موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: بمناسبة مولد سيدى على الخواص رضى الله تعالى عنه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 28, 2018 11:11 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6129

*( مسجد سيدى على الخواص البرلسى)*

( ... – 939 هـ )



مسجد سيدى على الخواص البرلسى رضى الله عنه هو داخل حارة الخواص بالحسنية على يمين الذاهب إلى العباسية من شارع الحسنية – وقد أنشأه الشيخ رمضان الصائغ لشيخه سيدى بركات الخياط المدفون بالقبة الموجودة بالمسجد المتوفاه عام 922هـ وسميت بزاوية الشيخ بركات ولم تشتهر الزاوية المذكورة باسم الخواص رضى الله عنه إلا بعد دفنه مع الشيخ بركات الخياط شيخه فى آواخر جماد الثانى سنة 945هـ ومن هذا التاريخ لا يعرف المسجد إلا بمسجد الخواص وذلك حينما توفى رضى الله عنه كان يروا أن يدفن بالقرافة الصغرى بالإمام الشافعى ولما صاروا به نحو ذلك ودخلوا به جامع الحاكم للصلاة عليه تغلبت فتوات الحسنية على المشيعين ذلك لما كانوا يعتقدون فيه من الكرامات ودفن فى هذا المسجد وقد لقب بالخواص لأنه كان يصنع المقاطف من الخوص والبرلسى وأيضا بالبرلس نسبة إلى البرلسى قرية فى شمال الدلتا * وكان رضى الله عنه أميا لا ييقرأ ولا يكتب ولكنه يتكلم عن معانى القرآن الكريم والسنة المشرفة كلاما نفيسا تحار فيه علماء زمانه * والمسجد مدفون فيه أيضا عبد الرحمن المجذوب المتوفى عام 944هـ وعبد القادر الظاهرى والشيخ رمضان الصائغ والشيخ ناصر الدين النحاس المتوفى سنة 945هـ ، وفى يوم الجمعة قمت بالزيارة إلى مسجدى سيدى البيومى وسيدى الخواص وقرأت لهم الفاتحة

فى الكواكب الدرية :



على البرلسى ، الأدمى ، المعروف بين الخواص بالخواص ، كان من أكابر اهل الأختصاص ، ومن ذوى الكشف الذى لا يخطر ، والاطلاع علىالخواطر على البديهمة فلا يبطىء .
وكان عليه للولاية أمارة وعلامة ، متبحرا فى الحقيقة ، اشبه البحر اطلاعه والدر كلامه ، وكان فى ابتداء أمره يبيع الجميز ، وهو شاب ، عند الشيخ إبراهيم المتبولى ببركة الحاج ، ثم اذن له أن يفتح دكان زيات ، فمكث بها نحو أربعين سنة ثم ترك ، وصار يضفر الخوص ، حتى مات .
وكان يمسى بين الأولياء ، النسابة ، لكونه أميا ، وهو يعرف نسب بنى آدم وجميع الحيوان .
وكان معه تصرف ثلاثة أرباع مصر ، والربع مع محيسن المجذوب .
وكان اذا شاوره أحد لسفر ، يقول : قل بقلبك عند الخروج من السور أو العمران : دستوريا أصحابالنوبة ، اجعلونى تحت نظركم حتى أرجع ! فإنهم يحبون الدب معهم ، ولهم اطلاع على خواطر من يمر فى دركهم ، وعلى معرفة أعمالهم ولهم تأديب من حصلت منه زلة ، وكان يرد ما يأتيه من الظلمة والأكابر ، ثم قبله آخر عرمه ، وفرقه على العميان والعاجزين .
وكان يزجر من يريد تقبيل يده ، ويقول : إنما يليق بأرباب المناصب ! أما الفقير فاللائق به الذل حتى يجاوز الصراط ، ويدخل الجنة .
وكان يربى بالنظرة تارة وبأمره المريد أن يشرب من إبريقه تارة ، فيقوم مقام التلقين ، وأخذ العهد .
وكان يطوف على المساجد يوم الخميس ويوم الجمعة فكنس ، وينظف احتسابا ، وينظف القياس كل سنة صبيحة نزول النقطة ، فيكشط سلمه من الطين ثم ينزل ، يتوضأ ، ويصلى ، ويدعو ، ويبكى ، ويتضرع إلى الله فى طلوع النيل ، ويقول لإخوانه : زوروا محل نزول الرحمة لأهل مصر ! ولا يطلع الروضة إلا على طهر .
وكان يقرأ من الوح قلبه ، وممح بصره اللوح المحفوظ من المحو .
وكان له طب غريب يداوى به ذوى العاهات ، كبرص وجذام ، فكل ما أشار باستعماله ، فيه الشفاء ، فطلب منه بعض أصحابه تدوين ذلك فى كتاب ، فقال : إنما هى أمور بحسب الإذن ، فإن استعملت بغير إذن ، لم تؤثر ! وأكل رجل سما ، فقال له : كل من النارنج ما تقدر عليه بشحمه من على أمه من الشجر ، ففعل ، فيرىء .
وكان غذا زار القياس ، حمل معه كعكا كثيرا يطعم منه الآدمى والكلاب ويرمى للسمك ورأى ابن عنان ، وهو يصلى الضحى ، بلاء نازلا على أهل مصر ، فإرسل للشيخ يقول له : ما هذا ؟ قال : يرسل الله له من يحمله ! فنظر ابن عنان فى صلاة الصبح أنه ارتفع ، فوقع ذلك اليوم أن شيخ الإسلام ابن النجار الحنبلى (أحمد بن عز الدين عبد العزيز الفتوحى الحنبلى ، الشهير بابن النجار ) شكا الشيخ الخواص ، وكان زياتا فى حارته ، إلى المحتسب ، فضربه ، وخزمه فى أنفه وكتفه ، وطاف به مصر وبولاق ، حتى كاد الشيخ يموت من شدة ما فعل به ، فقال ابن عنان : الحمد لله الذى جئنا فى زمن فيه رجل يحمل بلاء مصر كاملا وحده !
وكان إذا نزل بالناس بلاء ، لا يتكلم ، ولا يأكل ، ولا يشرب ، ولا ينام ، حتى ينكشف
وكان إذا سأل الله رفع البلاء ، كشف رأسه حتى من العرقية ، ويقف منكس الرأس ، حافيا ، يبكى ويتضرع .
وله كلام فى الطريق ، كالبحر الزاجر ، فمنه ما قال : شرط الشيخ أن يكون عنده علم بكشف الحقائق والدقائق ، فارقا بين الحق والحقيقة ، والوهم والخيال ، يعلم ما جاز ، ووجب ، واستحال ، له سريان فى العوالم العلوية والسفلية ، يعرف الفرق بين سمة الشيطان ، والملك ، والنفس ، ونزغات المريد ، له قدرة على التلبس فى الصور والتطور فى الرتب ، ومعرفة بأمراض القلوب والنفوس والأسرار ، وتطهير النجاسة النفسانية وما يدخل منالظلمات على العوالم الروحانية .
وقال ينبغى للرجل تفقد محفوظاته العلمية ، خوف النسيان ، فإن كتب العلم حاوية لما تعبدنا به ، ومن نسيها ، فكأنه نسى القرآن
وقال : ما درس ضريح ولى قط ، إلا لإختياره الخفاء على الظهور
وقال : الكمل لا تصريف لهم ، بخلاف أرباب الأحوال ، فإنهم جلبان الحضرة وهى فياضة بالجود على كل وارد ، فكل من طلب شيئا ، أعطيه ، وربما نقص به مقامه ، ولهذا لما عقد الفقهاء لحسين الجاكى مجلسا لكونه يلحن فى الحديث ، ومنعه فخرج للسلطان من حائط بيت الخلاء ، وهو فيه ، فقال : اعزله ، وإلا خسفت بك الخلاء ! فارتعد وعزله .
وقال روحانية الولى ، إذا جخل مكانا أو مشى فيه ، تبقى فيه ستة أشهر ، كما يشهده أرباب القلوب ، فكيف بمكان يسكنه ، وهذا بعكس بيوت الظلمة والعصاه تجدها موحشة ، لا أنس بها ولا روحانية .
وقال : كل فقير لا يدرك سعادة البقاع وشقوتها ، فهو والبهائم سواء .
وقال : من الأماكن التى تظهر فيها الروحانية لغالب الناس فى مصر ، قبة الشافعى رضى الله تعالى عنه ، وضريح ذى النون المصرى ، وقبور بنى الوفا وجامع محمود وزاوية مدين وجامع الظاهر وجامع نائب الكرك بالحسينية .
وقال : فهذه أماكن لم يزل النور فيها طافحا ، لما يرد عليها من الملائكة والأولياء ، ومن الأماكن التى لا يظهر فيها نروها إلا للخواص ، القطعة من الشارع المقابلة لسوق الكتبيين ، وأنت ذاهب لباب الزهومة ، والقطعة المقابلة لجامع الفكهانى (قرب حارة الروم ) والقطعة المقابلة لجامع الميدان والمقابلة للجامع الأخضر .
وقال : ينبغى عدم الإنكار على من قام وتواجد ، ولو من الظلمة ، أو من لا عادةى له ، فقد تكشف الحجب عن بعض القلوب ، فتحن إلى وطنها الأول ، فتتمايل كشجرة تريد قطع عروقها
وقال : لو ولى الخضر أو القطب شيئا من ولايات هذا الزنان ، ما أمكنه أن يفعل بالناس إلا ما يستحقونه ، إنما هى أعمالكم ترد عليكم
وقال : صرحوا بأن من شرط الشيخ أن يسمع نداء مريده له ، ولو كان بينهما مسيرة ألف عام .
وقال : شرط صحة بداية المريد ، أن يمشى على الماء والهواء ، وتطوى له الأرض ، ومن لم يقع له ذلك ، ليس فى مقام الارادة
مات سنة تسع وثلاثين وتسعمائة بزاوية الشيخ بركات خارج باب الفتوح

وفى شذرات الذهب :


على الخواص البرلسى أحد العارفين بالله تعالى واستاذ الشيخ عبد الوهاب الشعرانى الذى أكثر اعتماده فى مؤلفاته علىكلامه وطريقه ،
قال المناوى فى طبقاته : الأمى المشهور بين الخواص بالخواص
ومن كلامه : كلفقير لا يدرك سعادة البقاع وشقاوتها فهو والبهائم سواء
وقال : إياك أن تصغى لقول منكر على أحد من الفقراء فتسقط عن عين رعاية الله

وفى طبقات النبهانى :



على الخواص أحد أكابر العارفين وأعيان الأولياء وأئمة الأصفياء ، وهو شيخ الإمام الشعرانى ، قال فى حقه : سمعت سيدى محمد بن عنان رضى الله عنه يقول : الشيخ على البرلسى أعطى التصريف فى ثلاثة أرباع مصر وقراها وسمعته مرة أخريقول: لا يقدر أحد على ارباب الأحوال أن يدخل مصر إلا بإذن الشيخ على الخواص رضى الله عنه .
وكان يعرف أصحاب النوبة فى سائر أقطار الأرض ويعرف من تولى منهم ساعة ولايته ، ومن عزل ساعة عزل ، ولم ار هذا القدر لأحد غيرى من مشايخ مصر إلى وقتى هذا ، وكان له اطلاع عظيم على قلوب الفقراء ، فكان يقول : فلان اليوم زاد فتوحه كذا كذا دقيقة ، وفلان نقص اليوم كذا كذا ، وفلان فتح عليه بفتوح يدون إلى آخر عمره ، وفلان يدون فتحه سنة أو شهر أو جمعة فيكون الأمر كما قال .
ومر عليه فقير فتح عليه بفتوح عظيم فنظر إليه وقال : هذا يزول فتوحه عن قريب ، فمر على ذلك الفقير شخص من أرباب الأحوال فازدراه ونقصه بكلمات فراح ذلك الشخص إلى ذلك الفقير ودرا له نعله فسلبه ذلك الفتوح ، فقال له الشيخ يا ولدى قلة الأدب لا يمكث معها فتوح ، ولم يزل مسلوبا إلى أن مات .
ولما دخل ابن عنان مصر أرسل فقيرا يتظركم معه من أصحاب النورة ؟ فذهب ورجع فقال : معه سبعة ، فقال : والله مغفر يرجع إلى بلده سالما .
قال : وكان رضى الله عنه أميا لا يكتب ولا يقرا ، وكا رضى الله عنه يتكلم على معانى القرآن العظيم والسنة المشرفة كلاما نفيسا يحار فيه العلماء ، وكان محل كشفه اللوح المحفوظ عن المحو . فكان إذا قال قولا لابد أن يقع علىالصفة التى قال ، وكنا أرسل له الناس يشاورونه عن أحوالهم فما كان قط يحوجهم إلى كلام بل كان يخبر الشخص بواقعته التى أتى لأجلها قبل أن يتكلم فيقول : طلق مثلا ، أو شارك ، أو فارق ، أو اصبر ، أو سافر ، أو لا تسافر ، فيتجر الشخص ويقول : من أعلم هذا بأمرى ؟
وكان له طب غرب يداوى به أهل الاستسقاء والجذام والفالج والأمراض المزمنة ، فكل شىء أشار باستعماله يكون الشفاء فيه ، وقال الإمام الشعرانى أيضا كان شيخنا الشيخ على الخواص يعرف من بين الأولياء بالنسابة ، لأنه ينسل كل حيوان للجد الأول لذلك الجنس ، وكراماته وعلومه وأسراره ملأت كتب الشعرانى ، وهى بأيدى الناس فلا حاجة لنقلها هنا رضى الله عنه ونفعنا به فى الدنيا والآخرة .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 35 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط