطفال، يخاطب هذا الملحق الأطفال حول من هم أعداء دينهم، فيقول لهم :

"اليهود على سبيل المثال، يا إخوتي يا أشبال أسود الإسلام، هم أعداؤكم وأعداء الله، يجب أن نسحقهم من الوجود".

ولكن في خطبة حديثة ألقاها كمال الهلباوي، المعروف بأنه من أكثر الإخوان المسلمين تأثيرًا في المملكة المتحدة، في مسجد صومالي في شمال مدينة لندن، أعلن أنه حتى تكون مسلمًا صالحًا، فإن الإيمان وحده لا يكفي. لأنه بعد الإيمان يأتي حق الجوار، وذكر الهلباوي قصة مفادها :

"أن الفقيه المعروف، عبد الله بن المبارك، كان له جار يهودي، وأراد هذا اليهودي أن يبيع مترله، فسأله المشترون عن الثمن، فطلب اليهودي ألفين، فاعترض المشترون بأن المترل لا يساوي سوى ألف واحدة، فأجاب اليهودي بأن سعر المترل هو فعلاً ألف ولكنه يريد الألف الأخرى ثمن الجوار الجيد الذي سيتركه خلفه للمشتري الجديد".

بعد انتهاء الخطبة سألنا الهلباوي، حول ما إذا كانت الأنباء التي انتشرت في الوسط البريطاني حول مواقف المسلمين المعادية للسامية، قد كانت هي السبب في هذه المواقف التي أعلنها في هذه الخطبة، والتي أشاد فيها علنا بشخص يهودي في معرض التحدث عن بعض فضائل الإسلام، أجاب :

"بالتأكيد".

يتهم البعض الإسلاميين، باستخدام معايير مزدوجة، أي باستخدام لغة معتدلة نحو اليهود باللغة الإنكليزية، ولغة متشددة أصولية نحو اليهود باللغة العربية .

ففي مقال نشر حديثًا في مجلة "الاتجاهات الراهنة في الفكر الاسلامي"، أشارت هذه المقالة إلى تباين مقلق بين النصوص العربية وتلك التي باللغة الإنكليزية، لبعض الفقرات التي تنشر على الموقع الرسمي على شبكة الإنترنت التابع لحركة الإخوان
المسلمين .

ولكن خطبة الهلباوي، قد قدمت بكاملها باللغة الانكليزية، ودون إعادة تقديمها باللغة العربية .

إن هذا العرض الذي قدم أمام الملأ مباشرة هو أكثر إقناعًا من الطريقة التي يحاول تنظيم الإخوان المسلمين من خلالها الفصل بين معاداة الصهيونية عن معاداة السامية .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الإخوان المسلمون المعتدلون :من بدايات تلميع الإخوان في ا
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة سبتمبر 27, 2013 10:00 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14302
مكان: مصـــــر المحروسة

الإخوة في الخارج .

في أوروبا، تقود حركة الإخوان المسلمون، مجموعات تمثل الأقليات في مجتمعات علمانية في دول ديمقراطية، مع علمهم بأن هذه الأقليات ستبقى على وضعها كأقليات مستقبلاً وعلى المدى المنظور، وبأن النشاطات المتاحة التي يمارسونها لن تؤدي إلى تحويل المواطنين الأوروبيين إلى الإسلام .

بدلاً من ذلك، فإن النشاطات تهدف إلى التأكيد على حق الأقليات في ممارسة شعائرها الدينية.

(من الملاحظ أن حركة الإخوان المسلمين، تستلهم وتستفيد من التسامح الديني الذي تعيشه أوروبا،مستندين إلى تجربة التطرف الديني ومعاداة السامية في العهد النازي التي تسعى أوروبا إلى عدم تكرارها) .

أحد الأمثلة على ما يجري في أوروبا، هو الطريقة التي عالجت بها حركة الإخوان، قضية الرسوم المسيئة للنبي محمد والتي نشرتها إحدى الصحف الدانماركية .

فبالرغم من أن الشبكة العالمية ساعدت على نشر الإساءة التي نشرتها الصحيفة الدانماركية، إلا أن كافة الأقسام والفروع التابعة لحركة الإخوان دعت رسميًا للاحتجاج بشكل سلمي، فأدانت المنظمة الفدرالية الإسلامية في أوربا، وهي تضم المجموعات التنظيمية الأساسية التي تقودها حركة الإخوان المسلمين في أوروبا، الجرائد الأوروبية التي نشرت هذه الرسوم، ولكن ليس بكلمات وعبارات حادة جدًا.

وبالرغم من أنها انتقدت ما سببته الرسوم الكاريكاتورية من جرح لشعور كافة المسلمين، إلا أنها دعت إلى العمل على تكريس المزيد من التعاون بين المسلمين وغير المسلمين.

في المقابل، خصص الجهاديون أموالاً مقابل قتل رسامي هذه الرسوم الكارتونية، وبالتزامن مع هذه الحملة تم تنسيق إحراق العديد من السفارات الدانماركية .

دفع تزايد أعداد المسلمين في فرنسا بوسائل الإعلام إلى دق جرس الإنذار، وكذلك برز هذا القلق في تقارير حكومية، وتحديدًا حول أسلمة المدارس، وحول المساجد التي أصبحت مأوى للمتشددين .

فالاحتجاجات الصاخبة التي يطلقها المسلمون ضد إسرائيل، وكذلك تدنيس المقابر اليهودية، والهجمات التي تستهدف النساء غير المحجبات، وإحباط العديد من المحاولات الإرهابية؛ كل هذا، خلق جوًا من الانطباع العام، داخل البلاد وخارجها حول قوة الاندفاع الإسلامي ونهوضه .

لهذا السبب أيضًا، سارع العديد من المراقبين الفرنسيين، والدوليين، إلى إلصاق ما جرى من أعمال شغب وحرق للسيارات، وإلقاء للحجارة في عدد من أحياء باريس التي يسكنها جمهور واسع من المسلمين المهاجرين، بهذا الجمهور وإعطاء هذه الحوادث طابع (الانتفاضة الفرنسية).

بعد ثلاثة أسابيع ونصف من أعمال الشغب، فشل التوجه الإسلامي في إثبات حضوره ودوره .

وثبت أيضًا أنه أضعف من أن يؤسس لإمكانية تطبيق الشريعة في أجزاء من المدينة أو أي من دوائرها الانتخابية، كما استنتج وكتب
بعض المراقبين في تقاريرهم .

لم يلعب الإسلام المتشدد الراديكالي أي دور في إطلاق أو نشر أعمال العنف هذه التي اندلعت .

هذا بناءً على ما ذكرته دوائر المخابرات الفرنسية الداخلية، بل على العكس لقد كان من مصلحة المتشددين الإسلاميين عودة الهدوء وبسرعة حتى لا يتهموا بشيء من هذا القبيل .

مسئول المخابرات الفرنسية في منطقة باريس، أبلغنا أنه من بين 3000 معتقل تم اعتقالهم خلال الأحداث التي عصفت بباريس خلال الخريف الماضي، لم يكن أي واحد من بينهم ينتمي إلى أية مجموعة إسلامية معروفة، ونحن نراقبهم بدقة وعن قرب .

في الحقيقة، عندما برز الإسلاميون على الساحة كان ذلك في محاولة منهم لتهدئة الأمور ووقف أعمال الشغب وردع المشاغبين الذين كانوا يرشقون المندوبين الإسلاميين بالحجارة .

استنكرت المنظمة الإسلامية المرتبطة بحركة الإخوان المسلمين في فرنسا والمعروفة باسم اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا
أعمال الشغب عبر إصدارها فتوى ،بهذا الشأن .

هذه الفتوى كانت جزءًا من استراتيجية هذه ،UOIF المنظمة التي سبق أن رسمت قبل 15 عامًا، والهادفة إلى أن تثبت حضورها على الساحة الفرنسية كشريك يعتمد عليه من قبل الحكومة الفرنسية .

أحد كبار المسئولين في وكالة المخابرات الفرنسية الداخلية، قال بأن وكالته بحاجه للتعاون مع المنظمة الإسلامية هذه للتأكد من أنها لن تشكل خطرًا على الدولة الفرنسية في المستقبل .

عندما أصدرت السلطات في فرنسا قرارًا بحظر ارتداء الحجاب، كان موقف اتحاد المنظمات الإسلامية، موقفًا متكيفًا ومنسجمًا مع الواقع، مما سبب خيبة أمل لدى باقي الفروع الأوروبية التابعة للإخوان المسلمين .

فقد كان هؤلاء يتمنون أن يكون موقف الإسلاميين الفرنسيين أكثر تشددًا، وتخوف هؤلاء من أن يسجل الموقف الفرنسي سابقة في هدوء ردات الفعل بالنسبة لباقي المجموعات الإسلامية وبما يؤدي إلى مزيد من المواقف المنفردة والمستقلة .

وكجزء من سياستهم في التعاون ضمن استراتيجية محددة، حافظت المنظمة الإسلامية على مسافة مناسبة في تعاطيها مع بعض القضايا الملتهبة، كما فعلت مع الرمز الإخواني يوسف القرضاوي والمعروف في الأوساط الغربية بأنه يشرع العمليات الجهادية في العراق وإسرائيل، فقد قام القرضاوي بالمشاركة دون دعوة في مؤتمر لاتحاد المنظمات الإسلامية .

(بالنسبة للعديد من الإسلاميين، يعتبر القرضاوي غير متشدد، وكما يقول بذلك أيضًا المفكر الجهادي أبو بصير الطرطوسي، ويقول بوجوب عزله ووقف الاتصال به نظرًا لمواقفه المعتدلة) .

وحتى أن جريدة "الاتحاد"، التي يصدرها اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، تعالج المسألة الفلسطينية بحذر، فهي تدعم فقط عمليات التبرع الخيرية لمساعدة اللاجئين وتعمل على إظهار الفلسطينيين في صورة ضحايا أكثر من كونهم مقاتلين .

ولا تشارك هذه المنظمة في المظاهرات المؤيدة للقضية الفلسطينية وتبقى بعيدة عن توجيه الاتهامات فيما يتعلق بالتراع العربي الإسرائيلي .

ولم تشارك أيضًا في المسيرات الوطنية التي انطلقت عام 2003 ضد الحرب على العراق، ولا حتى في المسيرات الضخمة الحاشدة التي سارت عام 2006 .

إن غياب هذه المنظمة عن أعمال الشغب التي اندلعت وكذلك عن المسيرات والمظاهرات، التي انطلقت في فرنسا، البلد الذي يضم أكبر تجمع إسلامي، كان لتهدئة المخاوف من أن الإسلاميين يسعون للهيمنة على أوروبا .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الإخوان المسلمون المعتدلون :من بدايات تلميع الإخوان في ا
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة سبتمبر 27, 2013 10:31 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14302
مكان: مصـــــر المحروسة

إن تقديرات المنظمة الإسلامية في فرنسا UOIF تختلف بشكل حاد عن تلك التي تتباهى بها ،MAB زميلتها في بريطانيا، المنظمة الإسلامية في بريطانيا والتي ترحب بحرارة بأفكار القرضاوي.

فعلى الرغم من أن عدد السكان المسلمين المتواجدين في بريطانيا يشكل ربع عدد المسلمين في فرنسا إلا أنهم أكثر غضبًا وتميزًا عن إخوانهم في فرنسا، وهم أكثر ميلاً لتأييد الإرهاب .

وتعتبر المنظمة الفرنسية UOIF ،أكثر تأثيرًا من تلك الموجودة في بريطانيا MAB ،إلا أن المنظمة الإسلامية البريطانية تترك رذاذًا واضحًا نتيجة تحركها في بحر عاصف أكثر .

عندما شكلت حركة الإخوان المسلمين المنظمة MAB الإسلامية عام 1997 ، كانت واحدة من بين العديد من المنظمات الإسلامية المتواجدة في ، بريطانيا. العديد منها كان متشددًا راديكاليًا، يرفض الاعتدال ويتوجه نحو الأصولية .

لقد كان في الساحة وعلى مدى أجيال البعثة الإسلامية في المملكة المتحدة، وهي فرع من الحركة الإسلامية الباكستانية، التي أسسها أبو الأعلى المودودي .

وبينما كان صوت المنظمة الفرنسية يعلو في الغرف الصغيرة للناشطين الإسلاميين في فرنسا، كان صوت المنظمة في بريطانيا صغيرًا يسعى لأن يسمع في مساحات واسعة حيث كان الشباب من حديثي السن يلقون بالبيض الفاسد على من هم أكبر سنًا
منهم .

بعد أن نمت واشتهرت المنظمة الإسلامية في بريطانيا، بدأت بالتعاون والعمل مع الحكومة . وقد كان هذا التعاون بارزًا في لندن في (مسجد فيتربري بارك) .

هذا المسجد اكتسب أهمية وانتباهًا بسبب خطيبه الشهير السابق .

وبالرغم من اعتقال المصري وطرده من المسجد، فقد عاد أتباعه إلى المسجد وسيطروا عليه من جديد .

ولقد ترددت الشرطة في التدخل في بيت من بيوت الله ، وقدمت عرضًا للمنظمة الإسلامية بالسيطرة على المسجد مقابل التخلص من سيطرة المتطرفين .

وقد حصلت المنظمة على الغالبية في مجلس إدارة المسجد واستعدت للسيطرة على البناء بكامله .

وبالرغم من أن رجال "المصري" حاولوا اقتحام المسجد، إلا أن مؤيدي المنظمة MAB الإسلامية استطاعوا صدهم .

تخبرنا شرطة إسكوتلاند يارد بأن شركاءها الجدد من الإسلاميين يعتمد عليهم، وقد كان دورهم مؤثرًا
في إبعاد بعض أنصار "المصري" السابقين عن الأجواء الراديكالية المتشددة .

مع السلطات البريطانية،إن التعاون المفتوح الذي مارسته المنظمة الإسلامية MAB وضع المنظمة في مواجهة مع المتشددين أمثال HT بينما الصراع بين هذين الطرفين مرتبط بقضايا متعلقة بشئون عرقية، وأخرى متعلقة بالسن : الشباب المسلم المتحدر من أصول باكستانية ممثل بكثافة في HT .

بينما الأكبر سنًا والعدد القليل من المسلمين المتحدرين من أصول عربية انضموا MAB .

عضو سابق في HT أبلغنا بأن مجموعته تهيمن على (المشهد البريطاني)؛ وهو يقدر بأن منظمته تضم حوالي 8500، في المملكة المتحدة .

بينما لا تضم منظمة MAB سوى ما يقارب الألف عضو .

إن منظمة HT ذات طابع غير عنفي ولذا فهي كانت بعيدة بشكل كامل عن أن تكون موضع اهتمام من قبل الشرطة البريطانية في تقييمها الأخير الذي قدمته حول نشاطات الجهاديين الإسلاميين والذي ذكرت فيه:

"إن حوالي 200 ، مجموعة أو شبكة منظمة تضم ما يقارب من 1600 شخص أصبحوا معروفين ومحددي الهوية من قبل الشرطة (ومع ذلك يبقى العديد ممن لا نعرفهم)، ممن هم ناشطون ومتورطون في مؤامرات أو مشاركون في تقديم تسهيلات لنشاطات إرهابية في بريطانيا وفي خارجها .

على ضوء هذه الأرقام لا عجب بأن يخبرنا مسئولون في منظمة MAB بأن مجموعتهم متأخرة بحوالي عقد من الزمن، وهي لا تحرز تقدمًا في مواجهة المجموعات الراديكالية المتشددة في المملكة المتحدة .

التقسيم والانخراط .

أسست حركة الإخوان المسلمين على أنها حركة معادية للإمبريالية، ومهمتها إعادة إحياء مبادئ الشريعة الإسلامية، وهي تشبه إلى حد ما الولايات المتحدة في تتبع مسار نجمها وكذلك قدرها .

وإذا كان أحد فروعها يرفض في بعض الأحيان أية تسوية أو وساطة من المنظمات الشقيقة، فمن المؤكد إذًا أن هذه التنظيمات لن تقبل أيد رعاية أو احتضان من الولايات المتحدة .

ولكنها قد تقبل بالتعاون في بعض الشئون المحددة، التي تشمل مصالح مشتركة،كالمعارضة التي يبديها الإخوان لتنظيم القاعدة مثلاً ، وتشجيع العملية الديمقراطية، ومقاومة توسع النفوذ الإيراني في المنطقة .

هذه الهموم تتشارك حركة الإخوان مع الولايات المتحدة في مقاربتها ومواجهتها ويبدو من المحتمل أن يتعاون الطرفان بشأنها .

من الممكن أن تكون البداية بالتعاون مع ممثلي التوجه الإصلاحي في حركة الإخوان، خاصة المتواجدين حاليًا في الغرب .

وقد خسرت الولايات المتحدة فرصة طيبة لتسمع بشكل مباشر من أحد هؤلاء الإصلاحيين (الهلباوي)، وهو الإمام الذي سمعناه يخطب ممتدحًا اليهود،في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قام بالتوجه إلى جامعة نيويورك، فلم يسمح له بدخول الولايات المتحدة وُأجبر على العودة وإلغاء رحلته .

هذه المعاملة الموجهة إلى رمز وشخصية معروفة بمواقفها الشجاعة ضد الأصوليين الإسلاميين وبتوجهاتها العلنية المنادية بالحوار مع الولايات المتحدة، هي بمثابة ممارسة أخرى غبية وغير مفهومة من قبل وزارة الداخلية الأمريكية التي لم تقدم حتى الآن أية تفسيرات لهذا التصرف .

إن هذه الشخصية الإسلامية المعجبة بشخصية شكسبير وبرونتس، والمقيم في لندن، يبدو وكأنه الشخص المناسب تمامًا ليساعد في مد جسور التقارب بين الحضارات المختلفة .

لكن كانت النتيجة معاكسة تمامًا، فالإهانة العلنية التي وجهت له كانت هدية مقدمة للراديكاليين المتشددين، وكان أن وجهت إليه
عبارات مثل :

"لقد قلنا لك هذا"، فيما يتعلق بالعلاقة مع الولايات المتحدة .

إن سياسة الولايات المتحدة نحو حركة الإخوان المسلمين ومن يتحالف معهم، تتراوح بين وجهة النظر التي تعتبرهم مكونًا أساسيًا وحيويًا، لشبكة الجهاد العالمية، وبين من يرى أن الحصول على دعم ومساندة حركة الإخوان في بعض الدول الإسلامية وتفعيل دورهم المعتدل يتطلب درجة معينة من التعاون معهم .

النظرة السابقة تبدو أصولية، وتفيد بأن الولايات المتحدة تسعى لفرض المزيد من العزلة على حركة الإخوان المسلمين، منها منع الولايات المتحدة (الهلباوي) وبعض الإصلاحيين الآخرين في حركة الإخوان من الدخول إلى الولايات المتحدة، أو منع حكومة الولايات المتحدة موظفيها من الاتصال والحوار مع أعضاء من الإخوان المسلمين .

وإذا كانت الولايات المتحدة قد اختارت المواجهة مع حركة النهضة أو اليقظة الإسلامية، باعتباره تقديمًا لمصالحها الوطنية، فإن على واضعي السياسات الخارجية الأمريكية أن يدركوا أن هناك عددًا غير محدد من القضايا السياسية وغير السياسية التي عليهم مواجهتها .

وفي موضوع التعامل مع حركة الإخوان المسلمين فإن الحكمة تكمن في التمييز بين هذه الحركة وبين الحركات الجهادية، وعلى
أهمية الفروقات بين مختلف التيارات الإخوانية في الدول المختلفة .

هذه المقاربة تفرض على واشنطن أن تعالج كل قضية على حدة، مع الأخذ بعين الاعتبار الحالات الخاصة التي تعيشها كل دولة من الدول فيما يتعلق بتوقيت التعاطي مع من، ومتى يكون، أو العمل مع من، في هذه الحالة فإن الإخوان المسلمون هم القوى الأقرب والأنسب .

في الولايات المتحدة، يبدو غالبًا أنه من العقيم البحث عن مسلمين معتدلين يحظون بدعم واسع في مجتمعهم، ففي هذه اللحظة التي يعيش فيها المعتدلون، فإن على واشنطن أن تبادر إلى توظيف قدراتها ومصالحها في العالم الإسلامي، وتباشر الحوار مع الإخوان، لأن هذا الحوار مع حركة الإخوان المسلمين يخدم أبعادًا إستراتيجية مهمة.

تم بحمد الله .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 8 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 9 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط