center]قد ولدته أمه فأسفرا *** منظفا مطيبا معطرا
لم تر فيه وسخا وقذرا *** مكوملا مختتنا مطهرا
مقطوع سرة بغير حد
وقدرأت نورا به مصطحبا *** منها بدا ولم يزل ملتهبا
حتى أضاء مشرقا ومغربا *** رأت قصور الشام منه والربا
رأت بعينى رأسها من بعد
قالت وكان ساجدا إذ نزلا *** وخاضعا لربه مبتهلا
ثم من السماء نحوى أقبلا *** سحابة فغيبت خير الملا
وقائلا طوفوا بخير عبد
طوفوا به كى يعلموا الأخبارا *** مشارقا ومغاربا بحارا
ليعرفوا السيد المختارا *** باسم وصورة ونعت سارا
يمحى به الشرك وكل جحد
وانكشفت عنه سريعا فبدا *** وعادلى كما مضى مؤيدا
على يديه حين وضعى اعتمدا *** ثم ملا بتربة الأرض اليدا
إشارة لملكها من بعد
**( أعلموا إوانى وفقكم الله )** وطهرنى وغياكم من كل قاطع عن الله * بجاه مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم *( أنه ولد صلى الله عليه وسلم ) نظيفا ما به قذى ولا قذر * رافعا سبأ بتيه إلى السماء التى هى محل العبر والفكر * قابضا بقية اصابعه * لا يطرقه التفات لغير خالقه ورافعه * مختونا مقطوعا السر بيد القدرة الأزلية * طيبا دهينا مكحولا بكحل العناية * الأبدية وقيل ختنه جده بعد سبع ليال وسماه * وأولم وأطعم وأكرم مثواه * واشرقت الأرض عند ولادته * وتدلت النجوم إليه فرحا برؤياه ومجادته ودنت منه حتى كادت أن تقع بالأرض * من شدة ما حصل لها من العشق المحمدى الذى لا يميز صاحبه الطول من العرض وعن سيدنا العرباض بن سارية رضى الله عنهما قال إنى عند الله لخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل فى طينته وسأخبركم عن ذلك إنى دعوة أبى إبرايهم وبشارة عيسى ورؤيا أمى التى رأت وكذلك أمهات النبيين يرين وغن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت حين وضعته نورا أضاءت له قصور الشام وإلى هذا أشار عمه سيدنا العباس رضى الله عنه بقوله حسبما سبق
وأنت لما ولدت أشرقت الأر *** ض وضاءت بنورك الأفق
فنحن فى ذلك الضياء وفى النو*** ر وسبل الرشاد نخترق
*( وغــــــــــيره )*
كل المكارم تحت طى بروده *** ولقد اضاء الكون عند وروده
والبحر يقصر عن موارد جوده ***إنسان عين الكل سرو جوده
( وفى الدرة المضيئة ) من خبر سيد البرية ( وروى ) الطبرانى أنه صلى الله عليه وسلم لما وقع على الأرض وقع على الأرض وقع مقبوضة أصابع يده مشيرا بالسباية كالمسبح بها ( وفى رواية ) وقع جائيا على ركبتيه وكفيه شاخصا بصره إلى السماء وروى ابن الجوزى فى الوفاء عن ابى الحسين بن البراء مرسلا قال قالت آمنة وجدته صلى الله عليه وسلم جانيا على ركبتيه ينظر إلى السماءثم قبض قبضة من الأرض وأهوى ساجدا ( قال ) فى اللطائف وحروج ذلك النور عند وضعه إشارة إلى ما يجىء به من النور الذى أهتدى به أهل الارض وزالت به ظلمة أهل الشرك كما قال تعالى قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين الآية ثم قال وفى رفع بصره إلى السماء إشارة إلى رفع شأنه وعلو قدره وأنه يسود الخلق أجمعين وكان هذا من آياته وأنه أول فعل وجد منه فى أول ولادته قاله العلامة الجوجرى ( وقال غيره ) الحكمة فى قبض التراب ورفع رأسه الإشارة إلى الإعراض عن الدينا فكأنه حين رفع رأسه يقول لا التفات لى إلى الدنيا وما فيها فإنها كهذا التراب عند الله تعالى ( قال ) بعض أهل الإشارة لما ولد عيسى عليه السلام قال إنى عبد الله آتانى الكتاب وجعلنى نبيا الآية فأخبر عن نفسه بالعبودية والرسالة ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقع ساجدا وخرج معه نوراضاء له ما بين المشرق والمغرب وقبض قبضة من تراب ورفع بصره إلى السماء فكانت عبودية عيسى عليه السلام بالمقال وعبودية محمد صلى الله عليه وسلم بالفعال ورسالة عيسى بالإخبار ورسالة محمد بالأنوار وفى سجوده صلى الله عليه وسلم عند وضعه إشارة إلى أن مبدأ أمره على القرب قال الله تعالى واسجد واقترب وقال صلى الله عليه وسلم أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فحال عيسى عليه السلام مشيرا إلى مقام العبودية وحال محمد صلى الله عليه وسلم مشير إلى مقام القرب من حضرة رب البرية كما قيل
لك القرب من مولاك يا أشرف الورى *** وأنت لكل المرسلين ختام
وكنت لنا يوم القيامة شافعـــــــــــــــا *** وأنت لكل الأنبيــــاء إمام
عليك من الله الكريم تحيـــــــــــــــــــة *** مباركة مقبولة وســــلام
وفى إضاءة قصور بصرى بذلك النور غشارة إلى ما خص الشام من نور نبوته فإنها دار ملكه كما ذكرسيدنا كعب أن فى الكتب السابقة ( محمد رسول الله ) مولده بمكة ومهاجره بيثرب وملكه بالشام فمن مكة بدت نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم وإلى الشام انتهى ملكه قل سائر الممالط ولهذا أسرى به صل الله عليه وسلم إلى الشام إلى بيت المقدس كما هاجر قبله إبراهيم عليه السلام إلى الشام وبها ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام وهى أرض المحشر والمنشر أخرج الإمام أحمد وأبو داود وابن حبان والحاكم فى صحيحيها عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال عليكم بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبى إليها خيرته من عباده وعنه صل اللله عليه وسلم من مات بالشام أعطى الأمان من ضغطة القبر والجواز على الصراط وعن سيدنا عبد الله بن خولة رضى الله عنه قال يا رسول الله اختر لى بلدة أكون فيها فلوا أعلم أنك تبقى لما اخترت على قربك شيئا قال عليك بالشام فلما رأى كراهتى للشام قال أتدرى ما يقول الله تعالى فى الشام إن الله تعالى تكفل بالشام وأهله وعن أبى قلابة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم رأيت فيما يرى النائم كأن الملائكة حملت عمودا الكتاب فوضعته بالشام فأولته أن الفتن إذا وقعت كان الإيمان بالشام وقال عمر رضى الله عنه يا كعب ألا تتحول إلى مدينة النبى صلى الله عليه وسلم فقال له إنى أجد فى كتاب الله المنزل أن الشام كنز الله فى أرضه وبها كنزه من عباده وقال النبى صلى الله عليه وسلم رأيت ليلة أسرى بى عمودا أبيض كأنه لؤلؤة تحمله الملائكة فقلت ما تحملون * قالوا عمود الكتاب أمرنا أن نضعه بالشام وعن النبى صلى الله عليه وسلم إذا هلك الشام فلا خير فى أمتى وقال كعب الأحبار رضى الله عنه تخرب الأرض قبل الشام بأربعين سنة وعن زيد بن ثابت رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم طوبى للشام ان ملائكة الرحمة باسكة أجنحتها عليه وفى رواية أخرى ان الرحمن لباسط رحمته عليه وعن النبى صلى الله عليه وسلم الشام سوط الله فى أرضه ينتقم به ممن شاء من عباده وحرام على منافقيه أن يظهروا على مؤمنيه ولا يموتون إلا هما وغما وفى حديث أبى الدرداء رضى الله عنه يقول النبى صلى الله عليه وسلم فسطاط المسلمين بأرض يقال لها الغوطة فيها مدينة يقال لها دمشق خير منازل المسلمين يؤمئذ قال الحاكم صحيح الإسناد وقوله فسطاط بضم الفاء أى مجتمع الناس وروى سيدنا عبد الرحمن بن عوف عن أمه الشفاء رضى الله عنها قالت لما ولدت آنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقع على يدى فاستهل فسمعت قائلا يقول رحمك الله واضاء لى ما بين المشرق والمغرب حتى نظرت إلى بعض قصور الروم قالت ثم ألسته وأضجعته فلم أنشب أن غشيتنى ظلمة ورعب وقشعريرة عن يمينى ثم غيب عن فسمعت قائلا يقول اين ذهبت به قال الى المغرب وأسفر عنى ذلك أى انكشف ثم عاودنى الرعب والقشعريرة عن يسارى فسمعت قائلا يقول أين ذهبت به قال الى المشرق قالت فلم يزل الحديث منى على بال حتى بعثه الله فكنت فى أول الناس اسلاما
فهنيأ به لآمنة الفضل الذى شرفت به حواء
من لحواء أنها حملت أحمد أو أنها به نفساء
يوم نالت بوضعه ابنت وهب *** من فخار مالم تنله النساء
وأتت قومها بأفضل مما *** حملت قبل مريم العذراء
شمتته الأملاك إذ وضعته *** وشفعتنا بقولها الشفاء
رافعا رأسه وفى ذلك الر *** فع الى كل سودد إيماء
رامقا طرفه السماء ومرمى *** عين من شأنه العلو العلاء
وتدلت زهرة النجوم إليه *** فأضاءت بضوئها الأرجاء
وتراءت قصور قيصر بالر***وم يراها من داره البطحاء
**(( وغيره ))**
وبدا المختار خير المرسلين *** ساجدا لله رب العالمين
وعلى الأرض غدا إذ ولدا *** واضعا كفا عليه اعتمدا
رافعا نحو السموات العلى *** راسه والسر لا يخفى على
وتدلت نحوه زهرالنجوم *** فأضاء البيت مع تلك الرسوم
ورأت آمنة ذاك الضياء *** ملأ الأرض وأفلاك السماء
ومن الشام رأت تلك القصور *** وهى فى مكة من غير قصور
ثم أضحى بعد هذا عمر *** حاكما فيها وولى قيصر
**( وغيره )**
وهب الله بنت وهب به كل هناء وزال عنها العناء
كم رأت آية له وهى حبلى ** وبمولى كل الورى نفساء
جاءها الطلق وهى فى الدار من ** دون أنيس وقد نأى الأقرباء
فأتتها قوابل من جنان الخلد منها العذراء والحوراء
وتدلت زهر النجوم إليها *** كالمصابيح ضاء منها الفضاء
حملته هونا وقد وضعته *** أنظف الناس ما به أقذاء
ولدته كالشمس أشرق مسرو *** را وتمت بختمه السراء
أبصرت نوره أنار ببصرى ** فرأتها كأنها البطحاء
ولقد هزت الملائك مهدا *** كان من فوقه له استلقاء
حادث البدر وهو كان له فى المهد كالظئر طاب منها الغناء
خدمته عوالم الملاء الأعلى وهل بعد ذا لعبد علاء
واستفاضت أخباره فى البريا *** فحكاها الملاح والحداء
غير أن القلوب فيها عيون *** بعضها عن رشادها عمياء
ليس لى حيلة بتعريف أعمى *** كنه شىء خصت به البصراء
وإذا ما هدى الإله بهيما *** كان من دون فهمه الأذكياء
أحجم الفيل عن حما الله لما *** قصدت هدم بيته الأشقياء
وبطير جاءت لنصره طه *** وهو حمل بادولو بالخسر باوا
وأشار بقوله * ولقد هزت الملائك مهدا * البيتين إلى ما رواه الإمام البيهقى وغيره عن سيدنا العباس رضى الله عنه عم النبى صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله دعانى إلى الدخول فى دينك اشارة لنبوتك رأيتك فى المهد تناغى القمر فتشير اليه باصبعك فحيثما أشرت اليه مال قال صلى الله عليه وسلم كنت أحدثه ويحدثنى ويلهينى عن البكاء وأسمع وجبته حين يسجد تحت العرش وذكر ابن سبع فى الخضائص أن مهده صلى الله عليه وسلم كان يتحرك بتحريك الملائكة
زين اللهم ظواهرنا وبواطننا بأنوار الصلاة والسلام * على
خير من طاب به الإفتتاح وتعطر بطيب الثناء عليه المجلس
ولذ به الاختتام * سيدنا وسندنا ومولانا محمد أفضل موجود
وأكمل مولود وتاج الرسل الكرام * اللهم صلى وسلم وبارك
عليه وعلى آله وصحبه * صلاة تغرقنا بها فى بحر مودت
وحبه * وتجعلنا بها من كل طائفته الناجية وحزبه * آمين
( إعلموا إخوانى وفقكم الله ) وجعلنى وإياكم ممن هاموا بذكر الله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنه صلى الله عليه وسلم ) تكلم فى أوائل ما ولد حسبما نقل المحقق ابن حجر العسقلانى فى فتح البارى عن الإمام الواقدى فى سيرته كما ذكره فى المواهب ونقله أيضا صاحب إسعاف الراغب الشائق رضى الله عنه ثم قال وعند ابن عائد أول ما تكلم به حين خرج من بطن أمه ( الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيررا وسبحان الله بكرة وأصيلا ) وفى الروض للسهيلى عن الواقدى أول ما تكلم به لما ولد ( جلال ربى الرفيع ) وفى شواهد النبوة أنه صلى الله عليه وسلم لما وقع على الأرض رفع رأسه وقال بلسان فصيح ( لا إله إلا الله وإنى رسول الله ) قال بعضهم وطريق الجمع بين هذه الأخبار * أنه صلى الله عليه وسلم تكلم بجميع هذه الأزكار *
ولد الحبيب وخده متورد ***** والنور فى وجناته يتوقد
ولد الذى لولاه ما كان النقا *** كلا ولا ذكر الحمى والمعهد
جبريل نادى فى محاسن وصفه *** هذا مليح اللون هذا أحمد
هذا كحيل الطرف هذا المصطفى *** هذا جميل الوجه هذا الأوجد
هذا جمييل النعت هذا المرتضى ** * هذا حبيب الله هذا السيد
هذا الذى خلعت عليه ملابس *** ونفائس فنظيرها لا يوجد
قالت ملائكة السماء بأسرها *** ولد الحبيب ومثله لا يولد
ولد الذى لولا ه ما ذكرت قبا *** كلا و ل كان المحصب يقصد
ان كان يوسف قد أفاق جماله *** أقسمت ذا المولود منه أزيد
ان كان إبراهيم أعطى رشده *** تا لله ذا المولود منه أرشد
ان كان قد أعطى الكليم عبادة *** فمحمد منه أجل وأعبد
يا عاشقين تولهوا فى عشقه *** هذا جميل الوجه هذا المفرد
بشرى لآمنة برؤية حسنه *** هذا هو الجاه العظيم الأزيد
زين اللهم ظواهرنا وبواطننا بأنوار الصلاة والسلام * على
خير من طاب به الإفتتاح وتعطر بطيب الثناء عليه المجلس
ولذ به الاختتام * سيدنا وسندنا ومولانا محمد أفضل موجود
وأكمل مولود وتاج الرسل الكرام * اللهم صلى وسلم وبارك
عليه وعلى آله وصحبه * صلاة تغرقنا بها فى بحر مودت
وحبه * وتجعلنا بها من كل طائفته الناجية وحزبه * آمين