موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: سيدى عبد الله بن الحارث
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 04, 2012 10:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6136
[size=200]


عبد الله بن سلام
من جبل المقطم إلى كفر الآمير بالمنصورة – تمى الأمديد – السنبلاوين

-
عبد الله سلام بن الحارث الإسرائيلى ثم ( الأنصارى ) كان حليفا لهم من ( بنى فينقاع ) وهو ولد ( يوسف ) بن ( يعقوب ) عليهما السلام وكان اسمه فى الجاهلية ( الحصين ) فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسلم ( عبد الله ) وكان إسلامه لما قد النبى صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجرا * * روى عنه أبناه ( يوسف و محمد ) وروى عنه ( أنس بن مالك ) و ( زرارة بن أوفى ) ** روى الإمــــام ( احمد ) فى مسنده عن ( زرارة بن أوفى عن ( عبد الله بن سلام ) قال : لما قدم ( رسول الله صلى الله عليه وسلم ) المدينة خرجت أنظر فيمن ينظر – فلما رايت وجهه صلى الله عليه وسلم عرفت أنه ليس بوجه كذاب – وكان اول ما سمعته يقول ( أفشوا السلام واطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام – تدخلون الجنة بسلام ) وقد نزلت فى ( عبد الله بن سلام ) آيات مباركات محفوظات فى القرآن الكريم – فقد نزل فيه *( وشهد شاهد من بنى إسرائيل على مثله قأمن واستكبرتم ) * كما نزل فيه *( قل كفى بالله شهيدا بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب )* وروى ( الترمذى ) قال : حدثنا الليث عن معاوية بن صالح عن ربيعة ابن يزيد عن أبى إدريس الخولانى عن يزيد بن عميرة قال : لما حضر ( معاذ بن جبل ) الموت قيل له : يا أبا عبد الرحمن أوصنا فقال : أجلسونى قال رضى الله عنه إن العلم والإيمان مكانهما من ابتغاهما وجدهما – فالتمسوا العلم عند أربعة رهط ) عند ( عويمر أبى الدرداء ) وعند ( سلمان الفارسى ) وعند ( عبد الله بن مسعود ) وعند ( عبد الله بن سلام ) الذى كان يهوديا فأسلم فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إنه عاشر عشرة فى الجنة ) توفى رضى الله عنه سنة 43هـ .

(( التعليــــــــــــــــــــــــق ))
****************



ويقول على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية الجزء 8 ص 53
================================

فى الضوء اللامع للسخاوى إن الشيخ محمد بن سلامة بن محمد بن احمد بن ابراهيم ابن أبى محمد بنى على بن صدقة الشمسى الاوكادوى الشافعى ويعرف بابن سلامة ولد سنة 838 بادكو فقرأ بها القرآن وبعض رسالة ابن أبى زيد على مذهب والده ثم تحول شافعيا وحفظ المنهاج وعرضه على البلقينى والمحلى وابن الملقن وغيرهم ثم أرتحل الى لفوة فأخذ عن ابن الخلال كتبا كالمنهاج والتنبيه ولازمه اربع سنين فى شرح الدميرى وغير ذلك فى الفقه وأصوله والنحو وقرأ فى المنهاج على الذين زكريا واخذ عن الفقيه شمس الدين بن التراس الفرائض والحساب .
كما يقول على باشا مبار فى الخطط التوفيقية ج5 ص48
============================ بالبحث أيضا وجد ترجمة أخرى للشيخ عبد الله سلامة يقول فيها السخاوى فى تحفة الاحباب ونصه أما الشقة الاولى من البقعة الكبرى من القرافة فقد ذكر منها ما بين مسجد الامن الى مقبرة القضاعيين فأول ذلك قبر العلامة أبى عبد الله بن سلام بن جعفر القضاعى قاضى مصر كان إماما عادلا عالما زاهدا وصل الى البلاد فى طلب العلم وصل الى الحجاز والشام والقسطنطينية وسمع الحديث بمكة وألف الكتب منها كتاب فى تفسير القرآن الكريم فى عشرين مجلد وكتاب الشهاب وكتاب منثور الحكم وتوفى سنة اربع وخمسين واربعمائة .

وقال الحبرتى :

=========


ان منها الامام الفاضل الكامل عبد الله سلامة الادكلوى المصرى الشافعى الشهير بالمؤذن ولد سنة 1400 ونشأ بالقرية المذكورة وحفظ القرآن حضر إلى مصر واشتهر بفن الأدب ولازم فخر الادباء فى عصره السيد على افندى برهان زاده نقيب الشادة الاشراف ثم بعد وفاة لازم الشيخ الشبراوى .
أما الدكتورة سعاد ماهر تقول :
فى موسوعاتها مساجد مصر وأولياؤها فى الجزء الثانى ص 38 تقول:
جامع الشيخ عبد الله بن الحارث – أخر صحابى دفن بمصر – بصفط تراث – بمركز المحلة الكبرى – هو عبد اللله بن الحارث بن جزء الزبيدى – أورده أبو بكر بن أبى على فى ( ابن الأثير فى أسد الغابة فى معرفة الصحابة ) وروى عن حيوة بن شريح عن عقبة بن مسلم عن عبد الله بن جزء الزبيدى قال :أكلنا مع النبى صلى الله عليه وسلم شواه ونحن فى المسجد ثم أقيمت الصلاة فلم ترد على مسحنا أيدينا بالحصى – ويرجع نسب هذا الصحابى الجليل إلى عبد الله الزبيدى بن يكرب بن عمر بن عشيم بن عمر بن عريج بن عمرو بن زيد بضم أوله وأسمه منية الكبر من بنى مذج قبيلة باليمن ومن بنية عمرو بن يكرب الزبيدى ومحمية بنى جزء الزبيدى والحارث بن جزء الزبيدى والد شيخنا صاحب الترجمة .
وتجمع المراجع التاريخية على أن الشيخ عبد الله بن الارث لم يكن يعرف قبل إسلامه بأسمه هذا وفى ذلك يحدثنا ( الطبرى ) فيقول كان اسم الصحابى الجليل عبد الله بن الحارث فى بادىء الأمر العاصى فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عبد الله ) ومن الأحاديث الواردة ( قال ) جعفر الغريان حدثنا عبد الله بن يوسف قال حدثنا بن ربيعة عن عبد الله بن الزبيدى المصرى عن مسلم بن يزيد الصدفى عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فصعد المنبر فلما صعد أول درجة قال آمين – ثم صعد الدرجة الثانية فقال آمين – ثم صعد الدرجة الثالثة فقال آمين – فلما نزل قيل له رأيناك صنعت شيئا ما كنت تصعنه فقال جبريل : تبدى لى فى أول درجة فقال ك يا محمد من أدرك أحد والدية فلم يدخلاه الجنة فابعده الله ثم أبعده قال فقلت آمين – ثم قال فى الثانية من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له أبعده الله ثم أبعده فقلت آمين ثم قال فى الثالثة من ذكرت عنده فلم يصلى عليك فأبعد الله ثم أبعده فقلت آمين

وقال بعض الابحاث والكتاب والمراجع فى التاريخ
==========================
عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي
**********************

صحابي جليل من رواة الحديث شهد فتح مصر واختط بها دارا له. وهو آخر من مات من الصحابه بمصر. توفي سنة 86 للهجرة وقبره في قرية صفت تراب في مركز المحلة الكبرى في محافظة الغربية
وفي الطبقات الكبرى لابن سعد: عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي صحب النبي صلى الله عليه وسلم ونزل بمصر وروى عنه المصريون وقال عبد الله بن صالح عن لهيعة بن عبد الله بن أبي جعفر قال رأيت على عبد الله بن الحارث بن جزء عمامة حرقانية فسألت لهيعة عن الحرقانية فقال السوداء.
الصحابي العالم المعمر شيخ المصريين أبو الحارث الزبيدي المصري شهد فتح مصر وسكنها فكان آخر الصحابة بها موتا. له عدد من الأحاديث، وقد روى عنه عدد من الأئمة حيث حدث عنه يزيد بن أبي حبيب وعقبة بن مسلم وعبيد الله بن المغيرة وسليمان بن زياد الحضرمي وعمرو بن جابر الحضرمي وآخرون وزعم من لا معرفة له أن الإمام أبا حنيفة لقيه وسمع منه وهذا جاء من رواية رجل متهم بالكذب ولعل أبا حنيفة أخذ عن عبد الله بن الحارث الزبيدي الكوفي أحد التابعين فهذا محتمل وأما الصحابي فلم يره أبدا ويزعم الواضع أن الإمام ارتحل به أبوه ودار على سبعة من الصحابة المتأخرين وشافههم وإنما المحفوظ أنه رأى أنس بن مالك لما قدم عليهم الكوفة، نعم وصاحب الترجمة هو ابن أخي الصحابي محمية بن جزء الزبيدي وقد طال عمره وعمي ومات بقرية سفط القدور من أسفل مصر في سنة ست وثمانين وقيل توفي سنة سبع وقيل سنة خمس وثمانين والأول أصح وأشهر له رواية في سنن أبي داود وجامع أبي عيسى وسنن القزويني والله أعلم (سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي)
قال الشيخ القرضاوي: وكان من حظ قريتنا أن يستوطنها ويستقر بها هذا الصحابي الشاب، عبد الله بن الحارث الزبيدي، وأن يظل في هذه القرية ويتزوج بها وينجب حتى وافاه أجله، ومات بها، ودفن بها سنة 86هـ، وقبره معروف بها.
هذا وقد كان لي أبيات قلتها في مديح سيدي عبد الله بن الحارث، الذي كان لقريتنا (صفط تراب) الحظوة به دون سواها، وهي أبيات لم تنشر من قبل، وهذه مناسبة لأسجلها هنا، وأنا أعطي صورة عن القرية. قلت:

بعـبد اللـه أشـرقت الـروابي وبوركت السهول مـع الـهضاب
صحابيّ الـرسول، جزيت خيرا عـن الإسلام، يا نعم الـصحابي
شرفت بصحبة الـمختار دهـرا تلـقَّى مـن مـناهـله الـعِذاب
وتسمـع منه قـول الحق صفوا وتشهد فعـلـه وبلا حـجـاب
وجئت لـمصر تحـمل خير دين مع ابن العاص في شرخ الشباب
ورحب شعب مصر بكم، وأصغى لـدعـوتكم، وفـتَّح كـل باب
دعـوتم مصر بالـحسنى فـلبّت نداء اللـه، لا بشـبا الـحـراب
بسيف الـحب والـعدل انتصرتم ولـيس ببطش ذي ظـفر وناب
وأمست مـصر للإسلام حـصنا ودرعا للـسـان وللـكـتاب
وأنقذتم مــن الـرومان شعـبا غـدا لهمـو كـأبقار الـحِلاب
وأسلم أهـل صفط عـلى يديكـم ودانَـوْكم بـصهـر واقـتراب
وعشت بهـا، ومـت بهـا، هنيئا لَها بك مـن جـوار مـستطاب
وحـق لـصفطنـا بك أن تسمى بصفط الـتبر لا صفط الـتراب

!

هو عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي ثم الأنصاري يكنى أبا يوسف وهو من ولد يوسف بن يعقوب عليهما الصلاة والسلام كان حليفا للأنصار.
يقال كان حليفا للقواقلة من بني عوف بن الخزرج.
وكان اسمه في الجاهلية الحصين فلما أسلم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله.
وهو من ذرية يوسف النبي -عليه السلام-، وجزم بذلك الطبري وابن سعد، وأخرجه يعقوب بن سفيان في تاريخه، عن أبي اليمان، عن شعيب، عن عبد العزيز قال: كان اسم عبد الله بن سلام الحصين، فسماه النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- عبد الله.
أسلم أول ما قدم النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- المدينة..
حاله في الجاهلية:
كان عبد الله بن سلام حبراً من أحبار اليهود الكبار في المدينة المنوّرة، وكان أهل المدينة على اختلاف مللهم ونحلهم يُجلُّونه ويعظِّمونه، وقد اقتنع بالإسلام وأسلم ،ونزل فيه قول الله تعالى: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} وآية {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ}
قصة إسلامه:
يروي عبد اللـه بن سلام قصة إسلامه فيقول:( لمّا سمعت رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- عرفت صفتَهُ واسمَهُ وزمانه وهيئته، والذي كنّا نتوكّف -نتوقع- له، فكنت مُسِرّاً ولذلك صامتاً عليه حتى قدم رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- المدينة، فلمّا قَدِمَ نزل بقباء في بني عمرو بن عوف، فأقبل رجل حتى أخبر بقدومه، وأنا في رأس نخلة لي أعمل فيها، وعمّتي خالدة بنت الحارث تحتي جالسة، فلمّا سمعتُ الخبر بقدوم رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- كبّرت، فقالت لي عمّتي حين سمعت تكبيري:( لو كنتَ سمعت بموسى بن عمران قادماً ما زدت!؟)...قُلتُ له:( أيْ عمّة، هو واللـه أخـو موسـى بن عمران وعلى دينـه، بُعِـثَ بما بُعِثَ به)...فقالت لي:(أيْ ابن أخ، أهو النبي الذي كُنّا نُخبَرُ به أنه بُعث مع نَفَسِ السّاعة)... فقلت:(نعم)...قالت:( فذاك إذاً )...
فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال:( إنّي سائلك عن ثلاثٍ لا يعلمهُنَّ إلى نبي، فما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام أهل الجنة؟ وما يَنْزعُ الولدُ إلى أبيه أو إلى أمه؟ )...قال -صلى الله عليه وسلم-:( أخبرني بهن جبريل آنفاً )...قال:( جبريل؟)...قال:( نعم )...قال:( وذاك عدو اليهود من الملائكة )...فقرأ هذه الآية... قوله تعالى:( مَنْ كانَ عدوّاً لجبريلَ فإنّهُ نزَّلَهُ على قلبكَ )...سورة البقرة آية (97)...
أمّا أول أشراط الساعة، فنار تحشُرُ النّاس من المشرق إلى المغرب، وأمّا أوّل طعام أهل الجنّة فزيادة كَبِد الحوتِ، وإذا سبقَ ماءُ الرجلِ ماءَ المرأةِ نزع الولد، وإذا سبق ماءُ المرأةِ نزعتْ )...قال:( أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله )...
اثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته:
كان الصحابي الجليل عَبْد اللَّه بْن سلام ممّن أسلم مبكراً، فقد بدأت قصّته مع قدوم النّبي صلى الله عليه وسلّم إلى المدينة، فلما سمِع بقدوم النّبي صلى الله عليه وسلّم إلى المدينة، وعَرَفَ أنّ الناس قد تجمّعوا لاستقباله انطلق معهم، وهو يحمل الثمر الذي كان يقطفه في أرضه، فلما نظر إليه عرف أنّ وجهه ليس بوجه كذّاب، ولنَدَع سيدنا عبد الله بن سلام يروي قصّة لقائه بالنّبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي رواه الترمذي: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة انْجَفَلَ النَّاسُ قِبَلَهُ، وَقِيلَ:قد قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدْ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ، قَدْ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ، ثَلاثًا، فجِئْتُ في النَّاسِ لأَنْظرَ، فلمَّا تَبيَّنْتُ وجْههُ عرَفتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ، فكان أوَّلُ شيْءٍ سمعْتُهُ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلامٍ"، فدنوت منه وشهدتُ أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمداً رسول الله، فالتفتَ النبي عليه الصلاة والسلام وقال: "ما اسمك؟" فقلتُ: الحصين بن سلام، فقال عليه الصلاة والسلام: "بل عبد الله بن سلام"، قلت: نعم، عبد الله بن سلام، والذي بعثك بالحق ما أُحبُّ أنّ لي اسماً آخر بعد اليوم.... الحديث.
أهم ملامح شخصيته:
كان الحصين بن سلام معروفاً بين الناس بالتُّقَى والصلاح، موصوفاً بالاستقامة والصدق، وكان يحيا حياةً هادئةً وديعة، ولكنها كانت في الوقت نفسه جادةً نافعة، فقد قسم وقته أقساماً ثلاثة ؛ شطرًا للوعظ والعبادة، وشطرًا في بستان له يتعهد نخله بالتشذيب والتأبير، وشطرًا مع التوراة للتفقه في الدين، هكذا وصفوه، وكان كلما قرأ التوراة وقف طويلاً عند الأخبار التي تبشر بظهور نبي في مكة، يتمم رسالات الأنبياء السابقين، ويختمها.
بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
ـ يروي ابن سيرين، عن قيس بن عباد، قال: كنت في مسجد المدينة، فجاء رجل بوجهه أثر من خشوع، فقال القوم: هذا من أهل الجنة، فصلى ركعتين، فأوجز فيهم. فلما خرج، اتبعته حتى دخل منزله، فدخلت معه، فحدثته ; فلما استأنس، قلت: إنهم قالوا لما دخلت المسجد: كذا وكذا. قال: سبحان الله! ما ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم. وسأحدثك: إني رأيت رؤيا، فقصصتها على النبي -صلى الله عليه وسلم-: رأيت كأني في روضة خضراء، وسطها عمود حديد، أسفله في الأرض، وأعلاه في السماء، في أعلاه عروة، فقيل لي: اصعد عليه. فصعدت حتى أخذت بالعروة، فقيل: استمسك بالعروة. فاستيقظت وإنها لفي يدي، فلما أصبحت، أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقصصتها عليه، فقال: أما الروضة، فروضة الإسلام، وأما العمود، فعمود الإسلام، وأما العروة ; فهي العروة الوثقي ; أنت على الإسلام حتى تموت. قال: وهو عبد الله بن سلام.
ـ وعن سعد بن أبي وقّاص: أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- أتِيَ بقصعةٍ فأكل منه، فَفَضَلتْ فضلة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(يجيء رجل مِنْ هذا الفجِّ من أهل الجنّة يأكل معي هذه الفضلة )...فجاء عبد الله بن سلام فأكله...
بعض المواقف من حياته مع الصحابة:
نهى عبد الله بن سلام عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن خروجه إلى العراق، وقال:(الْزَمْ مِنْبرَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإن تركته لا تراه أبداً)...فقال عليّ:(إنّه رجلٌ صالحٌ منّا)موقفه مع سلمان يقول المغيرة بن عبد الرحمن: لقى سلمان الفارسي عبد الله بن سلام، قال: إن مت قبلي فأخبرني ما تلقى، وإن مت قبلك أخبرك، قال: فمات سلمان فرأه عبد الله بن سلام، فقال: كيف أنت يا أبا عبد الله؟ قال: بخير، قال: أي الأعمال وجدت أفضل؟ قال: وجدت التوكل شيئاً عجيباً.
بعض الأحاديث التي نقلها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم:
روى محمد بن يحيى بن حبان عن عبد الله بن سلام أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر في يوم الجمعة ما على أحدكم لو اشترى ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوب مهنته.
وعن محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده عبد الله بن سلام قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن بني فلان أسلموا لقوم من اليهود وإنهم قد جاعوا فأخاف أن يرتدوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم من عنده فقال رجل من اليهود عندي كذا وكذا لشيء قد سماه أراه قال ثلاث مائة دينار بسعر كذا وكذا من حائط بني فلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بسعر كذا وكذا إلى أجل كذا وكذا وليس من حائط بني فلان..
بعض كلماته:
قال عبد الله بن سلام ينهى عن قتل عثمان: يا قوم لا تسلوا سيف الله فيكم، فوالله إن سللتموه لا تغمدوه! ويلكم! إن سلطانكم اليوم يقوم بالدرة، فإن قتلتموه لا يقوم إلا بالسيف. ويلكم! إن مدينتكم محفوفة بالملائكة فإن قتلتموه ليتركنها.
مناقبه:
عن معاذ بن جبل قال:( سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول:( إن عبد الله بن سلام عاشر عشرة في الجنة )...وعن يزيد بن عَميرة السّكسَكي -وكان تلميذاً لمعاذ-، أنّ مُعاذ أمره أن يطلب العلم من أربعة: عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن سلام، وسلمان الفارسي وعُويمر أبو الدرداء...
ـ وأنه ممن يؤتون أجورهم مرتين فعبد الله بن سلام من الذين يؤتون أجرهم مرتين. لقوله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لهم أجران: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه، ورجل كانت عنده أمةٌ يطؤها فأدبـها فأحسن تأديبها وعلّمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله أجران. أخرجه البخاري ومسلم. وفيه _ أي في عبد الله بن سلام _ نـزل قوله تعالى: (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) فعلى رأي بعض المفسرين أن الذي عنده علم من الكتاب هو عبد الله بن سلام.
وفاته:
توفي رضي الله عنه بالمدينة سنة ثلاث وأربعين.
عبد الله بن الحارث بن جزء الصحابي العالم المعمر شيخ المصريين أبو الحارث الزبيدي المصري شهد فتح مصر وسكنها فكان آخر الصحابة بها موتا له جماعة أحاديث روى عنه أئمة حدث عنه يزيد بن أبي حبيب وعقبة بن مسلم وعبيد الله بن المغيرة وسليمان بن زياد الحضرمي وعمرو بن جابر الحضرمي وآخرون وزعم من لا معرفة له أن الإمام أبا حنيفة لقيه وسمع منه وهذا جاء من رواية رجل متهم بالكذب ولعل أبا حنيفة أخذ عن عبد الله بن الحارث الزبيدي الكوفي أحد التابعين فهذا محتمل وأما الصحابي فلم يره أبدا ويزعم الواضع أن الإمام ارتحل به أبوه ودار على سبعة من الصحابة المتأخرين وشافههم وإنما المحفوظ أنه رأى أنس بن مالك لما قدم عليهم الكوفة، نعم وصاحب الترجمة هو ابن أخي الصحابي محمية بن جزء الزبيدي وقد طال عمره وعمي ومات بقرية سفط القدور من أسفل مصر في سنة ست وثمانين وقيل توفي سنة سبع وقيل سنة خمس وثمانين والأول أصح وأشهر له رواية في سنن أبي داود وجامع أبي عيسى وسنن القزويني والله أعلم


عَبدُ الله بن الحارِث بن جُزء ، أبو الحارث الزبيدي المذحجي



عبد الله بن الحارث بن جزء بن عبد الله بن معدي كرب بن عمرو بن عسم"بمهملتين و قيل عصم بالصاد بدل السين" بن عمرو بن عويج بن عمرو بن زبيد ، أبو الحارث الزبيدي المذحجي اليماني
حليف أبي وداعة بن صبرة السهمي
قال ابن الأثير : ((وهو ابن أخيl محمية بن جزء الذي كان على المقاسم يوم بدر))

أسمه في الجاهلية و الإسلام :
و كان أسمه في الجاهلية العاصي ، و في الإسلام بدل رسول الله صل الله عليه و سلم أسمه من العاصي الى عبد الله . قال ابن عبد الحكم في فتوح مصر : ((عن عبد الله بن صالح و يحيى بن عبدالله بن بكير ، قالا : حدثنا الليث بن سعد : عن يزيد بن أبي حبيب : عن عبدالله بن الحارث بن جزء الزبيدي ، قال : توفي رجل ممن قدم على النبي فأسلم ، فقال لي رسول الله وهو عند القبر : ما اسمك؟ فقلت : العاص . وقال لابن عمرو : ما اسمك؟ فقال : العاص . وقال للعاص بن العاص : ما اسمك؟ فقال : العاص . فقال رسول الله : العاص! أنتم عبد الله ، انزلوا "أي ادفنوا صاحبكم" . قال عبد الله بن الحارث : فوارينا صاحبنا ثم خرجنا من القبر وقد بُدِّلَت أسماؤنا))

شهوده فتح مصر :
و شهد عبد الله بن الحارث فتح مصر و اختط بها و سكنها و روى عنه أهلها ، و كان شيخ المصريين في زمنه و عالمهم

روايته :
روى عبد الله بن الحارث عن النبي صل الله عليه و سلم
و روى عنه أهل مصر ، و نقل السيوطي بدر السحابة عن ابن الربيع ، قال : ((لأهل مصر عنه عشرون حديثا)) ، و هُم : عقبة بن مسلم التجيبي _ عمرو بن جابر الحضرمي _ عبيد بن ثمامة المرادي _ عباس بن خليد الحجري _ عبيد الله بن المغيرة _ عبد الملك بن مليل البلوي _ سليمان بن زياد الحضرمي _ عتبة بن ثمامة _ مسلم بن يزيد الصدفي _ يزيد بن أبي حبيب"و هو آخر من روى عنه"
قال الذهبي في السير : ((وزعم من لا معرفة له، أن الامام أبا حنيفة لقيه، وسمع منه وهذا جاء من رواية رجل متهم بالكذب ولعل أبا حنيفة أخذ عن عبد الله بن الحارث الزبيدي الكوفي أحد التابعين، فهذا محتمل وأما الصحابي، فلم يره أبدا . ويزعم الواضع أن الامام ارتحل به أبوه، ودار على سبعة من الصحابة المتأخرين، وشافههم، وإنما المحفوظ أنه رأى أنس بن مالك لما قدم عليهم الكوفة))
و روى له أبو داود و الترمذي و ابن ماجة و له رواية في جامع ابي عيسى و سنن القزويني
و مما روى عنه :
قال ابن الأثير : ((أخبرنا إسماعيل بن علي بن عبيد الله وغيره قالوا بإسنادهم إلى : محمد بن عيسى قال حدثنا : قتيبة أخبرنا : ابن لهيعة عن : عبيد الله بن المغيرة عن : عبد الله بن الحارث بن جزء قال : "ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله" . وروى دراج أبو السمح عن : عبد الله بن الحارث الزبيدي عن : النبي أنه قال : "إن في جهنم لحيات مثل أعناق البخت تلسع أحدهم اللسعة فيجد حمتها أربعين خريفا"))

وفاته :
عمّر عبد الله بن الحارث بمصر عُمرا طويلا إلى أن عمي بآخر حياته و مات بها بقرية صفط القدور أو قرنفيل "صفط تراب حاليا" التابعة للمحلة الكبرى بمحافظة الغربية و نُقل جثمانه فدفن بقرافة المقطم بالقاهرة . قال ابن الأثير : ((سكن مصر وتوفي بها بعد أن عمر طويلا)) . و كان آخر من مات بمصر من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين . و يُختلف في سنة وفاته ، فقيل سنة85هـ و قيل86هـ و قيل87هـ و قيل88هـ ، و الأصح أنه مات سنة86هـ كما قال الذهبي بالسير

قال موفق الدين بن عثمان بكتابه مرشد الزوار ، ص 149 : ((و عبد الله آخر من دخل مصر من الصحابة و آخر من مات بها .... و عمر عمرا طويلا ..إلى ان قال : و قال القضاعي في خططه : قال الكندي : مات عبد الله بن الحارث بقرية يقال لها قرنفيل ذكر ذلك الجند العربي .. فلعله حمل و دفن بمقبرة الفسطاط و قيل : بل مات بمصر و لا يُعرف قبره)) و باقي ترجمته بالكتاب ص148-149 فراجعها
و يوجد حتى الآن ضريح منسوب اليه بنفس القرية التي مات فيها ، و لاهل تلك القرية اعتقاد فيه انه مدفون عندهم بالقرية عند الضريح المذكور ، و يسمونه ضريح سيدي عبد الله بن الحارث صاحب رسول الله . لكن هذا الضريح لا يثبت لأنه ثبت أن قبر عبد الله بن الحارث بالقرافة بالمقطم ، و على هذا فإذا جمعنا بين وفاته بسفط تراب و بين دفنه بالمقطم ، فإنه على الأرجح نُقلت جثته فدفنت بقرافة المقطم ، اي ان الضريح الذي بصفط القدور لا يصح و ربما يرمز فقط الى سكنه رضي الله عنه هذه القرية ، و تجب الإشارة ان قبره بالمقطم مختفي الأثر و المعالم حاله كحال كل الصحابة الذين دفنوا بالمقطم رضوان الله عليهم اجمعين
و على سبيل المعرفة ذكر السخاوي بتحفة الاحباب انه يوجد ضريح بقرافة المقطّم معروف بـ (التابعي أبي إدريس الخولاني) ، يُقال : أن هذا الضريح على حقيقته قبر الصحابي عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي رضي الله عنه . و الأصح أن قبره بالقرافة داثر المعالم



سيرة الصحابي عبد الله بن سلام بن الحارث رضي الله عنه
عبد الله بن سلاَم

سيرة الإمام العالم حبر اليهود وسيّدهم



عندما يُريد الله هداية شخص فإن الله يشرح صدره ، ويُهيئ له أسباب ذلك .

وقد اشتهرت يهود بشدّة العداوة لأمة الإسلام ولنبي الإسلام عليه الصلاة والسلام
( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ )


ولذا فإنه لم يُسلم منهم إلا أُناس يُعدّون على الأصابع
ومن هنا قال عليه الصلاة والسلام : لو آمن بي عشرة من اليهود لآمن بي اليهود . رواه البخاري ومسلم .

فاليهود أهل عناد ومُكابرة ، وهم المغضوب عليهم

وأريد أن أتناول سيرة رجل من يهود بني قينقاع
بل هو عالم من علمائهم
وسيّـد من ساداتهم

ذلكم هو عبد الله بن سلاَم

اسمه : عبد الله بن سلام بن الحارث

كنيته :
أبو يوسف من ذرية يوسف عليه السلام
صحابي جليل ، وهو من بني إسرائيل ، بل هو من ذُريّـة يوسف الصديق عليه الصلاة والسلام .
كان عبد الله يهودياً من يهود بني قينقاع ، فأراد الله به خيراً فأسلم .

قال عنه الذهبي في السير : الإمام الحبر ، المشهود له بالجنة حليف الأنصار ، من خواص أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .
أسلم مقدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة .

إســلامــه:

لِنَدَعـه يُحدّثنا بقصته
قال رضي الله عنه
لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس إليه ، وقيل : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجئت في الناس لأنظر إليه ، فلما استثبتُّ وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب ، وكان أولُ شيء تكلم به أن قال : أيها الناس أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصَلُّـوا والناسُ نيام تدخلوا الجنة بسلام . رواه احمد والترمذي وغيرهما ، وهو حديث صحيح .

ولا يعرف الفضل لأهله إلا أهل الفضل

أسئلته للنبي صلى الله عليه وسلم

لما عرف تيقّن أنه ليس بكذّاب أراد أن يسأله عن أشياء لا يعرفها إلا نبي

روى البخاري عن أنس رضي الله عنه قال : سَمِعَ عبدُ الله بن سلام بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أرض يخترف ، فأتى النبيَ صلى الله عليه وسلم فقال : إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي :
فما أول أشراط الساعة
وما أول طعام أهل الجنة
وما ينـزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه ؟
قال : أخبرني بهن جبريل آنفا .
قال : جبريل ؟!
قال : نعم .
قال : ذاك عدو اليهود من الملائكة !
فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : ( مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ )
ثم قال :
أما أولُ أشراط الساعة فنار تحشرُ الناس من المشرق إلى المغرب
وأما أولُ طعامِ أهل الجنة فزيادة كبدِ حوت
وإذا سبق ماءُ الرجل ماء المرأة نـزع الولد ، وإذا سبق ماءُ المرأة نزعت .
قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله ، يا رسول الله إن اليهود قومٌ بُهْت ، وإنـهم إن يعلموا بإسلامي قبل أن تسألهم يبهتوني .
فجاءت اليهود فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أيُّ رجلٍ عبدُ الله فيكم ؟
قالوا : خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا .
قال : أرأيتم إن أسلم عبدُ الله بن سلام ؟
فقالوا : أعاذه الله من ذلك !
فخرج عبد الله فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .
فقالوا : شرُّنا وابن شرِّنا وانتقصوه !
قال : فهذا الذي كنت أخاف يا رسول الله .

وفي رواية للبخاري :
جاء عبد الله بن سلام فقال : أشهد أنك رسول الله وأنك جئت بحق وقد علمت يهود أني سيدهم وابن سيدهم وأعلمهم وابن أعلمهم ، فادعهم فاسألهم عني قبل أن يعلموا أني قد أسلمت ، فإنهم إن يعلموا أني قد أسلمت قالوا فيّ ما ليس فيّ ، فأرسل نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فأقبلوا فدخلوا عليه فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا معشر اليهود ويلكم اتقوا الله فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أني رسول الله حقا وأني جئتكم بحق فأسلموا . قالوا : ما نعلمه .
قال : فأي رجل فيكم عبد الله بن سلام ؟
قالوا : ذاك سيدنا وابن سيدنا وأعلمنا وابن أعلمنا !
قال : أفرأيتم إن أسلم ؟
قالوا : حاشى لله ما كان ليسلم !
قال : أفرأيتم إن أسلم ؟
قالوا : حاشى لله ما كان ليسلم !
قال : أفرأيتم إن أسلم ؟
قالوا : حاشى لله ما كان ليسلم !
قال : يا ابن سلام اخرج عليهم ، فخرج ، فقال : يا معشر اليهود اتقوا الله ، فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أنه رسول الله ، وأنه جاء بحق .
فقالوا : كذبت فأخرجهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وفيه نزل قوله تعالى : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَكَفَرْتُم بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ )
ولهذه الآية قصة فعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال : انطلق النبي صلى الله عليه وسلم يوما وأنا معه حتى دخلنا كنيسة اليهود بالمدينة يومَ عيدٍ لهم ، فكرهوا دخولنا عليهم ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا معشر اليهود أروني اثني عشر رجلا يشهدون أنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يُحبط الله عن كلِّ يهوديٍ تحت أديم السماء الغضب الذي غضب عليه .
قال : فأسكتوا ما جاء به منهم أحد .
ثم رد عليهم فلم يجبه أحد .
ثم ثلّث فلم يجبه أحد .
فقال : أبيتم ! فوالله إني لأنا الحاشر وأنا العاقب وأنا النبي المصطفى آمنتم أو كذبتم .
ثم انصرف وأنا معه حتى إذا كدنا أن نخرج فنادى رجل من خلفنا : كما أنت يا محمد .
قال : فأقبل ، فقال ذلك الرجل : أي رجل تعلمون فيكم يا معشر اليهود ؟
قالوا : والله ما نعلم أنه كان فينا رجل أعلم بكتاب الله منك ولا أفقه منك ولا من أبيك قبلك ولا من جدك قبل أبيك . قال : فإني أشهد له بالله إنه نبي الله الذي تجدونه في التوراة . قالوا : كذبت . ثم ردوا عليه قوله وقالوا فيه شرا . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كَذَبْتم لن يقبل الله قولكم . أمّا آنفا فتُثنون عليه من الخير ما أثنيتم ، ولما آمن كذّبتموه وقلتم فيه ما قلتم ، فلن يقبل الله قولكم . قال : فخرجنا ونحن ثلاثة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا وعبد الله بن سلام وأنزل الله عز وجل فيه الآية . أخرجه الإمام أحمد في المسند والحاكم في المستدرك وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي في التلخيص وأخرجه ابن حبان والطبراني في الكبير وفي مسند الشاميين . وهو حديث صحيح .
فيُحتمل أن تكون القصة وقعت لفريقين من اليهود دون علم كلِّ فريق بما حصل للآخر ، وذلك أن رواية البخاري جاء فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل إليهم فجاءوا ، والرواية الأخرى أنه دخل عليهم كنيسة لهم في يوم عيد لهم .


ومن فضائله :

من فضائله رضي الله عنه أنه من المبشرين بالجنة
فعن سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتِىَ بقصعةٍ فأكل منها ففضلت فضلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يجئ رجل من هذا الفج من أهل الجنة يأكل هذه الفضلة .
قال سعْدٌ : وكنت تركت أخي عميراً يتوضأ . قال فقلت : هو عمير .
قال : فجاء عبد الله بن سلام . رواه أحمد وغيره .

وفي الصحيحين من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على الأرض : إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام . قال : وفيه نزلت هذه الآية ( وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ ) الآية .


وأنه ممن يؤتون أجورهم مرتين

فعبدالله بن سلام من الذين يؤتون أجرهم مرتين . لقوله صلى الله عليه وسلم : ثلاثة لهم أجران : رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد صلى الله عليه وسلم ، والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه ، ورجل كانت عنده أمةٌ يطؤها فأدبـها فأحسن تأديبها وعلّمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله أجران . أخرجه البخاري ومسلم .
وفيه _ أي في عبدالله بن سلام _ نـزل قوله تعالى : )وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ )
فعلى رأي بعض المفسرين أن الذي عنده علم من الكتاب هو عبد الله بن سلام .

وأخرج البخاري ومسلم عن قيس بن عُبَاد قال : كنت جالسا في مسجد المدينة فدخل رجل على وجهه أثر الخشوع فقالوا : هذا رجل من أهل الجنة ، فصلى ركعتين تجوّز فيهما ثم خرج وتبعته فقلت : إنك حين دخلت المسجد قالوا : هذا رجل من أهل الجنة . قال : والله ما ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم ، وسأحدثك لم ذاك رأيت رؤيا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقصصتها عليه ورأيت كأني في روضة _ ذَكَرَ من سَعتها وخضرتـها _ وسَطَها عمودٌ من حديد أسفله في الأرض وأعلاه في السماء في أعلاه عُروة ، فقيل لي : ارقـه . قلت : لا أستطيع . فأتاني منصف _ والمنصف الخادم _ فرفع ثيابي من خلفي فرَقَيْتُ حتى كنت في أعلاها ، فأخذت بالعروة فقيل لي استمسك فاستيقظت وإنـها لفي يدي فقصصتها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : تلك الروضة الإسلام ، وذلك العمود عمود الإسلام ، وتلك العروة العروة الوثقى ، فأنت على الإسلام حتى تموت . قال الراوي : وذاك الرجل عبد الله بن سلام .

ومن مناقبه رضي الله عنه أنه نصر عثمان يوم الدار .

وفاته :

توفي رضي الله عنه بالمدينة سنة ثلاث وأربعين .

فرضي الله عنه وأرضاه

هذا شيء من خبره رضي الله عنه ، وهو من علماء أهل الكتاب
ولكنه عرف الحق واتّـبـعه
ثم قارن هذا الموقف منه رضي الله عنه بموقف آخر لعالم من علماء اليهود وقد عرف الحق أيضا ذلكم هو شيطان بني النضير حُيي بن أخطب ، فقد حدّثت عنه ابنته صفية – رضي الله عنها – فقالت : كنت أحب ولد أبي إليه وإلى عمي أبي ياسر ، لم ألقهما قط مع ولدٍ لهما إلا أخذاني دونه . قالت : فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ونزل قباء في بني عمرو بن عوف غدا عليه أبي حُيي بن أخطب وعمي أبو ياسر بن أخطب مغلسين ، فلم يرجعا حتى كانا مع غروب الشمس ، فأتيا كالَّيْن كسلانين ساقطين يمشيان الهوينا قالت : فهششت إليهما كما كنت أصنع ، فوالله ما التفت إلي واحد منهما مع ما بهما من الغمّ . قالت : وسمعت عمي أبا ياسر وهو يقول لأبي حُيي بن أخطب : أهو هو ؟ قال : نعم والله قال :أتعرفه وتثبته ؟ قال : نعم . قال : فما في نفسك منه ؟ قال : عداوته والله ! رواه ابن إسحاق في السيرة فيما ذكره ابن هشام .

فكلهم صدّقوا وعرفوا أنه النبي الذي يجدونه عندهم في التوراة
ولكن من عرف وأقر وتابع نجا
ومن عرف ولم يُتابع ولم يُقرّ فما له من نجاة .

بقلم الشيخ : عبدالرحمن السحيم [/
size]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 7 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط