موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: 4 - مصرع الإمام الحسين ( معركة كربلاء )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أكتوبر 09, 2012 5:23 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6132
صورة


صورة

قالت الدكتور عائشة عبد الرحمن الشهيرة ( ببنت الشاطئ ) فى تراجم سيدات بيت النبوة وصفت المعركة ( معركة كربلاء والاحاديث التى دارت معى السيدة زينب عليها السلام وأخيها مولانا أبى عبد الله الحسين عليهم السلام وصفا دقيقا أردت أن أنقله لكم



نادى عمر بن سعد فى جيشه ثم زحف نحو ( الحسين عليه السلام ) قبل الغروب و( الحسين ) جالس حينذاك أمام خيمته ، محتبا بسيفه وقد اخذته إغفاءة قصيرة من أثر الإجهاد واخته ( زينب ) الى جانبه ترعاه يقظى لا تنام عليهم أفضل السلام *
وسمعت ( زينب ) ضجة الجيش الزاحف عن كثب ، فدنت فى رفق من اخيها فقالت :
- يا أخى ، أما تسمع الأصوات قد اقتربت ؟
- فرقع ( الحسين ) رأسه فقال :\
- إنى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المنام ن فقال لى : إنك تروح إلينا
- فلطمت الأخت وجهها وصاحب
- يا ويلتاه
- فقال لها الحسين
- ليس لك الويل يا أخية ! اسكني يرحمك الله
وأتجه الى أخيه ( العباس ) فطلب اليه أن يمضى فيستطلع خبر الزاحفين ، فلما عرف أنه القتال ، بعث ثانية يسألهم أن ينصرفوا هذه العشية ( لعلنا نصلى لربنا الليلة زندعوه ونستغفره ، فإذا أصبحنا التقينا إذا شاء الله ، فإما التسليم وإما القتال *
واستشار ( عمر ) اصحابه فى أمر التأجيل ن فقال منهم قائل :
- سبحان الله ، والله لو كانوا من الديلم ثم سألوك هذه المنزلة لكان ينبغى لك أن تجيبهم اليها.
- واجلوا إلى غد......
واثنى ( الحسين ) إلى أصحابه ، فقال بعد أن أحسن الثناء على ربه :
أما بعد فإنى لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابى ، ولا أهل بيت ابر ولا أوصل من أهل بيتى ، فجزاكم الله جميعا عنى خيرا ....
( ألا وانى قد أذنت لكم جميعا فانطلقوا فى حل ليس عليكم منى ذمام . هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا – أى مركبا – وليأخذ كل رجل منكم برجل من أهل بيتى ، ثم تفرقوا فى البلاد حتى يفرج الله ، فإن القوم يطلبوننى ، ولو أصابونى لهوا عن طلب غيرى )
فهتفوا جميعا :
معاذ الله والشهر الحرام ! فماذا نقول للناس إذا رجعنا إليهم ؟ أنا تركنا سيدنا وابن سيدنا وعمادنا ن تركناه غرضا للنبل وذريعة للرماح وجزرا للسباع ، وفررنا عنه رغبة فى الحياة ؟ مغاذ الله ، بل نحيا بحياتك ونموت معك )
ثم سأله سائلهم :
أنحن نتخلى عنك ولم نعذر إلى الله فى اداء حقك ؟ أما والله لا أفارقك حتى لأكسر فى صدورهم رمحى وأضربهم بسيفى ما ثبت قائمه بيدى ، والله لو لم يكن معى سلاحى لقذفتهم بالحجارة دونك حتى أموت معك *
فبكى الإمام تأثرا ، وبكوا عليه !
وجاوبتهم دموع أخرى من الخيام ، حيث السيدة ( زينب ) ومن معهم من نساء البيت الكريم ، يصغين فى هم وقلق
ثم أوى الجميع إلى المضاجع ............
واطبق على ( كربلاء ) صمت ثقيل مرقه ، مزقته صيحة تنبعث من قسطاط ( الحسين ) وإذا أمرأة تصرخ من أعماق قلب متصدع :
( واثكلاه ! واحزناه ! ليت الموت أعدمنى الحياة ! يا حسيناه ! يا سيداه ! يا بقية أهل بيتاه ! استقتلت ويئست من الحياة ؟ اليوم مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمى فاطمة الزهراء ، وأبى على ، وأخى الحسن ! يا بقية الماضين وثمال الباقين ....
إنها ( زينب ) لا سواها ! زينب عقيلة بنى هاشم !
وندع ( على بن الحسين ) ذاك الذى أنقذته عمته ( زينب ) من المذبحة يصف لنا ذلك المشهد فيقول :
وأنى والله لجالس فى ذلك العشية التى قتل أبى صبيحتها ، وعمتى ( زينب ) تمرضنى إذ أعتزل أبى أصحابه فى خباء له وعنده مولى أبى ذر الغفارى يعالج سيفه ويصلحه وأبى يقول :

[size=200]يا دهر أق لك من خليـــــــــل !
كم لك بالاشراف والأصيــــــل
من صاحب أو طالب قتيـــــــل
والدهر لا يقنع بالبديــــــــــــل
وإنما الأمر إلى الجليــــــــــــل
وكل حى ، سالك السبيـــــــــل



وأعدها مرتين أو ثلاثا حتى فهمتها فعرفت ما أراد ، فخنقتنى عبرتى فرددت دمعى .... فأما عمتى ( زينب ) فإنها سمعت ما سمعت .... فلم تملك نفسها أن وثبت تجر ثوبها حاسرة الرأس حتى انتهت اليه فصاحت : واثكلاه ... ليت الموت أعدمنى الحياة
فنظر إليها الحسين عليه السلام مليأ ثم ثال لها :
يا أخية لا يذهبن بحلمك الشيطان
قالت
بأبى أنت وأمى يا أبا عبد الله ، نفسى فداك !
فرد غصته وترقرقت عيناه وتمتم :
لو ترك القطا ليلا لنام ....
قالت يا ويلتا ، أفتغصبك نفسك اغتصابا ؟ فذلك أقرح لقلبى وأشد على نفسى
ولطمت وجهها وأهوت إلى جيبها فشقته ، وخرجت مغشيا عليها فقام اليها الحسين فصب على وجهها الماء وقال لها :
يا أخية ، أتقى الله وتعزى بعزاء الله واعلمى أن أهل الأرض يموتون وأن أهل السماء لا يبقون ، وأن كل شىء هالك إلا وجهه ، أبى خير منى وأمى خير منى وأخى خير منى ، ولى ولهم ولكل مسلم برسول الله أسوة *
فلما أفاقت من غشيتها قال لها :
يا أخية ، إنى أقسم عليك فأبرى قسمى : لا تسقى على جيبا ، ولا تخمشى على وجها ، ولا تدعى على بالويل والثبور إذا أنا هلكت .
قال ( على بن الحسين ) : ثمم جاء بها حتى أجلسها عندى وخرج إلى أصحابه
ولو علمت ( زينب ) ماذا كان ينتظرها وقومها غداة تلك العشية ، لا دخرت دموعها إلى غد !
وكانت ليلة ليلاء .... أمضاها أكثرهم مسهدين يحدقون فى شبح الموت الذى كان جاثما لهم بالوصيد ، يتربص بهم مطلع النهار ... وراحت ( زينب ) ترسل عينيها فى جمود شارد إلى الظلام المخيم على الصجراء فإذا ارتد اليها وعيها قامت فطافت بمضاجع بنيها واخوتها ، تتزود لفراق طويل
وتنفس الصبح ، وتلاقى الجيشان !
ولكن أى جيشين ؟ !
( عمر بن سعد ) فى أربعة آلاف من جيش أمير الكوفة ، كامل العدة شاكى السلاح
ومن ورائهم الدولة والسلطان
والحسين فى اثنين وثلاثين فارسا ، واربعين رجلا من أهله وصحبه ! ومن ورائهم ، الصبية والنساء !
أخذ الحسين عليه السلام يرقب هانيك الآلاف وهى تزحف نحو أصحابه السبعين ، فلما دنوا منه دعا براحلته فركبها ، ثم نادى بأعلى صوته : أن اسمعوا قولى ولا تعجلونى ثم اقضوا إلى ولا تنظرون ، ( إن وليي الله الذى نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين )
وتناهى صوته إلى زوجاته واخواته وبناته ، فصحن وبكين ، وارتفعت أصواتهن حتى بلغته ، فأرسل اليهن ابنه عليا وأخاه العباس وقال لهما : اسكتاهن ، فلعمرى ليكثرن بكاءهن )
وذكر إذ ذاك ابن عمه ( عبد الله بن عباس ) وخيل إليه أنه يسمع صدى صوته آتيا من بعيد يلح عليه ألا يخرج عن الحجاز إلى الكوفة فإن كنا سائرا فلا تسر بنسائك وصبينك ، فإنى لخائف أن تقتل كما قتل عثمان ، ونساؤه وولده ينظرون اليه )
ولم ينقطع الصدى حتى سكتت الصالحات الباكيات
فما سكتن ، عاد فالتفت إلى جيش الكوفة ، وقال بعد أن حمد الله
أما بعد – فأنسبونى فانظروا من أنا ثم راجعوا أنفسكم فعاتبوها وانظروا ، هل بصلح ويحل لكم قتلى وانتهاك حرمتى ؟ الست ابن بنت نبيكم ، وابن وصيه وابن عمه وأولى المؤمنيسن بالله ؟ أوليس حمزة سيد الشهداء عم ابى ؟ أوليس جعفر الشهيد الطيار فى الجنة عمى ؟ أو لم يبلغكم قول مستفيض أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لى ولأخى أنتما سيدا شباب أهل الجنة وقرة عين أهل السنة ؟ أما فى هذا حاجز يحجزكم عن سفك دمى ؟
فلما لم يلق القوم اليه سماعهم قال :
فإن كنتم فى شك مما اقول ، أو تشكون فى انى ابن بنت نبيكم ، فوالله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبى غيرى .
فلم يجبه منهم مجيب
واستطرد يسأل
أتطلبون بقتيل منكم قتلته ، او بمال استعلكته ، او بقصاص من جراحة ؟
فسكتوا لا يحيرون جوابا
هنالك راح الحسين يتفرس فى رؤوس جيش الكوفة وينادى : يا فلان ويا فلان ويافلان ألم تكتبوا الى أن قد أينعت الثمار واخضر الجناب وطمت الحمام وإنما تقدم على جند لك بجند فأقبل ؟
فتمزقت كلماته بددا ، لم يكد يصغى اليها من القوم سوى الحر بن يزيد فإنه قام الى قائده عرم بن سهد يسأله :
أصحلك الله ، أمقاتل أنت هذا الرجل ؟
أجابه ( عمر ) : أى والله ، قتالا أيسره أن تسقط الرؤوس ولا يطيح الأيدى
قال الحر :
أفما لكم فى واحدة من الخصال الثلاث التى عرض عليكم رضى ؟
قال عمر : والله لو كان الأمر إلى لفعلت ولكن أميرك قد أبى ذلك
فلم يرد الحر – وانثنى يدنو نحو الحسين قليلا ، قليلا وقد أخذته رعدة ولمحة رجل من قومه فقال :
والله أن أمرك غريب ! والله ما رأيت منك فى موقف قط مثل ما أراه الآن ، ولو قيل لى : من أشجع أهل الكوفة ؟ لما عدوتك !
فقال له الحر : إنى والله أخير نفسى بين الجنة والنار ، ولا أختار على الجنة شيئا ولو قطعت وحرقت !
ثم ضرب فرسه فلحق بالحسين وقال له
جعلنى الله فداك أنا صاحبك الذى حبستك عن الرجوع وسايرتك فى الطريق وجعجعت بك فى هذا المكان والله ما ظننت أن القوم يردون عليك ما عرضت عليه أبدا والله لو ظننت أنهم لا يقبلون منك الذى سالتهم ما ركبتها منك وإنى قد جئتك تائبا إلى ربى مما كان منى مواسيا لك بنفسى حتى أموت بين يديك
ثم التفت الى معسكر أصحابه فقال
يا أهل الكوفة لأمكم الهبل والعبر ! أدعوتموه حتى إذا أتاكم أسلمتموه ؟ وزعمتم أنكم قاتلوا أنفسكم دونه ثم عدوتم عليه لتقتلوه ، واحطتم به ومنعتموه من التوجه فى بلاد الله العريضة ، فأصبح كالأسير لا يملك لنفسه نفعا ولا يدفع عنها ضرا ومعتموه ومن معه من ماء الفرات الجارى الذى يشربه اليهودى والنصرانى والمجوسى وتتمرخ فيه خنازير السواد وكلابه وهو وأهله قد صرعهم العطش !! بئس ما خلفتم محمدا فى ذريته ، لا سقاكم الله يوم الظمأ إن لم تتوبوا *
فكان جوابهم أن رموه بالنبل ورجع هو حتى وقف أمام الحسين فناضل عنه حتى استشهد
ودارت المعركة بين الآلاف والعشرات !

صورة
[align=center] ( على محمود محمد على )[/[/size]
align]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 2 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط