موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: العابدة الناسكة الزاهدة ( السيدة رابعة العدوية)رضى الله عنها
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أغسطس 29, 2019 11:41 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6114

*((ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم
يحزنون ))*

رابعة العدوية

( أوائل القرن الثانى الهجرى )

شهيدة العشق الإلهي

( العشق ) ( الحب ) ( الإلهام )



1- كلمات مرتبطة بعضها ببعض فالحب أنواع كثيرة ومفهومة كثير فمنه حب الهوى وحب النساء وحب الدنيا وحب المال وحب الأهل وحب الوالدين وحب الزوجة وحب الأولاد فهذا كله منهم الحرام ومنه الحلال فأيهما أقرب إليك ؟ وأيهما تعشق ؟ فكل شىء للأنسان متاح كلا على هواه ولكن تعالى ننظر إلى حب آخر وعشق فى ظلمة اليالى فتخيل لو رأيت مارأيت فى كل ليلة ولو أنشغل عقلك بعشق المحبوب لحبيبه فماذا يقول لك عقلك الباطن وماذا ترى فى منامك تعالى معى لنرى ونستمتع بهذه الكلمات البسيطة ولعلى أفلح فى توصيل ما يدور بخاطرى لأحبابى وأسيادى ومعذرة لأخى القارىء فى عدم دقة الأسلوب *

أخى وأختى الفاضلة لقد رأيت فى منامى عدة مرات سيدنا وحبيبنا وشفيعنا صلى الله عليه وسلم وما كتبت عن ولى ولا حضرت ندوة أو درس لعالم إلا أن رأيته رؤية العين المجردة فالله أمرزقنا حبهم وحب من يحبهم وحب ما يقربنا إلى حبهم واللهم متعنا بالنظر إلى وجهك الكريم فى الدنيا والآخرة *** تعالى نعيش مع الحب والعشق الإلهى مع شهيدة حبه وعشقه العاشقة سيدتنا رابعة العدوية رضى الله تعالى عنها *

من العابدات القانتات الحافظات لكتاب الله وسنة رسولنا الكريم  - شديدة الحب لله عز وجل - تناجى ربها ليلا ونهارا - كثيرة البكاء والخوف من الله- تقوم الليل وتصوم النهار - إذا سمعت ذكر النار غشى عليها زمانا – وكانت تقول استغفارنا يحتاج إلى استغفار – وكان كفنها موضع سجودهـا فكانت موضع سجودها كهيئة الماء من كثرة البكاء وهى تنتمي إلى الجيل الأول من الصوفية .


2- ويقول ابن خلكان في وفيات الأعيان :
===================
إن رابعة العدوية هي أم الخـير رابعة بنت إسماعيل البصرية ، مولاة آل عتيك الصالحة المشهورة . ويؤكد الحافظ فيقول : إن رابعة مولاة لآل عتيك بنو عدوة ولهذا تسمى العدوية واسمها أيضا بالقيسية – أما كنيتها فأم الخير – وهى بنت إسماعيل – وقد عاشت ما يقرب من ثمانين عاما أو يزيد – وإنـها ولدت في أوائل القرن الثاني الهجري وبذلك تكون عاشت سنواتها الأولي في العصر الأموي وبقية حياتها في العصر العباسي .

3- ويقول ابن الجوزى :
============
أتت رابعة إلى الدنيا ولم يكن في بيتها شيء لأن والدها كان فقيرا – وكان لرابعة ثلاثة أخوات فسميت برابعة لأنها رابعتهن – وكانت تتهجد وتقوم الليل كله في خلوتها وجمعت رابعة حولها كثيرا من المريدين والأصحاب الذين وفدوا إلى مجلسها وكان بينهم ( مالك بن دينار – والزاهد رياح – وسفيان الثوري –0 وشقيق البلخى ) - ووهبت رابعة نفسها إلى المحب الأسمى لا تفكر في الزواج لأنه على الأقل سيصرفها عن كثرة الانشغال بالله ومن كرامات رابعة إن المناوى يروى : إنها زرعت زرعا فوقع عليه الجراد فقالت: إلـهي رزقي تكفلت – به فإن شئت أطعمه أعدائك أو أوليائك – فطار الجراد كأنه لم يكن .

ويروى أيضا : أنـها حجت على بعير لـها فمات قبل بلوغها منزلـها فسألت الله أن يحيه – فركبت حتى وصلت إلى دارها فخر ميت .

ويروى نفس الخـبر العطار فيقول :
=====================
إن من معها قالوا لـها نحمل عنك متاعك فقالت لهم : ما كان اعتمادي عليكم حينما أتيت بل ثقتي بالله تعالى فارحلوا إذن …. ثم ينهض الحمار مليئا بالحيوية فتلحق بالقافلة – وسمعت رضى الله عنها سفيان يقول و احزناه فقالت له : واقلة حزناه ولو كنت حزينا ما هناك العيش . وقالت خادمة لها : من يدلنا على حبيبنا ؟ فقالت رابعة حبيبنا معنا ولكن الدنيا قطعتنا عنه

وقال الثوري لرابعة : ما حقيقة إيمانك فقالت : ما عبدته خوفا من ناره ولا حبا لجنته فأكون كالأجير السوء بل عبدته حبا له وشوقا إليه . وكانت تقول :
- اللهم إني أعوذ بك من كل ما يشغلني عنك …. وفى كل حائل يحول بيني وبينك .
- اللهم اجعل الجنة لأحبائك …. والنار لا عدائك …. و أما أنا فحسبي أنت .

ومن اجمل أبيات الشعرية لها :

(1)

أحبك حبين حب الهوي وحباً لأنك أهل لذاك.
فأما الذي هو حب الهوي فشغلي بذكرك عمن سواك.
أما الذي أنت أهل له فكشفك لي الحجب حتي أراك.
فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي ولكن لك الحمد في ذا وذاك.



(2)

* إلهي أنارت النجوم، ونامت العيون، وغلَّقت الملوك أبوابها، وخلا كل حبيب بحبيبه، وهذا مقامي بين يديك.. إلهي هذا الليل قد أدبر، وهذا النهار قد أسفر، فليت شعري أقبلت منى ليلتي فأهنأ، أم رددتها على فأعزى، فوعزتك هذا دأبي ما أحييتني وأعنتني، وعزتك لو طردتني عن بابك ما برحت عنه لما وقع في قلبي من محبتك.

(3)

وقيل أيضاً : إن سفيان الثوري قال لها ذات يوم : « صفي لي درجة ايمانك واعتقادك باللّه جلّ وعلا ، فقالت رابعة : إنّي لا أعبد اللّه شوقاً إلى الجنة ، ولا خوفاً من جهنم ، وإنما اعبده لكمال شوقي إليه ، ولاداء شرائط العبودية »

(4)
رؤيا والدها :
عندما ولدت لم يكن في المصباح الذي يضئ البيت زيتا إلا ضوءا شاحبا ..ولم تجد الأم ما تستر به الطفلة الصغيرة ..

خرج والدها يلتمس ما يستعيره من الجيران فلم يجد شيئا ونام حزينا فرأى في المنام رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له :

لا عليك إن هذه البنت التي ولدت سيده جليلة القدر، وإن سبعين من أمتي ليرجون شفاعتها .

محنة فيها منحه:


اشتد القحط في البصرة فوقعت رابعه فريسه للرق بعد أن تفرقت أسرتها ..كانت رابعه بارعه الجمال تجيد العزف على الناي فاستغل ذلك سيدها وجعلها تغني لزواره مما سبب لها ألما كبيرا ..
مكثت رابعه تتعذب مع سيدها ويروى إنها بينما كانت تجوب أزقة البصرة شكت إلى الله حزنها فسمعت هاتفا يقول لها:

لا تحزني ففي يوم الحساب يتطلع المقربون إليك يحسدونك على ما تكونين فيه، أحست رابعه بقرب الله

وأيقنت بأن الفرج قريب، وحبب إليها الوقوف بين يدي الله في جنح الظلام متضرعه وكلما توجهت إلى ربها كلما أشرقت الأنوار في قلبها ..

وفي ذات ليله شاهدها سيدها من ثقب صغير وهي ساجده تناجي ربها قائله: إلاهي أنت تعلم أن قلبي يتمنى طاعتك ونور عيني في خدمة عتبتك ولو كان الأمر بيدي ما انقطعت عن مناجاتك وخدمتك ولكنك

تركتني تحت رحمة هذا المخلوق من عبادك ..وذهل الرجل وهو يرى قنديلا معلقا في وسط الحجرة يضئ لها الظلام ..استيقظ ضميره وأطلق سراحها وخيّرها بين أن تعيش عنده مكرمة تتقلب في ألوان النعيم ويكون لها خادما أو تنطلق إلى حيث تريد، فاختارت أن تعيش حره بعيده عن دنيا الناس .

بعيده عن الناس: آثرت رابعه أن تعيش في كوخ بعيد عن الناس وكان لمعرفتها بالزاهد رباح بن عمر القيسي أثر كبير في حياتها فقد تعرفت من خلاله على أماكن الذكر ومجالس العلماء فاستمتعت إلى مواعظ شيخ البصره

آن ذاك ( عبدالواحد بن زيد ) وتعرفت إلى الزاهده العابده ( حيونه ) فكان لهذا التعايش والتأثر بأهل الله من صلحاء زمانها أثر كبير في صقل روحها وتوجهها بكليتها إلى الله عز وجل .
من عبادتها:

كانت تصلي الليل كله فإذا طلع الفجر نامت في مصلاها نومه خفيفه حتى يسفر الفجر .. فإذا هبت إلى مرقدها قالت: يا نفس كم تنامين يوشك أن تنامي نومه لا تقومين منها إلا لصرخة يوم النشور، وكان هذا دأبها حتى لقيت ربها .. عاشت رابعه بمشاعر فياضه فقد كانت كثيرة الحزن والبكاء ما أن تسمع بذكر النار حتى يغشى عليها زمانا ..وكان في موضع سجودها ماء من كثرة دموعها .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 17 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط