موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: وهذا كان وصف الصحابة وبهذين الخصلتين فاقوا جميعَ الناس، و
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 28, 2024 12:12 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7627
وهذا كان وصف الصحابة وبهذين الخصلتين فاقوا جميعَ الناس،
وهي أخلاق الصوفية :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ثم ذكر التابعين، فقال:
{والذين جاؤوا مِن بعدهم} هم التابعون بإحسان إلى يوم القيامة، وقيل: هم الذين هاجروا بعدما قوي الإسلام، {يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان} ، وصفوهم بذلك اعترافاً بفضلهم،
وعن عائشة رضي الله عنها:
" أُمِرُوا بأن يستغفروا لهم، فسبُّوهم " {ولا تجعل في قلوبنا غِلاًّ} أي: حقداً وعداوة {للذين آمنوا} على الإطلاق، {ربنا إِنك رؤوف رحيم} ؛ مبالغ في الرأفة والرحمة، فأنت حقيق بأن تجيب دعاءنا برأفتك ورحمتك.
الإشارة:
الذين يستحقون المواهب، والفيض الإلهي والاصطفاء، ثلاث أصناف،
الأول:
الفقراء الذين هاجروا أوطانهم، وتركوا ديارهم وعشائرهم؛ طلباً لصلاح قلوبهم وأسرارهم،
والثاني: القوم الذين نزلوا بهم إذا آووهم وآثروهم بأموالهم وأنفسهم،
الثالث:
مَن جاء بعدهم طلباً لذلك، على الوصف الذي ذكره الحق {يقولون ربنا اغفر لنا ... } الخ. قال الورتجبي:
قوله تعالى: {والذين تبوؤوا الدارَ والإيمان ... } الخ،
أثنى الله سبحانه على الفقراء، ووصَفَهم بأحسن الوصف، إذ كانوا صادقين في فقرهم، ثم أثنى على الأغنياء لِصدقهم في غناهم، ووصَفَهم بالإيمان والمعرفة بالله من قبلهم ولزومهم مواضع قربه،
وخفضِهم جناحهم لإخوانهم من الفقراء، ومحبتهم،
وتقديسهم من الحسد والشح والبُغض وحب الدنيا، ثم وَصَفَهم بالسخاء والإيثار، فلم يبقَ في قلوبهم من حب الدنيا وجاهها ذرة.
ومَنْ سجيتُه مقدسة مِن حرص نفسه : أفلح وظفر برؤية ربه. هـ.
قلت:
كأنه يشير إلى أنَّ قوله تعالى: {للفقراء المهاجرين}
هم أهل السير من المريدين،
وقوله تعالى: {والذين تبوؤوا الدار ... } هو الواصلون العارفون، أي: تبوؤوا دارَ المعرفة، حيث سكنوها، ورسخوا فيها، وأَلفِوا الإيمان وذاقوا حلاوته.
وقوله تعالى: {ويُؤثرون على أنفسهم ... } الخ،
بعد أن وَصَفَهم بقطع الطمع والحرص، والزهد فيما لم يملكوا بقوله: {ولا يجدون في صدورهم حاجة} وَصَفَهم بالإيثار فيما ملكوا، وبذلك يتم تحقيق خروج الدنيا من قلوبهم، بحيث لا يتعلق القلب بما فات منها، ولا يُمسك ما وجد منها، بل يُؤثر به مع الحاجة إليه، فالآية تشير إلى سلامة الصدور، وسخاوة الأنفس،
وهذا كان وصف الصحابة - رضي الله عنهم - وبهذين الخصلتين فاقوا جميعَ الناس،
وهي أخلاق الصوفية - رضي الله عنهم -
قال الشيخ أبو يزيد:
ما غلبني أحد غير شاب من بَلْخ، قَدِمَ حاجًّا،
فقال: يا أبا يزيد، ما الزهد عندكم؟
فقلت: إذا وجدنا أكلنا، وإذا فقدنا صبرنا،
فقال: هكذا عندنا الكلاب ببلخ،
فقلت: وما الزهد عندكم؟
فقال: إذا وجدنا آثرنا، وإذا فقدنا شكرنا. هـ.
وسُئل ذو النون:
ما حد الزاهد المشروح صدره؟
فقال: ثلاثة؛
تفريق المجموع، وترك طلب المفقود، والإيثار عند القوت. هـ. )
ــــــــــــــــــــــــــــــ
البحر المديد لابن عجيبة رضي الله عنه
ــــــــــــــــــــــــ
اللهم اغفر لأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 7 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط