موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: 9 - تابع كتاب ذكرى مصرع الحسين لحسن قاسم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 13, 2012 3:28 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6136

[color=#8c008f]بعد مقتـل الحسين
^^^^^^^^^

ولما قتل الظالمون حسين الفضيلة ، فرحوا لمقتله فرحا عظيما ، إذ حسبوا أنهم قد أحسنوا صنعا ولم يبالوا ، ادفنت الجثة التى مثلوا بها أم لم تدفن ( وقد منع الإسلام عن المثلة ) فتركوا داعية الحق فى العراء بين لهيب الشمس والرمضاء ولم يجروا عليه سنن التجهيز والدفن ولو مراعاة لحرمة الإســـلام (هذا) وما عتمت عشية الثانى عشر من محرم إلا وعادت إلى أرياف كربلاء عشائرها الضاغنة يتأملون الأجساد الزكية التى تركها القوم على البطاح تسفى عليها الرياح .
فما مرت الأيام والأعوام الا والمقامات عليها قائمة والخيرات لديها جارية والمدائح تتلى والحفلات تتوالى ووجوه العظماء على أبوابها يتسابقون إلى أعتابها وامتدت جاذبية الحسين وصحبه من حضيرة الحائر إلى تخوم (1) الهند والصين وأعمال العجم (2) وما وراء الترك (3) والديلم (4) يرددون ذكرى فاجعة الحسين التى اتدملت لها القلوب وتحطمت لهولها المهج والأرواح على ممر الساعات والأيام بل على تعاقب الأنفاس واللحظات ويجدون فى إحياء ذكراه وما إلى ذلك من الخيرات والذكريات الخالدة ، فهذا ما فاز به حسين النهضة – رجل الشهامة والفضل داعية الحق والعدل – فما الذى فاز به يزيد وحزبه ؟
فاز بزوال ملكه وسقوط دولته واستئصال شأفته وابادة جموع حزبه رجالا ونساء بانتقام الحق منهم حتى لم يبق منهم آخذ ثار ولا نافخ نار وأحرقت آثارهم حتى عظامهم البالية وقتلوا أيمنا وجدوا فتجد اليوم قبر يزيد فى عاصمة ملكه لا ذكر له ولا خبر ولا عين ولا أثر فى مشارق الأرض بطولها والعرض ، بينما قبر الحسين وآثاره فى ممالك العالم قبلة الوافدين وكعبة محجوجة تترى عليها الخيرات والرحمات وميدانا تتسابق فيه الهمم وساحة للمجد والكرم هذه عاقبة الجائر المتجاهر وتلك عقبى المجاهد الناصح ( والأرض لله يورثها عباده الصالحين )
(1) من رحلة سليمان التاح فى القرن الثالث الهجرى : ولعلّ من أهم أسباب السفر والترحال عند العرب المسلمين هو من أجل نُشدان طلب العلم والدعوة إلى الإسلام، وتأدية فريضة الحج، والتعرف على أحوال الناس، وتوطيد العلاقات السياسيّة بين الأمم المجاورة. وعندما تأسست الدولة العربية الإسلامية بقيادة الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام، وتوسعت أرجاؤها في عصر الخلفاء الراشدين رضيّ الله عنهم، وازدهرت في العصر الأموي في الشام، اتسعت رقعتها شرقاً وغرباً وامتدت حدودها حتى تُخُوم الصين والهند شرقاً وإلى الأندلس ـ إسبانية ـ غرباً، ونجح المسلمون في تأمين الطُرق التجارية البرية والبحرية في عموم الدولة الإسلامية، ولذلك أسسوا طُرُقاً ومسالك خاصة بالبريد، كما أسهموا في ربط القارات الثلاث المعروفة في ذلك الوقت بمراكز تجارية وحضارية، كان لها الأثر الكبير في توطيد العلاقات التجارية وتشجيع التجار على السفر براً وبحراً إلى هذه المراكز، والاتصال بشعوب أوربة وأفريقية وآسية. سليمان التاجر عاش في القرن الثالث الهجري،كتب معلومات وبيانات عن حركة الرياح والأنواء والأمواج وطريقة تفاديها وطرق الأسفار إلى الصين والهند وعادات هذه الشعوب في كتابه(رحلة سليمان التاجر
(2) العجم : كلمة فى اللغة الفارسية تعنى الأيرانى ولكن فى اللغة العربية تدل على غير العربية
(3) الترك : الشعوب التركية هى شعوب ارو أسيوية تقيم فى شمال ووسط وغرب أروا سيا
(4) الديلم : هم أحدى الشعوب الايرانية التى عاشت فى شمال الهضبة الايرانية



أنتقام الله سبحانه وتعالى من قتلة الحسين
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

ولقد أنتقم الله سبحانه وتعالى من قتلة الحسين شر انتقام وألبسهم سراويل الذل بعد العز ومثل بهم أسوأ المثلات بما اجترحوا من السيئات مصداق قوله وتعالى ( ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم والذين أمنوا وعملوا الصالحات فى روضات الجنات لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير ) وقوله تعالى ( ام حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين أمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ) الآية – فكان يؤتى بهم إلى المختار بن أبى عبيد (1) فيوقفون بين يدية فيأمر بقتلهم أنواعا من القتالات بما يناسب ما فعلوا ( ذلك جزاء الظالمين ) فمنهم من أحرقه بالنار ومنهم من قطع أطرافه وتركه حتى مات ومنهم من رمى بالنبال ومنهم من قتل على مرأى من أهله وعشيرته ثم أحرقت رمته حتى عادت رمادا وذر بها فى الهواء ( وقتل ) اللعين الطريد ( شمر بن ذى الجوشن الأبرص ) (2) وألقى شلوه إلى الكلاب واجتز رأس الطاغية ابن مرجانة وأتى به إلى على زين العابدين بعد أن مثل به كما مثل برأس أبيه الحسين فلما رأى الرأس ابن سيد الشهداء بكى واسترجع واهتزت منه شعائر الحنان ( فأنعم ) بك يا ابن رسول الله إنك وابيك وجدك ( لعلى خلق عظيم ) وقد ترى المختار أن ما أجراه الحق على يديه مما نزع إليه من القيام للأخذ بثأر الحسين لايف عشر معشار ما اجترحته تلك الفئة الباغية – فكان يقول والله لو قتلت به ثلاثة أرباعهم ما وفوا بأنملة من أنامل الحسين *

( 1 ) المختار بن أبى عبيد : هو الثقفى ولد فى الطائف فى السنة الأولى من الهجرة وابوه قائد المسلمين بمعركة الجشر وفى البداية والنهاية لأبن كثير ك الجزء اثامن أسلم أبوه فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم ولم يراه وذكره بن الأثير فى الغابة

( 2) شمر بن ذى الجوشن الأبرص : هو من قبييللة بنى كلاب ومن رؤساء هوزان وهو الذى قتل الحسين بن على عليهم السلام



رأس الحسين
^^^^^^^ عليه السلام


دلت الشواهد التاريخية التى لا تحوم جولها الشبهات أن الرأس الكريم طيف به بعد الموقعة حتى أتى به ليزيد (1) فأمر بصلبه فصلب ثلاثة ايام بدمشق ثم ترك بعد صلبه فى خزانة السلام فلم يزل هناك حتى تولى سليمان بن (2) عبد الملك الذى بويع ل بعد أخية الوليد فى سنة 96هـ )714م) وأستمر ملكه إلى سنة 99هـ ( 717م) فسئل عن رأس الحسين وبعث فى طلبه فجىء به وقد نحل وبقى عظما ابيض فجعله فى سفط وطيبة وكفنه وصلى عليه فى جمع من حاشيته ودفنه فى مقابر المسلمين بدمشق بباب الفراديس (3) فلما تولى الخلافة الإمام العالدل عمر بن عبد العزيز (4) سأل عن الرأس الكرييم فاخبر بما صنعه سليمان ابن عبد الملك – وما برح الرأس الكريم بدمشق إلى سنة 365هـ ( 975م) فسام افتكين (5) الشرابى غلام معز الدولة أحمد بوية إلى دمشق ليغزوها بجيشه قادما من بغداد فأعلن القتال فتبعه طوائف كثيرة فتغلب عليها وعلى كثير من سواحلها واسر منها ما شاء وغنم منها ما أراد فمن جملة الغنائم رأس الحسين(قال) بعض الإخباريين والسبب فى أخذه رأس الحسين تثبيت دعائم ملكه فى بلاد الشام . فلما صار إلى عسقلان (6) وحاصرها ( وهناك كاد يستتم أمره ) دفن الرأس الكريم فى موضع منها وبينما هو مجد فى تنظيم ملكه وتدبيرشؤونه إذ سير إليه العزيز ابن المعز الفاطمى قائده جوهرا فى جيش عرمرم لمحاربته – وبعد حروب طويلة تغلب عليه فأخذه العزيز الذى لحق بقائده بعد ذلك اسيرا وقدم به إلى القاهرة فاستخدمه بدار ملكه حتى توفى سنة 372هـ فهذا ما ساتنتجناه من المصادر التاريخية فى مسير الرأس من الكوفة إلى الشام ودفنه بها أولا ثم إلى عسقلان .
(1) يزيد : روى عن صالح بن احمد بن حنبل رضى الله عنهم : قلت لأبنى أتلعن يزيد قال يا بنى كيف لا تلعن من لعنه الله فى ثلاث آيات من كتابه العزيز فى الرعد والقتال والأحزاب راجع الأتحاف بحب الأشراف للشبرواى ص 64 .
(2) سليما بن عبد الملك : هو سليمان بن عبد الملك بن مروان (45هـ - 99 هـ ) ( 674م – 717م ) الخليفة الأموى السابع وهو من خلفاء بنى امية الأقوياء ولد بدمشق وولى الخلافة يووم وفاة أخية الخليفة الوليد بن عبد الملك عام 96هـ وخلافته لا تتجاوز السنتين وسبعة أشهر من 96هـ - 99هـ وكان الناس يسمونه مفتاح الخير أشاع العدل وأنصف كل من وقف ببابه ومتصف بالوقار والجمال عظيم الخلق طويل القامة .
(3) باب الفراديس : هو بدمشق دخل منه القائد عمرو بن العاص عند الفتح الإسلامى وسمى بأسم الفراديس بكثرة وكثافة البساتين والحدائق والقصور .
(4) عر بن عبد العزيز : هو ثامن الخلفاء الأموية خامس الخلفاء الراشدين يرجع نسبه من أمه إلى عمر بن الخطاب حيث كانت أمه هى أم عاصم ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب وبذلك يصبح عمر بن الخطاب جد الخليفة عمر بن عبد العزيز وولد بالمدينة المنورة
(5) أفتكين الشرابى : هو القائد التركى العباسى كان أبو منصور أفتكين التركى الشرابى غلاما لمعز الدولة أحمد بن بوية وفى سنة 364 استولى افتكين على دمشق فقام جيش المعز بحصاره ورصد مائة ألف دينار لمن يحضر أفتكين وتمكن البعض بالأمساك به وأحضاره بين يدى المعز فأطلق صراحه وهو من ومكثوا فى مصر حتى توفى أفتكين سنة 365 هـ
(6) مدينة عسقلان : عرفت مدينة عسقلان باسم اشقلون منذ اقدم العصور التاريخية وهى تقع على شاطىء البحر المتوسط شمال غزة كما هو موضح بالخريطة


[align=center]صور توضح موقع مدينة عسقلان [/
align][/color]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 4 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط