موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 21 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: بمناسبة الأحتفال بقدوم الرأس الشريفة لمصر ( الإمام الحسي
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت نوفمبر 11, 2023 5:16 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6129

من كتاب
مقامات
أهل البيت والصالحين
بمصر المحروسة
المسماة
(المقامات الظاهرة للعترة الطاهرة بمصر القاهرة)
مراجعة دكتور السعيد محمد محمد على





الإمام الحسين

(4هـ -61هـ )



خير مفتتح للحديث عن السيد السبط الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما، قول مولانا جل جلاله لحضرة السيد الأكرم- في باب الوصية بأمته وآل بيته: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ }[الشورى: 23]، وقوله تبارك وتعالى - في سياق التكريم للنسل المعظم: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33]

ولد هذا السيد الكريم في مدينة جده صلى الله عليه وسلم لخمس ليال خلون من شهر شعبان سنة (4هـ) أربع من الهجرة النبوية، فأتى صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة في دارها فهنأها بالمولود السعيد، ثم قال: أروني ابني ما سميتموه؟

روى الإمام أحمد عَنْ الإمام عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا وُلِدَ الْحَسَنُ جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:" أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ "، قُلْتُ: سَمَّيْتُهُ حَرْبًا، قَالَ:" بَلْ هُوَ حَسَنٌ "، فَلَمَّا وُلِدَ الْحُسَيْنُ، قَالَ:" أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ "، قُلْتُ: سَمَّيْتُهُ حَرْبًا، قَالَ:" بَلْ هُوَ حُسَيْنٌ"، فَلَمَّا وَلَدْتُ الثَّالِثَ جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:" أَرُونِي، ابْنِي مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ "، قُلْتُ: حَرْبًا، قَالَ:" بَلْ هُوَ مُحَسِّنٌ "، ثُمَّ قَالَ:" سَمَّيْتُهُمْ بِأَسْمَاءِ وَلَدِ هَارُونَ، شَبَّرُ، وَشَبِيرُ، وَمُشَبِّرُ ".(مسند أحمد ط الرسالة (2/264)

وهكذا تلقاه جده صلى الله عليه وسلم بكل سرور، وغمره بحبه وعطفه وحنانه وسماه "حسينا"، كما سمى أخاه من قبل "حسنا"، وكثيرًا ما كان يتعاهدهما ويسأل عنهما ويسعى في راحتهما ويقول:«هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنَ الدُّنْيَا».(صحيح البخاري (5/ 27)

بل ضم إليهما أباهما وأمهما فقال : " مَنْ أَحَبَّنِي وَأَحَبَّ هَذَيْنِ، وَأَبَاهُمَا وَأُمَّهُمَا كَانَ مَعِي فِي دَرَجَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".(مسند أحمد ط الرسالة (2/ 18)

وفي يوم من الأيام دخل جابر بن عبد الله رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى الحسن والحسين على ظهر جدهما وهو ينظر إليهما ويقول لهما: «نِعْمَ الْجَمَلُ جَمَلُكُمَا، وَنِعْمَ الْعِدْلَانِ أَنْتُمَا».(المعجم الكبير للطبراني (3/ 52)

وخص أهل العباءة بمزيد فضله ودعائه فقال صلى الله عليه وسلم:«اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا».(سنن الترمذي(5/ 351)

وبمزيد من الخصوصية التي لا تضارعها خصوصية لأحد من الخلق قال أشرف من مشى على الأرض:«حُسَيْنٌ مِنِّي، وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ، أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا، حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنَ الْأَسْبَاطِ».(سنن ابن ماجه (1/ 51)

آل الحسين:



للإمام الحسين رضي الله عنه عدد ليس بالقليل من الإخوة والأخوات- الأشقاء وغير الأشقاء، أما إخوته الأشقاء من أمه السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنهم فهم:

1 – الإمام الحسن بن علي رضي الله عنه.
2 – السيد محسن بن علي رضي الله عنه.
3 – السيدة زينب بنت علي رضي الله عنها.
4 – السيدة أم كلثوم بنت علي رضي الله عنها.
وأما إخوته غير الأشقاء فكلهم إخوة وأخوات لأب فقط من أبيه الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لأمهات شتى، وهم :
1 – محمد الأكبر بن علي رضي الله عنه.
2 – عبد الله بن علي رضي الله عنه.
3 – أبو بكر بن علي رضي الله عنه.
4 – العباس بن علي رضي الله عنه.
5 – عثمان بن علي رضي الله عنه.
6 – جعفر بن علي رضي الله عنه.
7 – عبد الله بن علي رضي الله عنه.
8 – محمد الأوسط بن علي رضي الله عنه.
9 – يحيى بن علي رضي الله عنه.
10– عون بن علي رضي الله عنه.
11 - عمر بن علي رضي الله عنه.
12 – محمد الأصغر بن علي رضي الله عنه.
13 – أم الحسن بنت علي رضي الله عنها.
14 – رملة الكبرى بنت علي رضي الله عنها.
15 – أم هانئ بنت علي رضي الله عنها.
16 – ميمونة بنت علي رضي الله عنها.
17 – زينب الصغرى بنت علي رضي الله عنها.
18 – رملة الصغرى بنت علي رضي الله عنها.
19 – أم كلثوم الصغرى بنت علي رضي الله عنها.
20 – رقية بنت علي رضي الله عنها.
21 – فاطمة بنت علي رضي الله عنها.
22 – أمامة بنت علي رضي الله عنها.
23 – خديجة بنت علي رضي الله عنها.
24 – أم الكرام بنت علي رضي الله عنها.
25 – أم سلمة بنت علي رضي الله عنها.
26 – أم جعفر بنت علي رضي الله عنها.
27 – جمانة بنت علي رضي الله عنها.
28 – نفيسة بنت علي رضي الله عنها.

ويؤكد هذا أن الإمام الطبري بعد ذكر نساء الإمام علي اللاتي تزوج بهن - أو تسرى بهن - على ما ثبت عند أهل السنة والجماعة- وأولادهم، هم:

1- فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأولاده منها: الحسن، والحسين، وزينب الكبرى، وأم كلثوم الكبرى.
2- أم البنين بنت حزام، وأولاده منها: العباس، وجعفر، وعبدالله، وعثمان، وقد استشهدوا مع الحسين بكربلاء، ولا عقب لهم إلا العباس.
3- ليلى بنت مسعود اليتيمة، وولده منها: أبو بكر، وعبدالله.
4- أسماء بنت عميس، وولده منها: يحيى، ومحمد، وقيل: عون.
5-أم حبيبة بنت ربيعة التغلبية، وهي التي تلقب بـ(الصهباء) وولده منها: عمر، ورقية، وقد عاش عمر بن علي هذا حتى بلغ خمسا وثمانين سنة وحاز نصف ميراث علي وحده.
6- أمامة بنت العاص بن الربيع، وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، تزوج بها الإمام علي بعد وفاة خالتها السيدة فاطمة حيث لايجوز شرعا جمع الزوج بين البنت وخالتها، وولده منها: محمد الأوسط.
7- الحنفية خولة بنت جعفر، وولده منها: محمد الأكبر، المعروف بـ(ا بن الحنفية).
8- أم سعيد بنت عروة الثقفية، وولده منها: أم الحسن، ورملة.
9- محياة بنت امرئ القيس الكلبية، وولده منها جارية، توفيت وهي صغيرة، ولم يوقف على اسمها.

ثم قال: وللإمام علي بنات وبنون أخر رضي الله عنه وأرضاه، وجميع أولاده لصلبه أربعة عشر ذكرا وسبع عشرة أنثى، وبذلك يكتمل العدد المذكور آنفا (28)، ربما بالإضافة إلى اسم الجارية من السيدة محياة.

جدير بالذكر أن النسل كان في خمسة فقط من ولد علي، هم: الحسن، والحسين، ومحمد ابن الحنفية، والعباس، وعمر ابن التغلبية.

أما عن زوجات وأولاد الإمام الحسين رضي الله عنهم أجمعين، فهم:

1 – السيدة الرباب بنت امرئ القيس الكلبي، وهى أم ابنه (عبد الله) الذي كان يكنى به، وقد استشهد معه يوم كربلاء، وكذلك أم ابنه (محمد) الذي مات في حياة أبيه، كما أنها أم ابنتيْه (سكينة الكبرى) و(سكينة الصغرى) رضي الله عنهم.

2 – السيدة ليلى بنت أبى مرة بن عروة بن مسعود الثقفي، وهى أم ابنه (على الأكبر ) الذي استشهد معه يوم كربلاء رضي الله عنهم.

3 – السيدة أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله، وكانت زوجا لأخيه الحسن رضي الله عنه، فلما أشرف على الوفاة أوصاه رضي الله عنه أن يتزوجها من بعد ففعل، وهى أم ابنته (فاطمة) رضي الله عنهم.

4 – السيدة أم جعفر القضاعية، وهى أم ابنه (جعفر) الذي مات في حياة أبيه رضي الله عنهم.

5 – السيدة شهربانو بنت كسرى يزدجرد الثالث ملك الفرس وشهرتها جيهان شاه أي ملكة العالم، وكانت تلقب كذلك بـ(سلافة)، وقد أنجبت له ابنه على الملقب بـ(زين العابدين) رضي الله عنهم.

6 – السيدة عائشة بنت خليفة بن عبدالله بن الحارث، ولم تنجب للإمام علي أحدا من الولد رضي الله عنها.

7 – السيدة حفصة بنت عبدالرحمن بن أبى بكر الصديق رضي الله عنهم، ولم تنجب للإمام علي أحدا من الولد.

8 – وقيل: كان للإمام الحسين جارية فأعتقها ثم تزوجها ولم ينجب منها رضي الله عنها.

وعلى هذا فأبناء الإمام الذكور ستة، وهم: عبدالله، وعلى الأكبر، وجعفر، وعلى الأوسط والذي يلقب بـ(زين العابدين)، ومحمد، وقيل : له كذلك على الأصغر رضي الله عنهم.

وأما بناته فثلاث، وهن: ، سكينة الكبرى، وسكينة الصغرى، وفاطمة. وقيل: هن أربع بإضافة ابنته زينب رضي الله عنهن.

منحنا الله حبهم، وقربنا إلى جنابهم، وأقامنا على هدي جدهم، ونفعنا ورفعنا بهم أجمعين، وأمدنا ببركاتهم في الدارين، صلوات الله وتسليماته عليهم..آمين.

استشهاد الإمام:



استشهد الإمام الحسين رضي الله عنه في معركة كربلاء، بالقرب من موضع يقال له (الطف) من أعمال الكوفة بأرض العراق، ووافق هذا اليوم يوم الجمعة العاشر من شهر الله المحرم سنة (61) إحدى وستين من هجرة جده خاتم الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.

وقد سمى بعض العلماء هذا العام عام الحزن، حيث قتل مع الإمام الحسين اثنان وثمانون رجلا من أجلة آل البيت، ولم يبق من بنيه إلا علي الملقب بـ(زين العابدين) لأنه كان مريضا فأخذ أسيرا.
وأصل هذا الخبر ما جاء عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَامَ لَمْ يَتْرُكْ أَحَدًا يَدْخُلُ عَلَيْهِ؛ إِلَّا حَسَنًا وَحُسَيْنًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَتْ: فَنَامَ يَوْمًا فِي بَيْتِي, وَجَلَسْتُ عَلَى الْبَابِ أَمْنَعُ مَنْ يَدْخُلُ, فَجَاءَ حُسَيْنٌ يَسْعَى فَخَلَّيْتُ عَنْهُ, فَذَهَبَ حَتَّى سَقَطَ عَلَى بَطْنِهِ, فَفَزِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَبْكِي فَالْتَزَمَهُ, فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَكَ تَبْكِي وَقَدْ نِمْتَ وَأَنْتَ مَسْرُورٌ؟ فَقَالَ: «إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَتَانِي بِهَذِهِ التُّرْبَةِ» قَالَتْ: وَبَسَطَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَفَّهُ , فَإِذَا فِيهَا تُرْبَةٌ حَمْرَاءُ «فَأَخْبَرَنِي أَنَّ ابْنِي هَذَا يُقْتَلُ فِي هَذِهِ التُّرْبَةِ» قَالَتْ: فَقُلْتُ: وَمَا هَذِهِ الْأَرْضُ؟ قَالَ «هَذِهِ كَرْبَلَاءُ» فَقُلْتُ: «أَرْضُ كَرْبٍ وَبَلَاءٍ».(الشريعة للآجري (5/ 2173)

وفي دلائل النبوة عَنْ أَنَسِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:" إِنَّ ابْنِي هَذَا يُقْتَلُ بِأَرْضِ الْعِرَاقِ فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَنْصُرْهُ".(دلائل النبوة لأبي نعيم الأصبهاني (ص: 554)

وَعَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَرَى النَّائِمُ بِنِصْفِ النَّهَارِ, وَهُوَ قَائِمٌ أَشْعَثَ أَغْبَرَ, بِيَدِهِ قَارُورَةٌ فِيهَا دَمٌ ", فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ, مَا هَذَا؟ قَالَ: " هَذَا دَمُ الْحُسَيْنِ وَأَصْحَابِهِ, لَمْ أَزَلْ أَلْتَقِطُهُ مُنْذُ الْيَوْمِ "، قَالَ عَمَّارٌ: فَأَحْصَيْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ, فَوَجَدْنَاهُ قُتِلَ ذَلِكَ الْيَوْمَ.(الجامع الصحيح للسنن والمسانيد (16/ 11)
وساق القوم حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تساق الأسرى حتى بلغوا بهم الكوفة، وخرج الناس فجعلوا ينظرون إليهم وفي الأسارى على بن حسين وزينب بنت على بنت فاطمة الزهراء وأختها أم كلثوم وفاطمة وسكينة بنت الحسين رضي الله عنهم جميعا، وساق الظلمة والفسقة معهم روؤس من قتلوا من آل بيت النبي وفي مقدمتها رأس الإمام الحسين.
يقول الحافظ ابن كثير: وَقَدْ رَثَاهُ النَّاس بِمَرَاثٍ كَثِيرَةٍ، وَمِنْ أَحْسَنِ ذَلِكَ مَا أَوْرَدَهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ:

جاءُوا برأسِكَ يَا ابْنَ بِنْتِ محمَّدٍ * مُتَزَمِّلاً بِدِمائهِ تَزميلا
فَكأنَّما بِكَ يَا ابْنَ بِنْتِ محمَّدِ * قَتَلُوا جَهَاراً عامدينَ رَسُولا
قتَلوكَ عَطْشاناً ولمْ يَتَرقَّبُوا * فِي قَتْلِكَ التنزيلَ والتَّأويلا
ويُكبِّرونَ بأنْ قتلتَ وإنَّما * قَتَلُوا بكَ التَّكبيرَ والتَّهليلا



(البداية والنهاية ط إحياء التراث (6/ 261)



يقول سيدي جعفر الصادق رضي الله عنه: وقد وجد بجثمان الإمام الحسين بعد استشهاده ثلاثة وثلاثون ضربة بالسيف وأربعة وثلاثون طعنة بالرمح.

وروي عن محمد بن الحنيفة قال: قتل مع الحسين سبعة وعشرون رجلا، كلهم من ولد فاطمة بنت رسول الله عليه الصلاة والسلام.

وذكر أبو عمر بن عبد البر عن الحسن البصري رضي الله عنهما قال: أصيب مع الحسين بن على ستة عشر رجلا من أهل بيته، ما على الأرض لهم يومئذ شبيه.

وقيل: إنه قتل مع الحسين من ولده وإخوته وأهل بيته ثلاثة وعشرون رجلا رضي الله عنهم.

يتبع
على محمود محمد على




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بمناسبة الأحتفال بقدوم الرأس الشريفة لمصر ( الإمام الحسي
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت نوفمبر 11, 2023 11:37 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6129



مستقر الرأس:

اختلف المؤرخون في موضع رأس الإمام الحسين، فذكر الحافظ أبو العلاء الهمذاني أن يزيد حين قدم عليه رأس الحسين بعث به إلى عمرو بن سعيد وهو إذ ذاك عامله على المدينة، وأمره بدفنها من أرض البقيع عند قبر أمه السيدة فاطمة رضي الله عنها.

ومن وجه آخر يجمع المؤرخون وكتاب السيرة على أن رأس الإمام الحسين رضي الله عنه دفن في المكان الذي قبر به الجثمان من أرض كربلاء بالعراق.

وهناك رأي ثالث مفاده أن الرأس الشريف قد استقر به المطاف - بعد خزانة السلاح من الجامع الأموي بسورية - في عسقلان من أرض فلسطين على ساحل البحر المتوسط .

أما الرأي الرابع فهو ما ذهب إليه السايح الهروى وسبط ابن الجوزى وغيرهم وهو أن الرأس الشريف قد انتقل بعد كل ذلك إلى المشهد الحسيني بالقاهرة.

ويؤكد هذا المؤرخ الشهير عثمان مدوخ حيث يقول: إن الرأس الشريف له ثلاثة مشاهد تزار:

الأول: مشهد بـ(دمشق) وتحديدا بالجامع الأموي من أرض سورية، دُفن بها الرأس لعدة عقود أو قرون.

الثاني: مشهد بـ(عسقلان) وهي بلد على البحر الأبيض، دُفن بها الرأس لعدة عقود أو قرون.

الثالث: مشهد القاهرة بـ(مسجد الإمام الحسين) من أرض مصر، حيث نقل إليه الرأس في مثواه الأخير.

وكان الانتهاء من بناء هذا المشهد خلال عام واحد (548هـ - 549هـ)، حيث وصلت الرأس في مثواها الحالي يوم الثلاثاء الموافق(10 من جماد الآخر عــــام 548 هـ) عند قبة باب الديلم حيث الضريح المعروف الآن بمسجده الشريف، فأعد لها الصالح طلائع مستقرا مؤقتا بمسجده، حتى بنى لها المشهد اللائق بالجناب الحسيني بعد عام من وصول الرأس إلى القاهرة.

ويؤكد الإمام السخاوي - رحمه الله- وكذلك وثائق هيئة الآثار نقل رأس الحسين رضي الله عنه من عسقلان إلى القاهرة في التاريخ المشار إليه آنفا.

ويقول المقريزي كان هذا يوم الأحد ( 8 من جماد الآخر سنة 548هـ الموافق 31 / 8 / 1153 م)، وكان الذي وصل بالرأس من عسقلان الأمير سيف المملــكة تميم واليها والقاضي المؤتمن ابن مسكين.

ويضيف المقريزي فيقول: ثم حُمل الرأس في سرداب إلى قصر الزمرد، ثم دفن عند قبة الديلم بباب دهليز الخدمة، وكان كل من يدخل الخدمة يقبل الأرض أمام القبر.

وقال ابن عبد الظاهر: إن طلائع بن رُزيك المنعوت بالصالح طلائع كان قد قصد نقل الرأس الشريف من عسقلان لما خاف عليها من الفرنج وبنى جامعه خارج باب زويلة ليدفنه به ويفوز بهذا الفخار، فغلبه أهل القصر على ذلك وقالوا: لا يكون ذلك إلا عندنا، فعمدوا إلى هذا المكان وبنوه له، ونقلوا الرخام إليه، وذلك في خلافة الفائز على يد طلائع في سنة تسع وأربعين وخمسمائة.

ونقل العلامة الشبراوي إجماع علماء عصره من شيوخ الأزهر وأئمة الإسلام على أن رأس الإمام الحسين عليه السلام مدفونة بمصر بالمسجد الحسيني والذي اشتهر بالحرم المصري بجوار خان الخليلي فقال: وممن أثبتوا ذلك السادة الأعلام التالي ذكرهم : الإمام المحدث الحافظ ابن دحية، والإمام المحدث الحافظ نجم الدين الغيطي، والإمام مجد الدين بن عثمان، والإمام محمد بن بشير، والقاضي محيي الدين بن عبد الظاهر، والقاضي عبد الرحيم.

(كتاب الأتحاف بحب الأشراف تأليف الشيخ عبد الله بن محمد بن عامر الشبرواى الشافعى - دار الكتاب الإسلامى ط : اولى سنة 2002م .

كما أكد هذا الشيخ عبد الله الرفاعي المخزومي في مؤلفه، والشيخ ابن النحوي في مؤلفه، والشيخ القرشي في مؤلفه، والشيخ حسن العدوي في مؤلفه، والشيخ الشعراني في أكثر من مؤلف له، والشيخ الصبان في مؤلفه، والأجهوري في مؤلفه.
كما أكده الشيخ أبو المواهب التونسي، والشيخ أبو الحسن التمار، والشيخ شمس الدين البكري، والشيخ كريم الدين الخلوتي.

وجاء في كتاب [الشعراوي يبوح بأسراره الروحية, لسعيد أبو العينين, ص57] : "جاءت هذه الحكاية في كتاب "العدل الشاهد في تحقيق المشاهد" لمؤلفه عثمان مدوخ، يقول: عندما شرع الأمير عبد الرحمن كتخدا في تجديد المشهد الحسيني وتوسيع المسجد سنة{1175هـ} جرت حكاية غريبة, مفادها : أن الأمير كتخدا لما أراد توسيع المسجد الحسيني وتجديد بناء المشهد, قال البعض: إن المشهد لم يثبت فيه دفن لأحد, فأراد الأمير أن يتحقق من ذلك, فجاء بالشيخ الجوهري الشافعي والشيخ الملوي المالكي، وكانا من كبار العلماء ، وفي حضور جمع غفير من الناس, فكشفوا المشهد - أي الضريح , ونزل الشيخان إلى البرزخ وتحققا من كل شيء، ثم خرجا وأخبرا الناس بكل ما شاهداه، ووصفاه فكان عبارة عن كرسي من الخشب الساج {الأبنوس} فوقه طشت من الذهب, وفوقه ستارة من الحرير الأخضر, تحتها كيس من الحرير الأخضر الرقيق, داخله الرأس الشريف, وحولها نصف إردب من الطيب الذي لا يفقد رائحته مع الزمن, وكبر الناس وهللوا ثم شرع الأمير كتخدا في بناء المسجد وأثبت تاريخ عمارته على عتب رخامي, نقش عليه هذان البيتان:

مسجد الحسين أصل المعانـــي ** لا يضاهيه في البقاع علاء
فيه فضل الرحمن للعبد نــــــادي ** زر وأرخ لك الهناء والرضاء



وقام السيد علي أبو الأنوار بعمارة المسجد بعد ذلك, وأثبت تاريخ البناء بالباب البحري للقبة , ونقش :

أنشأ علي أبوالأنوار سيدنــــا ** بابا لسبط رسول الله ذي الرشد
وحسن إشراق نور الله أرخـــه ** باب حماه عظيم الجاه والمـــدد



ويقول الشيخ عبد الوهاب الشعراني: زرت مرة رأس الحسين بالمشهد، أنا والشيخ شهاب الدين بن الحلبي الحنفي وكان عنده توقف في أن رأس الإمام الحسين في ذلك المكان، فثقلت رأسه فنام فرأى شخصا كهيئة النقيب طلع من عند الرأس وذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما زال بصره يتبعه حتى دخل الحجرة النبوية فقال: يا رسول الله، أحمد بن الحلبي وعبد الوهاب زارا قبر رأس ولدك الحسين، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم تقبل منهما واغفر لهما.

(يقول الشيخ عبد الوهاب الشعرانى : ( ص 270 من كتاب نور الأبصار فى مناقب آل بيت النبى المختار تأليف الشيخ مؤمن بنحسن مؤمن الشبلنجى من علماء القرن الثالث عشر الهجرى )
ثم يستطرد قائلا: ومن ذلك اليوم ما ترك الشيخ شهاب الدين زيارة الرأس الشريف إلى أن مات، وكان يقول : آمنت بأن رأس الحسين هنا.

وكان أستاذنا العارف بالله الشيخ عبد المقصود محمد سالم رضي الله عنه يحرص يوميا على زيارة الإمام الحسين، وفى أواخر أيامه كان يزوره كل يوم ثلاثاء في صلاة الظهر، وكان يحتفل بمولده كل عام في دار جماعة تلاوة القرآن الكريم.

وفي كتابه عن الإمام الحسين قال : وكذلك يرى الشيوخ العارفون من أهل الكشف والتجلي أن الرأس الشريف موجود بمشهده المعروف بالقاهرة، وهؤلاء يدركون هذه الحقيقة إلهاما وكشفا، حيث يشهدون بأرواحهم، ويلتقون مع سيدنا الحسين بأشباحهم، ذلك أن العبد إذا وصل إلى مقام الشهود انكشفت له الحجب وأزيحت الأستار، فشاهد ما لم يشهد، وأبصر ما لم يبصر، وصار يسمع بقلبه ويرى ببصيرته ويشهد بروحه.

(الشيخ عبد المقصود محمد سالم مؤسس جماعة تلاوة القرآن الكريم فى كتابه عن الإمام الحسين ص 147 )

وقد أكد هذا أستاذنا الشيخ صالح الجعفري قدس الله سره ورضي الله عنه وهو يلقى دروسه في الجامع الأزهر عقب صلاة الجمعة أسبوعيا فقال: إنه رأى سيدنا الحسين عليه السلام أكثر من مرة في برزخه.

ويروى في كتابه ( فضل لا إله إلا الله ) أنه في إحدى زياراته، وكان قد أكل سمكا مملحا وبصلا، وجلس بجوار مقام سيدنا الحسين عليه السلام فأخذته سنة من النوم، فرأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول له : أتأكل مثل هذا وتحضر عند ابني الحسين ؟

وقد تحدث عن ذلك في ( روضة القلوب والأرواح) وأنشد:

رأيت المصطفى كالبدر يأتي *** يزور حسيـنه حيـنا فحيـنا
فزوروا مثله سبطـــا سميــا *** وكونوا مثل خير المرسلينا
وقل يارب صل على محمد *** وآل محمد والمؤمنيــنــا
سلام الود من قلبي إليكم *** ورحمة ربنا للصادقينا



(( يتبع ))



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بمناسبة الأحتفال بقدوم الرأس الشريفة لمصر ( الإمام الحسي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 13, 2023 5:16 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6129



المشهد الحسينى وقصد بنائه

يقول السخاوى فى تحفة الاحباب وبغية الطلاب



هذا المشهد الحسينى وهو المنسوب الى الحسين بن الإمام على ابن أبى طالب كرم الله وجهه وقد أختلف المؤرخون فقال بعضهم أن رأس الحسين بالمدينة الشريفة وقال بعضهم كانت بمشهد عسقلان فلما أخذتها الفرنج نقلت الراس الشريفة إلى هذا المشهد والله أعلم بالصواب *

وقيل لما قتل الحسين بن على رضى الله تبارك وتعالى عنهما بأرض كربلاء طيف برأسه وسير فى البلاد إلا بارض مصر فإن أهلها لم يمكنوهم من الدخول على تلك البشعة بل تلقوهم بمدسينة الفرما وهى أول مدائن مصر وحملوها فى الهوادج وستروها بالستور وأوسعوا لهم فى الكرامة وأنزلوهم خير الأماكن بمصر وآووهم زمنا وبنو لموتاهم المشاهد

وأتخذوها مزارات وجعلوا لهم أوزاقا من أموالهم تقسوم بهم فكان أهل البيت يدعون لأهل مصر ويقولون يا أخل مصر نصرتمونا نصركم الله ، وآويتمونا آواكم الله وأمنتمونا أمنكم الله وأعنتمونا أعانكم الله وجعل لكم من كل مصيبة فرجا ومن كل ضيق مخرجا .

وهذا المشهد قيل إن الذى أنذأه بسبب رأس الحسين عليه رضى الله تبارك وتعالى عنه هو الوزير طلائع بن رزيك وأما المدرسة التى بجانبه فإن السلطان صلاح الدين الأيوبى لما ملك الديار المصرية جعل بها تدريسا وأوقف لها وقفا فلما وزر معين الدين بن شيخ السيوخ بن حموية فوض إليه الأمر بالمشهد بعد أخوته فجمع أوقافه وبنى به أيوانا للتدريس وبيوتا للفقهاء العلوية * والمقبرة التى كانت إلى جانب هذا المشهد كبيرة تسمى تربة الزعفران ( والتربة ) المعزية كان المعز لما دخل القص سجد لله سبحانه وتعالى شكرا ثم شرع فى إصلاح تلك المقبرة وارسل الى المهدية من بلاد المغرب فأخذ اباه وأخاه فى تابوتين وجعلها مدفنا يدفن فيه الخلفاء وأولادهم ونساؤهم وأقاربهم ولما توفى المعز دفن ببها وبها ولده العزييز بالله أبو منصور نزار توفى فى سنة 386 هـ *

ولقد اختلف المؤرخون فى جىء الرأس الشريف الى القاهرة فمنهم من يؤكد محىء الرأس الشريف ومنهم من ينكر ذلك ولكن ( العلامة الكبير والمؤرخ الشهير أبى الحسن نور الدين على بن أحمد بن عمر بن خلف بن محمود السخاوى الحنفى ) ( الشهير بالسخاوى ) يؤكد مجىء الرأس الشريف بالتفصيل فى كتاب تاريخ مشهد الحسين عليه السلام ) وقد روى هذه القصة بالتفصيل باعتباره شاهد عيان فى مجىء الرأس الشرييف وهنا نؤكد ان الرأس الشريف قد جاءت بالقاهرة بناء على ما ورد بالكتاب _ وكما ورد فى كتاب ذكرى مصرع الحسين عليه السلام للنسابة حسن قاسم *

أما العلامة السيد محمد بن أحمد بن عميد الدين الحسينى (النجفى) فى كتاب بحر الأنسال والمشجر الكشاف لأصول السادة الأشراف تحقيق صاحب الفضيلة السيد حسن محمد الرفاعى من كبار علماء الأزهر يقول ص6 : فهو الإمام الحسين بن على بن أبى طالب ولد لخمس خلون من شعبان سنة أربع على الأصح وحنكه رسول الله بريقه وأذن فى اذنه وتفل فى فمه وسماه حسينا يوم السابع وعتق عنه وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم حسين منى وأنا من حسين – اللهم أحب من أحب حسينا – حسين سبط من الأسباط وقوله صلى الله عليه وسلم اللهم إنى أحبه فأحبه وأحب من يحبه ومن كلامه عليه الصلاة والسلام أعلموا أن حوائج الناس اليكم من نعم الله عليكم – كانت أقامته عليه السلام بالمدينة المنورة واستمر بها الى ان مات معاوية فأخرج إليه يزيد من ياخذ ببيعته فأمتنع وخرج الى مكة وأتت إليه كتب من العراق بأنهم بايعوه بعد موت معاوية قأشار إليه ابن الزبير بالخروج فخرج عليه السلام وكان بن زياد جهز أربعة آلاف وثيل عشرين ألف مقاتل لملاقاته فلاقوه بكربلاء فنزل ومعه خمسة وأربعون فارسا ونحو مائة راجل فالتقيا وارهقه السلاح فلما أيقن أنهم قاتلوه قام بين أصحابه خطيبا وبعد أن حمد الله قال ( نزل من الامر ما ترون وإن الدنيا تغيرت وتنكرت وأدير معروفها ألا ترون الحق لا يعمل به والباطل لا يتناهى عنه – وإنى لأرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين الا جرما ) وقد استشهد يوم الجمعة يوم عاشورا سنة احدى وستين من الهجرة بكربلاء من أرض العراق وقتل معه من أهل البيت ثلاثة وعشرون رجلا كما قيل ووجد بالحسين عليه السلام ثلاث وثلاثون يطعنة وأربع وأربعون ضربة وقد حز رأسه الشريف وسلب ما كان عليه حتى سراويله ثم طيف بالرأس الشريف على خشبة وأرسل بها إلى يزيد وأرسل بالنساء والصبيان ومكثت الرأس الشريفه ثلاثة أيام بدمشق قال العلامة الصبان لما قتل الحسين وأتوا به إلى ابن زياد أرسله ومعه من أهل البيت إلى يزيد وقد قتل الحسين وعمره ثمان وخمسون سنة
قال العلامة الشبراوى فى كتاب الأتحاف :

فى أثبات أن رأس الحسين عليه السلام مدفونة بمصر بالمسجد الحسينى بجوار خان الخليلى وهو الحرم المصرى : فمن المنبتين الامام الجليل محمد بن بشير والامام مجد الدين بن عثمان والامام الحافظ والقاضى زكى الدين عبد العظيم المنذرى والقاضى عبد الرحيم والقاضى محى الدين بن عبد الظاهر والامام تقى الدين المقريزى والامام الجليل عبد الرحمن جلال الدين السيوطى والقطب الكبير عبد الوهاب الشعرانى والامام الحافظ نجم الدين والشيخ أبو المواهب التونسى والشيخ أبو الحسن التمار العجمى والشيخ شمس الدين محمد البكرى والشيخ أبو التقى كريم الخلوتى فهؤلاء أثبتوا أن الرأس الشريفة مدفونة فى موضعها الذى يزار بمصر بجوار خان الخليلى وكذا أكد لى والدى القطب محمد الرفاعى من هيئة علماء الأزهر والمدرس بالمسجد الحسينى وشيخ علماء طنطا بالمعهد الاحمدى أنها مدفونة فى موضعها بمصر وكذا صاحب الفضيلة السيد محمد الببلاوى نقيب الأشراف حالا أثبت لى هذا وكذب كل من يقول غير هذا بعد الأدلة التى برهن عليها هؤلاء العلماء الأجلاء ( أنتهى )
وأما فى الخطط التوفيقية لعلى باشا مبارك ج 4 ص 88

يقول على باشا مبارك فى الجزء الرابع فقد وصف نقلا عن المقريزى وعن المؤرخين فى خططه من صفحة 88 إلى صفحة 98 فيقول نقلا عن اسعاف الراغبين فى أهل البيت الطاهرين للشيخ محمد الصبان ان هذا المشهد الحسينى القاهرى جدده الامير الكبيرعبد الرحمن كتخدا لسنة خمس وسبعين ومائة وألف وذكر قبل ذلك ان أصحاب السير والتواريخ اختلفوا فى رأس الحسين فى أى موضع دفن فقيلل انه دفن بعسقلان ثم نقله الصالح طلائع وزير الفاطميين الى مصر وبنى عليه هذا المشهد وانفق على نقله مالا جزيلا ومال قوم منهم الزبير بن بكار والعلاء الهمدانى الى انه حمل الى أهله فكفن ودفن بالبقيع عند قبر أمه وأخيه الحسن وذهبت الامامية الى أنه أعيد الى الجثة ودفن بكربلاء بعد أربعين يوما منالمقتل واعتمد القرطبى الثانى والذى عليه طائفة من الصوفية انه بالمشهد القاهرى وذكر بعض أهل الكشف والشهود أنه دفن مع الجثة بكربلاء ثم ظهر آخر فلما كان الرأس منفصلا طف فى هذا المحل من المشهد وفى كتاب مشارق الأنوار فى فوز أهل الاعتبار للشيخ حسن العدوى الحمزاوى قال العلامة الاجهورى الذى تواتر عن أهل الكشف ان الرأس الشريف فى مشهده القاهرى بلاشك لوجود هذه الروحانية والأنوار التى تبهر العقول قال الشيخ عبد الفتاح الشهير بالرسام الشافعى فى رسالة له تسمى نور العين عن النجم الغيطى عن الشمس اللقانى عن أبى المواهب التونسى ان الغوث الجامع ياتى كل يوم ثلاثاء فيزور هذا المشهد وفى مختصر التذكرة للشعرانى انه قد ثبت ان الصالح طلائع ين رزيك الذى بنى المشهد الحسينى بالقاهرة نقل الرأس الى هذا المشهد وبذل فى ذلك نحو أربعين ألف دينار وخرج هو وعسكر فتلقاه من خارج مصر حافيا مكشف الرأس وهو فى برنس حرير أخضر فى القبر الذى فى المشهد على كرسى من خشب الآبنوس مفروش هناك نحو نصف أردب من الطيب قال كا أخبرنى بذلك خادم المشهد وقول القرطبى ان دفن الرأس الشريف فى مصر باطل صحيح فى أيام القرطبى فانالرأس انما نق الى مصر بعد موت القرطبى ( أنتهى )
قال الحفنى فى رسالته كان بعض العارفين يهيم فى مقام الحسين وأنشد يقول

منزل كمل الاله سنــــــــأه ****** تتوارى البدور عند لقاء
خصه ربنا بما شاء فى الأ ****** ض تعالى سن فى السماء اله
صانه زانه حمـــــــاء وقاه ****** وكساء بمنه ورضـــــــاه
أن غد اسكنـــــا لغرة آل البيــــــــــــــت من تم قدره وعــــــــلاه
الامام الحسين أشرف مولى ***** أيد الدين سره ووقاه
مدحته اى الكتاب وجاءت ******* سنة الهاشمى طرزحلاه



وقد ذكر العلامة الصبان فى رسالته المذكورة نبذة مما يتعلق بسيدنا الحسين رضى الله عنه فقال هو أبو عبد الله سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته ولد لخمس خلون من شعبان سنة ربغ على الأصح وكانت السيدة فاطمة رضى الله عنها علقت به بعد ولادة الحسن بخمسين ليلة وحنكه صلى الله عليه وسلم بريقه واذن فى أذنه وتفل فى فمه ودعا له وسماه حسينا يوم السابع وعق عنه – كان شجاعا مقداما من حين كان طفلا ووردت فى حقه كثيرة تدل على مزيد فضله منها قول النبى صلى الله عليه وسلم حسين منى وأنا من حسين اللهم احب من أحب حسينا حسين سبط من الاسباط وقوله صلى الله عليه وسلم من سره أن ينظر الى رجل من أهل الجنة فلينظر الى الحسين بن على وقوله صلى الله عليه وسلم اللهم أنى أحبه واحب من يحبه وقال أبو هريرة رضى الله عنه رأيت رسول الله صلى الله عليهوسلم يمتص لعاب الحسين كما يمتص الرجل التمرة ورأى ابن عمر الحسين مقبلا فقال هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء اليوم وجاء رجب إلحسن يستعين به فوجده معتكفا فى خلوة فاعتذر اليه فذهب الى الحسين فاستعان به فقضى حاجته وقال لقضاء حاجة فى الله عز وجل أحب الى من اعتكاف شهرا * ومن كلامه رضى الله عنه اعلموا ان حوائج الناس اليكم من نعم الله عليكم فلا تملوا من تلك النعم فتعود نقما واعلموا ان المعروف يكسب حمدا ويعقب أجرا فلو رأيتم المعروف رجلا لرأيتموه رجلا جميلا يسر الناظرين ولو رأيتم اللؤم رجلا لرأيتموه رجلا قبيح المنظر تنفر منه القلوب وتغض دونه الابصار * ومن كلامه رضى الله عنه من جاد ساد ومن بخل رذل ومن تعجل لاخيه خبرا وجده اذا قدم على ربه غدا والتزم يوما ركن الكعبة وقال الهى نعمتى فلم تجدنى شاكرا وابتليتنى فلم تجدنى صابرا فلا أنت سلبت النعمة بترك الشكر ولا أدمت الشدة بترك الصبر الهى ما يكون من الكريم الا الكرم * كانت أقامته رضى الله عنه بالمدينة المنورة إلى أن خرج مع أبيه الى الكوفة فشهد معه مشاهده وبقى معه الى أن قتل ثم مع أخيه الى أن انفصل فرجع الى المدينة واستمر بها الى ان مات معاوية فأخرج اليه يزيد من يأخذ بيعته فامتنع وخرج الى مكة وأتت اليه كتب العراق بأنهم بايعوه بعد موت معاوية فاشار اليه ابن الزبيرر بالخروج وابن عباس وابن عمر بعدمه فارسل اليهم ابن عمه مسلم بن عقيل فأخذ بيعتهم وأرسل اليه يستقدمه فخرج من مكة قاصدا للعراق ولم يعلم ابن عمر بخروجه فخرج خلفه فأدركه على ميلين من مكة فقال له ارجع فأبى فقال أنى محدثك حديثا ان جبريل أتى النبى صلى الله عليه وسلم فخيره بين الدنيا والآخرة فاختارا الاخرة وانك بضعة منه والله لا يليها أحد منكم فقال ان معى حملين من كتب أهل العراق ببيعتهم فقال ما تصنع يقوم قتلوا أباك وخذلوا أخاك فأبى الا المضى فاعتنقه وبكى وقال استودعتك الله من قتيل ثم سافر فكان ابن عمر يقول غلبنا الحسين بالخروج ولعمرى لقد كان فى أبيه وأخيه عبرة وكلمة فى ذلك أيضا من وجوه الصحابة جابر بن عبد الله وأبو سعيد وأبو واقد وغيرهم فلم يطع احدا منهم فقال له ابن عباس رضى الله عنهما والله انى لاظنك تقتل بين نسائك وأبنائك وبناتك كما قتل عثمان بن عفان فلم يقبل فبكى ابن عباس وقال أقررت عين ابن الزبير ثم ان ابن زياد قتل مسلم بن عقيل بامر يزيد ولم يبلغ الحسين رضى الله عنه ذلك حتى صار بينه وبين القادسية ثلاثة أميال ولقيه الحر بن يزيد التيمى فقال له ارجع فانى لم ادع لك خلفى خيرا وأخبره الخبر ولى القرزدق فقال له قلوب الناس معك وسيوفهم مع بنى أمية والقضاء ينزل من السماء فهم أن يرجع وكان معه اخوة مسلم فقالوا لا ترجع حتى نصيب بثأره أو نقتل فساروا وكان ابن زياد جهز اربعة آلاف وقيل عشرين ألف مقاتل لملاقاته فوافوه بكربلاء فنزل ومعه خمسة وأربعين فارسا ونحو مائة راجل فالتقيا وارهقه السلاح وكان أكثر مقاتليه الكاتبين له والمبايعين له فلما أيقن أنهم قاتلوه قام فى أصحابه خطيبا ( فحمد الله واثنى عليه ثم قال : قد نزل من الامر ما ترون وان الدنيا تغيرت وتنكرت وادبر معروفها واشمرت حتى لم يبق منها الا كصباية الاثاء والاخسيس عسيس كلمرعى الوبيل ألا ترون الحق لا يعمل به والباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن فى لقاء الله عز وجل وانى لا أرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا جرما فقاتلوه حتى قتل رضى الله عنه يوم الجمعة يوم عاشورا سنة احدى وستين بكربلاء من أرض العراق ما بين الحلة والكوفة قتله سنان بن أنس النخعى وقيلل قتله غيره وقتل معه من أهل البيت ثلاثة وعشرين رجلا كما قيل وفى المقريزى انه لما أدركته الخيل قما خطيبا فقال أيها الناس انها معذرة الى الله واليكم انى لم آتكم حتى أتتنى كتبكم ورسلكم أن اقد علينا فليس لنا امام لعل الله أن يجمعنا بك على الهدى وقد جئتكم فان تعطونى ما أطمئن اليه من العهود أقدم مصركم وان لم تفعلوا وكنتم المقدمى كارهين انصرفت عنكم الى المكان الذى أقبلت منه فسكنوا وقد اذن المؤذن لصلاة الظهر فصلى وصلى وراءه الفريقان ولما دخل وقت العصر بهم ثم استقبلهم فحمد الله وأثنى عليه وقال أيها الناس انكم ان تتقوا الله وتعرفوا الحق لاهله يكن أرضى لله ونحن آل البيت أولى بولاية هذا الأمر من هؤلاء المدعين ما ليس لهم السائرين فيكم بالجور والعدوان فان أنتم كرهتمونا وجهلتم حقنا وكان رأيكم غيرما أتتنى بكم كتبكم انصرفت عنكم فقال الحر بن يزيد رئيس العصابة المرسلة للقائه انا والله ما ندرى ما هذه الكتب والرسل التى تذكرها فأخرج خرجين من الصحف فنشرها بينهم فقال الحر انا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا اليك وقد أمرنا اذا نحن ليناك ان لا نفارقك حى نقدمك الكوفة على عبيد الله بن زياد ثم منع أصحاب الحسين من الركوب فقال له الحسين ثكلتك أمك ما تريد فقال الحر لو كان غيرك قالها ما تركت ذكر أمه والله مالى الى ذكر أمك من سبيل الا بأحسن ما نقدر عليه ثم سار الحسين فأرسل اليه عمرو بن سعد بن أبى وقاص خمسمائة فارس فحالوا بين الحسين وبين الماء وذلك قبل قتله بثلاثة أيام وناد وايا حسين لا ترى من الماء قطرة حتى تموت عطشا ثم التقى الحسين بعمرو بن سعد بن أبى وقاص مرارا فكتب عمرو الى زياد ان الله قد أطفاء النائرة وجمع الكلمة وقد أعطانى الحسين أن يرجع الى حيث أتى أو أن تسيره الى ثغر من الثغور أو يأتى الى بيعة أمير المؤمنين فكتب اليه اين زياد انى لم أبعثك الى الحسين لتكف عنه أو لتمنية فان نزل الحسين اصحابه على حكمى سمتسلمين فابعث بهم إلى وان ابو فازحف اليهم حتى تقتلهم وتمثل بهم فانهم لذلك مستحقين فان قتل الحسين فأوطىء الخيل وصدره وظهره فانه عاق شاق قاطع ظالم فركبوا اليه والتحم القتال واشتد الامر وحضر وقت الصلاة فسأل الحسين أن يكفوا حتى يصلى ففعلوا ثم اقتتلوا حتى قتل الحسين وحز رأسه الشريف وسلب ما كان عليه حتى سراوييله ونهب نقله ومتاعه وما على النساء ووجدو به ثلاث وثلاثون طعنة وأربع وأربعون ضربة وانتدب عشرة فداسوا بخيولهم حتى رضوا صدره وظهره وقتل معه أثنان وسبعون رجلا ودفن أهل الغاضرية من بنى اسد الحسين بعد قتله بيوم ثم طيف بالرأس الشريفة بالكوفة على خشبة ثم أرسل بها الى يزيد وأرسل بالنساء والصبيان ومكث الرأس مصلوبة بدمشق ثلاثثة أيام ثم أنزل فى خزائن السلاح حتى ولى الملك سليمان بن عبد الملك فبعث اليه فجىء به وقد محل وبقى عظما أبيض فجعله فى سفط وطيبة وجعل عليه ثوبا ودفنه فى مقابر المسلمين فما ولى عمر بن عبد العزيز سألوا عن موضع الرأس الشريف فنبشوا وأخذه والله أعلم ما صنع به ** قال العلامة الصبان لما قتل الحسين وحزو رأسه الشريف وأتوا به الى ابن زياد أرسله ومن معه من أهل بيته الى يزيد ومنهم على بن الحسين وعمته زينب رضى الله عنها فسر بذلك سرورا كثرا وأوقفهم مقف السبايا وأهانهم وصار يضرب الرأس الشريفة بقضيب ويقول لقيت يعيك يا حسين وبالغ فى الفرح ثم ندم لما مقته المسلمون على ذلك وابغضه العالم وهذه القصة تصديق لقوله صلى الله عليه وسلم ان اهل بيتى سيلقون بعدى من أمتى قتلا وتشديدا وان أشد قومنا لنا بغضا بنو أمية وبنو مخزوم وقيل ان الضارب للرأس الشريف بالقضيب هو ابن زياد وانه كان عند زيد بن أرقم فقال أرفع قضيبك فو الله لطالما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل ما بين هاتين الشفتين وبكى (انتهى)

ونترك الكلام حاليا إلى الدكتورة سعاد ماهر فى الجزء 1 ص 348

تقول الدكتورة سعاد ماهر فى كتاب مساجد مصر وأولياؤها الصالحين الجزء الأول ص 361:يكاد المؤرخون وكتاب السيرة على أن جسد الحسين رضوان الله عليه دفن مكان مقتله فى كربلاء فى كتاب *( الارشاد 1 )* أنه بعد أن اجتزت الرأس وأخذت إلى ابن زياد بالكوفة ، خرج قوم من بنى أسد كانوا نزولا بالغاضرية غلى الحسين وأصحابه ، فصلوا عليهم ودفنوا الحسين حيث قبره الآن بكربلاء 2، ودفنوا أبنه علي فى موضعه عند رجله وحفروا للشهداء من أهل البيت واصحابه حوله ودفنوا العباس بن على فى موضعه الذى قتل فيه على طريق الغاضرية حيث قبره الآن *

وقال المسعودى فى مروج الذهب فى خلافة المنتصر بالله إن آل طالب كانوا فى محنة عظيمة قبل خلافته ( أى المنتصر ) وخوفا على دمائهم وقد منعوا زيارة قبر الحسين باغرى من أرض الكوفة ، وكذلك منع غيرهم من شيعتهم حضور هذه المشاهد ، وكان الأمر بذلك من المتوكل سنة 236 (3) وفيها أمر المعروف ( بالذيريج ) بالمسير الى قبر الحسين بن على رضى الله تعالى عنهما ، وهدمه ومحو أرضه وإزالة اثره وان يعاقب من وجد به ، فبذل الرغائب لمن تقدم على هذا القبر ، فكل خشى العقوبة فتناول ( الذيريج ) مسحاة وهدم أعالى قبر الحسين ، فحيمئذ اقدم الفعلة فيه وانهم انتهوا الى الحفرة موضع اللحد فلم يروا فيه اثر رمة ولا غيرها ، ويضيف المسعودى ولم تزل الأمور على ما ذكرنا إلى أن استخلف المنتصر فأمن الناس وتقدم بالكف عن آل أبى طالب وترك البحث عن أخبارهم وأن لا يمنع أحد زيارة الحيرة لقبر الحسين رضى الله عنه ولا قبر غيره من آل أبى طالب *
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) للشيخ المفيد

(2) جاء فى معجم البلدان لياقوت أن الحائر اسم لموضع قبر الحسين بن على وقال الفير وزبادى فى القاموس الحائر هى كربلاء ، اسد الغابة ج 2 لأبن الأثير


(3) وردت هذه الرواية فى المراجع الاتية ( وفيات الاعيان ج1 ص 455 لأبن خلكان ) ، طبقات الشافعية ج11 ص 162 للسبكى ، الأخبار الطوالى للفرمانى حوادث 237 هت أبو بكر الخوارزمى فى كتاب الى جماعة الشيعة بنيسابور ص 38 أبو الفداء ج2 فى حوادث سنة 236 هـ

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

وقد وصف ابن بطوط الرحالة الذى عاش فى القرن الثامن الهجرىرحلته الى كربلاء فقال سافرنا الى مدينة كربلاء مشهد الحسين بن على عليهما السلام وهى مدينة صغير تحفها حدائق النخل ويسقيها ماء الفرات والروضة المقدسة داخلها وعليها مدرسة عظيمة وزاوية كريمة فيها الطعام للوارد والصادر وعلى باب الروضة الحجاب والقوصة لا يدخل أحد إلا عن إذنهم فيقبل العتبة الشريفة وهى من الفضة وعلى الضريح المقدس قناديل الذهب والفضة وعلى الأبواب أستار الحرير *

أما عن رأس الحسين ، فقد كثرت الأقوال وتضاربت الروايات واختلفت كتب السيرة فى تحديد مكان وجوده لذلك رأيت أن اجمع ما استطعت جمعه منها وأن أضع المتشابه منها فى مجموعات ، لعل استطيع بعد مناقشتها أن أخرج منها بالقول الراجح *

والمراجع عن اختلافها تكاد تتفق على أن عبيد الله بن زياد ، عنى بتجهيز على بن الحسين ومن كان معه من الحرم ، ووجه بهم إلى يزيد بن معاوية مع زحر بن قيس وآخرين رأس الحسين ، ثم أختلفت بعد ذلك الروايات فى موطن الرأس الشريف ، فمنها أن الرأس أعيد إلى الجسد بعد أربعين يوما ودفن معه بكربلاء ومنها أنه دفن بالمدينة ومنها أنه دفن عند باب الفراديس بدمشق ، وفى رواية أن الرأس دفن بمقابر المسلمين فى عهد سليما بن عبد الملك ، ثم نبش القبر بعد ذلك وأخذ منه الرأس ونقلا إلى عسقلان ، ومنها الى القاهرة فى آخر العصر الفاطمى وتقول رواية إنه نقل الى مدينة الرقة وأخرى الى حلب ، وقيل أن ابا مسلم الخراسانى لما استولى على دمشق نقل الرأس غلى مرو ، والأماكن التى ذكرت موطنا للرأس ثمانية فى ثمان مده هى : كربلاء ، المدينة ، دمشق ، القاهرة ، عسقلان ، حلب ، مرو .
--------------------------------------------------------------------------------
1 – كربلاء : تقول طائفة الشيعة الإمامية وبعض أهل السنة أن رأس الحسين مدفون مع الجسد بكربلاء ، قال رضى الدين بن طاوس فى كتاب الملهوف على قتل الطفوف ص 140 ( أما رأس الحسين عليه السلام فروى أنه دفن بكربلاء مع جسده الشريف وكان عمل الطائفة ( الإمامية ) على هذا المعنى المشار إليه ، وورد فيما ذكره سبط أبن الجوزى فى كتاب نذكره خواص الأمة ص 150 فى اقواله المتعددة عن الرأس قوله ( واختلفوا فى الرأس على أقوال أشهرها أنه ( أى الراس ) رد الى المدينة مع السبايا ثم رد الى الجسد بكربلاء فدفن معه ) ، قال هشام وغيره ويقول ابن كثير فى البداية والنهاية ج 8 ص 203 فقج اشتهر عند كثير من المتأخرين أنه فى مشهد على بمكان من ألطف عند نهر كربلاء ، فيقال أن هذا المشهد مبنى على قبره ( والله أعلم ) وقد ذكر ابن جرير وغيره أن موضع قتله عفا أثره حتى لا يطلع أحد على تعينه بخبر ، وقد كان أبو نعيم الفض بن دكين ينكر على من يزعم أنه يعرف قبر الحسين وذكر هشام بن الكلبى أنالماء لما جرى على قبر الحسين ليمحى اثره نضب الماء بعد أربعين يوما فجاء أعرابى من نبى أسد فجعل يأخذ قبضة قبضة ويشمها حتى وقع على قبر الحسين فبكى وقال بابى انت وامى ، ما كان أطيبك وأطيب تربتك ثن انشأ يقول :

ارادوا ليخفوا قبره عن عـــــدوه *** فطيب تراب القبر دل على القبر



ويقول سبط ابن الجوزى وفى الجملة ففى أى مكان رأسه فهو ساكن فى القلوب والضمائر ، قاطن فى الأسرار والخواطر .

2 – المدينة : جاء فى طبقات ابن سعد لما وضع الرأس ( رأس الحسين ) بين يدى يزيد بن معاوية دمعت عيناه وقال ويحكم قد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين رحم الله أبا عبد الله ، ثم أمر بالسيدات فادخلن دار نسائه وأمر بتجهيزهن والعناية بهن أحسن عناية وأرسل معهن حرسا من ثلاثين فارسا ، حتى وصلن الى المدينة وبعث معهن بالرأس الشريف غلى عامله بالمدينة عمرو بن سعيد فكفنها وأمر بدفنها بالبقيع عند قبر أمه واخيه ويقول ابن كثير فالمشهور عند أهل التاريخ وأهل السير أنه بعث به ابن زياد الى يزيد بن معاوية ومن الناس من أنكر ذلك ويعقب ابن كثير على ذلك فيقول وعندى أن الأول أشهر فالله أعلم ثم اختلفوا بعد ذلك فى المكان الذى دفن فيه الرأس فروى محمد بن سعد أن يزيد بعث برأس الحسين إلى عمرو بن سعيد نائب المدينة فدفنه عند أمه فى البقيع .

وممن روى أن الرأس دفن بالمدينة الإمام البخارى فقد جاء فى تاريخه ان رأس الحسين حمل الى المدينة ودفن بها فى البقيع عند قبر أمه رضى الله عنها وقال ابن فضل الله العمرى وقد جاء فى أخبار الدولة العباسية أنهم حملوا ا‘ظمالحسين ورأسه الى المدينة النبوية حتى دفنوه بقبر أخيه الحسن وقد ذكر المسعودى عند الكلام على دفن الحسن بن على ببقيع الفرقد مع أمه ما نصه ( وهناك الى هذا الوقت رخامة مكتوب عليها ، الحمد لله مبيد الأمم ومحيى الرمم ، هذا قبر فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدة نساء العالمين ، والحسن بن على بن أبى طالب وعلى بن الحسين بن على ومحمد بن جعفر بن محمد رضوان الله عليهم أجمعين ) وقد أعقب الاستاذ حسن عبد الوهاب على هذا النص بقوله ( أنه لو كان الإمام الحسين معهم لذكر أسمه بينهم ) .

3 – دمشق : أما طائفة الشيعةالإسماعيلية وكذا كثير من أهل السنة فتقول بدفن الرأس بدمشق وممن ذكر ذلك ياسين بن مصطفى الفرضى قال:

( المزارات المشهورة للصحابة بدمشق ونواحيها ، والمشهور منها بتربة باب الفراديس المساة بمرج أبى الدحداح الآن ، مسجد سمى بمسجد الرأس داخل باب الفراديس فى اصل جدار المجراب لهذا المسجد رأس الشهيد الملك الكامل ، وغربى المحراب المذكور فى الجدار طاقة على الطريق يقال إن رأس الحسين بن على رضى الله عنه دفن بها ولذا يقال له مشهد الحسين .
وروى محمد بن قاسم بن يعقوب قبر الحسين بن على رضى الله عنهما بكربلاء ورأسه بالشام فى مسجد دمشق على رأس أسطوانة .

وقال ابن فضل الله العمرى وكذا ابن الطولونى ما نصه : وله بدمشق مشهد معروف داخل باب الفراديس وفى خارجه مكان الرأس على ما ذكروا.

وروى الذهبى عن ابى كرب قال كنت فى القوم الذين وثبوا على لوليد بن يزيد وكنت فيمن نهب خزائنهم بدمشق فأخذت سفطا وقلت فيه غنائى فركبت فرسا وجعلته بين يدى وخرجت من باب توما ففتحته فإذا بحريرة فيها رأس مكتوب عليه هذا رأس الحسين فحفرت له بسيفى ودفنته .

وجاء فى المقريزى ( مكث الرأس مصلوبا بدمشق ثلاثة أيام ثم أنزل فى خزائن السلاح حتى ولى سليمان بن عبد الملك فبعث إليه فجىء به وقد محل وبقى عظما أبيض فحمله فى سفط وطيبه وجعل عليه ثوباا ودفنه فى مقابر المسلمين فلما ولى عمر بن عبد العزيز بعث إلى خازن بيت السلاح ، أن وجه إلى رأس الحسين بن على فكتب إليه أن سليمان أخذه وجعله فى سفط وصلى عليه ودفنه فلما دخلت الممسوة ( أى الدولة العباسية ) سألوا عن موضع الرأس الكريم الشريف فنبشوه واخذوه والله أعلم ما صنع به .

وممن ذهب الى دفن الرأس الشريف بدمشق عثمان مدخون إذ جاء فى كتاب العدل الشاهد أن بعض العلماء عمد الى مكان قديم قريب من باب الفراديس وشرع فى هذه ليجعله خزانة لحفظ الكتب فعثر على طاقة فى الجدار محكم السد بحجر كبير مكتوب عليه بالنقش فى الحجر ، ما فهموا منه أن هذا مشهد رأس الإمام الحسين السبط فرفعوا ذلك الى والى الشام يومئذ فى العصر العثمانى فذهب ورأى ذلك بنفسه وأمرهم أن لا يحدثوا فى هذا شيئا ثم رفع الامر الى السلطان المرحوم عبد المجيد خان بن السلطان محمود خان فصدر أمره العالى بكشف هذا المكان بحضور جمهور من العلماء والأمراء ووجوه الناس فأحضروا الى الشام ما أمر به السلطان وكشفوا هذا الحجر الذى عليه الكتابة فوجدوا فجوة خالية عن الدفن وبعد أن رآها الحاصرون أمر بسدها كما كانت ورفع ذلك الى السلطان عبد المجيد خان فصدر مرسومه العالى بأعمال طوق من الفضة حول الحجر وكنت أعلم مقدار زنة الفضة وأظن أنه سبعة آلاف درهم والله أعلم بالحقيقة .* ولما دخل خليل الظاهرى مدينة دمشق سنة 831 هـ قال ( المشهد الحسينى بدمشق ن بصحن المسجد الأموى ) * وذكر أبن أبى الدنيا عن طريق عثمان بن عبد الرحمن عن محمد بن عمر بن صالح ويقول عنهما ابن كثير ( وهما ضعيفان ) أن الرأس لم يزل فى خزانة يزيد بن معاوية حتى توفى ، فأخذ من خزانته فكفن ودفن داخل باب الفراديس من مدينة دمشق ويقول ابن كثيرر ويعرف مكانة بمسجد الرأس اليوم داخل باب الفراديس الثانى * وذكر بن عساكر فى تاريخه فى ترجمة ريا حاضنة يزيد بن معاوية ( أن يزيد حين وضع رأس الحسين بين يديه تمثل بشعر ابن الزيعرى يعنى قوله :

ليت أشياخى ببدر شهدوا *** جزع الخزرج من وقع الأسل



قال ثم نصبه بدمشق ثلاثة أيام ثم وضع فى خزائن السلاح حتى كان زمن سليمان بن عبد الملك جىء به إليه وقد بقى عظما أبيض فكفنه وطيبه وصلى عليه ودفنه فى مقبرة المسلمين فلما جاءت المسودة – نبشوه وأخذوه معهم وذكر بن عساكر أن هذه المرأة بقيت بعد دولة بنى أمية وقد جاوزت المائة سنة والله أعلم

4 – حلب : وهناك أقوال ضعيفة تقول بوجود الرأس الشريييف فى حلب ، فقد جاء فى تاريخ حلب أن الرأس مدفونة بحلب فى وسط جبل جوشن وقد بنى عليه الملك الصالح بن الملك العادل نور الدين ولكنه لم يذكر متى وكيف جىء بالرأس الشريف

5 – مرو : وقال المقدسى عند كلامه عن مرو : وعلى فرسخين من مرو يوجد رباط قالوا ان فيه رأس الحسين بن على رضى الله عنه وقد عقب على هذا القول عمر بن أبى المعالى أسعد بن عمار ( أما قولهم إنه الرأس فى خزائن بنى أمية الى أن ظهرت الخلافة العباسية وأن ابا مسلم نقله الى خراسان فهذا بعيد جدا ، لأن أبا مسلم لما فتح الشام كان بخراسان والذى فتح دمشق هو عبد الله بن على بن عباس فكيف يتصور أن ينقله أو يمكن من ينقله الى مولدهم بخراسان ، ثم يضيف ولو أنه ظفر به فى خززائن بنى أمية لأظهره للناس ليزدادوا لبنى أمية بغضا )

6 – عسقلان : أما عن وجود الرأس بعسقلان ثم نقله منها الى مصر فى عصر الدولة الفاطمية فقد كثرت فيه الأقاويل والروايات ، قال بن الصبان : واختلفوا فى رأس الحسين بعد مسيرة الى الشام الى ابن صار وفى أى موضع استقر فذهبت طائفة الى ان يزيد امر ان يطاف براسه الشريف فى البلاد فطيف به حتى انتهى الى عسقلان فدفنه اميرها بها فلما غلب الأفرنج على عسقلان افتدوا منهم الصالح طلائع وزير الفاطميين بمال جزيل ومشى الى لقائه من عدة مراحل ووضعه فى كيس حرير أخضر على كرسى من خشب الأبنوس وفرش تحته المسك والطيب وبنى عليه مشهده الحسينى المعروف بالقاهرة قريبا من خان الخليلى * وجاء فى طبقات الأولياء للشعرانى عند ذكره الحسين نفس الرواية السابقة إذ يقول ( دفنوا رأسه ببلاد المشرق ثم رشا عليها طلائع بن رزيك بثلاثين ألف دينار ونقلها الى مصر بالمشهد الحسينى وخرج هو وعساكره حفاة الى نحو الصالحية من طريق الشام يتلقون الرأس الشريف ثم وضعه طلائع فى كيس أخضر على كرسى أبنوس وفرشوا تحته المسك والعنبر والطيب قد زنه مرارا )

ونأتى الآن الى القاهرة ونسطر ما ذكره كل المؤرخين فى وجود الرأس الشريف بالقاهرة بين معارض ومؤيد .

القاهرة : قد أيد وجود الرأس الشريف بعسقلان ونقله منها الى مصر جمهور كبير من المؤرخين والرواة ، ومنهم ابن ميسر ( ابن ميسر فى اخبار مصر ص 38 ، صبح الأعشى للقلقشندى ج3 ص 351 ، ابن اياس ج1 ص 67 ،مرآة الزمان لسبط الجوزى ج8 ص 4131 ، الاشارات الى اماكت الزيارة للسايح الهورى )

(( يتبع ))


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بمناسبة الأحتفال بقدوم الرأس الشريفة لمصر ( الإمام الحسي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء نوفمبر 15, 2023 3:39 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6129
[b]

تفاصيل هذه الرواية المقريزى ج 1 ص 437 بقوله

فى شعبان سنة 491 خرج الفضل ابن امير الجيوش بعساكره الى بيت المقدس وبه سكان وابلغارى ابنا أرتق ، فى جماعة من أقاربهما ورجالهما وعساكر كثيرة من الاتراك ، فراسلهما الأفضل يتلمس منهما تسليم القدس اليه يغير حرب فلم يجيباه لذلك فقاتل البلد ونصب عليها المجانيق وهدم منها جانبا فلم يجدوا بدا من الاذعان له وسلماه إليه فخلع عليهما وأطلقهما وعاد فى عساكره وقد ملك القدس فدخل عسقلان وكان بها مكان دارس فيه رأس الحسين عليه السلام فأخرجه وعطره وحمله وسعى به ماشيا الى ا<ل دار بها وعمر المشهد فلما تكامل حمل الأفضل الرأس الشريف على صدره وسعى به ماشيا الى ان أحله مقره ثم يعود المقريزى فيقول ( وقيل إن المشهد بعسقلان بناه أمير الجيوش بدر الجمالى وكمله الأفضل وكان حمل الرأس الى القاهرة من عسقلان ووصوله إليها فى يوم الأحد ثامن جمادى الآخر سنة 548 هـ وكان الذى وصل بالرأس من عسقلان الأمير سيف المملكة تميم وإليها والقاضى المؤتمن ابن مسكين مشارفها ووصل فى القصر يوم الثلاثاء فى جمادى الآخر حمل فى السرداب الى قصر الزمرد ثم دفن عند قبة الديلم بباب دهليز الخدمة فكان كل من يدخل الخدمة يقبل الأرض أمام القبر . وممن ذهب الى دفن الرأس الشريف بمشهد القاهرة عثمان مدخون إذ قال فى العدل الشاهد فى تحقيق المشاهد ص 84 ( أن الرأس الشريف له ثلاثة مشاهد تزار ، مشهد بدمشق دفن به الرأس أولا ثم مشهد معسقلان بلد على البخر الأبيض ونقل إليه الرأس من مشهد دمشق ثم المشهد القاهرى بمصر بين خان الخليلى والجامع الأزهر ) وقد جاء فى كتاب مرشد الزوار الى طريق الأبرار ( ذكر بعض العلماء ممن عاصر الفاطميين أن هذا الرأس الذى وضع بهذا المكان يعنى المشهد الذى بالقاهرة هو رأس الإمام الحسين رضى الله عنه ، كان بعسقلان ، فلما كان فى ايام الظاهر الفاكمى ، كتب عباس الى الظاهر ( ملك مصر ) يقول له ، اما بعد فإن الفرنج أشرفوا على أخذ عسقلان ، وأن بها رأسا يقال أنه رأس الحسين بن على رضى الله عنهما ، فأرسل إليه من تختار ليأخذه ، فبعث إليه مكنون الخادم فى عششارى من عشارى الخدمة فحمل الرأس من عسقلان وأرسى به فى الموضع المعروف بالكافورى من الخليج الحاكمى فحمل وادخل الى القصر وأستقر فيه كما هو الآن وبنى الظاهر مسجد الفاكهانى ليجعله فيه وبنى الصالح طلائع بن رزيك مسجدا بظاهر باب زويلة أيضا ليجعله فيه ثم اجتمع رأيهم على أن يجعلوه بالقصر فى قبة تعرف بقبة الديلم وكانت دهليزا من دهايز الخدمة ) وقد سبق ان ذكر المقريزى وكذا القلقشندى أن الصالح طلائع بنى مسجده لكى يدفن فيه الرأس الشريف فلما انتهى منه لم يمكنة الخليفة من ذلك وقال لا يكون إلا داخل القصور نالزاهرة وبنى المشهد الموجود الآن . وقد جاء فى كتاب تاريخ المساجد الأثرية لحسن عبد الوهاب أنه فى سنة 1945 كشفت بجوار الكهة الشرقية للواجهة البحرية لجامع الصالح بقايا مبان عليها كتابات أثرية منها ( أدخلوها بسلام آمنين * ومثل هذه العبارة تكتب عادة على مداخل المدافن ولذلك فإنه يرجع أن تكون هذه البقايا من المشهد الذى بناه الصالح طلائع مجاورا لمسجده لكى يدفن فيه رأس الحسين ، ويستشهد فى ذلك بما أورده ابن دقماق ( فى الجوهر الثمين مجلد1 ص 48 ) عند كلامه عن الصالح بقوله : وهو الذى بنى جامع الصالح بظاهر باب زويلة وبنى مشهد الحسين رضى الله عنه سنة 553هـ . ولكن ابن كثير فى البداية والنهاية ج 8 ص 204 يشكك فى وجود الرأس بالقاهرة فيقول ( وادعت الطائفة المسمون بالفاطميين الذين ملكوا الديار المصرية قبل سنة 400 الى ا بعد سنة 660 ( حكمت الدولة الفاطمية من سنة 358 هـ الى 567هـ ) أ، رأس الحسين وصل الديار المصرية ودفنوه بها وبنوا عليه المشهد المشهور به بمصر والذى يقال له تاج الحسين بعد سنة 500 ) ويضيف ابن كثير فيقول وقد نص غير واحد من أهل العلم على أنه لا أصل لذلك وإنما أرادوا ان يروجوا بذلك بطلان ما أدعوه من النسب الشريف وهم فى ذلك كذبة خونة ، وقد نص على ذلك القاضى الباقلانى وغير واحد من أئمة العلماء فى دولتهم فى حدود سنة 400 ( فى حدود سمة 400 لم تكن الرأس قد نقلت الى مصر ، هذا وعدم الدقة فى التواريخ التى وردت فى هذه الرواية يقلل كثيرا من قيمتها ) .

وهناك رواية ضعيفة اوردها السخاوى فى تحفة الاحباب ص 18 تفيد ان الرأس جىء به الى مصر منذ البداية فهو يفول ( أختلف المؤرخون فقال بعضهم إن رأس الحسين بالمدينة الشريفة وقال بعضهم كانت الرأس بمشهد عسقلان فلما أخذتها الفرنجة نقلت الى هذا المشهد ( يعنى مشهد القاهرة ) والله أعلم بالصواب ثم يضيف وقيل : لما قتل الحسين بن على رضى الله عنهما بأرض كربلاء طيف برأسه وسير فى البلاد إلا فى أرض مصر فإن أهلها لم يمكنوهم من الدخول على تلك الحالة البشعة بل تلقوهم بمدينة الفرما وهى أول مدائن مصر وحملوها ( أى الرأس ) فى الهوادج ومشروها بالستور وأوسعوا لهم فى الكرامة وأنزلوهم خير الأماكن بمصر وآووهم آمنا وبنوا لموتاهم المشاهد وأتخذوها مزارات ويكفى البيان ضعف هذه الرواية أنها لوصحت من أن رأس الحسين جىء به إلى مصر منذ العصر الأموى فى القرن الأول للهجرة ، ولما كان هناك داع ولا مقتص لما بذل من جهد ومال لإحضار رأس أخرى من عسقلان والأحتفال بمقدمها لدفنها بالقاهرة فى العصر الفاطمى فى القرن السادس الهجرى .

الرقة : وقد جمع المؤرخ سبط الجوزى ( تذكرة خواض الأمة ص 150 ) خمسة أقوال مشهورة عن رأس الحسين :

1 – أنه دفن مع الجسد فى كربلاء
2 – أنه دفن بالمدينة المنورة عند قبر أمه
3 – أنه دفن بدمشق
4 – أنه دفن بمسجد الرقة على الفرات بالمدينة المشهورة وقال لما أحضر الرأس بين يدى يزيد بن معاوية ، قال لأبعثنه الى آل أبى معيط عن رأس عثمان وكانوا بالرقة فبعثه إليهم فدفنوه فى بعض دورهم ، ثم أدخلت تلك الدار فى المسجد الجامع ، وقال وهو إلى جانب سدرة هناك.
5 – أن الخلفاء الفاطميين نقلوه من باب الفراديس الى عسقلان ثم نقلوه إلى القاهرة وهو فيها وله مشهد عظيم يزار .
والجديد فى كلام سبط الجوزى وقد أنفرد به وهو وجود الرأس بالرقة وهذا قول ضعيف ، ذلك أن مدينة الرقة التى فتحها العرب سنة 18 هـ على يد قائدهم عياض بن جهمن وأستمرت منذ ذلك الوقت خاضعة للحكم الإسلامى لم يثبت طول العصر الأموى أن أحدا من خلفاء بنى أمية بنى بها مسجدا جامعا كما ذكر سبط الجوزى وأنه أقيم على الدار التى دفن فيها الرأس ، الثابت أن ما أنشىء فى العصر الأموى هو كما ورد فى المقدسى وياقوت الحموى ( أحسن التقاسيم ص 78 ، معجم البلدان ص 95 ) قصران لهشام بن عبد الملك فى مكان يبعد عن الرقة بفرسخ .
وفى عام 155هـ أسس الخليفة العباسى المنصور مدينة جديدة تقع الى الغرب من المدينة القديمة سماها الرفيقة وفى شمالها بنى المنصور المسجد الجامع ولم يذكر أحد من علماء الآثار ، العرب والمستشرقين أنه اقيم على أنقاض دار قديمة أو أن به تثميما لمدفن ما ، على أن المدينة القديمة سرعان ما أصبحت خرابا وأخذت المدينة الجديدة مكانها كعاصمة للبلاد .

