[2]
قبل تخلى مبارك عن الحكم - بنحو 8 أيام- قال «إيميل نخلة» في حديث أذاعته قناة (روسيا اليوم الإخبارية) :
أعتقد أن صانعي القرار بالولايات المتحدة أدركوا عدم إمكانية الارتباط بالبلاد ذات الأغلبية المسلمة، مثل مصر وباكستان وماليزيا، وحتى تركيا، دون الارتباط بقوى «الإسلام السياسي» بهذه البلدان..
و«الإخوان» فى مصر يمثلون القوى الإسلامية الأكبر.. حتى إن «أوباما» قال بجامعة القاهرة فى العام 2009 إننا لا يمكن أن نتحدث عن بداية جديدة بدون جماعة الإخوان.
.. وفى محاضرة له ألقاها بداية العام - يناير 2013 - بجامعة سانت جونز. أضاف نخلة مزيداً من التوضيحات ، قائلاً:
إن أحد الدلائل المهمة التى تضمنها خطاب «أوباما» فى جامعة القاهرة، هو اختياره لمكان الخطاب فى حد ذاته.. فالأجيال الصاعدة فى مصر هى الهدف.. كانت رسالة البيت الأبيض - التى لم يدركها الكثيرون - أن ثمة تغييراً لابد أن يحدث..
فالولايات المتحدة سترتبط فى المقام الأول بالمجتمعات الإسلامية، لا الأنظمة الحاكمة للمجتمعات الإسلامية.. وارتباطنا بهذه الأنظمة من أجل موضوعات تتعلق بالأمن القومي بالأساس..
وكأن أوباما أراد القول «إننا تخلينا عن فكرة تصدير الديمقراطية للأنظمة الحاكمة، واستبدلناها بدعم نمو الديمقراطية من داخل هذه المجتمعات نفسها»
.. وبالتالي لابد ألا يكون ارتباطنا بالنخبة ذات التعليم الغربي، أو التى تجيد التحدث بالإنجليزية.. بل بالقطاع العريض غير جيد التعليم، الذى ربما لا يجيد الإنجليزية على الإطلاق..
وإن كان هناك قطاع داخل هذه المجتمعات، التى تشهد نموا لقوى الإسلام السياسي، لا يتفق وسياستنا الخارجية، فلا يعنى هذا ألا نتحدث معهم.
فى يناير الماضي، أيضاً.. (كان هذا هو الرد، نفسه، الذى واجه به وزير الخارجية الأمريكى «جون كيرى» الاستجواب الموجه له بالكونجرس من قبل السيناتور «راند باول» عن دعم الولايات المتحدة للإخوان، رغم أنها جماعة تحمل أفكارا تمييزية ضد الآخر وغير ديمقراطية).