موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: الزاوية المالكية ومن قبر بها
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يوليو 14, 2019 3:52 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112

الزاوية المالكية


قال حسن قاسم فى مجلة هدى الإسلام عام 1937



بصحراء قرافة السيدة نفيسة رضى الله عنها جنوبى القاهرة على يمين السالك من شارع السيدة نفيسة إلى الامام الشافعى زاوية صغيرة تابعة لوزارة الأوقاف مسجلة بلجنة الآثار ( تعرف بالزاوية المالكية ) مكتوب على بابها الداخلى فى لوح رخام هذه الأبيات :

لذ بالاماجد من سادوا بعلمهم * المالكيين أهل الفضل والقطن
واحلل بساحتهم تؤتى المفازبهم * فى كل ما ترتجى من غير ما منن
آثارهم حسنت والآن جددها * علامة العصر زاهى المنظر الحسن
ان قال واصفها فيما يؤرخه * باحسنها قلت أنشاها ابو الحسن




وقد جددها قديما الشيخ يحيى الشاوى ثم أعاد تجديدها فى سنة 1181 الشيخ أبو الحسن الدادسى وهو المشار إليه فى الأبيات المذكورة وأوقفت عليها الست زليخا أوقافا وهذه الزاويا القديمة القائمة فى القرافة من أواخر القرن الثانى الهجرى إلى هذا التاريخ وقد ورد ذكرها فيما وقفنا عليه من مصادر الزيارات المصرية وذكرها على مبارك باشا فى الخطط التوفيقية ج6 ص 29 ولم يذكرها من هؤلاء أحد بالأسباب والتحقيق الذى عنينا به فى هذا البحث والقبور التى بداخلها هى :-

( 1 ) قبر الامام عبد الرحمن بن القاسم بن خالد بن جنادة العتقى





منسوب إلى العتقاء الذين كانوا فى بادىء أمرهم بالطائف فلما بلغ النبى صلى الله عليه وسلم خبرهم بعث فى طلبهم وأتى بهم أسرى ثم أمر بعتقهم . وكان الامام عبد الرحمن مولى لأحدهم وهو زبيد بن الحارث العتقى فنسب إليه روى عن ابن عيينة والليث ابن سعد وابن الماجثون وغيرهم وخرج عنه البخارى فى الصحيح . توفى ليلة الجمعة لسبع مضين من صفر سنة 191 هـ ومولده سنة 133 فى قول وقبره على يمين المنبر .

( 2 ) قبر الإمام أصبغ بن الفرج بن سيد بن نافع




جده نافع المذكور من عتقاء عبد العزيز بن مروان بن الحكم . روى عنه البخارى وابن وضاح والرازى وغيرهم وله تآليف منها كتاب فى الأصول وكتاب فى آداب القضاء توفى يوم الأحد لأربع مضين من شوال سنة 225 عن من عالية وقبره بإذاء قبر ابن القاسم .

( 3 ) قبر عبد الصمد وموسى ابن الامام عبد الرحمن بن القاسم



كان الأول من علماء القرآت والثانى من علماء الحديث توفى عبد الصمد سنة 131 وتوفى موسى سنة 248 ودفن كلاهما بقبر أبيه

( 4 ) قبر الامام أشهب بن عبد العزيز بن داود بن ابراهيم القيسى




شيخ مالكية مصر فى عصره توفى يوم السبت لثمان مضين من شعبان سنة 204 بعد الإمام الشافعى بأيام ومولده سنة 140 وقبره على يمين الداخل بإزاء الحائط القبلى .

( 5 ) قبر أبى الرجاء محمد بن الامام أشهب يروى عن أبيه وغيره توفى سنة 247 ودفن بقبر والده

( 6 ) قبر يحيى بن محمد بن الامام مالك بن أنس توفى فى ذى القعدة سنة 218 وقبره الى جانب قبر ابن القاسم .

( 7 ) قبر محمد بن أحمد بن محمد بن مرزوق الخطيب التلمسانى



الشهير بالجد شارح الشفا للقاضى عياض وبردة البوصيرى ولد بتلمسان سنة 710 وهاجر فى نهاية أمره الى القاهرة فتولى بها قضاء المالكية بمرسوم من السلطان الملك الأشرف زين الدين شعبان وعين مدرسا بالمدرسة الشيخونية ( بسويقة منعم ) والمدرسة الصرغمتشية بالصليبة ، توفى فى ربيع الأول سنة 781 وقبره بزاء قبر الإمام يحيى بن محمد بن مالك .

( 8 ) قبر شيخ الإسلام يحيى بن عبد الله بن محمد الشاوى



الجزائرى ولد بليانة ونشأ بالجزائر ثم هاجر الى الاستانة ومنها إلى القاهرة فدرس بالأزهر وأخذ عنه جمع من علمائه ولازموا حضور دروسه وتولى مشيخة الأزهر أثر وفاة الشيخ شعبان الفيومى الشافعى شيخ الجامع الأزهر (1)المتوفى سنة 1075 وفى مدة ولايته حبس كثير من ماله على رواق المغاربة وجدد مشهد السادة المالكية وكان يغشاه كثير ويدرس به أحيانا فى يوم الجمعة وله تآليف فى الفقه والنحو وتوفى فى ربيع الأول سنة 1096 بالسفينة التى كانت أقلته من السويس إلى مكة لعزمه على الأقامة بها فما كانت تصل إلى الطور حتى لقى ربه فنقلوه رفاته إلى الصحراء ودفنوه بها وكتب ولده عيسى إلى الوزيرعثمان باشا يستصدر منه أمرا بنقل رفاته من الطور إلى مصر فأذن له فنقلها ودفنها بهذه الزاوية ، وفى سنة 1097 توفى ولده عيسى المذكور ودفن معه فى قبرا واحدا وهوالقبر الذى على يسار الداخل آخر القبور الخمسة إلى جهة المحراب ومعه فى القبر الشيخ محمد الزروارى المالكى .
-----------------------------------------------------------------------------
-(1) يتورط المؤرخون فيذكرون أن مشيخة الأزهر لم تبدأ إلا فى القرد الحادى عشر الهجرى ، وهذا وهم وقصور فى البحث : فقد كان للأزهر فى كل عصوره شيخ يدير حركته يعين بمقتضى مرسوم ملكى وقد أفضنا الكلام على هذه الناحية فى ترجمتنا للجامع الأزهر من كتابنا المزارات ----------------------------------------------------------------------------------------.





2 – الزاوية المالكية




( 9 ) قبر أبى الحسن على بن محمد الدادسى الموقت :



أصله من بلاد دادس بالمغرب الأقصى وهاجر منها إلى القاهرة فى سنة 1179 هـ ودخل الأزهر والتحق برواق المغاربة فعين شيخا له ، وله على الرواق المذكور أوفاقا حبسها عليه من ماله وتنحصر فى بضعة أعيان منها ما هو ببولاق وبالأزهر كحوانيت ومنازل وخلافه وقد شمل وقفه هذه الزاوية ، وجددها فى سنة 1181 هـ وبنى له بها قبرا إلى جانب قبر الشاوى وبعد وفاته دفن به والزاوية على حالتها الآن من آثار تجديده المذكور عدا دورة المياة وما ألحقته بها مؤخرا وزارة الأوقاف حينما أضيفت إليها ، ولأبى الحسن المذكور منظومة فى العروض ، وقد كان أبو الحسن هذا موضع عنايتنا فى هذا البحث فإنه مع ذلك الأثر الذى لازال يبدو للعيان حافظا له ذلك الجميل ، لم يذكر فى اى مصدرما لما رتق هذا الفتق فالحمد والمنة لله إذ هدانا لهذا التحقيق .

( 10 ) قبر السيد محمد بدر الدين العيادى



أحد تجار القاهرة وسرائها المغاربة كان له ميراث على هذه الزاوية وأوقف عليها اوقافا وتوفى فى 25 صفر سنة 1323 ودفن معه فى قبره ولده السيد على العيادى الذى توفى فى 15 جماد الثانى سنة 1342 وقبرهما أحد القبور الخمسة التى على يسار الداخل من الزاوية .

( 11 ) قبر الشيخ سليم البشرى



شيخ الجامع الأزهر وشيخ المالكية تولى مشيخة الأزهر بعد الشيخ عبد الرحمن القطب النواوى فى سنة 1317 وتولى مشيخة المالكية بعد وفاة الشيخ محمد عليش نة 1305 توفى يوم الجمعة 4 ذى الحجة سنة 1335 ومولده بمحلة بشر من أعمال البحيرة سنة 1248 ودفن بالزاوية فى قبر اشتراه بها قبيل وفاته وهو الأول من القبور الخمسة .

( 12 ) قبر الشيخ حمزة بن الشيخ عبد الرحمن المالكى



بن الشيخ عليش مفتى المالكية – مكتوب على الحائط السانت لقبره فى لوحة هذه الأبيات :

هذا حفيد إمام أهل زمانه * سيدى عليش منهل البركات
قد حل فى دار الكرامة والرضا * وبها أرتقى فى أرفع الدرجات
وللحور والولدان دارت بهجتة * لقدوم نسل مصحح الحسنات
ومن الرحيق سقاه مولاه الذى * يولى الجميل بأبهج الكاسات
قد كان آخر قوله آخر توبة * مع آية الكرسى بكل ثبات
فآتاه رضوان يقول مؤرخا * ..............................
توفى رحمه الله فى سنة 1306



ويرفع نسب الشيخ عليش إلى المولى ادريس الأزهر فهو محمد بن أحمد بن محمد الطرابلسى الأدريسى ينتهى نسبه إلى محمد بن محمد بن محمد بن قاسم بن عبد الرحمن بن قاسم بن محمد بن أحمد الغرناطى ثم السلاوى بن أبى القاسم محمد بن ابراهيم بن عمر بن عبد الرحيم بن عبد العزيز ( توفى سنة 1131 ومولده فى سنة 1095 وتوفى والده السيد مسعود ضحوة الأربعاء 7 ذى الحجة عام 1111 ودفن بغزاء ابن حرزهم خارج قبته ) بن هارون بن حيون بن علوش ابن أبى عبد الله محمد الملقب منديل بن على بن عبد الرحمن بن عيسى بن أحمد بن عيسى بن المولى أدريس الأزهر منشىء مدينة فاس بن المولى أدريس الأكبر فاتح بلاد المغرب بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط الأول .

يجتمع هذا النسب مع أسرة الشرفا الدباغيين سكان حومة العيون ورأس الجنان بمدينة فاس المنحدرين من السيد الشريف عبد العزيز بن مسعود بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن قاسم الدباغ دفين قبة اسماعيل بن دراس المالكى خارج باب الفتوح من فاس ، وكان أحد آبائه وهو الشريف قاسم أنتقل من فاس – فأنحد عن أحدهم جد صاحب الترجمة وهو السيد محمد الذى أقام فى نهاية أمره بطرابلس وزيد له بها جد المترجم له أحمد واخوه على وحسين فهاجروا بعد وفاة والدهم إلى مكة مع عمهم محمد فتحا لأداء فريضة الحج فتوفى عمهم بها فقدموا إلى القاهرة وما برحوا مقيمين بها حتى توفوا ودفنوا ثلاثتهم فى زاوية بحارة كتامة المعروفة بحارة الدويدارى بمنطقة الأزهر وقد أزيلت هذه الزاوية فى هذا التاريخ لوجودها على أرض المنطقة التى بنيت بها كليات جامعة الأزهر الجديدة ونقلت رفات المذكورين إلى مدفن الأسرة بقرافة العفيفى .

وأكتسب المترجم لقب عليش من الجد الأعلى له السيد علوش المذكور فيما تقدم وكان رحمه الله من العلماء المبرزين ولد بمنزل والده فى سنة 1217 – بحارة الجوار بشارع البيطار بالمنطقة الأزهرية ونشأ نشأة عالية وبنى إلى جانب داره زاوية لازالت موجودة إلى اليوم وكان مزمعا أن يدفن فيها بعد وفاته فلم يتفق ذلك – ودفن بزاوية المالكية التى بالصحراء خارج باب البرقية إلى جانب قبر الشيخ عبد الله المنوفى المالكى وتلميذه الشيخ خليل بن اسحاق الجندى صاحب المختصر وكانت وفاه سنة 1299 – وتقلد وظيفة مشيخة السادة المالكية فى سنة 1271 بعد وفاة الشيخ حبيش وخلف ثلاثة أولاد وبنتا وهم الشيخ محمد عليش المالكى توفى سنة 1346 – 27 يونية سنة 1927 ودفن بباب الوزير وهو والد الشيخ عبد السلام عليش امين دار الافتاء حالا – والشيخ عبد الله عليش توفى فى حياة والده سنة 1294 والشيخ عبد الرحمن عليش المالكى المدفون بالزاوية المالكية مع والده والبنت هى السيدة عائشة والدة الأستاذ الشيخ عبد الرحمن عليش من جماعة العلماء .

(13 ) قبر السيد الشريف بدر الدين حسن بن محمد بن عبد الله الحسينى



المشهور بالعريان توفى فى ذى الحجة عام 794 – ترجمه ابن حجر فى الدرر الكامنة وقبره إلى يمين المحراب ومعه ولده محمد كان كأبيه فى العلم والمعرفة وأنتفع به أناس كثيرون منهم الشيخ ابو القاسم التلمسانى دفين طهطا وجد شرفائها .

3 – الزاوية المالكية




( 14 ) قبر موسى بن طلحة التكرورى



كان ظاهرا فيما قبل ودثر ولم يعد له أثر كبقية القبور التى دثرت وان صاحب هذا القبر بوسم بسمات التقديس والبركة ياء مصر وكان غالبهم يوسم بالصلاح } ومنهم {

1 – الشيخ على الفاتى التكرورى إمام الجامع العتيق بمصر توفى سنة 671 هـ ( ترجمه سراج الدين بن الملقن فى طبقات الأولياء والصوفية )
وقبره بالقرافة معروف إلى اليوم – إلى جانب قبر الشريفة خضراء الأندلسية بإزاء جامع الأولياء المعروف بجامع القرافة بجهته الغربية – قبل عين الصيرة على مقربة من تربة العبد الشريف المعصوم جد أشراف بلقس (1) إحدى أسر الأشراف المصرية المعروفة ببنى الحسنى .

2 – الشيخ خليفة التكرورى كان معاصرا للمذكور قبله ومات متأخرا عنه عن من عالية ودفن بهذه المنطقة .

3 – الشيخ عمر التكرورى كان معاصرا للشيخ على والشيخ خليفة المذكورين قبله وكان من أهل الصلاح والعلم – ترجمه ابن الملقن فى طبقات الصوفية توفى سنة 676هـ . – وهذا المذكور هو صاحب الأثر ( القبة ) التى تحتفظ بها لجنة الآثار العربية بنمرة 280 باسم قبة عبد الله الدكرورى – بشارع الامام الشافعى على يمين المار به الى مسجد الشافعى . ويقول ابن الزيات فى ترجمته } 190 { وأوصى أن يدفن بهذا المكان على شرعة الطريق ليرحم عليه من يمر بقبره – قال – وكان الشيخ عمر التكرورى من كبار الصالحين وهو من طبقة الشيخ خليفة والشيخ على وكان معاصرهم وقد كانت هذه القبة موضع عنايتنا من هذا الأثر لأول الأمر لأنها فى شكلها الحالى يسترعى النظر وتستوجب الانتباه ولسنا نشك فى إنها من إنشاء بعض ملوك مصر أنشأها الشيخ عمر المذكور بعد وفاته بزمن ليس بالكثير فهى إما من منشآت أوائل القرن الثامن الهجرى أو اواخر السابع حسبما يؤخذ من تفصيلها المعمارية ، وقد كنا إلى عهد قريب لا نعرف عن الشيخ التكرورى هذا لا نقيرا ولا قطميرا حتى يمكننا معه الحكم على ألثر ولو بعض الحكم فلما أنار لنا البحث قبسا من ترجمه بان هنا الشك وكان اليقين ولكن بقيت لنا عقبة تاريخ انشائها تماما وقد تركت لنا هذه العقبة أمنية فى نفسى آمل بلوغها لسد ثامة فى هذا الأثر ، وقد لا نعدم بلوغ تلك الأمنية إذا عدنا لذكر هذا الأثر بنوع خاص – على أننا نرجح أنه أنشىء فى العهد الناصرى الذى يبتدىء من اواخر القرن السابع الهجرى إلى أواسط الثامن .

(1) ( شرفاء بلقس ) بنى الحسن هم فرقة من رية الامام السبط الحسين عليه سلام الله وجدهم الأعلى هو السيد المعصوم بن أبى الطيب احمد بن الحسن بن محمد الحائرى بن إبراهيم المجاب بن الامام موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين – دخل القاهرة فى سنة 553 فى عهد الفائز الفاطمى واستقبله وزيره الصالح بن رزيك ، قال شمس الدين ابن الزيات فى الكواكب السيارة ص 278 فى التعريف عن قبره

بالقرب منهم قبر السيد الشريف المعصوم دخل إلى مصر فى زمن ابن رزيك فلم يختر ابن رزيك أن يدخله على الخليفة الفائز فخرج من مصر فلما خرج منها قال الفائز لابن رزيك بلغنى أن المعصوم دخل إلى مصر فقال إنه رحل يريد بغداد فقال رده فرده من الشام وكانت له منزلة عند الفاطميين حتى أنهم كانوا يأتون إلى زيارته صباحا ومساء وكان يقول أعجب من الذنب كيف تستقر قدماه على الأرض ، وهو الذى وقف على ابن رزيك وعلى زرية أرض بلقس ، جاء فى كتاب أوقاف مصر للسخاوى – أن طلائع بن رزيك اوقف بتاريخ 20 ربيع الآخر سنة 554 على الشريف المذكور عدة ضياع وقرى كان قد أشتراها من أمير الدولة القاضى سناء الملك جلال الدين بعشرة الف دينار فاطمى بنواحى بلقس وبهتيم ومسطرد وعين شمس والخصوصى وسرياقوس وكفر العزيزى وكوم الهوا وناى وكوم شبين وبحر ابى النجا أوقفها عليه وعلى ذريته من بعده وجعل النظر عليها للشريف المذكور وجعل ريعها يقسم بالسوية النصف على طائفة الأشراف الحسنية والحسينية القاطنين بالقاهرة والنصف الآخر على اشراف المدينة وكتب بذلك محضرا حرره الأمير سيف الدين الفائزى وظلت النظارة فى أعقابه إلى اليوم .

وفى سنة 1129 كان الناظر على هذا الوقف السيد سليمان البلقسىزمن محمد على باشا فاستردت الحكومة منهم هذه الأوقاف وذلك فى عهد السيد مصطفى الحسنى مأمور القليوبية وبعد سنة 1250 أعيد لهم نحو 300 فدان ورصد لهم مبلغ من المال يؤخذ من الروزنامجة لمن يتولى نقابة أشرافهم - ولازالت هذه الأسرة تتمتع بهذه الحقوق إلىاليوم ، ومن أعيانهم السيد منصور الحسنى الذى كان رئيسا لجمعية التعاون الاسلامى ، وهو ابن الشريف إبراهيم الحسنى المتوفى سنة 1219 بن غبراهيم بن سليمان بن سالم بن مصطفى بن على بن مصطفى بن على بن عاشور بن خضر بن عاشور بن خضر بن هبة الله بن نجم الدين محمد أبى القاسم الحسنى بن أحمد بن هبة الله بن السيد الشريف المعصوم اما المشهد العلوى المذكور – وكان له أخ اسمه السيد حسن الحسنى تولى أمارة الحج فى عصره ولتلقيب هذه الأسرة ببنى الحسنى أسباب ذكرناها فى تعلى كتاب عمدة الطالب فى انساب آل أبى طالب لابن عنبة الحسنى المتوفى سنة 829 هـ - وهذه الأسرة تتباين مع أسرة أشراف بلقاس الذى قد يتوهم بعض الكاتبين أنهما صرح واحد ، وقد عرفت هذه الأسرة الأخيرة بالأشراف المغاربة



4 – الزاوية المالكية




ويوجد على مقربة من هذه القبة مقبرة بنى كندة ومقبرة الأشعث وكانت فيما سبق مقبرتين كبيرتين دفن فيها من أفراد هاتين الأسرتين جموعا كثيرة وغالبهم من التابعين وأتباعهم ممن شهد فتح مصر .

أما الأولى فقد درست من زمن بعيد وحل فى محلها قبور أخرى إلى أن آلت إلى أسرة آل ماهر ولازالت قبورهم بها إلى الآن وقد تخلف من هذه المقبرة قبة قديمة تعرف بالشيخ أحمد الصايغ وهم من المذكورين فى الكواكب السيارة وغيرها وأصبحت الآن لصيقة لمنزل المعلم يس الطحاوى وليست بذات قيمة أثرية وغالبا أنها مما استحدث من عهد قريب وبأول هذه المقبرة قبرالسيدة حليمة هانم زوجة المرحوم السيد محمد أبى الهدى الصيادى – ذلك الرجل الطائر الصيت الزائغ الشهرة – توفيت فى سنة 1333هـ .

والمقبرة الثانية التى كانت لبنى الأشعث لازالت كحالها الأول وقد عرفت بأبى جعفر الطحاوى لدفنه بها .

4 – أبو عبد الله محمد التكرورى عالم من علماء المالكية صحب محمد بن جابار الصوفى المتوفى سنة 362هـ وكان معاصرا لكافور الأخشيدى وبينهما وقائع مذكورة وأدرك المعز أول خلفاء الفاطميين وتوفى فى آخر أيامه سنة 365هـ

5 – الشيخ محمد بن يوسف التكرورى تلميذ الذى قبله وهذا هو الذى سميت به جزيرة بولاق ( بولاق التكرورى ) لاقامته بها وقد أدرك العزيز بن المعز الفاطمى التكرورى – وقد يكون التكرورى هذا هو من أشهر من ذكر من بنى جلدته - فقد ذكر المقريزى وابن الزيات وعلى مبارك باشا وابن فكرى فى جغرافية مصر – وأفرده بالترجمة الشريف ابن أسعد الجوانى وكان فى حياته ينزل بمنية بولاق فعرفت به فقال فى الخطط الجديدة ، و عرفت بسبب أنه كان ينزل بها الشيخ أبو محمد التكرورى ويقال إنه كان فى خلافة العزيز بن المعز الفاطمى وجمع له الشريف محمد بن أسعد الجوانى فى جزء فى مناقبه ولما مات بنى عليه قبة وعمل كانت كلها مساكن فخاف أهل البلد أن يأخذ ضريح الشيخ والجامع لقربهما منه فنقلوا الضريح والجامع إلى داخل البلد ثم أندرس هذا الجامع وبعدت عن البلد وبقى الضريح وهو الى يومنا هذا معروف بضريح الشيخ التكرورى وعليه قبة على بابها لوح رخام مكتوب فيه ( امر بتجديد هذا المسجد لأقامة الصلاة فيه الملك الناصر ناصر الدنيا والدين محمد سنة 901 وهذه القبة اليوم فى حديقة الحرم بسرايا الوزير طوسون باشا نجل المرحوم سعيد باشا والى مصر سابقا وقد آلت هذه السراى الآن إلى وزارة الأشغال وقال ابن الزيات فى ترجمة شيخه التكرورى المذكور قبله ، وعند رأس بن جابار قبر تلميذه الشيخ ابى عبد الله محمد التكرورى المالكى كان يتلكم فى أحوال الفقه على المذهبيين مالك والشافعى وهو شيخ التكرورى ( وقبره ببولاق ) وكان فقيها فصيحا ومن كلامه ( ابداننا زرع مآلها للحصاد ) وكان أمير مصر يسعى إليه ويسأله الدعاء ويوجد بالقرافة وغيرها قبور جماعة من مشايخ التكرورى وقد ذكرنا هؤلاء بنوع خاص لتعرفنا إلى قبورهم ولتبيان حقائق كانت مجهولة وقد أنارها لنا البحث والتمحيص وقد يلاحظ على مبارك باشا أنه لم يصب فى ذكر هذا التاريخ المذكور فائدة أما أن يكون لتساهل فى النقل منه أو من غيره أو أنه لم يذكره على ضوء التمحيص الدقيق فإن ذلك التاريخ لا نستسنيه بحال إذا أبانت لنا مصادر التاريخ من أن سنة 901 كان ملك مصر فيها إلى الأشرف قايتباى ومات فى ذى القعدة وتولى بعده أبنه محمد وبعد شهر مضى على توليه الحكم حتمت سنة 901 وتستهل العام الثانى سنة 902 وبدها أن أثر كهذا لا يكفى لاقامته ، هذه المدة لقصرها أولا ولمهام أخرى أجرى منها بمراحل ، ثانيا قد لا تمكننا درس سيرة هذا الملك من الحكم عليه بتخليف أثر يخلد له ذكرا صالحا كنحو هذا الآثر لأن الذين تناولوا سيرته من مؤرخى مصر وثفوه بالمحون والطيش والسفه حتى أن المصريين من شدة ما فوجئوا به من تلك الأخلاق التى لم يتعودوها من ملوكهم السابقين قتلوه غيلة بالجيزة وجىء به مقتولا إلى القاهرة وذلك أن تمتع الملك ثلاثة سنوات تقريبا – ثم هذا الملك وإن كانت التقاليد قد قضت بتقليده بالملك الناصر أبى السادات – فليس هذا دليل يؤيد لنا ترجيح أن يكون هو المنشىء لهذا الآثر لأن هذا الآثر المثبت فى اللوحة المنقولة من ناصر الدني والدين لم ينطبق عليه لانه لم يكن ناصرا لكليهما بالمعنى الذى يرجى تحليله من هذا اللفظ ، والمصريون كانوا فى ذلك الوقت أحرص من أن يلقبوا مليكهم بما ليس فيه – وهنا نتساءل المه هذا اللقب بعد فنقول إنا فى دراستنا للنقوش التاريخية عثرنا على هذا اللقب فى نقوش المدرسة الناصرية الكائنة بشارع بين القصرين المنسوب إنشاؤها إلى الناصر محمد بن قلاون ملك مصر الذى تولى ملك مصر لأول مرة سن 693 وخلع فى السنة التى بعدها ثم أعيد سنة 695 وبقى بها إلى سنة 708هـ وننقل من هذه النقوش نصا نعتدل به على صدق نظريتنا *

( أمر بإنشأ هذه القبة الشريفة والمدرسة المباركة السلطان
الملك الناصر ناصر الدنيا والدين محمد بن السلطان الملك المنصور قلاون الصالحى )



وثمة نقوش أخرى ورد فيها هذا اللقب مسندا إلى الناصر فرج بن برقوق الذى تولى فى المدة الأولى من سنة 801 إلى سنة 805 وهذا الملك بما كان فى عصره من الفتن الداخلية لم يكن له ما يتخلف من أثر يذكر غير بعض آثار مات أبوه عنها دون أتمامها فأتمها هو وبعض آثار أخرى أنشأها له بعض رجال قصره ، ولهذه الأسباب لم تلق عندنا فكرة إسناد هذا الآثر اليه لوجود تلك اللقب نجاحا كبيرا *فنحن والحالة هذه لا نشك ان هذا الآثر أنشأه الملك المذكور فى المدة الثانية من ولايته ولا يبق أن يكون سنة 701 ةأبدلت السبعة تسعة ، وهذا ما يتفق تماما مع ما ذكر فى هذه النقوش ولو أن لدينا فرصة تمكنا من زيارة هذا الآثر فى هذه الفترة للتمسنا لصحة هذه النظرية ثم خطر لنا الرجوع إلى الاستاذ الفاضل يوسف أفندى أحمد للأئتناس برأيه فأيدها لنا قوله بخطأ ذلك التاريخ وأنه مؤرخ فى اللوحة بسنة 701 لا 901 قلنا إذن مندرجة فيما لاحظنا واستنتجناه من خطأهذا التاريخ ولو أنا قصدنا تحليل هذا الاثر بنوع خاص لاستوعبنا كل ما له وما عليه إلا أن ذكرنا له فى فى هذا البحث جاء عرضنا فحسبنا هذا

15 - قبر أبى بكر المضفر المعروف بالرباطى توفى سنة 680 ويلى قبره الشيخ أبى الحسن على القمار شيخ المشهد الحسينى فى القرن التاسع الهجرى وخلف قبر الامام أشهب قبر محمد بن إبراهيم بن على الواسطى وهذه القبور الثلاثة درس ما كان عليها من البناء وثمة قبور أخرى لجماعة ممن وسموا بيسم التقديس والبركة فالشيخ يحيى بن عبد الله التلائى والشيخ أبو زيان بنى يوسف الصدفى والشيخ عبد الله القرشى ، ونفيسة أبنة الإمام عبد السلام بن سيد بن سحنون التنوخى قاضى أفريقيا المتوفى بالقيروان سنة 240 هـ وبعض من يمت بصلة القرابة إلى الإمام عبد الله عبد العزيز بن الماجثون مفتى المدينة المتوفى سنة 212 وبإزاء الجدار البحرى الشرقى فى الزاوية من خارجها قبر العابدة ميمونة زوجة أبى الفيض ثوبان بن إبراهيم ( ذى النون المصرى ) المدفون بالبقعة الكبرى بجهة الفتح فى أخريات القرافة شرقى قبر امام الصوفية أبو على الروذبارى – قال ابن الناسخ فى مصباح الدياجى – قال ذو النون المصرى وصف له جارية بالمقطم يقال لها ميمونة العابدة فأنطلقت إلى زيارتها فلقينى بعض العباد فقال لى إنها مجنونة فأردت الرجوع فقلت وما على أن أراها فعدت فلم أئتيها قالت ياذ النون لم لاجئت مع خاطرك الأول ولم تردد ثم أنشدت شعرا

مالا منى فيك أحبابى وعد الى ألا لتفلتهم من عظم أحوالى
زلو صفوت إلى قولى وأقوالى لكنت معهم على ما بى ببلبالى
إن الغرام هو الكاس الذى وصفوا لكن لغفلتهم لا يعرفوا حالى



يا ذا النون هم قالوا لك مجنونة والله ما أنا مجنونة وإنما أنا بحبه مفتونة ثم قالت يا ذا النون اجعل التقوى زادك والزهد شعارك والورع دتارك لا يبعد عنك مطلوب ولا يغلق فى وجهك باب المحبوب

ياذا النون إن لله أحبابا عرفهم به فعرفوا وأطلق ألسنتهم بذكره فنزهوه لو احتجب منهم طرفة عين لفعلوا من ألم البين
وقد دفن فى هذه الزاوية من العلماء المتأخرين الشيخ الغزالى شيخ رواق المغاربة السابق وهو الذى مات مقتولا طعنا بسكين من بعض المغاربة فى صلاة الجمعة بالجامع الأزهر

5 – الزاوية المالكية





ذكرنا فى المقالات السابقة ما وصل إليه علما فى تحقيق أمر هذه الزاووية ونذكر فى هذا المقال تراجم بعض المؤرخين لها وتخص بالذكر منهم ابن الزيات وعلى مبارك باشا – أستلحاقا لما ذكرنا عن جامع التكرورى أقول أنى وجدت المقريزى يقول فى ترجمته لهذا المسجد ج 4 ص 133 وعمل له قبة وجامعا الأمير محسن الشهابى مقدم المماليك } كبير الياوران { عوضا عن الطواشى وذكر وفاته فى سنة 742هـ

وقال ابن الزيات فى الكواكب السيارة

الشيخ الامام الفقيه المحدث أشهب بن عبد العزيز بن داود بن إبراهيم القيسى



صاحب الإمام ملك بن أنس رضى الله عنه كان فقيها عالما كثير الزهد والورع أثنى عليه الشافعى وشيخه مالك بن أنس وروى عن ابن عيينة والوليد وقال ابن عبد البر كان من اكثر الناس علما وجلالة وقال بن وهب كان أشهب فقيها فى علوم شتى ما سئل عن شىء إلا أجاب وكان رضى الله عنه مقبولا عند الأمراء شفاعته مقبولة وقال الشاغعى ما رأيت أفقه من أشهب قال سحنون كان أشهب كالأسد العشارى إذا ناظر فى الفقه وكان ابن القاسم قد حلف أن لا يكلمه فكان إذا عبر على بابه أغمض عينيه وكان السبب فى ذلك أنه تكلم فى الفقه فلم يزل أبن القاسم على ذلك حتى عزل أشهب قال ابن مسكين كان فيمن يحضر حلقة أشهب فقيه حسن المناظرة وكان له جارية اشتراها بمال ورثه من أبيه ولم يبق عنده إلا ما أشترى به الجارية فلما جاءت معه إلى المنزل وجدته لا يصلح وليس فيه شىء من متاع الدنيا فقالت له إما أن تعيدنى إلى السوق أو أقتل نفسى فرجع بها إلى السوق فاشتراها ابن محمود صاحب الجامع الذى بسفح المقطم فلما قبض الثمن رجع إلى منزله فتذكرها فتألم لفراقها فمرض وأنقطع عن طلب العلم وحضور مجالس الامام أشهب فتفقده الإمام أشهب فلم يعط خبره فقال لأصحابه قوموا بى إليه فجاؤا إلى منزله فوجدوا مغلقا من داخل فاحتلوا عليه وفتحوه فوجدوا واقفا لا يتلكم فقال له الإمام أشهب ما بك وما الذى أصابك أفنأتيك بطبيب قال لا فلم يزل به حتى أخبره بقصته فقال له قم معنا حتى نذهب إلى الرجل فقام معهم وجاءا إلى محمود فوجدوا فى داره وجاريه بين يديه فلما رأى محمود أشهب قام اليه من مكانه وقبل يديه وسأله عن سبب قدومه .
وتقول الدكتورة سعاد ماهر فى مساجد مصر الجزء الثانى

وقد جمع حسن قاسم فى هامش تحفة الأحباب ترجمة خمسة عشر فقيها من علماء المالكية ممن دفنوا فى هذه الزاوية :


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 25 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط