مقامات آل البيت( 8-السيدة زينب)عليها السلام

حسن قاسم · **مرسل:** السبت أغسطس 24, 2013 9:17 pm

وفى مقال لحضرة الأستاذ مصطفى أبو سيف الحمامى خطيب المسجد الزينبى فى العدد 44 يوم السبت 3 رمضان 1351هـ الموافق 21 ديسمير 1932م باب التاريخ تحت عنوان
( حضرة السيدة زينب رضى الله عنها مدفونة بمصر ) وإن نفى ذلك العلامة أحمد زكى باشا .

قرأنا فى الأعداد الماضية من صحيفة الاسلام كلمات يرد بها كاتبون على حضرة صاحب السعادة أحمد زكى باشا نفى مقاليه اللذين نشرهما من عهد قريب بجريدة الأهرام ينفى بهما وجود حضرة سيدتنا الجليلة السيدة زينب رضى الله عنها بنت سيدنا على – بمقامها المعروف بمصر ، اشتد وغالى وبالغ فى ذلك حتى رمى من يخالفه فى ذلك بأنهم مدلسون تفعيون طغمة مرتزفون بالأ كاذيب يأكلون الدنيا بأكل الدين ، وان يما يقولون من أنها موجودة بمصر من أكذب الكذب ، ومن منتهى الافك والبهتان ، وبأنه ضلال ، وبأنه محال ، وبأن المدفون بهذا المشهد مخلوق من أى نوع كان وحتى ولو ممن عبده المصرويون على عهد الفراعنة وحلف بالله مرتين بأنها ليست بمصر ولم تخترها ، وبأن ذلك الضريح لم يكن له وجود ولا ذكر فى كل عصور التاريخ الالامى إلى ما قبل محمد على الأكبر بسنوات معدودة ، وبماء على ذلك كله وجه ما وجه من اللوم على الحكومة وعلى وزارة الأوقاف إذ سكتا على هذا المزار واقر القول بوجود السيدة زينب بنت على به وإنى أستأذن سعادة الباشا فى مناقشة فى هذا الموضوع فانه وقف فيه موقفا مهيبا رهيبا فأقول / إن الأمة الإسلامية كلها يا باشا لا فرق بين مغربيها ومصريها وهنديها وجاويها وعربيها تقول : أن السيدة زيبن رضى الله عنها فى مصر كدفونة بمشهدها المعروف ونؤيد قولها هذا بالذهاب الى ذلك المشهد لزيارتها والتبرك بها والتودد إلى جدها الأعظم صلى الله عليه وسلم والتقرب إلى رب العالمين بتلك الزيارة وهذا التودد لا فرق فى هؤلاء الزائرين بين شيوخ الاسلامن فمن دونهم من علماء الاسلام ، وبين عامة الأمة وهم السواد الأعظم وهم لا يفعلون ذلك إلا إذا كانوا يقولون أنها مدفونة بذلك المشهد ال1ى يزورونه ، إذن هم جميعا على مذهب الباشا مدلسون نفعيون ظغمة مرتزقون بالأكاذيب يأكلون الدنيا بأكل الدين كما يعبر ، حلل من الرذائل بمشاء سعادة الباشا أن يلبسها هذه الأمة وهى خير أمة رآها هذا الوجود . أن هذاالكلام يا باشا ينم عن طوية تنطوى على نهاية الازدراء والاحتقار لهذه الأمة كلها حكامها ومخكوميها علمائها ومتعلميها ولو كان لهم فى نفسك أدنى احترام ما رميتهم بكل تلك الدواعى من أجل أنهم يقولون أن السيدة زينب بنت على موجودة بمصر ومدفونة بمشهدها المعروف ، وإنى أكون من الشاكرين لسعادة الباشا لو بين لنا وجه اللزوم بين القول بوجود السيدة بذلك المشهد وبين تلك البلايا التى وصف بها القائلين بذلك ، انه لو فعل ذلك كان العلامة حقا ولن يمكنه ذلك الى يوم القيامة ولنترك هذا ونرجوا ان يبين لنا الباشا السبب الذى لأجله كان القول بوجود السيدة بمصر مستحقا لأن يوصف بأنه أكذب الكذب وبأنه منتهى الافك والبهتان ، أى لا كذب إلا هو أعظم منه ولا افك إلا هو أبشع منه ولا بهتان إلا هو أقبح منه ، ومعنى هذا أن القول بوجود السيدة بمصر أشد كذبا وإفكان وبهتانا حتى من الذكب الذى هو كفر بالله وأشنع من افك الكافرين وأقبح من بهتانهم وهو كما يرى القارىء ، وبماذا يعالج الباشا هذا أنا لا أدرى ، وتحليل كلام الباشا إلى ما بينا أمر لا مناص منه ، قاتل الله الغلو ، كم يجر على اربابه بلايا من حيث لا يشعرون ومن حيث لا يشعرون ثم كيف يا باشا يكون القول بوجود السيدة بمصر ضلالا ؟ أى شرعيا فان المعروف عند الاطلاق – ان الضلال طريق الهالكين الذين أمرنا فى كل صلاة ان ندعو ربنا ان يباعد بيننا وبين طريقهم ، فهل يا باشا انت تقول : ان كل من يقول ان السيدة زينب بمصر يكون من الضالين نالمستحقين للنار ، ولماذا يا باشا ، هل القول بان السيدة فى غير مصر من أركان الإسلام ، أو مما نص الله تعالى عليه فى كتابه أو فى سنة رسوله المتواترة حتى يكون من ينكره بتلك الدرجة الخبيثة ، ان هذا عظيم أيضا يا باشا ولا علاج له كما ترى ، ولنتقدم الى قول الباشا أن وجود السيدة بمصر محال ، فنقول له : من أى نوع المحال وجود السيدة بمصر ، هل من المخال العقلى ، ان البداهة تنفى هذا ، فان العقل يتصور ويصدق ان تكون السيدة فى المسوات لا فى مصر فقط ، وقدره الله صالحة لأكثر من هذا ، او من المحال العادى ، ومن يقول أن وجود السيدة بمصر 0 يماثل القول بأن فلانا ولد بلا أم أو أب أو طار فى الهواء أو مشى على الماء وما الى ذلك ممما يقع مخالفا للنواميس الأليهة التى أجراها ربنا فى هذا الوجود . أن وجود أحد من أقصى المشرق او المغرب بمصر حيا أو ميتا من الامور المألوفة العادية وطرق الارض مفتحة لمن يسير فها الى أى جهة من جهات الدنيا ، ووصلو السائر فيها الى مصر او الى الهند او غيرهما أمر عادى لا ينكره أحد ، اذن يكون وجود السيدة بمصر أمرا عاديا ليس من المحخال العادى فى شىء بل لو قيل انه من المحال العادى ما أنكره أحد على مصل السيدة ، فإنها من اوائل من يستحقون خرق العادات ، فلم يبق اذن من أنواع المخال العادى ما أنكره الشرعى وهو الأمر الجائز فى نفسه الذى استخال لأن المعصوم أخبر أنه لاي يكون ، فهل قال الله تعالى او نبيه صلى الله عليه وسلم ان السيدة زينب لا تدفن بمصر حتى يكون دفنها بها – بناء على ذلك – من المحال الشرعى ز ما رأيك يا باشا فى هذا ظ الواقع ان الله لم يقل ذلك ولا رسوله . اذن لا يكون محالا شرعا ، اذن يكون قول الباشا ان وجود السيدة بمصر محال – من الأقوال التى يعز على أن أقدرها رعاية لمقامالباشا العلامة ، أما قول سعادة ان المدفون بهذا المشهد أى مخلوق من أى نوع كان وحتى لو ممن عبده المصريون على عهد الفراعنة – فهو قول كنت احب أن لا يصدر منه وهو السيد ، فيكون أبنها أو ابن احد من أخويها ، نعم ، ، كنت أحب ان لا يصدر منه ذلك لانه تعبير يسئها ويسىء الأمة كلها ن أما انه يسيءها فلأن مكانتها تسمو عن أن يقال عنها ان المكان الذى يضمها يضم صنما ، ان هذا القران أليم جدا فى الخيال ، وجرأة كان يجب ان ينزه عنها الادب الاسلامى ، بل فى غاية القبح ان يقال فى اللفظ فقط ، السيدة زينت والصنم – وأما انه يسىء الأمة فلانها يرميها بأنها كلها تجل ثنما وتزوره وتتقرب الى ربها بالتودد اليه، هل يطاق هذا ياباشا ، وهل يستطيع أحد غيرك ان يجرح هذه الأمة هذا الجرح الشديد ؟ ويجيز الباشا غير . ومكث فضيلة شيخ المسجد الزينبى فى مهاجمة العلامة أحمد زكى باشا فى مقال طال شرحة فى تسع صفحات كبيرة من صفحات مجلة الإسلام الغراء على ما أفتراه على مقام السيدة الطاهرة وأرسل له عتابا شديد اللهجة على تهجمه هذا وقد سطرنا بقليل من الرد من الشيخ مصطفى أبو سيف خطيب المسجد الزينبى _

الشريف على محمود محمد على

حفيد النسابة حسن قاسم

موقع د. محمود صبيح

مقامات آل البيت( 8-السيدة زينب)عليها السلام

الموجودون الآن