بعد هذا الاستعراض لمعظم ما قيل عن مواطن الرأس ، نستطيع أن نناقش هذه الأقاويل وتلك الروايات .
- فعن القول بوجود الرأس بالمدينة ، فناك ما ينقصه دليل مادى ذكره المسعودى فيما نقلناه عنه ، وهو أنه كان يوجد حتى القرن الرابع الهجرى رخامة مكتوب عليها العبارة الأتية ( الحمد لله مبيد الأمم ومحيى الرمم ، هذا قبر فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدة نساء العالمين والحسن بن على بن أبى طالب وعلى بن الحسين بن على ومحمد بن على وجعفر بن محمد رضوان الله عليهم أجمعين ) فلو أن الرأس الشريف كان مدفونا معهم لما أغفل ذكر اسم سيد الشهداء .
- أما قول غالبية الشيعة الإمامية الأثنى عشرية بأن الرأس مدفونة مع الجسد فى كربلاء فقول لا تؤيده مراجعه الحوادث فمن المستبعد عقلا ان يعيد يزيد الرأس الى كربلاء حتى لا يزيد النار اشتعالا وهو يعلم بأنها لا تزال مركزا لشيعة الحسين والمؤيدين لمذهبه هذا بالاضافة الى ما جاء فى أحداث سنة 236هـ كما تقدم القول من أن الخليفة المتوكل أمر ( الذيريج ) بالمسير الى قبر الحسين بن على رضوان الله عليهما وهدمه فتتاول الذيريج سحاة وهدم أعالى قبر الحسين وانتهى هو ومن معه الى الحفرة وموضع اللحد فلم يروا فيه أثرا رمة ولا غيرها وبعيد ان تتصور أن الرأس قد بلى فى ذلك الوقت المبكر إذا لا حظنا أن ارض كربلاء رميلة تحتفظ بالعظام لآلاف السنين .
- ةكذلك القول بوجود الرأس برباط مدية مرو بخراسان منقوض من أساسه ، لأن أبا مسلم الخراسانى الذى قيل أنه نقل الرأس من دمشق لما استولى عليها وبنى عليه الرباط بمرور لم يكن موجوودا بالشام وقت فتحها ، ولأنه من غير المقبول أن يأذن الخليفة عبد الله ابن على بن عباس لمولاه أبا مسلم بنقل الرأس الشريف لكى يدفنه بمرو ولأن الخلييفة نفسه لو ظفر بالرأس لأظهره للناس ليزدادوا – كما قيل بحق – غضبا على بنى أمية
- وأما القول بأن الرأس وضع أول الأمر فى خزائن السلام بمدينة دمشق ففى رايى أنه اقرب الأقوال الى القبول ومسايرة للأحداث للأسباب الآتية :
- 1 – أن مقتل الحسين حدث خطير وله ما بعده \، ولو طيف بالرأس فى البلاد بقصد التشفى ، كما ورد فى بعض المراجع لأدى ذلك من غير شك الى فتنة بل وليس من المستبعد أن يؤدى الى خلع يزيد نفسه ، لأن الناس جميعا ، حتى أولئك المناصرين ليزيد طمعا فى الكسب المادى ، كانوا يحترمون الحسين ويعظمونه فى حياته ويستعظمون ما حدث له ، ويأسفون على تفريطهم فى نصرته بعد وفاته ، يضاف الى ذلك أن يزيد نفسه ندم على قتله ودمعت عيناه لما وضع رأسه بين يدية وقال ويحكم فقد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين ، رحم الله أبا عبد الله فكيف مع ذلك يأمر بأن يطاف بالرأس فى البلاد .
- من مصلحة يزيد أنيحرص على إخماد فتنة قتل الحسين واقتضى حرصه أن يحتفظ برأسه فى مكان أمين وليس هناك مكان أكثر أمنا فى الدولة من خزائن السلام أما رواية دفن الرأس فى دمشق فى عصر يزيد فلم يكن من الحكمة فى شىء لأنه كان فى استطاعة الشيعة أن ينبشوا القبر ليحصلوا على الرأس .
- ومن المعقول ومن المرجع أيضا أن يكون الرأس قد ظل فى خزائن السلاح بدمشق حتى ولى سليمان بن عبد الملك سنة 96 هـ فحمل الرأس كما ورد فى بعض المراجع فى ثوب وعطره ، ثم صلى عليه ودفنه فى مقابر المسلمين . أى بعد أن هدأت الفتنة ومضى عليها أكثر من ثلاثين عاما .
- أما الرواية التى تقول بوجود الرأس بعسقلان ، فيؤخذ عليها أن مرجعها لم يحدد الوقت الذى نقل فيه الرأس إليها ، اللهم إلا تلك الرواية التى تقول بأن الرأس قد طيف به فى البلاد بأمر يزيد ، فلما وصل عسقلان دفن هناك ، وقد بينا فيما تقدم منافاة هذه الرواية لواقع الحال واستبعدنا أن يصدر ذلك عن يزيد مراعاة لمصلحته الخاصة .
وإذا أسقطنا من حسابنا هذه الرواية فكيف جاء الرأس إلى عسقلان ؟
هناك من يقول بأن القبر الذى بناه سلمان بن عبد الملك للرأس نبش بعد ذلك وأخذ مه الرأس ونقل فى وقت ما إلى عسقلان ، ونبش القبر قد يكون صحيحا ، لأنه أمر متوقع ولا يبعد حدوثه ، ولكن ما السبب فى اختيار مدينة عسقلان بالذات لكى تكون مقر الرأس وهى مدينة لم تحدثنا كتب التاريخ بأنها كانت مركزا من مراكز الشيعة ، اللهم إلا إذا أريد أن يكون الرأس فى مكان قريب من بيت المقدس من جهة وقريب من الساحل من جهة أخرى ، وهذا يتوفر فى مواقع عسقلان ، وقد يكون من أغراض ناقلى الرأس الى عسقلان هو إخراجها من المشرق ، حيث لاقى الشيعة التشىء الكثير من اضطهاد الأمويين أولا ثم العباسييم ثانيا ليمكن نقلها فى يسر الى شمال افريقيا وبلاد المغرب حيث اتجه عدد عظيم من الشيعة – ومهما يكن من أمر فقد بات فى حكم المؤكد أنه لم يكن فى القرن الخامس الهجرى وجود للرأس فى دمشق بل كان فى مدينة عسقلان للأسباب الآتية :
- أولا – يؤيد وجود الرأس بعسقلان فى العصر الفاطمى نص تاريخى منقوش على منبر المشهد الذى أعاد بناءه بدر الجمالى وأكمله ابنه الأفضل فى عصر الخليفة المستنصر
- ولما نقل الرأس إلى مصر ، نقل المنبر إلى المشهد الخليلى بالقدس ، والمنبر مازال موجودا حتى الآن هناك ، والمنبر من الخشب الجوز التركى الممتاز وقد زخرفت جوانبه وكذا بابه بحشوات خشبيه عليها زخارف نباتية وكتابية محفورة حفرا غائرا دقيقا غاية فى الإبداع أما أسلوب الخط فهو خط كوفى صلب ذو زوايا وتنتهى حروفه القائمة بزخارف نباتية ولذا فقد أطلق عليهاسم ( خط كوفى مزهر ) وقد كان هذا الاسلوب من الخط سائد فى العصر الفاطمى ، أما النص الكتابى فقد جاء فيه ( الحمد لله وحده لا شريك له محمد رسول الله على ولى الله صلى الله عليهما وعلى ذريتهما الطيبة سبحان من اقام لموالينا الئمة نسبها مجدا رفع راية وأظهر معجزا كل وقت وآية بين ، وكان من معجزاته تعالى إظهاره رأس مولانا الإمام الشهيد أبى عبد الله الحسين بن على بن أبى طالب صلى الله عليه وعلى جده وأبيه وأهل بيتهم بموضع بعسقلان كان الظالمون ستروه فيه ، وإظهاره الآن شرفا لأوليائه الميامين وإنشراح صدور شيعته المؤمنين ، ورزق الله فتى مولانا وسيدنا معد أبى تميم الإمام المستنصر بالله أمير المؤمنين صلى الله عليه وعلى آبائه وأبنائه الطهرين )
- ثانيا – جاء فى المقريزى أن المؤرخ ابن المأمون ذكر فى حوادث سنة 516هـ أن الخليفة الفاطمى الأمر بأحكام الله أمر باهداء قنديل من ذهب وآخر من فضه وآخر من فضة إلى مشهد الحسين بعسقلان واهدى إليه الوزير المأمون قنديلا ذهبيا له سلسلة فضية .
- لو كان الرأس موجودا فى مكان آخر غير عسقلان سواء فى الشام او خارجها لما عز على خلفاء الدولة الفاطمية الوصول إليه ن وهم كما نعلم من الشيعة الإسماعيلية وقوتهم الدينية تعتمد فى أكثر ما تعتمد على نسبهم لفاطمة الزهراء ، أما قوتهم السياسية فقد فاقت الدولة العباسية ، غذ أمتدت الدولة الفاطمية من مصر وبلاد الشام والحجاز واليمن شرقا إلى شمال أفريقيا وبلاد المغرب غربا ، بل أنه حدث فى عهد الخليفة المستنصر أن نادى البساسيرى أحد أعوانهم من الشيعة بسقوط الدولة العباسية فى بغداد والبصرة وواسط وجميع الاعمال وذكر اسم الخليفة المستنصر الفاطمى على منابرها فى خطبة الجمعة وفى هذا اكبر شاهد على تلك القوة .

[/b]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بمناسبة الأحتفال بقدوم الرأس الشريفة لمصر ( الإمام الحسي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس نوفمبر 16, 2023 10:34 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6129


ما ذكره عثمان مدوخ فى كتاب العدل الشاهد فى القرن 19 من العثور بالقرب من باب الفراديس على طاقة مسدود بحجر عليه كتابة نفيد أنه مشهد الحسين فلما رفع الحجر وجدت الفجوة خالية من الدفن ، مما يؤيد نقل الرأس منها .

جاء فى المقريزى ( وبنى السالح طلائع مسجدا لها ( يعنى الرأس ) خارد باب زويلة من جهة الدرب الاحمر وهو المعروف بجامع الصالح طلائع الآن وكشف الحجب عن تلك الذخيرة النبوية فوجد ، دمها لم يجف ووجد لها رائحة أطيب من رائحة المسك ، فغسلها فى المسجد المذكور على أولاح من خشب وجاء فى الببلاوى فى التاريخ الحسينى بأعلى حائط مسجد الصالح ألواح الآن يقال إنها هى التى كان عليها الغسل ، ومهما يكن فى رواية المقريزى من سرد اسطورى ، فمما لا شك فيه أنه قد أحضرت الى القاهرة رأس ، وليس من المستبعد أن تكون قد غسلت فى مسجد الصالح طلائع ، ويؤيد هذه الرواية ما كشفت عنه الحفائر التى أجريت سنة 1945 من وجود مبان بجوار الجهة الشرقية للواجهة البحرية لجامع الصالح طلائع عليها كتابات أثرية منها ( أدخلوها بسلام آمنين ) ومثل هذه العبارة تكتب عادة على مداخل المدافن ، ولذلك فأنه من المراجع أن تكون هذه الكتابات من بقايا المشهد الذى بناه الصالح طلائع مجاورا لمسجده لكى يدفن فيه رأس الحسين كما ذكر ابن دقماق .

جاء فى كتاب العدل الشاهد فى تحقيق المشاهد أن المرحوم عبد الرحمن كتخدا القزدغلى ، لما اراد توسيع المسجد المجاور للمشهد قيل له أن هذا المشهد لم يثبت فيه دفن ، فأراد تحقيق ذلك فكشف المشهد الشريف بمحضر من الناس ونزل فيه الاستاذ الجوهرى الشافعى والاستاذ الشيخ الملوى المالكى وكانا من كبار العلماء العاملين وشاهدا ما بداخل البرزخ صم ظهرا وأخيرا بما شاهداه ، وهو كرسى من الخشب الساج على طشت من ذهب فوقه ستارة من الحرير الخضر تحتها كيس من الحرير الأخضر الرقيق داخله الرأس الشريف فانبنى على إخبارهم تحقيق هذا المشهد وبنى المسجد والمشهد وأوقف عليه اوقافا يصرف على المسجد من ريعها .

مما تقدم نستطيع ان نقول بوجود رأس الحسين عليه السلام بمشهد عسقلان ومن المرجح ان يكون هو رأس الحسين عليه السلام ونستطيع ان نؤكد فى ثقة وأطمئنان بأن هذا الرأس الشريف قد نقل إلى المشهد الحسينى بالقاهرة .

هذا ولا أجد فى هذا المقام خيرا من العبارة الى جاءت بالمقريزى أختم بها موضوع الرأس الشريف ( ولحفظة الآثار وأصحاب الحديث ونقله الأخبار ، ما إذا طولع وقف منه على السطور وعلم منه ما هو غير المشهور ، وإنما هذه البركات مشاهدة مرئية وهى بصحة الدعوى ملية والعمل بالنية ) أو كما قال سبط الجوزى ، ففى أى مكان كان رأس الحسين عليه السلام أو جسده فهو ساكن فى القلوب والضمائر قاطن فى الأسرار والخواطر


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بمناسبة الأحتفال بقدوم الرأس الشريفة لمصر ( الإمام الحسي
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت نوفمبر 18, 2023 10:43 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6129
[b]

وهنا نترك الكلام أخيرا وليس بأخير فى هذه السيرة العطرة مع عالم السنة والنسابة حسن قاسم فى كتابه ذكرى مصرع الحسين بن على رضوان الله عليه والصادر مثلما ذكرنا فى المقدمة 15 /8/ 1933

رأس الحسين عليه الســــــــــلام




بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين حميدا يليق بجلاله وكماله سبحانه وتعالى له الحمد فى الأولى وله الحمد فى الآخرة وهو على كل شئ قدير ، نحمده سبحانه وتعالى ونشكره ونتوب إليه من كل ذنب ونستغفره فهو وحده غفار الذنوب وستار العيوب وعلام الغيوب ونشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له بيده مقاليد السموات والأرض ونشهد أن سيدنا محمد رسول الله بعثه الله سبحانه وتعالى بالهدى ودين الحق فبلغ رسالة ربه احسن ما يكون التبليغ صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين

أما بعد :

فهذا العنوان جاء بصيغة سؤال هل لسيدنا الحسين عليه السلام آثر فى القاهرة ؟

فحين ذلك بحثت وتمحصت فى المراجع الخاصة بجدى النسابة حسن محمد قاسم عالم السنة فى عصره فعثرت على مقالا جليلا فى 5|8|1935م قال فيها :

لاأدلة على وجود رأس الإمام الحسين عليه السلام بالقاهرة من تلك الوثيقة التى عثر عليها بين طيات الكتب لرحالة من متجول العرب زار القاهرة فى سنة 548هـ فــــــى
خلافة الفائز وهى منقولة من رجلة له مخطوطة ببعض بمكاتب الأندلس بأسبانيا

أنظر تعليق النسابة حسن قاسم الذى أثبت بالدليل القاطع على وجود رأس سيدنا الحسين بمقرها الحالى بالمشهد الحسينى



فى يوم الأحد ثامن جمادى الآخر ، أصبح الناس يتأهبون لاستقبال وفد جليل وركب مقدس يقدم عليهم من نحو بلاد الشام ، وكانوا على أختلاف أجناسهم وطوائفهم يظهرون الأسف والحزن ويتأوهون من أعماق قلوبهم ، وهناك نفر من الذين لا يبالون كانوا يقفزون ويغنون وهم فى غفلتهم هائمون وكان العقلاء ينهونهم ويؤنبونهم ويقولون لهم إن الأجدر بكم أن تبكوا وتندبوا لا أن تغنوا وتضحكوا ، وكانت علائم الحزن واللوعة بادية

الأخرى ، التى يتألف من مجموعها سكان القاهرة كالأتراك والمغاربة والسودانيين والشاميين والعراقيين الذين ينسبون إلى الدولة العباسية ويدعون إلى مبايعتها فى السر وكانت زرافات من الناس يمشون فى الأسواق وينشدون المرائى والشعار المحزنة ، وكنت أرى بعض التجار من محبى الخير والإحسان يوزعون الصدقات والثياب على الفقراء والمعوزين وبعضهم يفرش فى حانوته خوانا من أدم ويضع عليه الطعام وزبادى الأجبان والسلائط والمخللات والألبان الطازجة وصحاف عسل النحل والفطير والخبز ، ثم يدعو المارة أيا كان نوعه إلى الأكل عن روح سيد الشهداء الحسين رضى الله عنه ، وهناك حانوت آخر جمع فيه صاحبه الوعاظ والقراء والشعراء فكانوا يقرأون

( قصة مصرع الحسين ) ويعددون فضائله ومناقبه ، وقد بلغ الحزن ببعض الناس أنهم كانوا يمشون حفاة متمثلين على غير زيهم المعتاد وكنت أرى الغيظ والحنق يقطر من وجوههم *

وكانت الشوارع على الجانبين مرصوصة بالمصاطب والدكات لاسيما الشارع الأعظم المؤدى إلى الجامع الحاكمى وباب الفتوح حيث ينتظر أن يمر الموكب المقدس ، وكنت أرى المتفرجين متراصين على تلك المصاطب يتنهدون ويتحسرون ، وآخرون يتخاصمون ويتحاكمون ومنهم قوم يتساءلون فى أى وقت يمكن أن يصل فيه الوفد ، وكان بين المتفرجين رجلان أحدهما شاب ولد على ما علم لى منه فى القاهرة ، ونشأ على المذهب الشيعى الإسماعيلى الذى كان مذهبا للفاطميين ، وله غيرة على مذهبه ، وكان يجادل فيه ويناضل عنه بقوة وتبدو على وجهه آيات الذكاء والفطنة وتدل لهجته فى حديثه أنه يحب أن يكون له تأثير على جليسه 0 أما رفيقه فقد كان فى سن الشيخوخة واصله من بلاد العراق وقد وفد القاهرة من أجل تجارة ، ثم طابت له السكنى فيها ولم يكن على المذهب الشيعى ولكنه يتظاهر به أحيانا ترويجا لأشغاله ومصالحه ورغبته فى الامتزاج بالمصريين الذين كان معظمهم شيعيا ، وكان العراقى يحب البحث والمذاكرة ويكثر من المطالعة ويميل إلى معاشرة العلماء والفضلاء ولذلك كان يرتاح إلى حديث الشاب ويدعوه إلى حانوته من يوم لآخر وكان يود وصول الموكب قبيل العصر لكن أذن العصر0: وهتف المؤذنون على منابر جامع الحاكم ( بحى على العمل ) والموكب لم يصل فقال الشاب الفاطمى لصديقه الشيخ العراقى : هيا بنا نتفسح خارج باب الفتوح ونستقبل الموكب ثمة فأجابه إلى سؤاله وأخذا واخذت معهما نخترق الجموع تارة وننتحى من طريق الجماعات المتدافعة للخير فى السيرة تارة أخرى ، حتى وصلنا إلى باب الفتوح فجاوزناه إلى الحبة خارجه حيث النظرة من تلك المناظر التى اتخذها الخلفاء للنزهة والإشراف منها على الجمهور وكان ثمة بستانان كبيران ينتهيان إلى منية مطر ثم أخذنا فى التجوال هنا وهناك حتى وصلنا إلى الباب الآخر المسمى بباب النصر فيممنا رحبته الخارجية عند مصلى العيد ثم عدنا اليه فجعل الشاب وصديقه يتأملان فى بناء الباب وإحكام صنعه ، ثم قال الشيخ إنى أرى فى الشرفة العليا نقوشا وخطوطا لم افقه لها معنى ، فقال له الشاب الفاطمى إنها كتابة كوفية ومعناها

لاإله إلا الله محمد رسول الله ، وعلى ولى الله صلوات الله عليهما –

ثم قص عليه خبر هذا الباب وباب الفتوح وأنهما من آثار أمير الجيوش بدر الجمالى الذى قلده الخليفة المستنصر وزارتى السيف والقلم ولم يقبل أمير الجيوش الوزارة مالم يمكنه الخليفة من سجن امراء مملكته فصرفه فيهم ، فجمعهم الوزير فى داره من أجل دعوة صنعها لهم ثم فتك بهم 0 ثم تنفس الشاب الصعداء وقال ان أول عناية بالرأس الشريف رأس سيدنا الحسين عليه السلام إنما كانت من هذا الأمير الجليل فإنه لما بلغه قتل ولده شعبان فى مدينة عسقلان إحدى مدن ساحل الروم فى سنة 460هـ نهض اليها وبلغه أن بها مكانا دار سافيه رأس الحسين فاهتم بالأمر وشرع فى بناء مشهد فخم فى عسقلان على نية أن يودع فيه الرأس الشريف ثم قال الفتى لكن العهد برأس الجسين عليه السلام أنه بقى فى دمشق فما الذى جاء به غلى عسقلان ؟ فأجابه الشيخ العراقى يغلب على ظنى أن العباسيين هم الذين أرسلوه إلى عسقلان فقد ذكر رواة التاريخ انه بعد وقعة كربلاء وغرسال راس الحسين وأهل بيته غلى دمشق مكث الرأس مصلوبا فيها ثلاثة ايام ثم أنزل فى خزائن السلاح حتى ولى سليما بن عبد الملك 0 الملك فبعث إليه فجئ به وقد محل وبقى عظما أبيض فجعله فى سفط وطيبه وجعله عليخ ثوبا ودفنه فى مقابر المسلمين فلما ولى عمر بن عبد العزيز بعث الى خازن بيت السلاح أن وجه إلى رأس الحسين بن على 0 فكتب اليه إن سليمان أخذه وجعله فى سفط وصلى عليه ودفنه فلما دخلت المسودة سألوا عن موضع الرأس الكريم فنبشوه وأخذوه والله أعلم بما صنع به ثم طلب الشيخ العراقى من صديق الفاطمى أن يتمم له حديثه عن المشهد الذى كان شرع أمير الجيوش فى بنائه ليودع فيه الرأس الشريف فقال إنه لم يكمله هو وإنما أكمله ابنه شاهنشاه الملقب بالأفضل الذى تولى الوزارة بعده 0 فان الأفضل كان خرج فى سنة 491 الى بيت المقدس وبها بعض أمراء الأتراك فاستخلصها منهم وعاد منها فدخل عسقلان ورأى ما كان شرع فيه والده فاجتهد فى اكماله ثم أخرج الرأس المبارك من مكانه وعطره وحمله فى سفط على صدره وبقى به ماشيا الى أن أحله فى مقره فى المشهد العسقلانى وهاهم اليوم يحملونه من ذلك المشهد إلى القاهرة وقد جاءت الأخبار من عسقلان إلى بعض التجار بأنهم حينما أخرجوا الرأس من مشهده وجدوا دمه لم يجف وله رائحة كرائحة المسك*

فتبسم الشيخ العراقى – ثم سأل الفتى الشيخ عن جثة الحسين رضى الله عنه ومصير أمرها بعد استقرار الرأس فى دمشق ثم فى عسقلان فقال له – إن الجثة بقيت بعد أخذ الرأس إلى دمشق مصروحة واستمرت فى الفلاة حتى دفنها أهل العاضرية وهم قوم من بنى اسد فى ارض الطف وبقيت بحيث تعرف وتزار الى زمن المتوكل العباسى فامر أن تسوى أرض كربلاء وتمهد وأن تزرع حنطة وشعيرا ففعلوا 0 وبقيت الأرض هكذا مدة أربع عشرة سنى حتى قتل المتوكل وخلفه ابنه المستنصر فأذن بزيارة قبور شهداء كربلاء *

(النسابة حسن قاسم

)


[/b]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 21 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 10 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط