تجل ياجامع بجمع قلوبنا عليك فلا يشغلها عنك شاغل : ـــــــ ( قال سيدي الدردير رضي الله عنه : ومنتقم هاك انتقم من عدونا * عفو رؤوف عافنا وارأفن بنا المنتقم : مرسل النقم والعذاب فهو من صفات الجلال كقهار وهاك : اسم فعل بمعنى خذ والمراد هنا العجلة والانتقام : ضد الإنعام فهو إنزال العذاب والهلاك فمعناه : تجل على عدونا بسرعة الانتقام , والعفوّ : الذي لا يؤاخذ المذنب بالذنوب بل يمحوها ويبدلها حسنات والرؤوف : من الرأفة وهي شدة الرحمة ومعناها في حقه الإنعام أو إرادته وقوله : عافنا الخ أي تجل علينا بآثار اسمك العَفُوّ فعافنا من بلايا الدنيا والآخرة وتجل علينا بآثار اسمك الرؤوف فارأف علينا بتمام النعمة في الدنيا والآخرة فهو على حد قوله تعالى : " واعف عنا واغفر لنا وارحمنا " فيه تقديم التخلية على التحلية قال رضي الله عنه : ويا مالك الملك العظيم بقهره * ويا ذا الجلال الطف بنا في أمورنا مالك الملك : المتصرف فيه على ما يريد ويختار قال تعالى : والله يحكم لا معقب لحكمه " فلذلك قال : بقهره أي بغلبته وكبريائه وذا الجلال : أي صاحب الهيبة والعظمة واللطف : الرفق والإحسان والمعنى : تجل علينا يا مالك الدنيا والآخرة يا صاحب العظمة والهيبة بالرفق في أمورنا الظاهرية والباطنية دنيا وأخرى قال رضي الله عنه : ويا مقسـط بالاستقامة قونا * ويا جـامع فاجمع عليك قلوبنا المقسط : الذي يحكم بالإنصاف بين خلقه وضده : القاسط بمعنى الجائر والاستقامة هي كون العبد على حالة ترضي ربه ظاهرا وباطنا ومنه قوله تعالى : " اهدنا الصراط المستقيم " أي الدين الذي لا اعوجاج فيه وقوله : قونا أي اجعل فينا قوة عليها قال تعالى ك " وما توفيقي إلا بالله " والجامع معناه إما لكل كمال أو للخلق يوم القيامة قال تعالى : " وهو على جمعهم إذا يشاء قدير " أو : ما هو أعم وهو أولى وقوله : فاجمع عليك قلوبنا أي تجل بجمع قلوبنا عليك فلا يشغلها عنك شاغل ) ـــــ شرح الصاوي ــــــ اللهم صل على سيدنا محمد النبي الجامع والرؤف الشافع وعلى آله وسلم
_________________ صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله
|