شميم من نسيم أهل الكريم : ـــــــــ { وَٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ } ــــــــ ({ والذين جاهدوا } من أهل الطريقة { فينا } بالسير في صفاتنا، وهو السير القلبيّ لأن المبتدىء الذي هو في مقام النفس سيره بالجهاد إلى الله. والمجاهدة في هذا السير بالحضور والمراقبة والاستقامة إلى الله في الثبات على حكم التجليات { لنهدينهم } إلى طرق الوصول إلى الذات، وهي الصفات لأنها حجب الذات، فالسلوك فيها بالاتصاف بها موصل إلى حقيقة الاسم الثابت له تعالى بحسب الصفة الموصوف هو بها وهو عين الذات الواحدية وهي باب الحضرة الأحدية { وإنّ الله لمع المحسنين } الذين يعبدون الله على المشاهدة، كما قال عليه السلام: " الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه " فالمُحسنون : السالكون في الصفات والمتّصفون بها لأنهم يعبدون بالمراقبة والمشاهدة، وإنما قال: " كأنك تراه " لأن الرؤية والشهود العيني لا يكون إلا بالفناء في الذات بعد الصفات. ) ــــــ تفسير القرآن المنسوب / ابن عربي (ت 638 هـ) ــــــــــ اللهم صل على سيدنا محمد لب الاحسان وسر العرفان وآله وسلم
_________________ صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله
|