موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: دراسات أتجليزية اسلامية(لحسن قاسم)قدس الله سره
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مايو 11, 2017 4:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6112


- وتا لله لم يغال شراح هذا الحديث حينما ذهبوا إلى القول بحرمة النظر إلى الأبنية العالية على قاعدة تحريم النظر إلى محرم – لهذا المبدأ السامى وتلط الغاية النبيلة الذى وضعها حضرة النبى صلى الله عليه وسلم فى هذه الناحية العمرانية .
فلينظر أولئك الذين يغمضون حق الاسلام ، ويدعون إفكا وبهتانا ، أنه لم يحط بكل كبيرة ولا صغيرة ولا شاردة ولا واردة من الشئون العامى لهذه الحياة الدنيا ، إنه أحاط بها إحاطة السوار للمعصم ، ثم فصلها تفصيلا دقيقا بلغ حد الاعجاز ، وذلك فضلا عن إحاطته بالحياة الأخرى – ثم لا يغيبن عن ذهنك ان حضرة النبى صلى الله عليه وسلم قد جعل ذلك من علامات الساعة وأشراطها ، تحقيقا لقول الله تعالى : ( حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأمْسِ ) يونس آية 24 ، فحضرة النبى صلى الله عليه وسلم قد تنبأ بهذه النبوءة الصادقة لمراد الله تعالى فى آياته .
وإنك إذا أتعمت النظر الان إلى الحالة العمرانية التى أخذتها الأرض بطولها والعرض لوجدت أن كل حرف كريم من هذه الآية قد تحقق بلفظه ومعناه ، تحققا محسوسا ملموسا ، فالأرض قد زخرفت بهذه العمارات المتطاولة فى كل بلد من بلاد الله – حتى لم تخل منها أى أرض ؛ حتىالجبال صاروا ينحتون منها بيوتا ؛ فى مصر وغيرها تحقيقا لمراد الله .
والناس جميعا قد نسوا الله واعتمدوا على أنفسهم أكثر من اعتمادهم عليه ؛ والمتعلمون منهم تراهم يتشدقون بكلمة الاعتماد على النفس قبل كل شىء .
هذا معنى قوله تعالى – وظن أهلها أنهم قادرون عليها – أى على شئون الحياة فى حالة انهم عاجزون حتى عن أقل ما فيها عجزا كبيرا .
وف هذا ما يفسر لك معنى قول حضرة النبى صلى الله عليه وسلم – حفاة عراة – دليلا على ما انتابهم من الفوضى الأخلاقية التى أصبحوا يرتعون فها ؛ وقد يشملهم هذا الوصف حتى فى المعنويات فضلا عن الحسا ب .
وأرانى إذ أذكر ذلك ، أقول : قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم ( كما فى طبقات ابن سعد ) أنه لما أقطع الدور بالمدينة خط لعثمان بن عفن داره .
ومعنى خط – أى أراه كيف يبنيها وكيف يؤسسها على القواعد الصحية التى تكفل الراحة له وللسكان بعده .
وجاء فى سنن أبى داود أن حضرة النبى صلى الله عليه وسلم كان كثيرا ما يصدر المنشورات واللوائح ( بواسطة المناداة – الاذاعة ) للشعب بخصوص مراعاة البناء ودعله على الطرق الصحيحة .
ففيه أنه صلى الله عليه وسلم بعث مناديا ( مذيعا ) فى معسكره أن من ضيق منزلا أو قطع طريقا فلا جهاد له ، وذلك لما ضيق الناس المنازل وقطعوا الطريق .
فتأمل كيف كان صلى الله عليه وسلم يحب النظام العمرانى حتى فى نصب الأخبية فى السفر ، فكيف لا يحب ذلك فى محل الاستيكان والبناء المشيد ؟
ثم تأمل كيف يقول صلى الله عليه وسلم ، فيما أخرجه الإمام أحمد فى المسند – والبيهقى فىالسنن عن أبى عمران الجونى برجال ثقات - } من بات فوق بيت ليس له أجار ، وفى رواية أبى داود – حجار – والمعنى واحد فيعما – والمراد به حاجز من البناء او سور يحيط بالسطح من جوانبه الأربع ، إيقاء الانحدار والسقوط للنائم فيه وغيره : فوقع فمات فقد برئت منه الذمة ، وهذا الشطر الول من الحديث ، والثانى – ومن ركب البحر عند ارتجاجه فمات فقد برئت منه الذمة .
ومعنى برئت منه الذمة فيما نرى والله أعلم أى أن الحكومة والأمة معا فى ذلك الوقت تكون فى حل من الضمان المالى الذى يستحقه أولياء القتيل فى مثل هذه الحالات .
وهذا بطبيعته لا يأتى إلا بعد تعليمات الحكومة للشعب بعدم سماحها للافراد ببناء أسطحه لبيوتهم بغير حاجز يقيهم الهلكة .
وفى هذا ما يلدك دلالة واصحة على كيفية بناء البيوت النبوية – ويعرض لك صورة منها .
تريك مبلغ ما وصلت اليه من الأحكام والنظام فى الوقت الذى ينبه فى العالم أجمع إلى ناحية عمرانية هامة :
وفى معنى ما يقول بعض شراح السنن ، لا يجوز لأخد تضييق الطريق التى يمر الناس منها إذ أقل ما فيه نفى جهاد من يفعل ذلك ، ولو أنه جاء على طريق المبالغة والزجر والتسفير ، وكذلك لا يجوز تضييق المنازل لما فى ذلك من الأضرار ، ومن ذلك تعلم أن ما تفعله مصالح التنظيم فى مصر وغيرها من الدول المتمدينة من توسعة الطريق والشوارع وإيجاد ميادين عامة وأحياء صحية جديدة وإنشاء الطرق وترصيفها وتعييدها إلى غير ذلك مما يوفر الصحة على الشعب : امرانى به الاسلام ونص عليه .
وقد كان عمر فى أيام خلافته حريصا جد على إيجاد كل وسائل الراحة لشعبه ، فقد جاء عنه أنه كثيرا ما كان يرسل الأوامر لعماله فى الأمصار بأصلاح الجسور والطرق ( أنظر فتوح البلدان والخراج ) .
وقد كان فى مصر فى القرن التاسع الهجرى المير يشبك الدوادار الذى تنسب اليه القبة بالمطرية والقبة بالعباسية ، من أكبر ما كانت تصبو إليه نفسه حينما تولى رياسة الخكومة المصرية : تعبيد طرق وترصيفها وتوسيعها إلى غير ذلك من معدات الصحى والراحة وتوفر النظام } أنظر الضوء اللامع وابن إياس {
وفى سيرة عرم أه – لما اذن ببناء البصرة والكوفة أمر بان تخط الشوارع على عرض عشرين ذراعا والازقة تسعة أذرع والقطائع ستين ذراعا وأن يكون المسجد بوسط البلد حيث تتفرع الشوارع من حوله .
وفيها أه كان يراعى فى نظان بناء الدور ، فتح شرفاتها وكوانها من الجهة التى يامن معها الدار الستر عليه حتى لا يحرجه عيون المتطلعين من الشرفات .
وقد كتب بذلك إلى عمرو بن العاص حينما بنى الدور بالفسطاط بعد الفتح – ان ادخل الدر وضع فى كل حجرة من حجرها سريرا ، ثم اجلس عليه ، فان وقع بصرك من كوانها على الدر الجار ؛ فهدها وارفعها حتى لا تكشف ستر جارك .
وقد اتخذ عمرو هذا المر مقياسا يفيس به ، ونظاما يسير عليه حتى بتيت كل دور الصحابة بالفسطاط على هذا النظام .
وفيها أيضا صنيعه فى الشام حينما دخلها فى سنة 18 من الهجرة ؛ ورأى سوء حالها العمرانى ، فأمر يتغيير مساكنها وسد فروجها وجعلها فى مستوى واحد ، وترتيب خطط المدينة ، وبناء ثكنات للجيش ، وبناء مصائف ، وتحسين مبانيها ، وتعبيد طرقها ، إلى غير ذلك :
مما تقدم ذكره هل يمكن نجد فارقا بين ما يقرره حضرة النبى صلى الله عليه وسلم فى لائحة المبانى ،وبين ما يأمر به عمر فى أوضاع الطريق العامة ؛ وبين ما تنص عليه لوائح المبانىالعامى فى افة الدول ؟ ؟

جمعه حفيده
على محمود محمد على



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 23 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
cron
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط