اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6121
|
الإمام العارف بالله السيد أحمد بن إدريس رضى الله تعالى عنه ومسجده الكبير بشارع مجلس الأمة
يقول حسن محمد قاسم فى كتابه : ( سيدى أحمد بن إدريس .... – 1253) الأستاذ الأعظم ، والبحر الخصم المطمطم ، الغوث اللامع ، والفرد الجامع القطب ، الذى لا يشاركه أحد فى مقامه ، ولم يدانه أحد فى علومه من أهل وقته وأوانه ، ذو النسبتين الطاهرتين ، والسلالتين النيرتين ، والقطب الربانى ، والعارف النورانى ، قطب دائرة التقديس ، مولانا أحمد بن إدريس الحسنى الفاسى المحمدى . ولد رضى الله عنه بميسور ، بلدة على ساحل البحر من أعمال فاس المحروسة ، واشتغل بالعلم من أول عمرة مدة سنتين ، حتى حصل على قسم عظيم من العلوم الظاهرية ، وبرع فيها ، واذن له بالتدريس من مشايخه ، وصار يحضر دروسه افاضل مشايخ العصر ، ثم طلب طريق التصوف ، فأخذخ عن أهله ذوقا وأشراقا ، واول من عنه سيدى عبد الوهاب التازى رضى الله عنه ، ولازمه حتى توفى ، واخذ بعده عن سيدى أبى القاسم الوزيرى بإذن خاص ، وكان سيدى أبو القاسم من أكابر العارفين ، وله نفس عال فى علم الحقائق ، وكان يقال : إنه من الأفراد ، وعلى مزاره قبة مبنية فى فقاس ، وضريحه مشهور ، ولازمه حتى توفى ، وبعد وفاته لم يؤذن له بصحبة أحد من الأشياخ إلا بمعانقة القرآن ، فاشتغل به ، ولازمه الى أن بدى له سره ، وحل طلاسمه ورموزه ، وأذن له بعد ذلك فى مقابلة الأشياخ ، والتجول فى البلدان ، فأخذ عن شاذلى وقته مولانا العربى الرقاوى رضى الله عنه ، وعن قطب أهل المغرب سيدى أحمد التجانى قدس الله سره ثم ارتحل من فاس إلى مكة ، وأخذ عن صلحائها ، ومكث بها أربع عشرة سنة ، نشر بها أعلام طريقته ، وسافر المدينة ، والتقى هناك بالشيخ حمزة ظافر المدنى رضى الله عنه ، فأعجب به ، وأخذ كل منهما عن صاحبه ، وكثرت له الأتباع والمريدون من الأعيان . ومن جملة من أخذ عنه عالم مكة بأسرها الشيخ محمد عابد السندى رضى الله عنه ، ومن أهل المدينة شيخ علماء وقته ، الشهير بالمناقب المأثورة ، المتفق على جلالة قدره ، من هو لكل العلوم حاوى ، سيدنا الشيخ أحمد الصاوى المتوفى سنة إحدى وأربعين ومئتين وألف . ثم أتاه الإذن بالسفر إلى بلاد اليمن ، فسافر إليها ، ونزل فى دار قطب اليمن سيدى السيد عبد الرحمن الأهدل قدس سره ، واستوطن صبيا ( من قرى عشر من ناحية اليمن ) وانتشرت طريقته فى بقاع الأرض . وكراماته تجل عن الحصر ، ولا تحويها الأوراق ، فهو بحر تلاطمت أمواجه ، فعنه حدث ولا حرج ، ولا يخفى على من يطالع أحزابه وكلامه فى طريق الخصوصية عظيم قدره ومكانته . وله مؤلفات نفيسة ، تشهد بفضله ، منها العقد النفيس ورسالة القواعد وأحزابه وصلواته رضى الله عنه . توفى رضى الله عنه ورحمه ليلة السبت واحد وعشرين رجب سنة ثلاث وخمسين ومئتين وألف بصبيا ، ومقامه يزار ، تقصده بلاد الإسلام قاطبة من كل ناحية ، وتشد إليه الرحال من سائر الآفاق وله ذرية صالحة باقية إلى الآن ، منهم ولده حسا ومعنى ، السيد محمد بن إدريس حاكم صبيا ، وقد أخذ طريقة والده عن بعض خلفائه ، نفعنا الله بهم ، وحققنا بالتبعية لهم آمين يارب العالمين .
السلطان الحنفى رضى الله عنه
( سيدى شمس الدين الحنفى 775 – 847 ) قطب الزمان ، وواحد الأوان ، وشيخ أهل العرفان ، سلطان الأولياء ، وسكردان الأصفياء ، منبع الأسرار ، ومظهر شموس الأنوار ، خامس الخلفاء ، ووارث أسرار الأولياء ، من أقامه الله رحمة للعباد حيا وميتا سيدنا ومولانا تاج الملة والدين ، موصل السالكين ، ومرشد الهالكين ، آية الله فى أرضه المتوج بالأنوار ، المتحلى بلباس أهل الصدق الأخيار ، الآتى فى الطريق بالعجب العجاب ، الذى تحيرت من فهم معانى كلامه أفهام أولى الألباب ، سيد الفتيان والشيوخ ، وملاذا أهل التمكين ، والرسوخ ، القطب الفرد ، والغوث ، الجامع الأوحد ، مولانا شمس الدين السلطان أو عبد الله محمد بن الحسن بن على الشاذلى الحنفى رضى الله عنه وأرضاه ، وأمدنا بمدده ، وحفنا برضاه . كان رضى الله عنه من أجلاء مشايخ مصر ، وسادات العارفين ، صاحب الكرام ، والتعالى ات الظاهرة ، والأحوال الفاخرة الخارقة ، والمقامات السنية ، والهمم العلية ، صاحب الفتح المؤنق ، والكشف المخرق ، والتصدر فى بواطن القدس ، والرقى فى معارج المعارف ، والتعالى فى مراقى الحقائق . كان له الباع الطويل فى التصريف النافذ ، واليد البيضاء فى أحكام الولاية ، والقدم الراسخ فى درجات فى درجات النهاية ، والطود السامى فى الثبات والتمكين . وهود أحد من ملك أسراره ، وقهر أحواله ، وغلب على أمره وهو أحد أركان هذه الطريق ، وصدور أوتادها ، وأكابر أئمتها ، وأعيان علمائها علما ، وحالا ، ومقالا ، وزهدا ، وتحنيفا ، ومهابة وجلالة . وهو أحد من أظهره الله تعالى إلى الوجوه ، وصرفه فى الكون ، وكنه فى الأحوال ، وأنطقه بالمغيبات ، وأجرى على لسانه الفوائد ، ونصبه قدوة للطالبين حتى تلمذ له جماعة من أهل الطريق ، وانتمى إليه خلق من الصلحاء والأولياء ، واعترفوا بفضله ، واقروا بمكانته ، وقصد بالزيارات من سائر الأقطار ، وحل مشكلات أحوال القوم .
|
|