موقع د. محمود صبيح
http://msobieh.com/akhtaa/

بمناسبة مولد سيدى عبد الوهاب الشعرانى رضى الله عنه
http://msobieh.com/akhtaa/viewtopic.php?f=17&t=30743
صفحة 1 من 1

الكاتب:  حسن قاسم [ الأربعاء فبراير 07, 2018 12:43 pm ]
عنوان المشاركة:  بمناسبة مولد سيدى عبد الوهاب الشعرانى رضى الله عنه


أولأ لماذا سميت بباب الشعرية ؟



يقول المقريزى فى خططه : يعرف بطائفة من البربر يقال لهم بنو الشعرية هم ومزانة وزيادة وهوارة من أحلاف لواتة الذين نزلوا بالمنوفية .
ويقول حسن قاسم فى كتابه مشيخة الأزهر مقال رقم 13 : ( باب الشعرية ) وينسب إلى طائفة من البربر يقال لهم بنو الشعرية وكان دون باب القنطرة الذى عرفه أخيرا بباب القوس . وقد اكتشفت جدراه الأخير من عهد قريب .

ثانيا : المقامات : يجب علينا أن نبتدأ من رقم (1 ) ولكن الواجب علينا أن نبدأ برقم ( 6 ) ثم نرجع مرة أخرى لرقم (1) من المبين على الخريطة :



الإمام عبد الوهاب الشعرانى



فى زيارة سريعة وصلاة ركعتى تحية المسجد لسيدنا الإمام عبد الوهاب الشعرانى حفيد سيدنا الإمام محمد بن الحنفيــة بميدان باب الشعرية فبعد صلاة الظهر قمت بزيارة مسجــده
ووقفت أمام ضريحه الشريف وقرأت له الفاتحة ولسيدنــــا على نور الدين الشونى وبالبحث مرة أخرى عــــنه سيرة هذا
العارف بالله صاحب المؤلفات العديدة والأنوار العالية وأشهرها كتاب الطبقات الكبرى والذى أستعنت به بفضل الله تعالى على للوصول إلى الاولياء والبحث عنهم فمنهم ما عاينت مسجده ومقامه ومنهم لم أجد له مقام مما أندثر تحت التراب وبنى فوقه مسجد بدون الضريح ومنهم من أهملته وزارة الاوقاف وهيئة الآثار وأصبح متخرب مثل سيدى مدين الأشمونى وغيره الكثير والكثير مما نعرفه ولا نعرفه وفى بحوثى هذا البسيطة المتواضعة والتى أتمنى أن تحوز أعجابكم أيها السادة الكرام فقد أستعنت بكثيرر من المؤلفات مث المواعظ والأعتبار للمقريزى = والخطط التوفيقية للعلامة على باشا مبارك = وتحفة الاحباب وبغية الطلاب فى الخطط والمزارات للسخاوى وطبقات الشافعى ومساجد مصر وأولياؤها الصالحون للدكتورة سعاد ماهر وكتاب نيل الخيرات الملموسة للدكتور سعيد أبو الاسعاد وجدى النسابة حسن قاسم صاحب كتاب أخبار الزينبيات ولتى أقوم بتدوينها والتعليق عليها بموقع معالى الولى الدكتور صبيح وقد بدأت هذه الكتابات البسيطة منذ عام 1992م وبهذا البحوث أكون قد أتممت الإلمام بشارع باب البحر وباب الشعرية موضوعا وصور قد ألتقتها لجميع الأماكن وسوف أنتقل إن شاء الله إلى منطقة أخرى للبحث ‘ن آل البيت وأولياء الله الصالحين رضى الله تعالى عنهم وصلى الله على سيدنا محمد النبى الأمى وعلى آله وصحبه وسلم .

الإمام عبد الوهاب الشعرانى بباب الشعرية



القطب الربانى عبد الوهاب الشعرانى رضى الله تعالى عنه صاحب كتاب الطبقات الكبرى والذى دون فيه نبذات عن آل البيت والتابعين وهو أوفى موسوعة لحياة الأولياء والتابعين – عبد الوهاب الشعرانى بن أحمد الشعرانى نسبة إلى قرية ساقية أبى شعرة مركز أشمون منوفية ولهم مسجد كبير باسمه بن على الأنصارى وينتهى نسبه إلى الإمام محمد بن الحنفية بن الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه ورضى الله تعالى عنهم جميعا
ولد رضى الله تعالى عنه فى ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان ( ليلة القدر ) عام 899 هـ وحفظ القران وهوا بن ثمانية أعوام وواظب على الصلوات الخمس فى أوقاتها ولما توفى والده حضرت شقيقة الشيخ عبد القادر الشعرانى إلى القاهرة عام 911 هـ وهو العام الذى حضر فيه شيخه على نور الدين إلى القاهرة من طنطا وألحقه أخوه بمدرسة وجامع أبى العباس الغمرى بشارع أمير الجيوش وحفظ عنده أصول الكتب الشرعية ثم انتقل الى مدرسة أم خوند بركة بجوار مسجده ( بباب الشعرية ) وتتلمذ على يد جماعة من مشايخ الإسلام ونذكر منهم الإمام زكريا الأنصارى ومقامه بمسجد الإمام الشافعى والإمام شهاب الدين الرملى وناصر الدين اللقانى وشمس الدين الرواخلى وشمس الدين السمانورى وجميعهم أئمة وأعلام يهتدى بعلمهم الناس وتفقه على مذهب الإمام الشافعى رضى الله عنه وصحب فى طريق الصوفية سيدى محمد الشفاوى بمحلة روح بطنطا وعلى المرصفى والمدفون بالعلوايا بباب الخلق واحمد الزاهد المدفون بالفوطية بباب البحر ومحمد عنان الذى بنى مكانه مسجد الفتح برمسيس أفضل الدين الأحمدى المدفون بالمدينة المنورة وسيدى عبد القادر الدشطوشة المدفون بشارع بور سعيد بباب الشعرية وسيدى على نور الدين الشنوانى شيخ مجالس الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم ثم سيدى على الخواص المدفون بالحسنية وسوف نلقى على كل منهما نبذة بسيطة عن حياتهم .
وعاصر رضى الله عنه السلطان قانصوة الغورى والسلطان طومان باى والسلطان سليم الأول واحترموه وتأدبوا معه وكذلك صحبه قاضى قضاة مصر الشيخ عبد القادر الذى أهداه هذا المسجد وكان يسمى زاوية القادرية فوسعةوجعلها مدرسة لتعليم المسلمين أمور دينهم ومن بعض مؤلفاته الطبقات المشهورة والذى ذكر فيها حوالى 400 من كبار أولياء الله وأسبقه الطبقات الوسطى مناقب أكثر الأولياء ومجموعة من مشايخه – توفى عام 973 هجرية عاش 75 عاما
ملحوظة : ذكر المقريزى فى خططه والمتوفى عام 845هـ فى الجزء الثانى ص 383 بأن باب الشعرية نسبة إلى طائفة من البربر يقال لهم بنو الشعرية .
ص 433 ذكر المقريزى ( باب البحر ) أنشأه الحاكم بأمر الله أبو على المنصور وهدم فى عصر الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقدارى .
ويقول على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية إنه رأى حوالى 70 كتابا من مؤلفاته منها لطائف المنن ولواقح الأنوار فى طبقات الأخيار ومدارك السالكين إلى رسوم طريق العارفين .
وهذه صور لمقام ومسجد سيدى عبد الوهاب الشعرانى بباب الشعرية ومقام سيدى الشنوانى وبعض الآثار الإسلامية والمصرية التى ستدون فيما بعد وترجمتها إلى الإنجليزية من واقع كتاب المزارات والاثار الاسلامية الصادر عن حسن قاسم عام 1936


ويقول حسن قاسم :

( القطب الشعرانى ) ( ... – 973 )



الإمام العامل ، والهمام الكامل ، إنسان عين ذوى الفضائل ، وعين إنسان الواصلين ، من ذوى الفضائل ، العابد ، الزاهد ، الفقيه ، المحدث ، الصوفى ، المربى المسالك ، قطب دائرة فلك المتقين ، قدوة الأولياء والعارفين ، فريد الأتقياء والواصلين ن ووارث علوم الأنبياء والمرسلين ، المنتظم بسلسلة ( علماء أمتى كأنبياء ) بنى إسرائيل ) مرشد الخلائق إلى سواء السبيل ، المختص بشرائف عواطف الملك التواب ، المفيض عليه من كمال الأسررار والمعارف من لدن العليم الوهاب ، قطب الأنجاب والأبدال والأقطاب ، أستاذ أهل الإرشاد والتسليك الشريف حسا ومعنى ، حسبا ونسبا ، بلا تحقيق ، طاهر النسبتين ، المتمتع بمشاهدة جمال الحضرتين ، تاج الدين ، وغوث المسلمين ، وأستاذ المتصوفين ، وملاذا أهل التمكين ، صاحب المدد الأكبر ، والفضل الذى لا يحصر ، أبو المواهب شرف الدين سيدنا ومولانا عبد الوهاب بن سيدنا أحمد بن سيدنا شهاب الدين على الشعرانى الأنصارى الشافعى ، المحمدى ذاتا وصفاتا ، الشاذلى طريقة وحقيقة ، المجاهد الغازى ، قطب الطريقة الشعرانية الشاذلية ، وعين أعيان أهل الدوائر العيلة .
كان رضى الله عنه من أصحاب الدوائر الكبرى المتمكنين فى الولاية من يوم ( ألست بربكم )
( الأعراف : 172) وكان باطنه وظاهره محمديا ن وإن شئت قلت خضريا نورانيا .
تربى رضى الله عنه يتيما بكفالة نبى الله سيدنا الخضر عليه السلام ، وبنظرات جده سيدى شهاب الدين رضى الله عنه ، فولد ونشأ رضى الله عنه وليا من أولياء الله تعالى ، ولما ترعرع ، وصار فى ريعان شبابه ، ظهرت فيه علامات النجابة ، ومخايل الولاية ، فاجتهد فى طلب العلوم ، وحفظ القرآن ، وبعض المتون ، وحاز العلوم والفنون ، وتستر بالفقه حتى كمل رضده ، وطار ذكره ، اشتغل بالطريق فلاحت عليه بشارات أهل اتحقيق ، وصار ركنا من أركان الطريق يعتمد عليه ، وقد أقامه الله رحمة للعباد ، لما اجتمع بسيد العباد ، وجاهد جهاد الأبطال حتى عد من فحول الرجال ومكث سنين طوالا لا يتضجع على الأرض ليلا ولا نهارا ، بل اتخذ له حبلا فى سقف خلوته ، فجعله فى عنقه ليلا حتى لا يسقط ن وكان يطوى الأيام المتوالية ، ويديم الصوم ، ويفطر على أوقية من الخبز ، ويجمع الخرق من الكيمان ، فيتخذها مرقعة فيستتر بها ، وكانت عمامته من شراميط الكيمان ، وقصاصة الجلود واستمر على ذلك حتى قويت روحانيته فصار يطير من صحن جامع الغمرى إلى سطوحه ، ورأى فى مجلسه الجنة والنار ، والصراط والحشر ، والحوض ، وكشف عنه الحجاب ، فشاهد الأمور العجاب ، ورأى ما حلف جبل قاف ، وتكلم بسائر اللغات ، واستأنست به الوحوش ، وتكلم بما يبهر العقول ، وشهدت بفضله الأئمة الأعلام ، ودانت له رقام الأنام ، وخدمته الأنس والجان ، والوحوش من جميع الآكام ، واطلع على عجائب مخلوقات الله ، وبلغ به الورع والزهد منتهاه ، حتى إذا مشى رحمه الله فى الأسواق ، تندلق عليه الناس أى اندلاق ، واعتقدته جميع الخلائق ، حتى اليهود والنصارى ، وأسلم على يديه الكثير منهم ، وتاب على يديه من العصاه ما لا يحصر عدده ، وصاروا من فقرائه، لما أمدهم بمدده ، وكان يسمع لزوايته دوى كدوى النحل ليلا ونارا من خارج أبواب مصر .
خدمه المشايخ والأولياء ، فخدمته أهل الأرض والسماء ، وسعوا له حبوا على وجوههم ، وأذعنت له الأمراء رغم أنوفهم ، كانت ـاتى إليهم الشفاعات ، فيقبلونها صاغرين ، ويجبرون أصحابها ويردونهم سالمين . وكان رضى الله عنه مجاب الدعوة ، عظيم السمعة ، لين الجانب ، بساما متواضعا متقشفا ، وكان يلبس فى بدايته الملابس الغالية ، ويجالس العلماء ويلاطفهم وكان رضى الله عنه مواظبا على السنة المحمدية ، مراعيا للمذاهب الأربعة لا يفرق بينهم ، وقد أطلعه الله سبحانه وتعالى على مقاماتهم وكان يقول : جزاهم الله عنا خيرا .
وكان رضى الله عنه موزعا أوقاته على العبادة ، ما بين تأليف وتصنيف ، وذكر وتذكير وصلاة على البشير النذير وتربية بالدلال والكمال . أعطى رضى الله عنه ناطقة جميع الأولياء وكانت تنبت الولياء بساحة ، كما تنبت الأرض بماء السما وكان رضى الله عنه متخلقا بأهلاق أهل الله ، مؤثرا على نفسه ، كريما يعطى عطايا الملوك وينفق على الفقراء وذوى الحاجات وكان يجتمع عنده بالزاوية نحو مئة من الفقراء فكان يقوم بهم نفقة وكسوة , وكان عظيم الهيبة وافر الحرمة يأتى إلى بابه أكابر الأمراء ، فتارة يجتمعون به وتارة لا يجتمعون وكان رضى الله عنه ذا همة عالية فكان يأتيه الكتاب الكبير الحجم فيطالعه ويراجعه ، ويضع عليه تقريراته فى ليلة واحجة ، وأرسل له ناصر الدين اللقانى ( مدونة الامام ملك ) رضى الله عنه مع النقيب ، ليراجع فيها مسألة أشكلت عليه فى الظاهر فلما أتى بها النقيب وصل إليه فى الزاوية مساء ، فأعطاها له ، وأراج الانصراف فقال له : حتى تأخذها فى الصبباح وبات عندنا هذه الليلة فبات النقيب وأخذ المدونة ، سيدى عبد الوهاب ، ودخل خلوته وبعد مضى زمن يسير خرج من الخلوة ، وردها إليه فأصبح الرجل ، مضى الى سيددى ناصر الدين ، والمدونة معه ففتحها سيدى ناصر الدين اللقانى فوجدت عليها تقريرات وتصليحات فتعجب غاية العجب فسأل نقيبه عن ذلك فقال : لا أعلم غير أن سيدى عبد الوهاب الشعرانى لما اخذها منى دخل خلوته ، ردها إلى بعد عشرين درجة ، فلم أفتحها ، واحضرها إليك كما هى ولد رأيته يا سيدى والله ما ترك وردا من أوراده ولا تهجداته . وكانت الأمراء وأرباب الجاه يحبونه محبة شديدة ويعتقدونه لصلاحه وورعه وكان السلطان الغورى رحمه الله يحبه محبة شديدة ويعتقده اعتقادا جازما وأهدى له مرة سجادة وشاشا عرضه سبعة أذرع ، وكوله ثلاثون ذراعا أهداه له سلطان الهند فى قشرة الجوزة ، فأعطى رضى الله عنه الشاش لأخيه سيدى مولانا عبد القادر وأبقى السجادة ولم يستعملها مدة حياته ، ولم يردها على السلطان أدبا منه ، وكان هذا ديدنه ، مشربه الدب مع ولاة الأمور ، ومن دوينهم يراعى حرة الفقراء والغنى والكبير والصغير وهذه قطرة من بحر فضائله
وكيف لنا أن نقوم بحصر مناقبه ؟ ! فهو إمام المحققين على الإطلاق ومربى المريدن بأقوى قواعد التمكين وفاتح أقفال غوامض معنويات إشارات المحققين معبر رموز محلات مشكلات العارفين ، واسطة عقد السالكين وريخانة وجود الواصلين ، الذى أقامته القدرة الإلهية ورتبته العناية الربانية واللطائف الرحمانية فسلك الطريقة الإلهية متبعا للكتاب العزيز والسنة المحمدية وتفقه حتى وصل الى الغاية فى مذهب السادة الشافعية وفتح الله عليه بالافتتاحات الربانية * ولم يزل معظما فى صدور الصدور مبجلا فى عيون الأعيان حتى نقله الله تعالى إلى دار كرامته عام تسع مئة وثلاثة وسبعين ودفن بزاويته بين الصورين وحضر جنازته جمع حافل من العلماء والفقهاء والأمراء والفقراء وكان يوما مشهودا فى مصر وصلى عليه بالأزهر الشريف ، وقرىء نسبه الشريف على الدكة وحملوه على الأعناق حيث مدفنه وحضرت جنازته الأولياء الأحياء والأموات ورجال الدوائر من الإنس والجن من سكان البرارى والوديان وما وراء البحار حتى لم تر قط جنازى بمصر مث جنازته ، وعكفت الطيور تحوم حول نعشه وبكت عليه الجمادات وتقطعت القلوب أسفا عليه . وخلف رحمه الله ذكرا باقيا ، وثناء عطرا زاكيا ، وبعد وفاته تناثرت الخيرات على زاويته من كل فج عميق ، فأوقفوا العقارات والأطيان ، وشيدات له مسدا جامعا يليق بمقامه وضريحاه خاصا له ، وبعالية قبة معقودة ومقصورة ورتبوا له المرتبات ، وصار مسجده يعد من أعظم مساجد مصر وضريحه من أجل الأضرحة التى يستجاب عندها الدعاة ومدده فائض بين العباد تقصده ذوو الحاجات والمتعسرين ، فيقفون بين يديه ويتوسلون إلى الله بكشف الكروب وما زاره أحد ‘لا ورد مجبور الخاطر وهو رضى الله عنه نصير الضعفاء حيا وميتا ، تزدحم عليه ، وينذرون له النذور والشموع ، ما من أحد حل ساحته ‘لا وأفاض عليه من مدده رحمه الله ، وتقصده أهالى مصر قاطبة ، من كل ملة ، ويؤملون عنده خيرا كثيرا ، اللهم أمددنا بمدده الفياض ، واحشرنا تحت لوائه ، وأدم علينا بركاته . آمين .


صفحة 1 من 1 جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group
http://www.phpbb.com/