تابع ( 5-تحديد علاقة الإشكالات بمدى صحة الأحاديث أو الآثار)ب- مرحلة ظهور الإمام المهدي حتى نزوله ببيت المقدس
1- هل يكون قتال الإمام المهدي للسفياني ببيت المقدس؟ الأحاديث:جاء في السنن الواردة في الفتن للداني
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند ذكر الإمام المهدي في حديث واقعة الزوراء: «هُوَ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِي كَنانة مِنْ رِجَالِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، عَلَيْهِ عَبَاءَتَانِ قَطَوَانَيَّتَانِ، كَأَنَّ وَجْهَهُ الْكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ فِي اللَّوْنِ، فِي خَدِّهِ الْأَيْمَنِ خَالٌ أَسْوَدُ، بيْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةٍ، فَيَخْرُجُ الْأَبْدَالُ مِنَ الشَّامِ وَأَشْبَاهُهُمْ وَيَخْرُجُ إِلَيْهِ النُّجَبَاءُ مِنْ مِصْرَ وَعَصَائِبُ أَهْلِ الْمَشْرِقِ وَأَشْبَاهُهُمْ حَتَّى يَأْتُوا مَكَّةَ، فَيُبَايَعُ لَهُ بَيْنَ زَمْزَمَ وَالْمَقَامِ ثُمَّ يَخْرُجُ مُتَوَجِّهًا إِلَى الشَّامِ وَجِبْرِيلُ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ وَمِيكَائِيلُ عَلَى سَاقَتِهِ يَفْرَحُ بِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ وَأَهْلُ الْأَرْضِ وَالطَّيْرُ وَالْوُحُوشُ وَالْحِيتَانُ فِي الْبَحْرِ، وَتَزِيدُ الْمِيَاهُ فِي دَوْلَتِهِ وَتُمَدُّ الْأَنْهَارُ، وَتُضْعِفُ الْأَرْضُ أُكُلَهَا، وَتُسْتَخْرَجُ الْكُنُوزُ، فَيَقْدَمُ الشَّامَ فَيَذْبَحُ السُّفْيَانِيَّ تَحْتَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَغْصَانُهَا إِلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ وَيَقْتُلُ كَلْبًا» . الآثار:أخرج الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن
- حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثني محدث أن المهدي والسفياني وكلب يقتتلون في بيت المقدس حين يستقبله البيعة فيؤتى بالسفياني أسيرا فيأمر به فيذبح على باب الرحمة ثم تباع نساؤهم وغنائمهم على درج دمشق.
-أخرج الحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن
حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ جَرَّاحٍ، عَنْ أَرْطَاةَ، قَالَ: «يُبَايِعُهُ ثُمَّ يَعُودُ الْمَهْدِيُّ إِلَى مَكَّةَ ثَلَاثَ سِنِينَ، ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ كَلْبٍ فَيُخْرِجُ مَنْ كَانَ فِي أَرْضِ أُرَمَ كُرْهًا فَيَسِيرُ إِلَى الْمَهْدِيِّ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا، فَيَأْخُذُ السُّفْيَانِيَّ فَيَقْتُلُهُ عَلَى بَابِ جَيْرُونَ».
تعليق:
حديث واقعة الزوراء يشير إلي قتل الإمام المهدي للسفياني بالقرب من بحيرة طبرية. و في الأثر الأول يقتتل الإمام المهدي والسفياني وكلب في بيت المقدس
و في الأثر الثاني أنه يقتله عند باب جيزون
و الحديث و الآثرين المذكورين يشيرون إلى وقوع القتال بمنطقة بيت المقدس أو بالقرب منها إلا أنه لم يتيسر الحصول على سند يوثق صحة هذه الأخبار2- لماذا ينتقل الإمام المهدي بالخلافة إلى بيت المقدس بعد أخذ البيعة بمكة؟الأحاديث:جاء في تفسير سورة الإسراء الآيات من 22 إلى 72 للألوسي:
وروي عن وهب بن منبه أن الجزيرة آمنة من الخراب حتى تخرب أرمينية وأرمينية آمنة حتى تخرب مصر ومصر آمنة حتى تخرب الكوفة ولا تكون الملحمة الكبرى حتى تخرب الكوفة فإذا كانت الملحمة الكبرى فتحت قسطنطينية على يد رجل من بني هاشم وخراب الأندلس من قبل الزنج وخراب إفريقية من قبل الأندلس وخراب مصر من انقطاع النيل واختلاف الجيوش فيها وخراب العراق من الجوع وخراب الكوفة من قبل عدو يحصرهم ويمنعهم الشرب من الفرات وخراب البصرة من قبل العراق وخراب الأبلة من عدو يحصرهم برا وبحرا وخرابا الري من الديلم وخراب خراسان من قبل النبت وخراب النبت من قبل الصين وخراب الهند واليمن من قبل الجراد والسلطان وخراب مكة من الحبشة وخراب المدينة من قبل الجوع،
وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «آخر قرية من قرى الإسلام خرابا المدينة»
كذا نقله العلامة أبو السعود وما في كتاب الضحاك وكذا ما روي عن وهب لا يكاد يعول عليه، وما روي عن أبي هريرة مقبول وقد رواه عنه بهذا اللفظ النسائي ورواه أيضا الترمذي بنحوه وقال حسن غريب
ورواه أبو حيان بلفظ «آخر قرية في الإسلام خرابا المدينة»
وفي البحور الزاخرة أن سبب خرابها أن بعض أهلها يخرجون مع المهدي إلى الجهاد ثم ترجف بمنافقيها وترميهم إلى الدجال ويهاجر بعض المخلصين إلى بيت المقدس عند إمامهم، ومن بقي منهم تقبض الريح الطيبة روحه فتبقى خاوية، ويأبى كونها سبب خرابها الجوع حسبما سمعت عن الضحاك وابن منبه ظاهر ما أخرجه الشيخان «لتتركن المدينة على خير ما كانت مذللة ثمارها لا يغشاها إلا العوافي الطير والسباع وآخر من يحشر راعيان من مزينة» الحديث.
وأخرج الإمام أحمد بسند رجاله ثقات «المدينة يتركها أهلها وهي مرطبة قالوا: فمن يأكلها؟ قال: السباع والعوافي»
وما ذكر من أن مكة تخربها الحبشة ثابت
في الصحيحين وغيرهما لكن بلفظ «يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة»
وفي حديث حذيفة مرفوعا «كأني أنظر إلى حبشي أحمر الساقين أزرق العينين أفطس الأنف كبير البطن وقد صف قدميه على الكعبة هو وأصحاب له ينقضونها حجرا حجرا ويتداولونها بينهم حتى يطرحوها في البحر»
وفي حديث أحمد عن أبي هريرة أنه تجيء الحبشة فيخربونه أي البيت خرابا لا يعمر بعده أبدا
تعليق:
لم يتيسر الحصول على حديث أو أثر يوضح سبب النزول بالخلافة ببيت المقدس إلا أنه ورد الآتي:
1- قتال الإمام المهدي للسفياني بالقرب من بيت المقدس و ذكرناه في الإجابة عن سؤال "هل يكون قتال الإمام المهدي للسفياني ببيت المقدس؟"
2- جاء في تفسير الألوسي نقلاً عن البحور الزاخرة أن سبب خرابها أن بعض أهلها يخرجون مع المهدي إلى الجهاد ثم ترجف بمنافقيها وترميهم إلى الدجال ويهاجر بعض المخلصين إلى بيت المقدس عند إمامهم.
فيمكن أن يستنتج من ذلك أن الإمام المهدي يخرج للجهاد وتخرب المدينة مما يجعله يقيم الخلافة ببيت المقدس إما لإنشغاله بالجهاد و رد الأعداء و لعدم القدرة على العودة لوجود حصار
يتبع بإذن الله تعالى