[size=2#007F0000]
محبة الله ورسوله
الإيمان فى الإسلام قائم على محبة الله ، ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وإن دخول الجنة متوقف على الإيمان ، والإيمان متوقف على المحبة .فمن أحب الله ، فقد استكمل الايمان ، لأن أوثق عرى الإيمان الولاة فى الله ، والحب فى الله
فالمحبة فى الله ليست مما يشترى بمال ، أو يورث عن آباء ، وأجداد ، إنما المحبة أمر يقع فى قلب المؤمن ، يلقيه الله فى قلب من شاء من عباده ، ولذلك قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم
( لو أنفقت ما فى الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم . ولكن الله ألف بينهم ) سورة الأنفال
ولذلك نقرر أن كل محبة لا تكون لله فهى باطلة ، وكل عمل لا يراد به وجه الله فهو باطل ، فالدنيا ملعونة ما فيها إلا ما كان لله ، وكل عمل أريد به غير الله ، لم يكن لله ، وكل عمل لا يوافق شرع الله ، لم يكن لله .
ومن هذا المنطلق ينبغى لكل من ىمن بالله ريأ ، وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا ، أن يتنافس ، ويتسابق إلى أن يصل غلى محبة الله تبارك وتعالى ، فمحبة الله هى المنزلة العليا ، التى من أجلها سار السائرون وعبد العابدون فهى النور لمن كان فى الظلمات والحياة لمن كان فى الأموات
يقول الإمام أبن القيم رحمه الله – عن منزلة محبة الله وهى المنزلة التى فيها يتنافس المتنافسون وإليها شخص العاملون وإلى عملهم وتنافس المتنافسون وتفانى عليها المحبون وبروح نسميها تروح العابدون هى قوت القلوب وغذاء الأرواح وقرة العيون وهى الحياة التى من حرمها فهو من جملة الأموات والنور الذى من فقده فهو فى بحور الظلمات والشفاء الذى من عدمه حلت بقلبه جميع السقام واللذة التى من لم يظفر بها فعيشة كلع هموم والآم .......
أخى المسلم لا قيمة للعبد منا إلا بالعمل على محبة الله ولكى تصل الى محبة الله لا بد لك من تحب المؤمنين الصالحين وتحب العابدين الزاهدين هذه هى بداية الطريق للوصول الى محبة الله ولقد وضع بن القيم أسبابا جالية لمحبة الله لعبده وهى أنا اسوقها لكى نتعرف عليها ونعمل بها لتصل بها اليه يقول رحمه الله فى الاسباب الجالية للمحبة والموجبة لها وهى عشرة
1- قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه ن وما أريد به كتدبر الكتاب الذى يحفظه العبد ، ويشرحه ليتفهم مراد صاحبه منه
2 – التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض ، فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة
3 – دوام ذكره على كل حال : باللسان والقلب والعمل والحال ، فتصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذكر
4 – غيثار محابة على محابك عند غلبات الهوى
5 – مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ، فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وافعاله ، أحبه لا محالة
6 – مشاهدة بره وأحسانه وىلائه ، ونعمه الباطنة والظاهرة فإنها داعية الى محبته
7 – غنكسار القلب بكليته بين يدى الله تعالى
8 – الخلوة به لمناجاته وتلاوة كلامه
9 – مجالسة المحبين الصادقين والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقى أطايب الثمار
10- مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل
فمن هذه الأسباب العشرة وصل المحبون الى منازل المحبة ودخلوا على الحبيب وملاك ذلك كله أمران استعداد تلروح لخذه الشأن وأنفتاح عين البصيرة .
وإذا تاملنا فى الكلام السابق فسنجد أن من السباب التى تجلب محبة الرب لعبده هى مجالسة الصالحين ومحبتهم
وهنا يأتى دور الأحاديث إنها تحدثنا عن عدة أمور حتى نصل فى النهاية إلى محبة الله
1 – تحدثنا عن مكانة الحب فى الله فى الشرع الحنيف
2 – تأدى لنا بالأدلة الصاطعة على الحب فى الله
3 – تذكر لنا كيف المحبة فى الله
4 – التعمق فى معنى الخب فى الله
ثم لا يتركنا ان نستعرض منزلة المحبين فى الله يوم القيامة وتبين لنا كذلك أن التحاب فى الله سبيل النجاة يوم القيامة
فغذا نظرنا غلى أحوال الناس اليوم لوجدنا أن أكثر الناس أحوالهم – إلا من رحم الله يتحابون من اجل الماديات والشهوات والمآرب الدنية ولا يتحابون من أجل ثواب الله تبارك وتعالى
من كتاب المتحابين فى الله للإمام عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسى صاحب المغنى المتوفى عام 742هـ وسوف نلقى كلمة عن حياته فى العدد القادمإن شاء الله
[/size]