اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6127
|
إبراهيم بن عبد الله الصورى
كان من الأولياء الأبدال ، وأكابر العارفين أهل الكمال
قال أبو عبد الله السجستانى : خرجت من عسقلان وصحبنى ابو عبد الله البردعى ، فلما دخلنا يافا وجدنا قاربامقلعا إلى صور ، فركبناه ، فلما كان اليوم الثانى سكن الريح ، وكان آخر النهار ،
فأرادوا أن يطرحوا المرساة ، وكان فى المركب شاب حسن ، رث الملبس ، فقال : قولوا لصاحب المركب يقدمها إلى البر قليلا ، ففعل ، فنزع الشاب ثيابه ، ونزل الماء حتى خرج إلى البر ،
فغاب ساعة ، ثم رجع ومعه رزمة ، فلبس ثيابه ودعانى أنا والبردعى ، وقال : إنى ميت الآن ، فإذا قضى على كفنانى فى هذه الرزمة ، وضعا ثيابى فى هذه المخلاة ، وتكون معكما أمانة
فإذا دخلتما صور ، فأول من يلقاكم ويقول : هاتوا الوديعة ، فادفعاها له
إن جزت بحى لى على الأبرق حى فأبلغ خبرى فإننى أحسب حى
قل مات معناكم غراما وجوى فى الحب وما اعتاض عن الروح بشى فلما صلينا المغرب ، قال الربان : رفيقكم نائم ، لم يصل ، قلنا كيف يصلى ميت ؟ فكفناه ، ودفناه ، ثم سرنا إلى صور ، فلما دخلنا استقبلنا غلام حسن الوده ، عليه ثياب فاخرة ، فقال لنا :
هاتوا الوديعة ، فدفعناها له ، وقلنا من الميت ؟ فقال : من الأبدال ، قلنا : من أعطاه الفكن ؟ قال : الخضر عليه السلام ، وأنابدله ، ثم فتح المخلاة ، وأخذ الخلقان فلسها ، وأعطانا ثيابه ، وقال
: بيعوها ، وتصدقوا بها عنه ، فأعطينا السراويل للمنادى ، فأخذها وذهب ينادى عليها ، ثم رجع ومعه خلق كثير ، فقالوا : من أين لكما هذا ؟ وحملونا إلىدار فيه صياح ، وإذا بشيخ تعزيه الناس
، فسألنا ، فأخبرناه القصة ، فقال : الحمد لله الذى أخرج من صلبى مثل هذا ، ثم بعد سنين وقفت بعرفة ، وإذا بشاب حسن ، فسلم على ، فرددت ، فقال : أتعرفنى ؟ قلت : لا ، قال : أنا
صاحب الوديعة إبراهيم الصورى ، ثم غاب عنى ، فلم أراه
رحمه الله تعالى وقدس سره ونفعنا به فى الدارين وصلى الله علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
|
|