مأخي الصغير في الثانوية الأزهرية ( الصف الثاني ) وبفضل الله تعالى الذي قيد لنا فضيلة الدكتور محمود ـ عرف أخي حقيقة ابن تيمية و أذنابه من الوهابية الخوارج .
و في ذات يوم جاءني أخي و معه أحد كتبه المدرسية ـ و هو في أشد الدهشة ، و الحيرة ، و الغيرة ـ كان هذا الكتاب هو كتاب الأدب العربي و تاريخه للصف الثاني الثانوي الأزهري و هو من تأليف
الدكتور محمد محمد خليفة ، و د.علي محمد حسن العماري ، و الشيخ زكي علي سويلم .
و فتح لي أخي الكتاب على موضوع ( تراجم بعض أشهر المؤلفين )
فلما رأيت الموضوع هالني و حدث لي ما حدث له بل أشد ، رأيت عجبا رأيته يتحدث عن ابن تيمية بأنه مفترى عليه مظلوم و أن علماء عصره حسدوه فألبوا عليه السلطان و حبس .... الخ !!!!!!! كلام هو عكس الحقيقة و عكس ما قرره العلماء و المؤرخون !!! من أين أتو به ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ما هي مصادرهم ؟؟؟؟؟ هل هم على علم بحقيقة المحروم ابن تيمية وكتبوا خلافها ؟ فتلك من أعظم المصائب !!! أم هم على جهل بحقيقة المحروم ابن تيمية ؟؟؟ و تلك مصيبة أخري !!!! و هل هم يعلمون من هم هؤلاء العلماء الذين حسدوا هذا المحروم ؟ و لماذا حسدوه ؟ هل لأنه تجرأ على فعل شنيع ( وهو القول بالجهة و الجسمية ، و التنقيص من مقام سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه و آله وسلم ، و التطاول على سادتنا الصحابة و سادتنا آل البيت رضي الله عنهم جميعا... الخ) وهل يعلمون قدر هؤلاء العلماء الذين وقعوا فيهم لأجل ابن تيمية ؟ وهل يعلمون عددهم(الذي بلغ حد التواتر) ؟ إن كنت لا تدري فتلك مصيبة و إن كنت تدري فالمصيبة أعظم .
و إليكم نص ما كتبوه عن هذا المحروم في الكتاب المذكور :
هو أحمد بن عبدالحليم ، ولد بحران 661 هـ فر والده من وجه التتار بعد استيلائهم على البلاد فقصد مع أسرته دمشق و معهم ما استطاعوا حمله من الكتب التي نجوا بها و في دمشق نشأ ابن تيمية مع أسرة متمسكة بالدين و أب فقيه عالم و لهذا كان للبيئة الأولى أثرها في خلقه و علمه وقد تلقى العلم في دمشق على أعلام العلماء في مختلف العلوم و نبغ في علوم العربية و فقه الحنابلة و التفسير و أصول الفقه و هو في طليعة شبابه الأمر الذي جعل العلماء يعجبون بذكائه ، و حببت إلى نفسه الصوفية فتقشف و زهد في الملبس و المأكل و شغل بالعبادة و العلم وكان نهما في حب العلم لا يمل الدرس و البحث و الاطلاع ، و تولى التدريس و عمره إحدى و عشرون سنة .
أخلاقه :
اشتهر ابن تيمية بالزهد و الورع و التقوى و الشجاعة في الرأي و التواضع و الشدة على أهل البدع و الأهواء ،الناس و اشتهر بحب السنة حتى سمي (محب السنة ) و لهذا حسده و حقد عليه الكثيرون من الناس ، و أخذ عليه بعض ما كان يلقيه في دروسه من نقد المجتمع و الحكام و تصدى له العلماء بالجدل و المناقشات و التناظر ثم استعين عليه بالسلطان فنقله إلى مصر و أودع في السجن مرات و كان آخر اعتقال له في سجن قلعة دمشق بمرسوم صدر من السلطان و قد أعانه سجنه و انقطاعه عن الناس على العبادة و التأليف حتى إنه ألف في المسائل التي سجن من أجلها عدة مجلدات
ثم حيل بينه و بين الكتابة فحبست عنه كل أدواتها ولم يعش طويلا بعد ذلك و مات في سجنه و ازدحم الناس في جنازته حتي بالغ بعض المؤرخين فزعم أن مشيعيه كانوا مائتي ألف . بلغت مؤلفات ابن تيمية ثلاثمائة مجلد في التفسير و الفقه و الأصول و الرد على المبتدعة و الفلاسفة .
من اشهر مؤلفاته :
الإيمان ـ الجمع بين العقل و النقل ـ الواسطة بين الحق و الخلق ـ تفسير المعوذتين ـ مجموعة رسائل تبلغ تسعا و عشرين رسالة في موضوعات مختلفةو كل هذه الكتب مطبوعة بمصر ـ فتاوى ابن تيمية : وتقع فتاوى ابن تيمية في خمسة مجلدات تناول فيها الكثير من المسائل الفقهية فذكر المسألة ثم ذكر فتواه فيها و قد تناول في الفتاوى جميع أبواب الفقه كما تعرض في الفتاوي لبعض مسائل في التوحيد كمسألة خلق الأفعال و كلام الله و أن كلام الله واحد ، و خلق القرآن ، وذكر اختلاف العلماء في هذا و آراءهم و رد غير المقبول من هذه الآراء مستدلا بآيات من القرآن أو بما ورد من حديث . اهـ النقل
هناك الكثير من الملاحظات الهامة فمثلا قولهم :
1-{ اشتهر بحب السنة حتى سمي (محب السنة ) و لهذا حسده و حقد عليه الكثيرون من الناس.}
من هم الناس الذين حسدوه ؟ وهل يعقل أن يكون الحسد بسبب حب السنة ؟ثم من هم الذين لقبوه بهذا اللقب ؟ !!!!
2-{ و أخذ عليه بعض ما كان يلقيه في دروسه من نقد المجتمع و الحكام و تصدى له العلماء بالجدل و المناقشات و التناظر ثم استعين عليه بالسلطان فنقله إلى مصر}
لماذا لم يذكروا بعض ما أخذ عليه ؟ و ما هو الشيء الذي كان في المجتمع و نقده ابن تيمية ؟ و هل كل علماء عصره كانوا جاهلين بحيث أعجزهم ابن تيمية فاستعانوا عليه بالسلطان ؟ أم أن الحقيقة خلاف ذلك ، و أن هناك أيد خفية تريد اللعب بعقول طليعة الشباب المسلم ليتسنى لهم الوصول إلى ما يريدوه من أهداف خبيثة ؟
3- { حتى إنه ألف في المسائل التي سجن من أجلها عدة مجلدات.}
من خلال النظر إلى هذه الجملة يتبين لنا أنهم يعرفون تلك المسائل التي سجن بسببها . ترى هل يعرفونها فعلا ؟ أم لا ؟ و إن كانوا يعرفونها فمؤيدون لها أم معارضون ؟ و إن كانوا معارضين فلم ذكروا هذا الخبيث و سيرته ؟و إن كانوا مؤيدين فلم لم يذكروا بعض هذه المسائل، أم أنهم يخجلون منها ،أو أنهم يعلمون أنها تتصادم مع الفطرة السليمة، و بالتالي فلن تؤثر في المدرسين و الطلاب ؟ بل سيحدث العكس تماما
إن الأمر جد خطير ( يصور الباطل على أنه حق ، و المنكر على أنه معروف ...!!!!!!!)
الأمر خطير : الذي يتجاسر على الذات العلية ، و يتطاول على سيد البشر صلى الله عليه و آله و سلم ، .... صار من يفعل ذلك هو محب السنة و قامع البدعة و شيخ الإسلام و غيره جاهل حسود مبتدع ضال !!!!!!!! منطق معكوس وفهم منكوس و العجيب أنه يدرس في الأزهر الشريف لا أجد ما أقوله غير :
إنا لله و إنا إليه راجعون
ولا أدري أأدعو للشيخ المراغي الذي سمح بتدريس كتب هذا الخبيث ، أم أدعو عليه ، لله الأمر من قبل و من بعد .
_________________ صلى الله على طه خير الخير وأحلاها
وعلى الكرار أبي الكرما والزهراء وأبناها
|