اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6114
|
هدى الإسلام السنة السابعة العدد 16 القاهرة الجمعة 18 محرم 1360 12/2/1941م بسم الله الرحمن الرحيم خطاب مفتوح إلى معالى وزير العدل من حسن قاسم
يا صاحب المعالى – السلام عليكم ورحمة الله وبركاته – وبعد فىالوقت الذى تواجه فيه الحكومة – أدق مشكلة – وأعوص مسألة ، مسألة لها أثر رجعى من أسوأ الآثار ، وهى مسألة البطالة ومشكلة الفاقة ، تأتى لجنة التشريع بوزارة العدل ، فتقضى بجرة قلم على حياة طبقات مختلفة من الناس ، يعيشون على مضض من العيس بما يواجهونه من الطوارىء والتقلبات من كل جدب وصوب ، وهم مع ذلك سائرون سير العامل المجد ، يؤدون رسالتهم فى الحياة غير هيابين ولا وجلين مما يلاقونه من المصاعب والمتاعب ، فى سبيل تحقيق أمانيهم فى هذه الحياة الدنيا . يا صاحب المعالى – ليست الأعلانات القضائية التى تنشرها زهاء مئتى صجيفة يومية وأسبوعية فى القاهرة ، وفى الوجهين . البحرى والقبلى – ويعيش من ورائها أكثر من الف وخمسمائة أسرة ، ليست هى الميدان الذى يجب التفكير فيه فى هذا الوقت المظلم – وهذه الساعى الحرجة العصبية الرهيبة – فأمامنا ميادين أخرى للتفكير فى هذا المصير ، وها هى صحيفة واحدة تستأثر بنشر ما تضعف قيمته عن مجموع ما يتحصل من الأعلانات الأهلية أضعافا مضاعفة ، ومع ذلك فلم نر ولا نسمع مت أية وزارة قامت ، التفطير فى هذا الحق المغتصب . يا صاحب المعالى – لقد عرفنا فيك رجلا بارا كريما نزيها – تحب العدل وتميل اليه وتعمل من أجله – وقد بوأك الله منصب العدل ، كما زودك بالتقوى – وقد عرفنا فيك يا صاحب المعالى – رجلا عالى القدر عظيك الهمة ، تحب الحق وتدافع عنه وتقرب اهله ، وعرفنا من تاريخط المجيد الحافل بجلائل الأعمال ، أنك من تقدم على أمر خطير كهذا يودى بأكثر بها فى هرة سحيقة : وأنت أنت الذى عرفنا فيك : نصيرا للصحافة ومدافعا عن حقها المهضوم . يا صاحب المعالى – ليست الآعلانات القضائية التى تنشرها الصحف لترتزيق منها الألوف المؤلفة من الناس ، ليست هى كل ما للصحف من حق مفروض ، إن الصحافة ممفيوبة فى أمرها مهضومة فى حقها ، وقد قطعت عنها موارد كثيرة كانت منها فى رغد من العيش : فاليوم هذا الحق المفترض والفرض الواجب تستلبه منها يد القدرة ، فمن أين ( يا صاحب المعالى ) ، يأتى التأمين الأجتماعى ، التى تنظمه الحكومة ، وتسعى اليه ، ومن أين ينتظم الأمن العام ، وتستأمن النفوس ، وتتوافر وسائل الراحة والسلام للعام والخاص ، وأين هى الوسائل التى نكافح بها الحكومة ( البطالة والفاقة والفقر ؟! ) يا صاحب المعالى – ليس للفلاح دخل فى هذه الأعلانات القضائية الأخلية ، ولا نصيب له فيها ، إنما هى قضايا تحص المدنيين – والجرائد والمجلات التى تنشر هذه الاعلانات تبادر بالنزول عن حقها ، متى علمت الوفاق بين الدائن والمدين : أما هذه الآعلانات المختلطة ؛ فهى التى يجب أن تتوافر فيها العدالة ؛ لا لمصلحة الفلاح فحسب ، بل للصالح العام – من كل طبقة وطائفة . يا صاحب المعالى – هذا كتابنا نقدمه بين يدى معاليكم ، والل معقود فى أن تعطفوا على هذه الأمة المسكينة التى سوف تحرموها من نسيم الحياة ، وتتركوها عالة على المجتمع ، وتضيقوا عليها السبل ، جعلكم الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر ، ووفقكم للصالح العام . وتفضلوا يا صاحب المعالى بأوفى عبارات الشكر وآيات الاحترام ،،، حسن قاسم
|
|