موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: كريمة الدارين ( السيدة نفيسة رضى الله تعالى عنها )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 02, 2012 4:40 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6130
صورة لمسجد السيدة نفيسةعام 1897م رضى الله عنها


السيدة نفيسة رضى الله عنها
أولا : كلمة الكاتب
ثانيا : ما قاله النجفى المتوفى عام 433هـ
ثالثا : ما قاله المقريزى المتوفى عام 845هـ
رابعا : السخاوى فى تحفة الأحباب
خامسا : الخطط التوفيقية لعلى باشا مبارك
سادسا : مساحج مصر وأولياؤها للدكتورة سعاد ماهر
أولا : كلمة الكاتب :
===========
(إنى أحببت المصريين حبا جـمـا ، وأتمنى أن تكون مقبرتى فى مصر فلا أفارقهم حية ولا ميتة ) هاكذا قالت سيدة أهل الفتوة والتصرف الملقبة بكريمة الدارين .
والـــدهــا : سيدى حسن الأنور بن زيد الأبلج بن سيدنا الحسن بن الإمام على بن أبى طالب وكان يسمى شيخ الشيوخ وكان واليا على المدينة المنـورةمن قبل أبى جعفر المنصور ، وكان إماما عالما جليلا ومن كبار آل البيت ويعد من التابعين ...عاش حياتة حافلة بالخير وجليل الأعمال وكريم الخصال .
تـاريخ ميلادهـا : يوم الاربعاء الموافق الحادى عشر من شهر ربيع الأول سنة 145 هجرية بمكــة المكــرمة .
زوجـــهــا : إسحاق المؤتمن بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن سيدنا الحسين بن الإمام على رضى الله تعالى عنهما .
إخواتهـــــا : أبو القاسم ، محمد ، على ، إبراهيم ، زيد ، عبيد الله ، يحى المتوج بالأنوار ، اسماعيل ، إسحاق ، أم كلثوم .
حياتـهــــا : اصطحبها والدها وقد بلغت الخامسة من عمرها إلى المدينة المنورة وأخذ يلقنها أمور دينها ودنياها فكانت تذهب إلى المسجد النبوى تسمع من شيوخه وتتلقى الحديث والفقه من علمائه ، وأشهر من التحقت بمجالسهم ( الإمام مالك ) وقد قرأت كتابه ( الموطأ ) وناقشت كل القضايا وبدأ ت تزداد معرفة ، وكانت السيدة تفيسة رضى الله عنها تتمتع بحسن بارع وجمال رائع عـلاوة على إقبالـها على طلب العلـم وما امتازت به من حميد الأخلاق والشمائل لذلك فعندما بلغت كريمة الدارين سن الزواج تـها فت على خطبتها الكثير من شباب أشراف قريش وكان والدها يأبى إجابة طلبهم ويردهم ردا جميلا إلى أن أتاه إسحاق المؤتمن بن جعفر الصادق رضى الله تعالى عنه وكان دار الحس قبالة دار جعفر الصادق من هذا فخطبها من أبيها فلم يرد عليه جوابا ولقب إسحاق المؤتمن لشدة إهتمامه بالأمانات وشهد له الجمي بالدين والصلاح ..وذهب اسحاق المؤتمن إلى المسجد النبوى ودخل الحجرة النبوية الشريفة ووقف تجاه القبر فى خشوع وإجلال فقال ( يا رسول الله إنى خطبت نفيسة بنت الحسن من أبيها فلم يرد على جوابا وإنى لم أخطبها إلا لخيرها ودينها وعبادتها ثم انصرف وقد انشرح صدره واطمأنت نفسه ، وفى تلك الليلة رأى والدها الحسن جده المصطفى صلى الله عليه وسلم فى المنام وهو يقوك له ( يا حسن زوج نفيسةمن إسحاق المؤتـمن ـ فقد زوجها والدها له بعد أن رأى رسول الله وتم العقد عليها فى يوم الجمعة الخامس من رجب سنة 161 هجرية وكان عمرها 15 سنة وثلاثة شهور تقريبا وبذلك يكون قد اجتمع نوران من بيت النبوة ( سيدا شباب أهل الجنة فجدها سيدنا الحسن رضى الله عنه وزوجها جده سيدنا الإمام الحسين رضى الله تعالى عنه .
خطط المقريزى يقول الـمقريزى فى خططه ( تزوجت السيدة نفيسة بإسحاق المؤتمن ابن جعفر الصادق وكان من أهل الصلاح والخير والفضل والدين ـ وروى عنه الحديث وكان ابن كاسب إذا حدث عنه يقول : حدثنى الثقة الرضا إسحاق بن جعفر فى بيت كريم ومن أسرة طهرها الله سبحانه وتعالــى تطهيرا وأذهب عنها الرجس ) ، ولعل والدها تنبأ بـها بأن تكون لـها شأن عظيم بين الصالحين والصالحات فقد بدأت فى سن مبكر فى تـلاوة القرآن الكريم بـمفردها ثم عملت على حفظه فى خلال سنة وكانت تؤدى الصلوات الخمس مع والديها فى المسجد الحرام وهى فى سن السادسة

أ ولادهــا الـقـاسـم و أم كلثــوم ـ وحجت السيدة نفيسة مع زوجها ثلاثين مرة وكانت معظمها ماشية على قدميها اقتداء بجدها الإمام الحسن الذى قال (إنى لأستحى من ربى أن ألـقاه ولم أمش إلى بيته .

عـبـادتـها عاشت السيدة نفيسة زاهدة عابدة كانت تصوم النهار وتقوم الليل وكانت رغم ثرائها لا تأكل إلا أكلة واحدة كل ثلاثة ليال وكانت تتفانــى فى طاعة الله عز وجل . تقول لزينب بنت أخيها يحى المتوج ( خدمت مع عمتى نفيسة أربعين سنة فما رأيتها نامت الليل ولا أفطرت النهار فقالت لها أما ترفقين بنفسك ؟ فقالت : كيف أرفق بنفسى وأمامى عقبات لا يقطعها إلا الفائزون ) وكانت رضى الله تعالى عنها تتحلى بالصبـر عنـدالشدائد والعطف على المساكين ونصرة الضعيف وعيادة المريض وكانت تؤمن بأن من عبد الله تعالى مخلصا كان الكون مسخرا له .

من أقولـهـا : ( ولا يـظلــم ربــك أحــد )
لا مناص من الشوك فى طريق السعادة فمن تخطاه وصل .
إن الصلاة صلة بين العبد وربه وهى المفتاح الذى تفتح به خزائن الروحانيات وركعتان توفرت فيهما هذه الصلة خير مـن ألـف مــن الركعات المجردة منـها – فإذا سجدت فـاذكر أنـك وضعت أكرم ما فى الانسان وهو رأسه فى الأرض طاعة لربه واعترافا بفضله وخوفا منه .
دخولـها مصر استقبل أهل مصر السيدة نفيسة فى 26 من شهر رمضان سنة 193 هجرية وذلك قبل أن يقدم إليها الإمام الشافعى بخمس سنوات وكان ذلك فى ولايةالحسن بن التختاخ والى مصر من قبل هارون الرشيد وكان استقبالـها بالعريش استقبالا رائعا تلقوها الرجال والنساء مرحبين بها يهللون ويكبرون حتى وصلت مصر ونزلت عند كبير التجار ( جمال الدين عبد الله الجصاصى ) وكان من أهل الصلاح والبر والتقوى وأقامت عنده عدة شهور معززة مكرمة تتوافد عليها جموع الناس من جميع أنحاء الأقطار يلتمسون بركاتها ويرجون من دعائها وكان ممن يحضرون مجلس ( الإمام الشافعى الذى كان يكثر من زيارتـها والتبرك بـها وكان يصلى بـها التراويح فى شهر رمضان ويسألها الدعاء وحين مرض الإمام الشافعى أرسل إليها كعادته يلتمس الدعاء فقالت :متعه الله بالنظر إلى وجهه الكريم ولما سمع الإمام هذا عرف أنه لاحق بربه فأوصى أن تصلى عليه صلاة الجنازة – ويوم مرض بشر بن الحارث وكان دائم التردد عليها فعادته السيدة نفيسة وبينما هى فى زيارته دخل الإمام أحمد بن حنبــل يزوره أيضا فلما عرفها طلب من بشر بن الحارث أن يسألها الدعاء فقالت : اللهم إن بشر بن الحارث وأحمد بن حنبل يستجيـران بك من النار فأجرهما يا أرحــم الراحـمين .
كرامتهــا : رجتها سيدة تدعى أم هـانى أن تقيم بدارها وكانت امرأة ورعة تقية صالحة فقبلت السيدة نفيسة وانتقلت إليها وكان الزوار يزورنها ويتبركون بها وكان بجوار أم هانى رجل من اليهود يقال له ( أبو السرايا أيوب بن صابر ) وله ابنة قعيدة وفى يوم من الأيام توجهت بها أمها إلى السيدة نفيسة واستأذنتها فى بقائها فى حماها إلى أن تعود من حمامها فتركتها فى رد هة الدار ومضتإالى الحمام حتى إذا جاء وقت الصلاة – صلاة الظهر نـهضت السيدة نفيسة رضى الله عنها لوضوئها والبنت الصغيرة القعيدة ترقبها – وكان ماء الوضوء – يجرى فى مجرى بالردهة إلى بئر تحت عتبة الدار – فألهم الله عز وجل البنت أن تزحف من مكان قعدتـها لتصل إلى ذلك المجرى زاحفة فأخذت فى تقليد السيدة نفيسة فيما تفعـل من غسيل وجهها ويدها ورجليها وما أن غسلت رجليها من فضل وضوء السسيدة نفيسة حتى قامت واقفة وزال عنها العجز – وعندما عاد أبوه وعرف بالمعجزة ذهبا إلى السيدة نفيسة يطلبان أن تشفع لهما بالتوبة فما أن انتهت من دعائها حتى نطق أبو السرايا الشهادتين وسرى الخبر تلك الجهة فأسلم أهلها وكانوا أكثر من سبعين بيتا من اليهود – ثم سر الخبر فى مصر فهرع إليها حشود من البشر يلتمسون عندها البركة وازدحمت بـها الدار ففكرت السيدة نفيسة فى مغادرة مصر حيث تعود إلى مدينة رسول الله صلى الله علية وسلم لتقضى بقية عمرها فى هدوء وعبادة ولما علم أهل مصر بذلك شق عليهم أن تفارقهم ، فالتمسوا منها العدول عن عزمها ورجوها البقاء بينهم ولكن أصرت على طلبها فلجأوا إلى والى مصر السرى بن الحكم بن يوسف فانتقل اليها يستعطـفها ويطلب منها البقاء فقالت : (إنى كنت قد عزمت المقام عندك ، غير أنى امرأة ضعيفة وقد تكاثر الناس حولى وأكثروا من زيارتى فشغلونى عن أورادى وجمع زادى لمعادى ، غير أن منزلى هذا يضيق لهذا الجمع الكثيف والعدد الكبير ولقد زاد حنينى إلى روضة جدى المصطفى صلى الله عليه وسلم فقال لها السرى ياابنة رسول الله إنى كفيل بإزالة ما تشكين منه وسأمهد لك السبيل وأهيئ لك ما فيه راحتك ورضاؤك ، أما ضيق المنزل فإن لى دارا واسعة بدرب السباع وإنى أشهد الله تعالى أنى وهبتها لك وأسألك أن تقبليهـا منى ولا تخجلينى بردها على فقالت بعد سكوت طويل : إنى قد قبلتها منك ، وقالت : يا سرى كيف أصنع بهذه الجموع الكثيرة والوفود الغفير فقال : تتفقين معهم على أن يكون للزوار فى كل جمعة يومان وباقى الأسبوع تتفرغين لعبادتك أى ( السبت والأربعاء للناس ) ، وظلت السيدة نفيسة بمصر حتى كان يوم لقائها بربها الذى كانت تنتظره بشوق ، ويـقول العلامة الأجهورى إن السيدة نفيسة رضى الله عنها حفرت قبرهـا الشريف بيدها ، أى أمرت ببنائه وقالت زينب بنت أخيها ( تألمت عمتى فى أول يوم من رجب وكتبت إلى زوجها إسحاق المؤتمن كتابا وكان غائب بالمدينة تطلب إليه فيه المجئ إليها وموافاتها لإحساسها بدنوا أجلها ومازلت متوعكة إلى أن كان يوم الجمعة من شهر رمضان فزاد عليها الألم وهى صائمة فدخل عليها الأطباء فأشاروا عليها بالإفطار فقالت : واعجباه إن لى ثلاثين سنة وأنا أسأل الله عز وجل أن يتوفانى وأنا صائمة أفأفطر اليوم ...؟، معاذ الله وتوفيت فى 15 رمضان سنة 208 هجرية ( 809 ميلادية ) وكان زوجها يريد أن ينقلها إلى البقيع فسأله أهل مصر فى تركها للتبرك بها . ويقال إن سيدنا رسول الله أتاه فى المنام وقال له يا إسحاق لا تعارض أهل مصر فى نفيسة لأن الرحمة تتنزل عليهم ببركاتها – فدفنت بالمكان الذى حفرته بيدها وصارت تنزل فيه وتقرأ القرآن – ويقال إنها قرأت فيه القرآن أكثر من ستة آلف ختمة – وقد فاضت روحها الطاهرة وهى تتلو قول الله تعالى ( لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون ) – وتقول السيدة زينب بنت أخيها القائمة على خدمتها ضممتها إلى صدرى فتشهدت شهادة الحق . ويقول سلفنا الصالح رضوان الله عليهم إن لـها مائة وخمسين كرامة منها أن النيل قد توقف فى أوان الوفاء وضج الناس وأتوها فأعطتهم قنــاعا وقالت اطرحوه فى التيل فلما طرحوه فى النيل فوجئ الناس من ساعته بتدفقه – وتقول زينب خدمت عمتى أربعين سنة فما رأيتها نامت بليل ولا أفطرت بنهار إلا العيدين وأيام التشريق وقالت كنت أجد عندها ما لا يخطر بخاطرى .
.
من أشعارها : عند مرضها :
اصــرفــوا عنى طبيبى ودعـــونـــى وحبيبى
زادانى شوقــــى إليه وهيامى وحنيــــــن
أقوال الـمؤرخ: ويقول المؤرخ الإسلامى الشيخ عبد الوهاب الشعرانى رضى الله تعالى عنه إن أرواح الأنبياء وأرواح الكمل باقية على الخدمة فى عالم البرزخ وإن لله عز وجل بفضله بكل قبور الأنبياء وأولياء الله الصالحين ملائكة يقضون
حوائج السائلين خصوصا بيوت الأنبياء وأولياء الله لأن أهل البيت هم أهل الكرم والعطاء .
ويقول الإمام أبو حامد الغزالى رضى الله تعالى عنه : إن لعض الصالحين وأولياء الله يشاهدون الملآئكة رأى العين المجردة وأرواح الأنبياء والصالحين يسمعون عنهم أصواتا ويقتبسون منهم الفوائد ولا عجب فى ذلك فالله عز وجل هو القادر على كل شئ
صورة للضريح والقبة

صورة لصحن المسجد
ثانيا : فى كتاب بحر الأنساب للعلامة السيد محمد بن أحمد بن عميد الدين الحسينى
=========================================
النجفى المتوفى سنة 433 هـ يقول : السيدة نفيسة الموجودة بمسجدها عند باب القرافة بعد السيدة سكينة بمصر أشهرمن أن تعرف الآن لتواريخ التى نقات عنها أثبتت أنها من كبار العلماء ومن كبار أهل الكرامات فهى السيدة نفيسة بنت الإمام حسن الأنور بن زيد الابلج بن الامام الحسن السبط بن الامام على بن أبى طالب كرم الله وجهه ولدت السيدة نفيسة فى الساعة الثالثة من يوم الاربعاء حادى عشر ربيع الأول سنة خمس وأربعين ومائة ودخلت مصر لخمس بقين من رمضان سنة ثلاث وتسعين ومائة وكان الأمام الشافعى يأتى إلى منزلها كل ليلة من رمضان ويصلى بها القيام ويسألها الدعاء وماتت رضى الله عنها فى شهر رمضان سنة ثمانية ومائتين وذكر المؤرخون أنها كانت تتلو القرآن فى مرضها وأنها كانت تقرأ سورة الأنعام وكرامات السيدة نفيسة قد أفاض فيها المؤرخون وأرباب السير *
ثالثا : فى كتاب المواعظ واأعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزية
==========================================
تأليف تقى الدين أبى العباس أحمد بن على المقريزى المتوفى سنة 845هـ فى الجزء الرابع صفحة 442 يقول : قال الشريف النقيبب النسابة شرف الدين أبو على محمد بن أسعد بن على بن معمر بن عمر الحسينى الجوانى المالكى فى كتاب الروضة الانيسة بفضل مشهد السيدة نفيسة رضى الله عنها * نفيسة ابنة الحسن ابن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب عليهم السلام امها ام ولد وأخواتها القاسم ومحمد وعلى وابراهيم وزيد وعبيد الله ويحيى واسماعيل واسحاق وأم كلثوم وألاود الحسن بن زيد بن الحسن بن على فأمهم أم سلمة واسمها زينب ابنة الحسن بن الحسن بن على وأمها أم ولد تزوج أم كلثوم اخت السيدة نفيسة عبد الله بن على بن عبد الله بن عباس رضى الله عنهم ثم خلف عليها الحسن بن زيد بن على بن الحسن بن على وأما على وابراهيم وزيد أخوة نفيسة من أبيها فأمهم أم ولد تدعى أم عبد الحميد وأما عبيد الله بن الحسن بن زيد فأمه الزائدة بنت بسطان بن عمير بن قيس الشيبانى وأما اسماعيل واسحاق فهما لامى ولد وكان اسماعيل من أهل الفضل والخير صاحب صوم ونسك وكان يصوم يوما ويفطر يوما * ونفيسة رضى الله عنها تزوجت بإسحاق بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب عليهم السلام وكان يقال له إسحاق المؤتمن وكان من أهل الصلاح والخير والفضل والدين روى عنه الحديث وكان ابن كاسب إذا حدث عنه يقول حدثنى الثقة الرضى اسحاق بن جعفر وكان له عقب بمصر منهم بنو الرقى وبحلب بنو زهرة وولدت نفيسة من اسحاق ولد ين هما القاسم وأم كلثوم لم يعقبا * وأما جد نفيسة وهو زيد بن الحسن بن على فروى عن أبيه وعن جابر وابن عباس وروى عنه ابنه وكانت بينه وبين عبد الله بن محمد بن الحنفية خصومة وفد الا جلها على الوليد بن عبد الملك وكان يأتى الجمعة منثمانية أميال وكان إذا ركب نظر الناس اليه وعجبوا من عظم خلقه وقالوا جده رسول الله * وأما والد نفيسة وهو الحسن بن زيد فهو الذى كان والى المدينة النبوية من قبل أبى جعفر عبد الله بن محمد المنصور وكان فاضلا أدبيا عالما وأمه او ولد توفى أبوه وهو غلام وترك عليه دينار أربعة آلاف دينار فخلف الحسن ولده وأما نفيسة كانت من الصلاح والزهد على الحد الذى لا مزيد عليه فيقال انها حجت ثلاثين حجة وكانت كثيرة البكاء تديم قيام الليل وصيام النهار فقيل لها ألا ترفقين بنفسك فقال كيف أرفق بنفسى وأمامى عقبة لا يقطعها الا الفائزون وكانت تحفظ القرآن وتفسيره وكانت لا تأكل الا فى كل ثلاث ليال اكلة واحدة ولا تاكل من غير زوجها شيئا وقد ذكر الإمام الشافعى محمد بن ادريس كان زارها وهى من وراء حجاب وقال لها ادعى لى وكان صحبته عبد الله بن عبد الحكم وماتت رضى الله عنها بعد موت الامام الشافعى رحمة الله عليه بأربع سنين لان الشافعى توفى فى شهر رجب سنة أربع ومائتين وثيل انها كانت فيمن صلى على الامام الشافعى وتوفيت السيدة نفيسة فى شهر رمضان سنة ثمان ومائتين ودفنت فى منزلها وهو الموضع الذى به قبرها الآن ويعرف بخط السباع وأراد اسحاق بن الصادق وهو زوجها ان يحملها ليدفنها بالمدينة فسأله أهل مصر أن يتركها ويدفنها عندهم لاجل البركة وقبر السيدة نفيسة أحد المواضع المعروفة باجابة الدعاء بمصر وهى أربع مواضع سجن نبى الله يوسف الصديق عليه السلام ومسجد موسى صلوات الله وسلامه عليه وهو الذى بطريق ومشهد السيدة نفيسة رضى الله عنها والمخدع الذى على يسار المصلى فى قبلة مسجد الأقدام بالقرافة * ويقال أنها حفرت قبرها بيدها وقرأت فيه تسعين ومائة ختمة وانها لما احتضرت خرجت من الدنيا وقد انتهت فى حزبها الى قوله تعالى قل لمن ما فى السموات والارض قل لله كتب على نفسه الرحمة ففاضت نفسها رحمها الله تعالى مع قوله الرحمة ومن كرامات السيدة نفيسة رضى الله تعالى عنها لما قدمت مصر مع زوجها اسحاق المؤتمن نزلت بالمنصوصة وكان بجوارها دار فيها قوم من أهل الذمة ولهم ابنة مقعدة لم تمش قط فلما كان فى يوم من الايام ذهب أهلها فى حاجة من حوائجهم وتركوا البنت المقعدة عندد السيدة نفيسة فتوضأت وصبت من فض وضوئها على الصبية المقعدة وسمت الله تعالى فقامت البنت تسعى على قدميها ليس بها بأس فلما قدم أهلها وعاينوها تمشى أتو السيدة نفيسة وقد تيقنوا أن مشى أبنتهم كان ببركة دعائها فأسلموا جميعا على يديها فأشتهر ذلك بمصر وعرف أنه من بركاتها وتوقف النيل فى سنة فحضروا غليها وشكوا ما حصل من توقف النيل فدفعت بقناعها اليهم وقالت لهم ألقوه فى النيل فالقوه فيه فزاد حتى بلغ الله به المنافع هذا ما ذكره المقريزى رحمة الله عله وإن زاد *
رابعا :وفى تحفة الأحباب وبغية الطلاب فى الخطط والمزارات للعلامة الكبير والمؤرخ
==============================================
الشهيرأبى الحسن نور الدين على بن أحمد بن عمر بن خلف بن محمود السخاوى الحنفى يقول : وموضع المشهد النفيسى يعرف بدرب السباع ( توفيت ) فى شهر رمضان سنة ثمان ومائتين فاراد زوجها اسحق المؤتمن بن جعفر الصادق أن يحملها ويدفنها بالمدينة الشريفة فسأله المصريون بقاءها عندهم فدفنت بحيث هى وقبرها معروف بجابة الدعء وكان لها ولدان من زوجها اسحق هما القاسم وأم كلثوم وثيل إن أهل مصر جمعوا له ثانا عشر ألف درهم ليتركها مدفونة عندهم بمصر وقبرها أحد الماكن المجاب فيها الدعاء بمصر وهى أربعة هذا وموضع سجن يوسف نبى الله عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ومسجد نبى الله تعالى موسى عليه وعلى نبينا افضل الصلاة وأتم التسلم وهو بأرض طرا والمخدع الذى على يسار المصلى قى قبلة الأقدام بالقرافة الكبرى ولم يزل الصالحون والأئمة والفقهاء والقراء والمحدثون والعلماء يزورون مشهد السدة نفيسة ويدعون عند وهو مجوب باإجابة الدعاء ومدفنها بمنزلها الذى كانت ساكنة به وكا وهبه لها أمير مصر السرى بن عبد الحكم فأقمت عدة سنين فلما مرضت حفرت قبرها بيدها فى وسط دارها وكانت تحفر فيه فى كل يوم قليللا إلى أن تكامل الحفر فاتخذته مصلاها فكانت تنزل إليه وتصلى فيه وكان الامام الشافعى رحمه الله تعالى ياتى هو وأصحابه إلى زيارتها وكان قدومها هى وزوجها إلى مصر خمس بقين من شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين ومائة وقيل سنة ست وتسعين ومائة وقيل السبب فى قدومها إلى مصر أنها حجت ثلاثين حجة راكبة فى بعضها وماشية فى بعضها وكانت تقرأ القرآن وتفسره وتقول إلهى سهل على زيارة قبر خليللك إبراهيم عليه الصلاة والسلام فحجت سنة فلما قضت حجتها تلك السنة توجهت مع زوجها الشريف إسحق المؤتمن بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنه إلى بيت المقدس الشريف وزار قبر الخليل عليه الصلاو والسلام وأتت من بعد زيارتها هى وزوجها إلى مصر فى التاريخ المذكور على اختلاف فيه وكان لقدومها مصر أمر عظيم فأستقبلوها السناء والرجال بالهوادج من العريش ولم يزالوا معها حتى دخلت مصر فأنزلها عنده كبيرر التجار بمصر وهو جمال الدين بن عبد الله الجصاص بالجيم وقيل بالحساء وكان من أصحاب المعروف والبر والصدقة والمحبة فى الصالحين والعلماء والسادة الأشراف فنزلت عنده فى دار له فأقامت بها عدة شهور والناس ياتون إليها من سائ الأفاق يتبركون بزيارتها ودعائها ثم تحولت من هذا المكان الى مكانها التى هى مدفونة به وقد منا أمير مصر السرى بن الحكم وهب لها هذا المكان ولم نطيل على القارىء فقد ذكر السخاوى ما ذكره وزاد عليه المقريزى رحمهما الله تعالى ونهاية كلام السخاوى رضى الله عنه أنه قد ذكر بعض الناس جماعة قليلة منهم تركناها خوفا مت الإطالة قيل إن الخلعى كان يقول عند زيارتها : السلام والتحية والإكرام من العلى الرحمن على السيدة نفيسة الطاهرة المطهرة سلالة البررة وابنة علم العشرة * الإمام حيدرة السلام عليك باابنة الحسن المسموم * أخى الإمام الحسين شيد الشهداء المظلوم * السلامك عليك يا بانة فاطمة الزهراء * وسلالة خديجة الكبرى رضى الله تبارك وتعالى عنك وعن جدك وأبيك وحشرنا فى زمرة والديك وزائر بك اللهم بما كان بينك وبين جدها ليلى المعراج اجعل لنا من همنا الذى نزلى بنا الفرج واقض حوائجنا فى الدنيا والآخرة يارب العالمين وزاد بعضهم على هذا الدعاء ألفاظا أخر فقال السلام والتحية والإكرام على أهل بيت النبوة والرسالة والسلام والرحمة على بنت الحسن الأنور بن زيد الأبلج الحسن السبط ان على المجتبى وابن فاطمة الزهراء أنتم غياث لكل قوم فى اليقظة والنوم فلا يحرم فضلكم إلا محرروم ولا يطرد عن بابكم إلا مطرود ولا يواليكم إلا مؤمن تقى ولا يعادبكم إلا منافق شقى * اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله واعطنى خير ما رجوت بهم وبلغنى خير ما أملت فيهم يا آل بيت المصطفى غنما السرور والسلام فيكم جئتكم قاصدا فيالله أقبلونى فقد حسبت عليكم اللهم
انى ألود بحب آل محمد أرجو بذلك رحمة الرحمن
منى الدعاء بحبهم لك دائما يا دائم المعروف والغفران
وكان بعضهم يقف عند هذا المشهد ويقول
يا رب إنى مؤمن بمحمد وبآل بيت محمد منوالى
فبحقهم كن لى شفيعا منقذا من فتنة الدنيا وشر مآلى
وكان بعضهم يقول
يا بنى الزهراء والنور الذى ظن موشى أنه نار قبس
لا أولى قط من عادا كمو إنه آخر سطر فى عبس
خامسا : فى الخطط التوفيقية الجديدة لمصر القاهرة تأليف لرمجد والملاذ الاسعد
=========================================
سعادة على باشا مبارك والذى طبع سمة 1306 هـ يقول فى الجزء الثانى ص 61 : شارع السيدة نفيسة أوله من السيدة رقية وآخره بوابة السيدة نفيسة وفى صفحة 62 يقول على باشا مبارك :
معبد السيدة نفيسة :
========= بأخر سكة السيدة نفيسة تجد عن يسارك على بعد ثلاثين مترا تقريبا قبة قديمة يقال أنها معبد السيدة نفيسة رضى الله تعالى عنها قال السخاوى وهذا القول لا أعتماد عليه ولا صحة له ولم يذكر هذا الموضع أحد من علماء المشايخ وأهل الانساب وقال صاحب المصباح ثم تجد المشهد المعروف بمشهد القاسم وفيه قبى كبيررة كتب عليه العوام القاسم بن الحسين بن على بن أبى طالب وذلك غير صحيح لان الحسين رضى الله عنه لما قتل بكربلاء لم يبق بعده إلا زين العابدين ويحتمل أنه يكون من زرية الحسين وبهذا القبة قبورا أخر تعرف وبها أيضا قبر السيدة الشريفة نفيسة بنت زيد عمة السيدة نفيسة بنت الحسن وقال صاحب الكواكب السيارة فى ترتيبب الزيارة قبرها بالمراغة معروف مشهور ولقد غلط من قال انها نفيسة بنت الحسن الأنور وقال بعضهم بنت زيد المذكور وكانت زوجة الوليد بن عبد الملك بن مروان وهو خليفة فيحتمل أنه طلقها وانها وردت الى مصر وتوفيت بها وقال بعضهم انها ماتت فى عصمته ولم يثبت أين ماتت بمصر أو بالشام أو غيرها ولكن دخولها مصر غير مشهور وزيد هذا كان يعرفبالابلج بن الحسن السبط بن الامام على بن أبى طالب رضى الله عنهم وبالقرب من مسجد السيدة زينب مدرسة تعرف بمدرسة أم السلطان أنشأها الملك المنصور قلاوون وكانت فى الاصل تكية السيدة نفيسة * وفى الجزء رقم 5 ص 135 يقول على باشا مبارك ونقل عن المقريزى ما ذكرنا ويقول ذكر ابن خلكان انها دخلت مصر مع زوجها اسحق بن جعفر وقيل دخلت مع أبيها الحسن وان قبره بمصر ويروى ان الامام الشافعى رضى الله عنه لما دخل مصر حضر إليها وسمع عليها الحديث وكان لللمصريين فيها أعتقاد عظيم وهو إلى الآن باق كما كان ولما توفى الإمام الشافعى أدخلت دنازته اليها وصلت عليه فى دارها وكانت فى موضع مشهدها اليوم ولما ماتت عزم زوجها على حملها للمدينة المنورة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام فسأله أهل مصر بقاءها عندهم فدفنت فى مكانها المعروف الآن وفى إسعاف الراغبين فى فضائل أهل البيت للشيخ محمد الصبان ان المشهور بمصر ان السيدة نفيسة رضى الله عنها هى بنت الحسن بن زيد بن الحسن وان جمهور النسابين يقولون انها بنت زيد بن الحسن بن على ولدت بمكة سنة خمس وأربعين ومائة ونشأت باملدينة ى العبادة والزهد وكانت ذات مال فكانت تحسن الى الزمى والمرضى وعموم الناس ولما ورد الشافعى مصر كانت تحسن اليه وربما صلى بها فى رمضان ولما قدمت مصر كانت بها بنت عمها السيدة سكينة ولا بها الشهرة التامة فخلعت عليها الشهرة فصار للسيدة نفيسة القبول التام بين الخاص والعام وماتت وهى صائمة فالزموها الفطرة فقال واعجباه لى منذ ثلاثين سنة أسأل الله تعالى أن ألقاه وأنا صائمة أفطر الآن هذا لا يكون ثم قرأت سورة الأنعام لفما وصلت الى قوله تعال لهم دار السلام عند ربهم ماتت وقد حفرت قبرها بيدها وقرأت فيه ستى آلاف ختمة ولما ماتت دفنت فيه ببيتها فى درب السباع بالمراغة محل معروف بينه وبين مشهدها الذى يزار الآن وفى رحلة النابلسى ان قبر السيدة نفيسة رضى الله عنها معروف بإجابة الدعاء مفصود بالزيارة من كل جهة ولما وصلنا الى القرافة للزيارة ابتدأنا بزيارة قبرها فدخلنا نحن والجماعة الذين كانوا معنا الى مزارها المعمور فاذا هو ملآن بالناس مع كمال الخشوع والحضور * هذا ما أستطعنا جمعه *
سادسا : أما موسوعة الدكتورة سعاد ماهر فى مساجد مصر وأولياؤها ج 1 ص 122
-==============================================
فتقول : عرش الحقائق مهبط الأسار *** قبر النفيسة بنت ذى الأنوار
حسن بن زيد الحسن نجل الإما ** م على ابن عم المصطفى المختار
هى السيدة نفيسة العالية القدر إبنة الامام الحسن الأنور بن زيد الأبلج ابن الامام الحسن بن على بن أبى طالب رضى الله عنه أجمعين ** (( قال الزبير بن بكار )) ولدت بمكة سنة 145هـ ونشأت بالمدينة المنورة وكانت تحب العبادة من صغرها وكانت لا تفارق حرم الرسول عليه الصلاة والسلام كما يقول الزيات فى الكواكب السيارة فى ترتيب الزيارة ص 5 وحجت رضى الله تعالى عنها ثلاثين حجة ادت معظمها ماشية وكانت تبكى بكاء شديد وتتعلق بأستار الكعبة وتقول ( إلهى وسيدى ومولاى متعتى ووفرحتى برضاك عنى فلا تسبب لى سببا به عنك تحجبنى وتقص علينا زينب إنة أخيها يحيى المتوج طرفا من حياة عمتها فتقول : خدمت عمتى نفيسة أربعين سنة فما نامت ليلة ولا فطرت بنهار فقلت لها أما ترفقين بنفسك * فقال كيف أرفق بنفسى وقدامى عقبات لا يقطعها إلا الفائزون وتضيف زينب فتقول كانت عمتى نفيسة تحفظ القرآن وتفسيره وكانت تقرأه وهى تبكى وتقول إلهى وسيدى يسر لى زيارة قبر خليلك فأستجاب لدعائها وزارت هى وزوجها اسحق المؤتمن ثم رحلا الى مصر فى رمضان سنة 193 هـ ونزل بالمصوصة فى دار أم هانىء وكان لقدومها إلى مصر امر عظيم تلقاها الرجال والنساء بالهوادج من العريش وقد أحبها أهل مصر حبا جما ويعتقدون فى كرامتها فكانوا إذا نزل بهم أمر جاؤا اليها يسألونها الدعاء فتدعوا لهم وقد أدى إذدحام الناس عند بابها وتهافتهم على رؤيتها والاستماع إليها أن فكر زوجها فى الإرتحال الى الحجار ولكنها قالت له كما جاء فى الكواكب السيارى لأبن الزيات : لا أستطيع ذلك لأنى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المنام وقال لى لا ترحلى من مصر فإن الله تبارك وتعالى متوفيك بها ويقول القضاعى : قيل لزينب بنت أخى السيدة نفيسة رضى الله عنها ما قوت عمتك ؟ قالت كانت تأكل فى كل ثلاثة أيام أكلة * وكانت لها سلة معلقة أيام المصلاة فكانت كلما اشتهت شيئا وجدته فى السلة وكانت لا تأكل لغير زوجها شيئا وكان للسيدة نفيسة من زوجها اسحق ولدان هما القاسم وأم كلثوم ولم يعقبا * وأقيمت السيدة نفيسة بمصر سبع سنين وفى شهر رحب سنة 208 مرضت ويقول السخاوى فى تحفة الاحباب ص 29 لما أحست بدنو أجلها كتبت إلى زوجها إسحق المؤتمن كتابا وحفرت قبرها بيدها فى بيتها وكانت تنزل فيه وتصلى كثيرا وقرأت فيه مائة وتسعين ختمة وكانت إذا عجزت عن القيام لضعفها تصلى قاعدة وتسبح وتقرأ كثيرا وتبكى كثيرا ولما حانت الساعة وكان ذلك أول جمعة من شهر رمضان قرأت سورة الأنعام وكان الليل قد هدأ فلما وصلت الى قوله تعالى ( لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون ) غشى عليها فضمتها زينب أبنة اخيها إلى صدرها شهدت شهادة الحق وقبضت رحمة الله عليها ** وقد أجمع النسابة والرواة والمؤرخون على قبر السيدة نفيسة لا خلاف فيه ولذلك فقد جاء فى كتاب الكواكب السيارة فى ترتيب الزيارة لأبن الزيات فى آداب الزيارة للمشاهدة والأضرحة ما يلى ( أما ابتداؤنا بالزيارة فمن المشهد النفيسى لما روى ع رسول الله صلى الله عليه وسللم أنه قال النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتى أمان لأهل الأرض ويضيف ابن الزيات فيقول واردت بذلك أصح المشاهد كما رواه العلماء رضى الله عنهم ولم أر أحد من أرباب التاريح صحح مشهد بغير القرافة من مشاهد أولاد على بن أبى طالب رضى الله عنه إلا المشهد النفيسى 8 لأنها أقامت به فى أيام حياتها وحفرت قبها بيدها رضى الله عنها
وأخيرا قال مجد الدين الناسخ :
================
فى كتابه مصباح الدياحى تبدأ الزيارة من مشهد الإمام الحسين ولم يقل بذلك غيره وجاء فى كتاب الدرة النفيسة فى ترجمة السيدة نفيسة ص 73 ينبغى لم زار هذا المكان ان يقول عند دخوله من باب الضريح حمة الله وبركاته عليكم أهل البيت أنه حميد مجيد * اللهم إنك قد ندبتنى إلى أمر قد فهمته واعتقدته وجعلته أجرا لنبيك محمد صلى الله عليه وسلم الذى هديتنا به إليك ودللتنا به عليك فكان كما قلت وكان بالمؤمنين رحيما حبيبا إليه ما هديتنا عزيزا عليه ما عنتنا وتلك الفريضة التى سألتها له وهى المودة فى القربى اللهم إنى مؤديها مريد النفع بها فى دينى ودنياى متوسل إليه بها يوم انقطاع الأسباب اللهم زده شرفا وتعظيما وهب لنا بزيارتهم مغفرة وأجرا عظيما **
هذا ما جمعناه عن هذه السيدة الطاهرة الشريفة بنت الأشراف حسبنا ونسبا اللهم أنفعنا بهم ورضى الله تعالى عنهم وصلى الله عليهم وعلى آله وىب بيته وأصحابة الطيبين الطاهرين ( انتهى )
وننظر إلى بعض المقالات التى كتبت فى حق سيدتنا :
نفيسة بنت الحسن الأنور…نفيسة العلم … كريمة الدارين


نشأت السيدة نفيسة في جو يسوده العلم والورع والتقوى، وفي وسط يزخر بالعلماء والعبّاد والزهّاد… فقرأت القرءان وحفظته، ودرست العلم ووعته، وسمعت مسائل الحديث والفقه ففهمتها. وكانت رضي الله عنها مُجابة الدعوة، أظمأت نهارها بالصيام، وأقامت ليلها بالقيام … عرفت الحق فوقفت عنده والتزمت به، وعرفت الباطل فأنكرته واجتنبته، واجتهدت بالعبادة حتى أكرمها الله بكرامات عديد
هي السيدة نفيسة بنت أبي محمد الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن السبط بن الإمام علي كرم الله وجهه. فهي من دوحة النبوة التي طابت فرعًا، وزكت أصلا.
أمها فهي أم ولد، وأما إخوتها فأمهم أم سلمة بنت زينب بنت الحسن بن الحسن بن الإمام علي كرم الله وجهه، وليس ذلك بضائرها أو مما ينقص من قدرها.
ولو نظرنا قديمًا لوجدنا أن نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام قد تسرّى بهاجر فولدت له نبي الله إسمعيل عليه السلام، فكان من نسله الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، وأيضًا تسرّى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمارية القبطية فولدت إبراهيم.
كانت السيدة نفيسة عفيفة النفس، فما عُرف عنها أنها مدّت يدها لمخلوق، وكانت تنفق على نفسها وأهل بيتها من مالها أو مال زوجها، أو ما يأتيها مما تغزله بيدها.
وقد قيّض الله تبارك وتعالى لها أن تجتمع بفحول العلماء وأئمة الفقهاء، وشيوخ الزهّاد والعبّاد أمثال بشر بن الحارث المعروف بالحافي، وإمام أهل السنة الورِع أحمد بن حنبل، والإمام الشافعي، والإمام مالك وعبد الله بن الحكم، وأبي سعيد سحنون بن سعيد الفقيه المالكي والربيع بن سليمان المرادي من أصحاب الشافعي، والربيع الجيزي… وغيرهم كثير.
مولدها * كان من عادة الحسن الأنور والد السيدة نفيسة الجلوس في البيت الحرام، وذلك لكي يعطي للناس دروس العلم، ويناقشهم في أمور الفقه، ويتدارسون علوم القرءان.
وفي يوم، وهو على هذه الحال، أقبلت جارية لتزف إليه البشرى وتقول له: أبشر يا سيدي… فقد وُلدت لك الليلة مولودة جميلة، لم نرَ أحسن منها وجهًا، ولا أضوأ منها جبينًا، يتلألأ النور من ثغرها، ويشعّ من محيّاها.
فلما سمع الحسن الأنور هذه البشرى، فرح، وخرّ ساجدًا لله، شكرًا على ما وهبه من نعمة، وحمدًا لاستجابة دعائه. ثم أقبل على الجارية فأجزل لها العطاء… ثم قال لها: مري أهل البيت فليسمّوها "نفيسة"، فسوف تكون إن شاء الله تعالى "نفيسة".
وُلدت السيدة نفيسة بمكة المكرمة يوم الأربعاء الحادي عشر من شهر ربيع الأول سنة خمس وأربعين ومائة من الهجرة النبوية، وقد فرحت أمها بمولودتها، ومما زاد في سرور الحسن الأنور أنها قريبة الشبه بأخته السيدة نفيسة بنت زيد رضي الله عنها، وهي التي تزوج بها الخليفة الوليد بن عبد الملك.
ولما سمع الحاضرون من صفوة الأخيار وصالحي المريدين نبأ ولادة مولوة للحسن الأنور، قاموا وهنّأوه بتحقيق أمله، واستجابة دعائه… فشكر لهم… ثم رفع يديه إلى السماء، وبسط كفيه بالدعاء والرجاء قائلا: "اللهم انبتها نباتًا حسنًا، وتقبلها قبولا حسنًا طيبًا، واجعلها من عبادك الصالحين، وأوليائك المقرّبين الذين تحبهم، ويحبونك.
اللهم اجعلها معدن الفضل، ومنبع الخير، ومصدر البرّ، ومشرق الهداية والنور، اللهم اجعلها نفيسة العلم، عظيمة الحلم، جليلة القدر، قوية الدين، كاملة اليقين".
وعند البشرى أيضًا بمولد السيدة نفيسة قدم رسول الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، وترجّل عن فرسه، ثم دخل المسجد الحرام، وشقّ الصفوف حتى وصل إلى الحسن الأنور، ثم أخرج من جعبته كتابًا، ورفع إليه مع هذا الكتاب هدية الخلافة وكانت عبارة عن كيس كبير يحتوي على عشرين ألف دينار. وكان الكتاب يفوح منه رائحة المسك والعطر والطيب، ففتحه الشيخ، وقرأه في تؤدة وأناة. وكان القوم يسمعون وهم خائفون على كبير أهل البيت، وعظيم بني هاشم أن يمسّه من الخليفة سوء، أو يناله منه مكروه، ولكنهم لم يبرحوا حتى شاهدوا الحسن الأنور يبكي، فازدادوا قلقًا وخيفة عليه، فسألوه عن فحوى كتاب الخليفة، فقال لهم وهو يبكي، متهيبًا الموقف لعظيم الأمانة التي تُلقى على عاتقه: "لقد وُلّيت المدينة المنورة واختارني الخليفة أميرًا عليها " … فتهلل وجههم بالبشر، واستضاء جباههم بالفرح والسرور، وقالوا له: هنيئًا لمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل مثلك، يقيم فيها لواء العدل، وينشر فيها راية الحق، ويبثّ في جنباتها وبين ربوعها الأمن والطمأنينة والسلام والإنصاف… هنيئًا لأهلها أن يظفروا بذلك كله على يد ابن بار من عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفّذ الأحكام ويقيم الحدود، ويُحيي السنن، ويُجدّد معالم الدين الحنيف.
فدع عنك التردد… فلعلك تجد مظلومًا تُنصفه، أو ملهوفًا تُغيثه، أو أسيرًا تفكّه، أو شريدًا طريدًا تحميه وتؤويه، فلما سمع الحسن الأنور منهم هذا القول سرّي عنهم وقال لهم: "إذا كانت تلك الإمارة نعمة من الله علينا وعلى الناس كانت تلك الوليدة بشيرها – يقصد السيدة نفيسة – وإذا كانت الإمارة كرامة لنا فإن الوليدة الجديدة رسولها".
نشأت السيدة نفيسة نشأة شريفة، فبعد أن درجت بمكة تحوطها العزة والكرامة، اصطحبها أبوها وهي في الخامسة من عمرها إلى المدينة، وأخذ يلقنها أمور دينها ودنياها، فحفظت القرءان، ولقّنها حديث النبي الأمين صلى الله عليه وسلم، وسمعت سيرة الصالحين، وصفات المتقين، ولم يقتصر في تربيتها على الحفظ والرواية، والدراسة والتلقين، بل حرص أن يجمع في تربيتها بين القول والعمل.
فكان يشاركها معه في نسكته وعبادته، ويُقرئها معه أوراده، وكثيرًا ما كان يصحبها إلى المسجد النبوي لتشهد جماعة المسلمين، ولتنظر بعينها إلى مواكب الأخيار، ووفود الأبرار وهم يترددون بشوق على مسجد النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم.
وقد بارك الله لها في طفولتها، فلم تبلغ الثامنة من عمرها حتى فرغت من حفظ كتاب الله تعالى، وشيئًا غير قليل من السنّة النبوية وكانت لا تفارق أباها في حلّه وترحاله، فكان لها قدوة حسنة وأسوة صالحة.
فأشرق صدرها بنور الإيمان، وخالطت نفسها حلاوة الطاعة. وكثيرًا ما كانت تدعو الله وهي صغيرة قائلة: اللهم حُلّ بين قلبي وبين كل ما يشغلني عنك وحبّب إليّ كل ما يقرّبني منك، ويسّر لي الطريق لطاعتك، واجعلني من أهل ولايتك، فإنك المرجو في الشدائد، المقصود في النوائب والملمّات.
ومن بين الذين التقت بهم السيدة نفيسة في المدينة الإمام مالك رضي الله عنه الذي كان حديث الفقهاء والمسلمين بكتابه "الموطأ" وفقهه الذي انتشر في الأمصار.
وكان الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة من أرفع العلماء قدرًا، وأكثرهم ورعًأ، وأصحهم حديثًا، وأقرأهم لكتاب الله رضي الله عنه.
وكانت تجتمع في بيت أبيها الحسن بصفوة العماء وخلاصة الفقهاء، وفحول الشعراء وكبار الأدباء، فكانت تستمع إليهم وتروي عنهم، تأخذ من أقوالهم وتحفظ من حكمتهم ما يغذّي عقلها المتفتح، ويضيء نفسها الزكية. فكانت صاحبة عقل راجح، وهمّة عالية، وعزيمة صادقة، وفكرة سليمة، ونشاط متجدد.
بلغت نفيسة العلم وكريمة الدارين سن الزواج، فرغب فيها شباب ءال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني الحسن والحسين رضي الله عنهما، كما تهافت لخطبتها الكثير من شباب أشراف قريش لما عرفوا من خيرها وبرّها وإيمانها وتقواها... وكان أشدهم حرصًا عليها إسحق بن جعفر الصادق وهو الذي كان يُلقّب بين أقرانه، ويُعرف بين الناس بإسحق "المؤتمن" لكثرة أمانته وقوة إيمانه ودينه.
ولم يكن هذا الشاب بغريب عنها فهو ابن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولقد رأى إسحق الناس يخطبون السيدة نفيسة من أبيها الحسن الأنور، ومنهم العلماء الأفاضل، والعباد الأعلام، وكان أبوها إذا سأله الناس عن سبب رفضه لهم قال: "إني أريد أن أؤدي الأمانة إلى أهلها، وأردّ القطرة إلى بحرها، وأغرس الوردة في بستانها". فإذا سمع الناس منه ذلك أمسكوا عن الكلام، وقالوا: لعلّ في الأمر سرًا لا ندركه ولا ندريه.
لكن إسحق رأى أن يُجرّب حظه، فيطلب الزواج بالسيدة نفيسة، فاستخار الله تعالى، وذهب إلى عمه ومعه كبار أهل البيت. فرحّب بهم الحسن ضيوفًا كرامًا. لكنه امتنع عن تزويج السيدة نفيسة لإسحق، فانصرفوا من عنده يعصر الألم قلوبهم لأن إسحق لا يُردّ.
قام إسحق من عند الحسن، وفي نفسه حزن كبير، وذهب إلى المسجد النبوي، ووقف في محرابه الميمون، وأخذ يصلي، فلمّا فرغ دخل الحجرة النبوية، ووقف عند القبر الشريف وقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا سيد المرسلين وخاتم النبيين وحبيب رب العالمين.. إني أبثك لوعتي، وأنزل بك حاجتي، وأعرض عليك حاجتي.. ولطالما استغاث بك الملهوفون، واستنجد بعونك المكروبون، فقد خطبت "نفيسة" من عمي "الحسن" فأباها عليّ..." ثم سلّم وانصرف.
فلما كان الصباح بعث إليه الحسن فأدهشه ذلك فلما لقيه قال له: لقد رأيت الليلة جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحسن صورة يُسلّم عليّ ويقول لي: "يا حسن زوّج نفيسة ابنتك من إسحق المؤتمن". فتمّ زواجها يوم الجمعة في الأول من شهر رجب سنة إحدى وستين ومائة للهجرة.

وبزواجهما اجتمع في بيتها نوران، نور الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة، فالسيدة نفيسة جدها الإمام الحسن وإسحق المؤتمن جده الإمام الحسين رضي الله عنهما.
وكان إسحق من أهل الفضل والاجتهاد والورع، روى عنه الكثير من الناس الحديث والآثار، فقد كان محدثًا ثقة مأمونًا صادقًا.
وجاء في عمدة الطالب: وأما إسحق بن جعفرالصادق ويكنى أبا محمد، ويُلقّب "المؤتمن" فقد وُلد بالعريض، وهو وادٍ بالمدينة، وكان أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان سفيان بن عيينة شيخ الإمام الشافعي رضي الله عنهما إذا ما روى عنه يقول: حدّثني الثقة الرضا إسحق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنهم.
ويروي المقريزي في خططه: وتزوج بنفيسة إسحق بن جعفر أهل الصلاح والخير والفضل والدين.
رحلتها إلى مصر الكنانة
كان للسيدة نفيسة مكانة في قلوب المسلمين عامة، والمصريين خاصة. وكان أهل مصر يلتقونها في موسم الحج، ويسألونها زيارتهم في بلدهم لكثرة ما سمعوا عن فضلها وعلمها، فكانت ترحب بدعوتهم وتقول لهم: سأزور بلادكم إن شاء الله فإن الله قد أثنى على مصر وذكرها في كتابه الكريم. وقد أوصى جدي بأهلها خيرًا فقال: "إن فتحتم مصرًا فاستوصوا بأهلها خيرًا، فإن لكم فيها صهرًا ونسبًا"...
وتقلبت الأحوال بآل البيت، وعُزل ولدها الحسن الأنور عن ولاية المدينة، بعد وشاية بن أبي ذئب، وساءت الأحوال، وكثرت الفتن، واضطربت الأمور بين ءال البيت في الانتقال إلى مكان ءاخر غير المدينة، رغم أنها عزيزة عليهم، فعقدوا العزم على الانتقال إلى مصر، وكانت سبقتهم إليها في زمن سابق السيدة الطاهرة زينب بنت الإمام علي شقيقة الحسن والحسين وبنت فاطمة الزهراء عليها السلام وحفيدة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم.
رحّب المصريون بأهل البيت وعلى رأسهم السيدة نفيسة وزوجها إسحق وإبناها القاسم وأم كلثوم وغيرهم من أبناء ءال البيت، وتسابقوا في تكريمهم، وتنافسوا في استضافتهم.
فحظي بهذا الشرف السيد جمال بن الجصاص فأنزلهم في داره، وأقامت السيدة نفيسة في مصر حتى توفيت ودفنت بها.
وعلى الرغم أن السيدة نفيسة نشأت في بيت أبيها يحيط بها مظاهر الترف إلا أنها ءاثرت الزهد والتقشف، فكانت قليلة الأكل، ويروى أنها كات تأكل كل ثلاثة أيام مرة.
قالت زينب بنت أخيها: خدمتُ عمتي السيدة نفيسة أربعين عامًا فما رأيتها نامت بليل، ولا أفطرت إلا العيدين وأيام التشريق فقلت لها: أما ترفقين بنفسك؟ فقالت: كيف أرفق بنفسي وأمامي عقبات لا يقطعهن إلا الفائزون.
وكانت تقول: كانت عمتي تحفظ القرءان وتفسيره، وكانت تقرأ القرءان وتبكي.
من كراماتها **لما استقامت السيدة نفيسة رضي الله عنها بطاعة الله، أكرمها بكرامات كثيرة نذكر بعضًا منها:
سلة الطعام:
قال القناعي رحمه الله: قلت لزينب بنت يحيى أخي السيدة نفيسة: ما كان قوت عمتك؟ قالت: كات تأكل في كل ثلاثة أيام أكلة، وكانت لها سلة معلقة أمام مصلاها، وكانت كلما طلبت شيئًا للأكل وجدته في تلك السلة، وكانت لا تأخذ شيئًا من غير زوجها أو ما يحبوها به ربها، فالحمد لله الذي جعل لنا نصيبًا مما جعل للسيدة مريم بنت عمران عليه السلام".
جريان ماء النيل:
قال سعيد بن الحسن: توقف النيل بمصر في زمن السيدة نفيسة فجاء الناس إليها وسألوها الدعاء، فأعطتهم قناعها، فجاءوا بها إلى النهر وطرحوه فيه، فما رجعوا حتى فاض النيل بمائه وزاد زيادة عظيمة.
مع الثعبان:
روى عبد الرحمن الأوزاعي رضي الله عنه إمام الشام وفقيهها وعالمها المتوفى سنة 158 هـ فقال: قلت لجوهرة (إحدى إماء الحسين) هل رأيت من سيدتك الصغيرة نفيسة كرامة؟ قالت: نعم. كنت في يوم شديد القيظ، وإذا بتنين –ثعبان كبير- قد جاءني وكان معي ماء لسيدتي نفيسة، فصار ذلك التنين يمرّغ خدّه على الإبريق كأنه يتمسح به، متبركًا بمائها، ثم ذهب من حيث أتى.
دعاؤها للشافعي:
كان الإمام الشافعي رضي الله عنه إذا مرض يرسل لها رسولا من عنده، كالربيع الجيزي أو الربيع المرادي، فيقرئها سلامه ويقول لها: إن ابن عمك الشافعي مريض، ويسألك الدعاء فتدعو له، فلا يرجع إليه رسوله إلا وقد عوفي من رمضه.



فلمّا مرض الشافعي مرضه الأخير، أرسل لها على عادته رسوله يسألها الدعاء له، فقالت لرسوله: متّعه الله بالنظر إلى وجهه الكريم (أي ذاته الكريم في الآخرة).
رؤياها لجدها صلى الله عليه وسلم:
قال زوجها إسحق المؤتمن يومًا لها: "ارحلي بنا إلى الحجاز"، فقالت: لا أفعل ذلك إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وقال لي: لا ترحلي من مصر فإن الله تبارك وتعالى متوفيك فيها.
وفاتها **أصاب السيدة نفيسة المرض في شهر رجب سنة مائتين وثمان للهجرة وظل المرض يشتدّ ويقوى حتى رمضان، فبلغ المرض أقصاه، وأقعدها عن الحركة، فأحضروا لها الطبيب فأمرها بالفطر، فقالت: واعجباه! إن لي ثلاثين سنة وأنا أسأل الله أن يتوفاني وأنا صائمة ...
أفأفطر؟ وكان وراء ستار لها قبر محفور، فأشارت إليه وقالت: هذا قبري، وها هنا أُدفن إن شاء الله، فإذا متُّ فأدخلوني فيها. فلمّا فاضت روحها الطاهرة الشريفة دفنت في قبرها الذي حفرته بيدها، وذلك بعد موت الشافعي بأربعين سنة ...
رضي الله عن السيدة نفيسة الطاهرة الشريفة، نفيسة العلم وكريمة الدارين. اللهم أمّدنا بأمدادها واجمعنا بها في جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقًا والحمد لله رب العالمين
******************************************************************السيدة نفيسة.. أم الكرامات ((بدعائها فاض النهر و..... ))في حياتها جف ماء النيل فجاء الناس إليها وسألوها الدعاء، فأعطتهم قناعها فذهبوا به إلى النهر وطرحوه فيه فما رجعوا حتى زخر النيل بمائه وزاد زيادة كبيرة.

وفي حياتها أسلم سبعون يهوديا، وتعلم أئمة الفقه على يديها، وتزوج رجل مسلم من امرأة من الأقباط فجاء منها بولد، وعندما شب أسر في بلاد الغزو، فسألت والدته عنه من رجع من المعركة فلم تجده، فقالت لزوجها “بلغني أن من بين أظهرنا سيدة شريفة من أسرة نبيكم يقال لها السيدة نفيسة، وان لها كرامات فاذهب إليها علها تدعو لولدي، فإن جاء آمنت بدينها، فجاء الرجل إلى السيدة نفيسة وقص عليها القصة، فضرعت إلى ربها أن يرد عليها ولدها ويخلصه من أسره، فلما كان الليل إذا بالباب يطرق، فخرجت المرأة فإذا بها تجد الطارق ولدها وهو يقف بالباب، فصاحت من فرحتها وفرحت به وأسلمت ووهبت نفسها لخدمة السيدة نفيسة.
ويقول المصريون عن حفيدة الإمام عليّ كرم الله وجهه السيدة نفيسة رضي الله عنها إنه ما من زائر لقبرها إلا حفت به كراماتها وشملته نفحاتها، فكم من مهموم زارها وضرع إلى الله تعالى فانحسرت غمومه وانقشعت همومه، وكم من خائف أو مظلوم إلا وقد لقي الإنصاف وباعد الله عنه الظلم، وما من مفزوع أو مكلوم إلا وسكن قلبه وعاد بعد زيارتها وهو ساكن البال مطمئن الفؤاد.

يوم الحضرة



في كل أحد من كل أسبوع يستقبل مسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها الكائن في حي الخليفة بالقاهرة، زواره من مختلف الفئات الذين يحرصون على أداء صلاة المغرب، والبقاء بالمسجد يرتلون ما تيسر من آيات الذكر الحكيم حتى صلاة العشاء، فيما يعرف حسبما يقول الشيخ حسن الجمل إمام وخطيب المسجد ب”يوم الحضرة”.

سياسيون وبسطاء من عامة الشعب، وزراء سابقون وحاليون وعلماء ورجال فكر وسياسة، هم الزوار الدائمون لمقام السيدة نفيسة رضي الله عنها، في تظاهرة أسبوعية قلما تجد لها مثيلا، ما يجعل من صاحبة المسجد والضريح حالة شديدة الخصوصية بين نظرائها من مساجد وأضرحة آل البيت في مصر. ففي ضريحها بكي وزراء، وطلب سياسيون بارزون العون من الله في الشدائد، واستلهمت السيدة تحية كاظم زوجة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الصبر بعد رحيل الزوج والسند. ولدت السيدة نفيسة ابنة الإمام الحسن الأنور بن زيد الأبلج ابن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين بمكة المكرمة في العام 145 هجرية، لكنها نشأت بالمدينة المنورة حيث اشتهر عنها الصلاح والتقوى، حتى قيل إنها كانت لا تفارق حرم الرسول صلى الله عليه وسلم، وحجت ثلاثين حجة كانت تتعلق خلالها بأستار الكعبة وتقول: إلهي وسيدي ومولاي متعتي وفرحتي برضاك عني.. فلا تسبب لي سببا به عنك يحجبني.

وتروي زينب ابنة أخيها يحيي المتوج، طرفا من حياتها في كتب الأثر: “خدمت عمتي نفيسة أربعين سنة فما رأيتها نامت الليل ولا أفطرت بنهار، فقلت لها: أما ترفقين بنفسك، فقالت كيف أرفق بنفسي وقدامي عقبات لا يقطعها إلا الفائزون”.

رحلت السيدة نفيسة رضي الله عنها إلى مصر هي وزوجها إسحق المؤتمن بن جعفر الصادق، وكان قدومها إلى مصر أمرا عظيما، إذ استقبلها المصريون رجالا ونساء عند الحدود الشمالية الشرقية للبلاد في مدينة العريش بالهوادج، حتى إذا استقر بها المقام في القاهرة شهد بيتها الكائن في درب السباع آلاف الزوار وبخاصة من هؤلاء الذين يعتقدون في كراماتها، فكان إذا نزل بهم أمر جاءوا إليها يسألونها الدعاء فتدعو لهم.

وقد كان الزحام الشديد عند باب السيدة نفيسة وتهافت المصريين على رؤيتها والاستماع إليها دافعا لزوجها بعد شهور من قدومها إلى مصر إلى التفكير جديا في الارتحال إلى الحجاز، بل إنه عرض عليها الأمر فما كان منها إلا أن قالت: “لا أستطيع ذلك فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، وقال لي لا ترحلي من مصر فإن الله تبارك وتعالى متوفيك بها”.

ويقول مؤرخون إن السيدة نفيسة رضي الله عنها أقامت بمصر ما بين سبع سنوات إلى خمسة عشر عاما، قبل أن تداهمها في شهر رجب من العام 208 هجرية نوبة مرض شديد، فلما أحست بدنو أجلها حفرت قبرها بيدها في بيتها، وكانت تنزل إليه لتصلي فيه كثيرا، فلما حانت الساعة وكان ذلك في الجمعة الأولى من شهر رمضان بدأت في قراءة سورة الأنعام، فلما وصلت إلى قوله تعالى: “لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون” غشي عليها، فضمتها زينب بنت أخيها إلى صدرها فشهدت شهادة الحق وقبضت.

بعد وفاتها رضي الله عنها أراد زوجها أن يحملها إلى المدينة المنورة لكي يدفنها بالبقيع، فعرف المصريون بذلك فهرعوا إلى الوالي عبد الله بن السري بن الحكم واستجاروا به عند زوجها ليرده عما أراد فأبى، فجمعوا له مالا وفيرا وسألوه أن يدفنها عندهم فأبى أيضا، فباتوا منه في ألم عظيم، لكنهم عند الصباح في اليوم التالي وجدوه مستجيبا لرغبتهم، فلما سألوه عن السبب قال: رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقول لي رد عليهم أموالهم وادفنها عندهم.

دفنت السيدة نفيسة رضي الله عنها بدارها بدرب السباع بين القطائع والعسكر والتي عرفت فيما بعد بكوم الجارحي، وكان يوم دفنها يوما مشهودا، فقد هرع المصريون من أقصى البلاد وأدناها، ليصلوا عليها، إكراما لنسبها للبيت النبوي الشريف، ولعلمها الغزير الذي كان سببا في أن يفد عليها في حياتها أئمة الفقه الإسلامي وكبار العلماء، ويروى أن الإمام الشافعي زارها في بيتها وأنه قال لها من وراء حجاب: ادعي لي، فلما توفي في العام 204 هجرية أدخلت جنازته إليها، فصلت عليه وقالت: رحم الله الشافعي، فقد كان يحسن الوضوء.

رعاية شديدة



وعلى نهج أجدادهم ظل المشهد النفيسي في القاهرة يحظى بالرعاية الشديدة من المصريين على امتداد الأجيال محبة في صاحبة المقام واعترافا بعلمها وفضلها، بل إن مسجدها ظل على مدار تاريخه الطويل ضمن اهتمامات العلماء والأمراء والحكام الذين تعاقبوا على مصر، فمنهم من جدد المقام ومنهم من وسع المسجد حتى وصلت مساحته الآن إلى ما يزيد على ألفي متر بعد أن كان مجرد حجرة في دار أبي جعفر خالد بن هارون السلمي.

ويقول مؤرخون إن كافور الأخشيدي لم يكن يدع زيارة السيدة نفيسة وأنه كان يحرص على زيارتها في أيام معلومة من كل أسبوع، فيدخل إلى ضريحها يسأل الله قضاء حوائجه ويفي بالنذر، وينثر المسك والطيب على مقامها، ويحسن على الفقراء الموجودين به، وكان معروفا أيضا عن خديوي مصر عباس حلمي الثاني اعتقاده الشديد في كرامات السيدة نفيسة، لذا قام بتجديد مسجدها وأقام في هذه المناسبة احتفالا كبيرا حضره الأمراء والعلماء والأعيان، وقد ظل المسجد يومها مفتوحا حتى صباح اليوم التالي بسبب تزاحم الزائرين الذين جاءوا إليه من شتى أنحاء مصر.

ويحفظ المصريون سيرة السيدة نفسية رضي الله عنها عن ظهر قلب، بل إن كثيرا من مريديها قاموا بطباعة سيرتها العطرة في كتيبات تروي أجزاء منها وتعدد مناقبها وكراماتها، وتقول بعض هذه الكتيبات إنها عندما بلغت الخامسة عشرة من عمرها رغب كثير من الصالحين في خطبتها، غير أن والدها وافق على زواجها من إسحاق المؤتمن وهو من آل البيت، بعد أن رأى في المنام أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وافق على الزيجة فأتم الزواج، وقد رزقت السيدة نفيسة منه بالقاسم وأم كلثوم.

وصلت السيدة نفيسة رضي الله عنها إلى مصر القديمة يوم السبت الموافق 26 من شهر رمضان المبارك في العام 193 هجرية، فنزلت أول ما نزلت بدار كبير تجار مصر حينذاك جمال الدين عبدالله بن الحصاص ومكثت به أشهرا والناس يأتون إليها للتبرك بها والاستفادة من علمها، ثم انتقلت إلى دار أم هاني بمنطقة المصاحبة (حي الحسين الآن)، وكان بهذه الجهة رجل يهودي يدعى “أبو السرايا” أيوب بن صابر، وكانت له ابنة مقعدة فتوجه بها إلى السيدة نفيسة واستأذنها في البقاء عندها حتى يعود من الحمام، فأذنت لها ولما جاء وقت صلاة الظهر توضأت السيدة نفيسة بجانب الفتاة المقعدة فجرى ماء الوضوء إليها، وألهمها الله أن تمسح بذلك الماء أعضاءها فتحركت وشفيت من مرضها، وعندما شاهدتها أمها بكت بكاء شديدا، فلما حضر والد البنت وعلم ما حدث أسلم وأسلمت معه زوجته وابنته.

شاع خبر إسلام اليهودي في العائلة فأسلمت عن بكرة أبيها، وكان عدد أفرادها سبعين يهوديا، وأصر والد الفتاة على انتقال السيدة نفيسة إلى بيته بدرب الكروبيين بجوار مسجد المعرف بشارع القبر الطويل بالحسينية فوافقت، وما زالت هذه الدار موجودة حتى الآن وكذلك الحجرة التي كانت السيدة نفيسة رضي الله عنها تتعبد فيها.

كرامات



ذاعت كرامات السيدة نفيسة في مصر فهرع إليها الناس من كل جهة، وازدحموا على بابها فضاق بهم البيت، ويومها عزم زوج السيدة الجليلة رضي الله عنها على الرحيل إلى الحجاز، ولكن أهل مصر تمسكوا بها، ويذكر كتاب الجواهر النفيسة في مناقب السيدة نفيسة رضوان الله عنها لمؤلفه الراحل الشيخ محمد عبد الخالق أنه لما جاءها مرض الموت أرسلت لزوجها إسحاق المؤتمن تستحضره إليها من المدينة وعندما زاد بها المرض في أول جمعة من رمضان عام 208ه أشار عليها الأطباء بالإفطار لما رأوا بها من ضعف فقالت قولتها الشهيرة: “معاذ الله.. اصرفوا عني طبيبي ودعوني وحبيبي”.

ويعد عبيد الله بن السري بن الحكم والي مصر من قبل الدولة الأموية، هو أول من بنى على قبر السيدة نفيسة حسبما يذكر المقريزي في خططه، وقد أعيد بناء الضريح في عهد الدولة الفاطمية حيث أقيمت عليه قبة، وقد دون تاريخ هذه العمارة على لوحة من الرخام وضعت عند باب الضريح جاء فيها: “نصر من الله وفتح قريب لعبد الله ووليه ابن تميم الإمام المستنصر بالله أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين وأبنائه الأكرمين، أمر بعمارة هذا الباب السيد الأجل أمير الجيوش سيف الإسلام ناصر الأنام، كافل قضاة المسلمين، وهادي دعاة المؤمنين عضد الله به الدين، وأمتع بطول بقائه المؤمنين وأدام قدرته وأعلى كلمته وشد عضده بولده الأجل سيف الإمام جلال الإسلام شرف الأنام ناصر الدين خليل أمير المؤمنين زاد الله في علائه وأمتع المؤمنين بطول بقائه في شهر ربيع الآخر سنة 482 هجرية”.

وفي عهد الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله حدث تصدع لقبة المشهد النفيسي فجددت كما غطي المحراب الرخام، وكان ذلك سنة 532 هجرية، ويقول الجبرتي: إن الأمير عبد الرحمن كتخدا عمَّر المشهد النفيسي ومسجده وبني الضريح على ما هو عليه الآن، وجعل لزيارة النساء طريقاً بخلاف طريق الرجال وذلك في سنة 1173ه. كما كتب على باب الضريح بالذهب على الرخام:

عرش الحقائق مهبط الأسرار

قبر النفيسة بنت ذي الأنوار

حسن بن زيد بن الحسن نجل

الإمام علي ابن عم المصطفى المختار

وقد وصف علي مبارك في خططه الضريح والمسجد الملحق به وصفا مستفيضا، وقال إن الدولة خصصت حينذاك 450 فدانا وعدة حوانيت للصرف على المشهد، غير المبالغ التي تتجمع في صندوق نذوره والتي كانت تبلغ في السنة في ذلك العهد ما قيمته خمسة وعشرون ألف قرش، كما كانت نظارة الأوقاف تصرف له ثمن الزيت والحصر وملء الميضأة

((ضريح السيدة نفيسة رضى الله عنها ( المشهد النفيسي))[/grade]
البداية والنهاية/الجزء العاشر/وفاة السيدة نفيسة


وفاة السيدة نفيسة **هي: نفيسة بنت أبي محمد الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، القرشية الهاشمية، كان أبوها نائبا للمنصور على المدينة النبوية خمس سنين، ثم غضب المنصور عليه فعزله عنها وأخذ منه كل ما كان يملكه وما كان جمعه منها، وأودعه السجن ببغداد. فلم يزل به حتى توفي المنصور فأطلقه المهدي وأطلق له كل ما كان أخذ منه، وخرج معه إلى الحج في سنة ثمان وستين ومائة، فلما كان بالحاجر توفي عن خمس وثمانين سنة. وقد روى له النسائي حديثه، عن عكرمة، عن ابن عباس: «أن رسول الله احتجم وهم محرم». وقد ضعفه ابن معين وابن عدي، ووثقه ابن حبان. وذكره الزبير بن بكار وأثنى عليه في رياسته وشهامته.
والمقصود: أن ابنته نفيسة دخلت الديار المصرية مع زوجها المؤتمن إسحاق بن جعفر، فأقامت بها وكانت ذات مال فأحسنت إلى الناس والجذمى والزمنى والمرضى وعموم الناس، وكانت عابدة زاهدة كثيرة الخير.
ولما ورد الشافعي مصر أحسنت إليه وكان ربما صلى بها في شهر رمضان.
وحين مات أمرت بجنازته فأدخلت إليها المنزل فصلت عليه.
ولما توفيت عزم زوجها إسحاق بن جعفر أن ينقلها إلى المدينة النبوية فمنعه أهل مصر من ذلك وسألوه أن يدفنها عندهم، فدفنت في المنزل الذي كانت تسكنه بمحلة كانت تعرف قديما بدرب السباع بين مصر والقاهرة، وكانت وفاتها في شهر رمضان من هذه السنة فيما ذكره ابن خلكان.
[align=left]( الشريف على محمود محمد على حفيد النسابة حسن أفندى قالسم
)[/align]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كريمة الدارين ( السيدة نفيسة رضى الله تعالى عنها )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 02, 2012 5:17 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين أكتوبر 31, 2011 9:05 pm
مشاركات: 16615
يامدد يانفيسة العلم يامدد
مدد مدد والف مدد بل مدد بلا عدد

بجاه نور سيدنا النبى صلى الله عليه واله وسلم مدد يا سيدتنا

الفاضل حسن قاسم
شكرا لك رزقك الله جمال حب ال بيت النبى صلى الله عليه واله وسلم


_________________
ومَـن تَكُـن برسـولِ اللهِ نُصرَتُـهُ *** اِن تَلْقَـهُ الأُسْـدُ فــي آجامِـهَـا تَـجِـمِ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كريمة الدارين ( السيدة نفيسة رضى الله تعالى عنها )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 02, 2012 5:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس يونيو 14, 2007 2:19 pm
مشاركات: 5747
يا مدد يا مدد يا مدد
يا ستى يا نفيسة

أقبل بيتها و الطهر فيه و ألثم بابها و الشوق غامر
و أخطب وصله ودا و قربا و قلبى تستجيش به المشاعر
فتغفر زلتى و يطيب قلبى و يمح الذنب فى ماض و حاضر
و تصفو النفس منى فى صفاء و أشفى من الخطايا و المعاثر
فإن رئيسة التصريف تحظى بتأييد البواطن و الظواهر

مدد يا حبيبة , رضى الله تعالى عن حضرتك يا ستنا نفيسة

_________________
ومن دخل حصن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يضام


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 6 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط