فراج يعقوب كتب:
ويا ضار ضر المعتدين بظلمهم :
ـــــــ
( قال مولانا الدردير رضي الله عنه :
غني ومغنٍ أغننا بك سيدي * ويا مانع امنع كل كرب يهمنا
الغني :ذو الغنى المطلق
وهو المستغني عن كل ما سواه
المفتقر إليه كل ما عداه
والمغني : معطي الغنى لمن يشاء دنيا وأخرى
قال تعالى : " وأنه هو أغنى وأقنى "
فلذلك قال : أغننا بك أي فلا نفتقر لشيء سواك
والسيد : المالك
وهو السيد الحقيقي
وفي الحديث : " السيد الله "
أي الحقيقي
فلا ينافي جواز السيادة لغيره
ولذلك قال بعض العارفين :
العبد عبدٌ وإن تسامى * والمولى مولى وإن تنزل
والمانع : الدافع عن عبيده المضار الدنيوية والأخروية
قال تعالى : " إن الله يدافع عن الذين آمنوا"
" ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض "
وقوله : امنع كل كرب الخ
أي تجل علينا بدفع الكروب التي تهمنا دنيا وأخرى
ـــــــ
قال قدس الله سره :
ويا ضار ضر المعتدين بظلمهم * ويا نافع انفعنا بأنوار ديننا
الضار : خالق الضر ضد النفع
وهو إيصال الشر لمن شاء من عباده
وقوله : ضر المعتدين بظلمهم
أي تجل عليهم بالضر الذي هو الهلاك بسبب ظلمهم لأنفسهم ولعبادك
ويحمل هذا على المعتدين الكافرين
فإن الظلم يطلق على الكفر
قال تعالى : " إن الشرك لظلم عظيم "
أو يراد بالمعتدين ما هو أعم
ولكن يقصد القارئ الظالمين الذين تجاهروا بالفسق
وأما غيرهم فيطلب له الغفران وحسن التوبة
والنافع : خالق النفع ضد الضر وهو إيصال الخير لمن شاء من عباده دنيا وأخرى وقوله : انفعنا الخ
أي تجل علينا بإيصال خيرك لنا بسبب أنوار ديننا التي أرسختها في قلوبنا )
ــــــــ
شرح الصاوي
ـــــ
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
الذي هو لكل خير جامع
باب المكاسب والمواهب والمنافع
وعلى آله وسلم
اللهم بارك للشيخ فراج يعقوب واجزه عناخيرالجزاء