التعليق
للأسف الشديد كل من يتكلم لم ولن ينظر إلى كتب التاريخ فالشيخ زويد
خان يونس
قال سيدى عبد الغنى النابلسى رحمه الله عليه فى رحلته ان خان يونس أول منزل من منازل مصر المحروسة للآتى من طريق الشام وهى قلعة صغيرة بداخلها جامع لطيف يصعد إليه بدرج من الحجارة وفيه محراب ومنبر مكتوب عليه هذان البيتان
جميع الارض فيها طيب عيش * وجنان وروضات أنيقه * ولكن كلها فى غير مصر * مجازى وفى مصر حقيقة
ورأينا بيتين فى الحائط فى مدح الإمام الشافعى رضى اللهه عنه هما
ان المذاهب خيرها وأصحها * ما قاله الحبر الامام الشافعى
فاخترت مذهبه وقلت بقوله * وجعلته يوم القيامة شافعى
وبيتين آخرين
أتينا لقبر الشافعى نـزوره * نظرنا ال قلك ومن تحته بحر
فقلنا تعالى الله هذى اشارة * تدل بان البحر قد ضمه القبر
وهما اشارة الى سفينة من الخشب فوق قبة الإمام الشافعى يضعون فيها الحنطة لتأكلها الطيور ويسكن ذلك الخان جماعة من العرب وبالقرب منه فى جهة مصر مكان يسمى بالزعقة بزاى معجمة مفتوحة وعين مهملة ساكنة وقاف وههاء تأنيث وهى برية قفرة بها بئر ملحة الماء وقبة بيضاء وعمارة عظيمة مدفونة فيها الشيخ زويد بضم الزاى المعجمة وفتح الواو وتشديد المثناة التحتية المكسورة ودال مهملة رجل ولى صالح كان من أعراب البوادى ولهم فيه اعتقاد عظيم حتى انهم يضعون عنده الودائع من الذهب والفضة والحلى والمتاع وما يخافون عليه من الامتعة وباب مزاره دائما مفتوح ولا يقدر أحد ان يأخذ منه شيأ وقد جرب ذلك العربان وغيرهم ويحتمى بمزاره الخائف والقاتل فلا يجسر أحد أن يهجم عليه ويأخذه وبين خان يونس والزعقة يسار فى الرمل السهل والصعب * ومن الزعقة يتوصل الى العريش وهى على المشهور أول حدود مصر وآخر حدود الشام .