حسن قاسم كتب:
زهراء الوالهة
كانت من عقلاء المجانين ،وأكابر العارفين
قال ذى النون : بينما أناأطوف فى بعض أودية بيت المقدس سمعت قائلا : ياذا الأيادى التى لا تحصى ، وياذا الجود والبقاء ، متع بصر قلبى بالجولان فى بساتين جبروتك ، واجعل همتى متصلة بجود لطفك يالطيف ، وأعذنى من مسالك المتحيرين بجلالك وبهائك يا رؤوف ، واجعلنى لك فى الحالات خادما وطالبا ، وكن لى يا منور قلبى ،ويا غاية طلبتى صاحبا ، فتبعت الصوت فإذا امرأة كأنها عود محترق ، عليها درع صوف ، وخمار شعر أسود ، قد أضناها الجهد ، وقتلها الكمد ، وذوبها الحب ، فقلت : السلام عليك . قالت : عليك السلام يا ذا النون ، قلت : كيف عرفت اسمى ولم ترينى ؟ قالت : كشف عن سرى الحبيب ، فرفع لقلبى حجاب العمى ، فعرفنى اسمك . فقلت : ارجعى لمناجاتك ، فقالت : أسألك يا ذا البهاء أن تصرف عنى شر ما أجد ؛ فقداستوحشت من الحياة ، ثم خرت ميتة ، فبقيت متحيرا ، فأقبلت عجوز كالوالهة ، نظرت ، ثم قالت : الحمد لله الذى أكرمها ، قلت : من هذه ؟ قالت : ابنتى زهراء الوالهة ، لها منذ عشرين سنة توهم الناس أنها مجنونة ،وإنما قتلها الشوق إلى ربها تعالى .
اللهم آمين
رضي الله عنهم وارضاهم أجمعين ونفعنا الله بانوارهم واسرارهم وبركاتهم