مشهد القاهرة
*********
أما مشهد القاهرة فهو الحرم المصرى * إليه منتهى زيارة الزائرين رضى الله تعالى عن صحابه مبدأ ظهوره فى جمادى الثانية سنة 548هـ أغسطس 1153م فى خلافة الفائز الفاطمى وقبل أن نكمل كتاب ذكرى مصرع الحسين عليه السلام لعالم السنة الدكتور حسن قاسم صاحب كتاب أخبار الزينبيات فلنا تعليق على رأس مولانا الحسين عليه السلام ومكانها الحالى بمسجده المبارك الشهير مسجد سيدنا الحسين عليه السلام وعبض الأدلة والمدعمة لفضيلته – وفاتنا مقالا سبق نشره بعنوان رأس الحسين عليه السلام بمجلة هدى الإسلام فى 5/8/ 1935 م ذكر فيها مشهد قدوم الرأس من عسقلان إلى القاهرة فى قصة ممتعة شيقة *
والآن الأدلة على وجود الرأس الشريفة :-
************************
يجمع المؤرخون وكتاب السير على أن جسد الإمام الحسين عليه السلام دفن مكان مقتله فى كربلاء * أما الرأس الشريفة فقد طافوا به حتى أستقرت بعسقلان الميناء الفلسطينى * وقد أيده وجود الرأس الشريف بعسقلان ونقله منها إلى مصر جمهور كبير من المؤرخين والرواد منهم ( ابن ميسر والقلقشندى وعلى بن أبى بكر الشهير بالسائح الهورى وابن اياس وسبط الجوزى وممن ذهب إلى دفن الراس الشريفة بمشهد القاهرة المؤرخ العظيم عثمان مدوخ إذ قال : إن الرأس الشريف له ثلاث مشاهد تزار مشهد بدمشق دفن به الرأس أولا ثم مشهد بعسقلان بلد على البحر الأبيض ونقل إليه الراس من دمشق ثم نقل إلى المشهد القاهرى بمصر بين خان الخليلى والجامع الأزهر * ويقول المقريزى المتوفى فى سنة 845هـ فى خططه : أن رأس الحسين رضوان الله عليه ننقلت من عسقلان إلى القاهرة فى 8 جمادى الآخر سنة 548هـ وبقيت عاما مدفونة فى قصر الزمرد حتى أنشئت له خصيصا قبة هى المشهد الحالى وكان ذلك عام 549هـ كما يوجد شهادات مثل الدكتور الحسينى هاشم وكيل الأزهر وأمين عام مجمع البحوث وكذا الدكتورة عطيات الشطوى المفتشة الأثرية الثقة والمشرفة المقيمة على تجديد القبة وخلاف ذلك فى العصر الأيوبى أنشا الزرزور ( ابو القاسم بن يحى بن ناصر السكرى) منارة على باب المشهد سنة 634هـ 1236م وهى تعلوا الباب الأخضر وقد تهدم معظمها ولم يبق منها إلا القاعدة المربعة *
شهود عدل مع وجود الرأس الشريف بالقاهرة :
=========================
نقل فى أواخر بحر الأنسب ما لخصه أن العلامة الشبراوى ألف كتابا أسماه الأتحاف أثبت فيه وجود الرأس بمقره المعروف بالقاهرة يقينا وذكر أن ممن أثبتوا ذلك السادة الأعلام :-
الإمام المحدث الحافظ زكى الدين المنذرى * الإمام المحدث الحافظ بن دحية * الإمام نجم الدين الغيطى * الإمام مجد الدين بن عثمان * الإمام محمد بن بشير * القاضى محيى الدين بن عبد الظاهر * ابن النجوى * الشيخ الشبلنجى * الشيخ حسن العدوى * الشيخ الشعرانى فى أكثر من مؤلف * الشيخ المناوى * الشيخ شمس الدين البكرى * الشيخ كريم الخلواتى الشيخ الصبان * الشيخ الجهورى * الشيخ أبو المواهب الشاذلى * الخطط المقريزية * الخطط التوفيقية لعلى باشا مبارك وتم الأجماع على أن الرأس الطاهر وصل للقاهرة من عسقلان فى يوم الأحد ثامن جمادى الآخر سنة خمسمائة وتسع وأربعين فحمله الأمير سيف المملكة كمين والقاضى ابن مسكين على السرداب الخليفى العظيم بقصر الزمرد * فحفظ مؤقتا بالسرداب من عاشر جمادى الآخر فى خلافة الفائز الفاطمى على يد وزيره الصالح طلائع بن رزيك حتى بنى القبر الحالى والقبة عند باب الديلم الواقع وقتئذ فى الجنوب الشرقى من القصر الكبير والمعروف الآن بالباب الأخضر فحمل الرأس الشريف من السرداب العظيم على هذا القبر ودفن به فى الثلاثاء الأخير من ربيع الآخر على المشهور من العام التالى وهو موعد الذكرى السنوية الكبرى *
والآن قول فصل فى الموضوع ( تحقيق علمى حاسم ) لأختنا فى الله الدكتور سعاد ماهر استاذة الآثار وهى أول مصرية تحصل على الدكتوراه فى علم الآثار الإسلامية ولها موسوعة تحت أسم مساجد مصر وأولياؤها تقول فيه : يؤيد وجود الرأس الشريف بعسقلان فى العصر الفاطمى نص تاريخى منقوش على منبر المشهد الذى أعاد بنائه بدر الدين الجمالى1 وأكمل أبنه الأفضل فى عصر الخليفة المستنصر ولما نقل الرأس إلى مصر نقل المنبر إلى المشهد الخليلى بالقادس والمنبر مازال موجودا حتى الآن هناك ( أما النص الكتابى ) فقد جاء فيه ( الحمد لله وحده لا شريك له * محمد رسول الله * على ولى الله * صلى الله عليهما وعلى ذريتهما الطاهرة * سبحان من أقام لموالينا الأئمة مشهدا مجدا رفع راية * وأظهر معجرا بين كل وقت وآية وكان من معجزاته تعالى أظهاره رأس مولانا الشهيد أبى عبد الله الحسين بن على بن أبى طالب صلى الله عليه وعلى جده وأبيه وأهل بيتهم بموضع بعسقلان كان الظالمون ستروه فيه * وأظهاره الآن شرفا لأوليائع الميامين * وانشرح صدور شيعته المؤمنين ورزق الله فتى مولانا وسيدنا معد أبى تميم الإمام المستنصر بالله أمير المؤمنين صلى الله عليه وعلى آبائه الطاهرين )
------------------------------------------------------------------------
(1)بدر الجمالى : هو أمير الجيوش وزير الخليفة المستنصر بالله الفاطمى وهو منشىء باب زويلة ( بوابة المتولى ) الحاليين بعد زوال البابين اللذين أنشاهما جوهر الصقلى عندد تاسيسه مدينة القاهرة وكان ذلك فى 485هت 1092م وهو الآن أحد أبواب القاهرة الثلاثة ( بوابة المتولى أى باب زويلة وهى تربط بين الخيامية وحى الغورية والثانى بوابة النصر وهى بعد باب الشعرية يمين المتجهة إلى ميدان الجيش والثالث باب الفتوح وهى البوابة التى تمر منها إلى مسجد الحاكم أى المعز لدين الله الفاطمى وها هى صور للبوابات الثلاثة التى وضحناها
-----------------------------------------------------------------------
والأن نرى ما قاله المقريزى
ووزارة الصالح طلائع بن رزيك والقبة الموجودة الآن من بقايا القصر الكبير الشرقى كانت تسمى بقبة الديلم أحد أبوابه ( الديلم طائفة من الجند ) وطلائع المذكور توفى يوم الثنين 19 رمضان سنة 556هـ 13/9/1161م ويذكر من أمره أنه بعد قدوم الرأس الكريم إلى القاهرة أراد أن يبنى مسجدا لدفنه فلم يتهيأ له ذلك لما تقدمت الاشارة إليه- فلما دفن الرأس الكريم بالقصر أمر ببناء المسجد لاقامة الصلاة والشعائر الدينية فكمل بناءه فى سنة 555هـ 1160م * ويتبين من هذا أن الرأس لم يوضع فيه أصلا كما توهم بعض المؤرخين بل عند وصوله وضع فى القصر مباشرة وذلك بعد مكثه ببستان كافور الأخشيد فترة من الزمن من نفس اليوم والبستان المذكور كان فى المنطقة التى عرفت قديما ببستان الكافورى التى تبتدى الآن من شارع الشعرانى الجوانى إلى المدرسة الباسطية وبيت البكرى ويقال ان المكان الذى وضع فيه الرأس الكريم محله الأن زاوية أبى يوسف الطيب خليفة المقام الأحمدى الباقية إلى اليوم وفى أول دولة صلاح الدين الأيوبى مؤسس دولة الأكراد الأيوبية أجرى أبو القاسم بن يحيى بن ناصر فى الجزء الثانى من كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزية الجزء 2 ص 427 تأليف تقى الدين أبى العباس أحمد بن على المقريزى المتوفى سنة 845هـ قال :-
يذكر أن هذا الرأس الشريف لما أخرج من المشهد بعسقلان وجد دمه لم يجف وله ريح كريح المسك فقدم به الاستاذ مكنون فى عشارى من عشايات الخدمة وأنزل به إلى الكافورى ثم حمل فى السرداب الى قصر الزمرد(1) ثم دفن عند قبة الديلم(2) بباب دهليز الخدمة فكان كل من يدخل الخدمة يقبل الأرض أمام القبر وكانوا ينحرون فى يوم عاشورا ند القبر الابل والبقر والغنم ويكثرون النوح والبكاء ويسبون من قتل الحسين ولم يزالوا على ذلك حتى زالت دولتهم ** وقال ابن عبد الظاهر مشهد الامام الحسين صلوات الله عليه قد ذكرنا أن طلائع بن رزيك المنعوت بالصالح كان قد قصد نقل الرأس الشريف من عسقلان لما خاف عليها من الفرنج وبنى دامعه خارج باب زويلة ليدفنه به ويفوز بهذا الفخار فغلبه أهل القصر على ذلك وقالوا لا يكون ذلك الاعندنا قعمدوا الى هذا المكان وبنو له ونقلوا الرخام اليه وذلك فى خلافة الفائز على يد طلائع فى سنة تسع وأربعين وخمسمائة * وسمعت من يحكى حكاية يستدل بها على بعض شرف هذا الرأس الكريم المبارك وهى أن السلطان الملك الناصر رحمه الله لما أخذ هذا القصر وشى إليه بخادم له قدر فى الدزلة المصرية وكان زمام القصر وقيل له انه يعرف الأموال التى بالقصر والدفاتر فأخذ وسئل فلم يجيب بشىء وتجاهل فأمر صلاح الدين بن يوسف الأيوبى نوابه بتعذيبه فأخذه متولى العقوبة وجعل على رأسه خنافس وشد عليها قرمزية وقيل ان هذه أشد العقوبات وان الانسان لا يطيق الصبر عليها ساعة إلا تنقب دماغه وتقتله ففعل ذلك به مرارا وهو لا يتأوء وتوجد الخنافس ميته فعجب من ذلك وأحضره وقال له هذا سر فيك ولا بد أن تعرفنى به فقال والله ما سبب هذا إلا وأنى لما وصلت رأس الامام الحسين حملتها قال وأى سر أعظم من هذا وراجع فى شأنه فعفا عنه * ولما ملك السلطان الملك الناصر جعل به حلقة تدريس وفقهاء وفضها للفقية البهاء الدمشقى وكان يجلس للتدريس عند المحراب الذى بالضريح خلفه فلما وزر معين الدين حسين بن شيخ الشيوخ بن حموية ورد إليه أمرهذا المشهد بعد اخوته من أوقافه ما بنى به ايوان التدريس الآن وبيوت الفقهاء العلوية خاصة وأحترق هذا المشهد فى الأيام الصالحية فى سنة بضع وأربعين وستمائة وكان الامير جمال الدين بن يعمور نائبا عن الملك الصالح فى القاهرة وسببه أن أحد خزان الشمع دخل ليأخذ شيأ فسقطت منه شعله فوقف الأمير جمال الدين المذكور بنفسه حتى طفىء وأنشدته حينئذ فقلت **
قالوا تعصب للحسين ولم يزل *** بالنفس للهمول المخوف معرضا
حتى أنضوى ضوء الحريق وأصبح المسود من تلك المخاوف أبيضــا
الارض الاله بما أتى فكأنـــــــــــه *** بين الانام بفعله موسى الرضــــــا
وقال المقريزى فى ( خبر الحسين ) هو الحسين بن على بن أبى طالب واسمه عبد مناف بن عبد المطلب ابن هاشم بن عبد ماف بن قصى أبو عبد الله وأمه فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد لخمس خلون من شعبان سنة أربع وقيل سنة ثلاث وعق رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم سابعة بكبش وحلق رأسه وأمر أن يتصدق بزنته فضة وقال أرونى ابنى ما سميتموه فقال على بن أبى طالب حربا فقال بل هو حسين وكان أشبه الناس بالنبى صلى الله عليه وسلم ما كان اسفل من صدره وكان فاضلا دينا كثير الصوم والصلاة والحج وقتل يوم الجمعة لعشرة خلون من المحرم يوم عاشورا سنة احدى وستين من الهجرة بموضع يقال له كربلاء من أرض العراق بناحية الكوفة ويعرف الموضع أيضا بالطف قتله سنان بن انس اليحصبى وقيل قتله رجل من مذحج وقيل قتله شمر بن ذى الجوشن وكان أبرص وأجهز عليه خولى بن يزيد الاصبحى من حمير حز رأسه واتى عبيد الله بن زياد وقال :-
اوقر ركابى فضة وذهبــــا *** انى قتلت الملك المحجبـــــا
قتلت خير الناس أما وأبــا *** وخيرهما اذ ينسبون نسبـــا
وقيل قتله عمرو بن سعد بن أبى وقاص وكان الامير على الخليل التى أخرجها عبيد الله بن زياد الى قتل الحسين وأمر عليهم عمرو بن سعد ووعده أن يوليه الرى ان ظفر بالحسين وقتله وقال بن عباس رضى الله عنهما رأيت النبى صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم نصف النهار وهو قائم أشعث أغبر بيده قارورة فيها دم فقلت بأبى أنت وأمى ما هذا قال هذا دم الحسين لم اول التقطه منذ اليوم فوجدته قد قتل فى ذلك اليوم وهذا البيت زعموا قديما لا يدرى قائله
اترجو أمة قتلت حسينا *** شفاعة جده يوم الحساب
وقال السرى : لما قتل الحسين بن على بكت السماء عليه وبكاؤها حمرتها وعن عطاء فى قوله تعالى فما بكت عليهم السماء والأرض قال بكاؤها حمرة أطرافها وعن على بن مسهر قال حدثتنى جدتى قال كنت أيام الحسين جارية شابة فكانت السماء اياما كأنها علقة وعن الزهرى بلغنى انه ل يقلب حجر من أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين الا وجد تحته دم ويقال انالدنيا أظلمت يوم قتل ثلاثا ولم يمس أحد من زعفرانهم شيأ فجعله على وجهة الا احترق وانهم اصابوا ابلا فى عسكر الحسين يوم قتل فنحروها وطبخوها فصارت مثل العلقم فما استطاعوا أن يسبقوا منها شيأ وروى أن السماء أمطرت دما فأصبح كل شىء لهم ملآن دما *----------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1)قصر الزمرد : هو من جملة القصر الكبير وعرف بقصر قوصون ثم عرف فى زمننا بقصر الحجازية وقيل له قصر الزمرد لانه كان بجوار باب الزمرد أحد أبواب القصر ووجد به فى سنة بضع وسبعين وسبعمائة تحت التراب عمودان عظيمان من الرخام الابيض فعمل لهما ابن عابد رئيس الحراريق السلطانية اساقيل وجرهما الى المدرسة التى أنشأها الملك الأشرف شعبان بن حسين تجاه الطبلخانة من قلعة الجبل
(2)باب الديلم : وكان يدخل منه إلى المشهد الحسينى وموضعه الآن درج ينزل منها إلى المشهد تجاه الفندق
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
أضرحة القبة
يقول فضيلة الإمام محمد زكى إبراهيم رائد العشيرة المحمدية وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية فى كتابه مراقد أهل البيت بالقاهرة ما نصه ( قد ابلغنى الأخ المرحوم الشيخ عرفة الكبير شيخ المسجد الحسينى السابق أنه عرف من سابقيه عند تجديد المسجد الحسينى بأمر السلطان الخليفة عبد العزيز (1) فى زيارته لمصر كان الضريح الطاهر ينزل الزوار إليه بعدد من السلالم فأنشأ المهندسون سقف عظيما على مستوى أرض المسجد فوق القبة فتكونت فوق القبر غرفة وضع فيها مقصورة صغيرة وبعض التحف القيمة على سبيل التذكار ونقلت المقصورة الخشبية إلى ضريح السيدة رقية (2) واستبدل بها مقصورة نحاسية حتى أهدى سلطان البهرة (3) المقصورة الفضية الموجودة الآن على الضريح وقد أمر الخديوى إسماعيل باشا بتكلفة المهندس راتب باشا (3) بالاشراف على عمارة المشهد الحسينى وقد فتح الخديوى بجوار المسجد شارع السطة الجديدة ( الموسكى ) (4)
-------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) السلطان عبد العزيز : أنشئ شارع عبدالعزيز فى ايام الخديوى اسماعيل وسمى باسم الخليفة السلطان عبدالعزيز حينما زار مصر وهو يمتد من العتبة الخضراء وينتهى بميدان الجمهورية ( عابدين سابقا ) ، ويعتبر هذا الشارع من اهم الشوارع التجارية فى القاهرة حيث كان هذا الشارع من فترة قريبة اكبر سوق لبيع الاجهزة الالكترونية فى القاهرة ثم تحول هذا الشارع حديثا الى محلات لبيع اجهزة المحمول .
(2) مسجد السيدة رقية : ضريح السيدة رقية بنت الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه وهى بشارع الاشرف على يمين السالك إلى ضريح السيدة نفيسة رضى الله تعالى عنهما وهو مقابل لمسجد السيدة سكينة الإمام الحسين وضريح شجرة الدر
(3)
سلطان البهرة : ومما نشر فى الصحف والمجلات فى عام 1956 : أن سلطان طائفة البهرة بالهند الدكتور سيف الدين طاهر كان قد زار ضريح سيدنا الحسين بكربلاء ، وعقد العزم على أن يهدى إليه مقصورة فخمة من الفضة المطعمة بالذهب ، فرأى سيدنا الحسين فى منامه وقال له : لاعليك ، إن ضريحى بكربلاء لا بأس به ، ولكن أحضرها إلى مقامى بالقاهرة . وقد روى سلطان طائفة البهرة هذه القصة ، ويعزو إليها السبب فى إهدائه للمقصورة المقامة الآن على ضريح سيدنا الحسين بالقاهرة .
----------------------------------------------------------------------------
ومما وقع لكاتب هذه السطور (والحديث لمؤلف الكتاب الذى نقتبس بعض صفحات كتابه سيدنا الإمام الحسين ) بارك الله فيه وجزاه خير الجزاء وجعلنا وإياه فى كنف سيد الشهداء وهو يروى فى كتابه : أننى اعتدت زيارة سيدنا الحسين منذ أكثر من ربع قرن من الزمان ، وفى خلال هذه الفترة أنعم الله علىَّ بمنح وخيرات أضعها تحت نظر القراء تحدثاً بنعمة الله . ففى إحدى هذه الزيارات دعوت الله عز وجل أن أحج إلى بيته الحرام وأزور رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام - وكانت حالتى المالية لا تسمح بذلك ، فرأيت فى منامى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور سيدنا الحسين فى مقامه هذا ، وقلت له يا رسول الله ، أرجو من الله أن أؤدى فريضة الحج هذا العام على نفقتك . فبشرنى صلى الله عليه وسلم بذلك ، وقدم لى كشفا بأسماء من سيؤدون الحج فى ذلك العام على نفقته ، وقرأت اسمى فى هذا الكشف . وقد أكرمنى الله فعلاً بأن يسر لى أداء الفريضة فى ذلك العام 1395هـ _1975مـ . وفى عام 1403هـ أثناء تدوينى لهذه الصفحات رأيت سيدنا الحسين رضى الله عنه جالساً فى ضريحه يسطع فى وجهه النور ، وتعلوه الهيبة والجلال ، وبيده ريشة وهو يدون تاريخ حياته ، ثم أشار إلى أحد حكام مصر السابقين وقال لى : لا تنس أن تذكر أنه فى عهد هذا تم إحضار المقصورة وتوسعة المسجد . وقد رأيت فى منامى الشيخ عبد المقصود رضى الله عنه - بعد انتقاله - وهو يزور سيدنا الحسين فى العديد من المرات . وفى إحدى هذه المرات
أدخلنى على ضريح سيدنا الحسين رضى الله عنه ، وكشف الله لى عن منزلته ، فرأيت نوراً باهراً لم أرَ مثله ، ويعجز القلم عن تصويره ، وكم من الكرامات أظهرها الله لعبده الحسين ، واستجيبت الدعوات وانفرجت الكربات . وقد أكرمنى الله سبحانه وتعالى بصحبة رجال عارفين عاشقين لسيدنا الحسين رضى الله عنه ، وسمعت منهم كثيراً مما يؤكد أن سيدنا الحسين فى مكانه هذا ، وأنهم قد حظوا برؤيته
--------------------------------------------------------------
(4) الموسكى : أطلق اسم الموسكى على هذا الحي العريق نسبة إلى الأمير عز الدين مؤسك قريب السلطان صلاح الدين الأيوبى وهو الذي أنشأ القنطرة المعروفة بقنطرة الموسكى ويوجد شارع باسم الأمير مـؤسك متفــرع من شارع عبد العزيز تخليدا لمؤسس هذا الحي العريكان واحد من الأمراء وكان قريباً لصلاح الدين الأيوبي، أنشأ قنطرة باسمه في المنطقة التي عاش فيها وبنى فيها قصراً له، إنه الأمير عز الدين مؤسك والذي بنى القنطرة المعروفة بقنطرة الموسكي في المنطقة التي سميت باسمه الموسكي، ورغم كل ذلك مات الأمير عز الدين مؤسك في دمشق. وعندما جاءت الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 قام جنود الحملة بهدم بيوت الأمراء والهاربين خارج القاهرة فهدموا منطقة قنطرة الموسكي وأنشأوا طريقاً من قنطرة الموسكي إلى ميدان جامع أزبك وهذا الطريق هو شارع الموسكي حالياً. ثم جاء محمد علي والذي أمر بتوسيع أزقة وشوارع منطقة الموسكي وتسوية وتمهيد هذه الطرقات والشوارع، ثم أمر بتسمية شوارع القاهرة وترقيمها، واطلق اسم شارع الموسكي على الشارع المؤدي من زاوية الموسكي حتى الإستبالية الملكية بالأزبكية وهى مستشفى الأزبكية التي جددها محمد علي وجعلها ملحقة بمدرسة الطب والولادة بالقصر العيني. ونظراً لكثرة النشاط التجاري وقدوم الأجانب وإزدحام الموسكي بدأ محمد علي في إنشاء شارع السكة الجديدة وهو شارع الأزهر الآن
(( أنتهى التعليق ))