اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6124
|
سيدى عبد القادر الجيلانى (470 هـ - 560 هـ )
يقول حسن قاسم
أبو صالح سيدى عبد القادر الجيلانى ابن السيد موسى ابن السيد عبد الله بن السيد يحيى الزاهد الحسنى قدس الله سره تعالى
ولد رضى الله عنه سنة سبعين واربع مئة بجيلان ، وتوفى ببغداد سنة واحد وستين وخمس مئة
وقد أفرده الناس بالتآليف ، ونحن نذكر جملة مما ذكروه تبركا ، فنقول :
كان قدس الله سره فى طفولته يمتنع عن الرضا فى رمضان ، عناية به من الملك المنان ، فلما ترعرع سار إلى طلب العلم النافع فى الدارين ، فتفقه على جملة فضلاء كاملين ، واقتبس منهم العلوم والفنون حتى صار من الواصلين ، وأخذ علم الطريقة عن العارف بالله أبى الخير سيدى حماد الدباس قدس الله سره ، ولبس الخرقة المباركة من ابى سعد سعد ، وتأدب بآدابه الزكية ، حتى لاحت عليه أنواره السنية ، ولم يزل ملحوظا بالعناية الربانية ، عارجا فى معارج الكمال بهمته الأبية ، آخذا نفسه بالجد والاجتهاد حتى مكث خمسا وعشرين سنة سائرا فى صحراء العراق ، وفى خراباته حتى وصل إلى العزيز الغفار
وكان لباسة جبة صوف ، وعلى رأسة خريقة ، يمشى حافيا فى الشوك ، ويقتات ثمر الاشجار ، وقمامة البقل التىترمى من ورق الخس من شاطىء الأنهار ، وفى ايام لم يشرب الماء ، ولم يأكل الطعام ، ومكث على ذلك السنين الطوال ، حتى فتح الله له الأبواب ، وطرقته من الله الحال ، وآن أوان الوصال وبدت على وجهه أنوار الجمال ، فظهر للناس ، واشتهر أمره فى ذلك الحين ، وانتهت إليه الرياسة فى وقته ودانت له ملوك الأرض بأسرها ، وعرفته أهل الأرض والسماء ، وناظر العلماء ، وأرشد الصلحاء ، واضطربت من هيبته الألباب ، ونزلت بساحته الأقطاب ولأنجاب ، وكان قدس الله سره يفتى على المذهبين ، ويتكلم على أسرار الفريقين
وفضائله قدس الله سره شهيرة ، وأحواله أنور من شمس الظهيرة ، نفع الله به المسلمين
توفى قدس الله سره ببغداد ودفن بها ، ومقامه عليه من الله الرضوان ، تقصده أمة الإسلام من سائر البلدان ، ويتوسلون به إلى الله ويسألونه الغفران ، اللهم أمدنا بمدده . آمين أمين
|
|