موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 317 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 18, 19, 20, 21, 22
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: من رقائق التفاسير الصوفية
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مايو 11, 2024 9:06 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2498

لاَّ يَتَّخِذِ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ ٱللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَـٰةً وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ ٢٨ قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ ٱللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٢٩ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوۤءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَاً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ وَٱللَّهُ رَؤُوفٌ بِٱلْعِبَادِ ٣٠ -آل عمران



قوله تعالى: { لاَّ يَتَّخِذِ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [الآية: 28].
سُئِلَ أبو عثمان عن هذه الآية فقال: لا ينبسط سُنىٌ إلى مبتدع لفضل عشرة ولا لقرابة نَسبٍ ولا يلقاهُ إلا ووجهه له كارهٌ، فإن فعل شيئاً من ذلك فقد أحبَّ من أبغضه الله تعالى وليس بولىٍ لله من لا يُوالى أولياء الله تعالى ولا يعادى أعداءه.
قوله تعالى: { وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ } قال ابن عطاء: إنما يُحذِّرُ نفسه من يعرفه، فأمَّا من لا يعرفه فإن هذا الخطاب زائلٌ عنه قال الواسطى فى قوله تعالى { وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ } قال: فلا يأمن من أحد أن يُفعل به ما فُعِلَ بإبليس، زيّنهُ بأنوار عبادته وهو عنده فى حقائق لعنته، فستر عليه ما سبق منه إليه حتى غافصَهُ بإظهاره عليه. وقال أيضًا: لا يُحذِّر نفسهُ من لا يعرفه وهذا خطاب الأكابر، فأما الأصاغر فخطابهم { { وَٱتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِ } [البقرة: 281]، { وَٱتَّقُواْ ٱلنَّار } [الآية: 131] { { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ } [التغابن: 16].
وقال أيضًا فى قوله: { وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ } هل هو إلا الإثبات وليس له من ذلك شئ وإنما هو إيقاعُ البقيَّة للسَّرائرِ، وتيقُظ الطبع من الرعونة، وخلوصُه من وساوسُه.
قال جعفررحمه الله : { وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ }: أن تشهد لنفسك بالصلاح، لأنَّ من كانت له سابقة ظهرت سابقتُه فى خاتمته."حقائق التفسير السلمي"
- قوله جلّ ذكره: { لاَّ يَتَّخِذِ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ }.
من حقائق الإيمان الموالاةُ في الله والمعاداة في الله.
وأوْلى مَنْ تسومه الهجرانَ والإعراضَ عن الكفار - نَفْسُك؛ فإنها مجبولةٌ على المجوسية حيث تقول: لي ومني وبي، وقال الله تعالى: { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ ٱلَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِّنَ ٱلْكُفَّارِ } [التوبة: 123].
وإن الإيمان في هذه الطريقة عزيز، ومن لا إيمان له بهذه الطريقة من العوام - وإن كانوا قد بلغوا من الزهد والجهد مبلغاً عظيماً - فليسوا بأهل لموالاتك، والشكل بالشكل أليق.
قوله جلّ ذكره: { وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ ٱللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَـٰةً وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ }.
صحبة الحق سبحانه وقربته لا تكون مقرونة بصحبة الأضداد وقربتهم - ألبتة.
{ وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ }: هذا خطاب للخواص من أهل المعرفة، فأمَّا الذين نزلت رُتْبَتُهم عن هذا فقال لهم: { وَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِيۤ } [آل عمران: 131] وقال: { { وَٱتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ.. } [البقرة: 281]. إلى غير ذلك من الآيات.
ويقال: { وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ } أن يكون عندكم أنكم وصلتم؛ فإن خفايا المكر تعتري الأكابر، قال قائلهم:
وأمِنْتُه فأتاح لي من مأمني مكراً، كذا مَنْ يأمن الأحبابا

ويقال: { وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ } لأن يجري في وهم أحد أنه يصل إليه مخلوق، أو يطأ بساطَ العِزِّ قَدَمُ همة بشر، جلَّتْ الأحدية وعزَّت!
وإنَّ من ظن أنه أقربهم إليه ففي الحقيقة أنه أبعدهم عنه. "لطائف الإشارات للقشيري"
-{ لاَّ يَتَّخِذِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } المتوجهون نحو توحيد الذات، الطالبون إفناء ذواتهم في ذات الله، لخوضوا في لجج بحر التوحيد، ويفوزوا بدرر المعارف والحقائق الكامنة فيها { ٱلْكَافِرِينَ } الساترين بهوياتهم الكثيفة المظلة نور الوجود { أَوْلِيَآءَ } ولا يصاحبون معهم، ولا يجالسون موالاة لهم ومؤخاة معهم لقرابة طينية وصداقة جاهلية، مع كوهم خالين معهم { مِن دُونِ } حضور { ٱلْمُؤْمِنِينَ } الماظهرين لهم؛ لئلا يسري كفرهم ونفاقهم إليهم؛ إذ الطبائع تسرق والأمراض تسري، سيما الكفر و الفسوق؛ إذ الطبائع مائلة إليها { وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ } ولم يترك مصاحبتهم ولا موالاتهم { فَلَيْسَ مِنَ } ولاية { ٱللَّهِ } وطريق توحيده { فِي شَيْءٍ } بل ملحق بهم معدود من عداوتهم بل أسوءهم حالاً وأشدهم جرماً عند الله بعدما نهاهم الله ولم ينتهوا { إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ } وتخافوا { تُقَـٰةً } توجب الموالات المصاحبة ضرورة من إتلاف النفس المال والعرض، وعند ذلك المحذور موالاتهم جائزة ومؤاختهم معذورة مداهنة ومداراة { وَ } مع وجود تلك الضرورة المستلزمة للموالاة الضرورةي { يُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ } أي: يحذركم يا أهل العزائم عن نفسه على وجه المبالغة، حتى لا تأمنوا عن سخطه ولا تغفلوا عن غضبه، ولا تميلوا عنه سبحانه بارتكاب ما نهيتم عنه { وَ } اعلموا أن المحذورات كلها راجعة { إِلَىٰ ٱللَّهِ } إيجاداً وإظهاراً؛ إذ إليه { ٱلْمَصِيرُ } [آل عمران: 28] في الخير والشر والنفع والضر، لا مرجع سواه ولا منتهى إلا إياه. { قُلْ } لهم يا أكمل الرسل تذكيراً وعظة وتنبيهاً على ما في فطرتهم الجبلية: { إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ } من محبة أقاربكم { أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ ٱللَّهُ } المحيط بظواهركم وبواطنكم { وَيَعْلَمُ } أيضاً بعلمه الحضوري جميع { مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ } من الكائنات والفاسدات أزلاً وأبداً { وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } منها لا يغيب عن علمه مما لمع عليه نور وجوده { وَٱللَّهُ } المتجلي لذاته بذاته { عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من مظاهر تجلياته { قَدِيرٌ } [آل عمران: 29] بلا فتور وقصورن، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، يجازيهم على مقتضى علمه وقدرته في النشأة الأخرى.
{ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ } خيرة { مَّا عَمِلَتْ } في النشأة الأولى { مِنْ خَيْرٍ } إحسان وإنعام وعمل صالح ويقين وعرفان { مُّحْضَراً } بين يديه يستحضره ويود استعجاله { وَ } كذا تجد كل نفس شديدة { مَا عَمِلَتْ } فيها { مِن سُوۤءٍ } غير صالح وكفر ونفاق وشرك وشقاق محضراً بين يديه، مشاهداً بين عينيه تستأخره وتتمنى بعده { تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَاً بَعِيداً } وزماناً متطاولاً، بل يتمنى ألاَّ تلقاه أصلاً { وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ } بهذا التذكير والتنبيه { نَفْسَهُ } وقدرته على الانتقام وزيادة قهره وغضبه على من استكبر عن أوامره ونواهيه { وَٱللَّهُ } القادر المقتدر على انتقام العصاة { رَؤُوفٌ } عطوف مشفق { بِٱلْعِبَادِ } [آل عمران: 30] الذين يترصدون إلى الله بين طرفي الخوف والرجاء، معرضين عن جانبي القنوط والطمع."تفسير الجيلاني"
- الأشارة: لا ينبغي للمريد الصادق أن يخالط أهل الغفلة، ولا يتودد معه؛ فإن ذلك يقطعه عن ربه، ويصده عن دواء قلبه، وفي ذلك يقول صاحب العينية:
وَقَاطِعْ لِمَنْ وَاصَلْتَ أيَّامَ غَفْلَةٍ فَمَا وَاصَلَ العُذْالَ إلاَّ مُقَاطِعُ
وَجَانِب جَنَابَ الأَجْنَبِي لَو أنَّهُ لِقُربِ انْتِسَابِ فِي المَنَامِ مُضَاجع
فَلِلنَّفْسِ مِنْ جُلاَّسِهَا كُلُّ نِسْبَةٍ وَمِنْ خُلَّةٍ لِلْقَلْبِ تِلْكَ الطَّبَائِعُ

إلا أن يتقي منهم تقية، بحيث تلجئه الضرورة إلى مخالطتهم، فيخالطهم بجسمه ويفارقهم بقلبه، وقد حذَّر الصوفية من صحبة أرْبَع طوائف: الجبابرة المتكبرون، والقراء المداهنون، والمتفقرة الجاهلون، والعلماء المتجمدون؛ لأنهم مُولَعون بالطعن على أولياء الله، يرون ذلك قربة تُقربهم إلى الله.
ثم قال: { ويحذركم الله نفسه } أن تقصدوا معه غيره، وهذا خطاب للسائرين بدليل تعقيبة بقوله: { وإلى الله المصير } أي: إليه ينتهي السير وإليه يكون الوصال، ثم شدد عليهم في المراقبة فقال: { إن تُخفوا ما في صدوركم } من الميل أو الركون إلى الغير أو الوقوف عن السير، { أو تبدوه يعلمه الله }؛ فينقص عنكم المدد بقدر ذلك الميل، يظهر ذلك يوم الدخول إلى بلاد المشاهدة، { يوم تجد كل نفس } ما قدمت من المجاهدة، فبقدر المجاهدة تكون المشاهدة. ثم خاطب الواصلين فقال: { ويحذركم الله نفسه } من أن تشهدوا معه سواه، فلو كُلّف الواصل أن يشهد غيره لم يتسطع، إذ لا غير معه حتى يشهده. ويدل على أن الخطاب هنا للواصلين تعقيبه بالمودة والرأفة، اللائقة بالواصلين المحبوبين العارفين الكاملين. خرطنا الله في سلكهم بمنِّه وكرمه.
ثم لا طريق للوصول إلى هذا كله إلا باتباع الرسول الأعظم."البحر المديد لابن عجيبة الحسيني"

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من رقائق التفاسير الصوفية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مايو 26, 2024 10:45 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2498

قُلْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْكَافِرِينَsizeإِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰ ءَادَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ ٣٣ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ٣٤ إِذْ قَالَتِ ٱمْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ ٣٥




أمرهم بالطاعة ثم قال: { فإِن تَوَلَّوْاْ } أي قَصَّرُوا في الطاعة بأن خالفوا، ثم قال: { فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْكَافِرِينَ } لم يَقُلْ العاصين بل قال الكافرين، ودليل الخطاب أنه يحب المؤمنين وإن كانوا عُصَاة.
اتفق آدم وذريته في الطينة، وإنما الخصوصية بالاصطفاء الذي هو من قِبَلِه، لا بالنَّسَب ولا بالسبب. "القشيري"
قوله تعالى { إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحاً } الاية اصطفى ادم بعلم الصفات وكشف جمال للذات وقيل خلق الخلق فى ازل الازال فاذا اراد خلق روحه ونظر بجماله الى جلاله ونظر بجلاله الى تجماله فظهر بين النظرين روح أدم فخلقها بصفة الخاص ونفخ فى روحه وروحا وهو علم الصفات يفعل الخاص الذى يتعلق بالذات وخلق ايضا صورته بصفاة الخاص ونفخ فيها روح الاول وروح الثانى فوصف روحه فقال ونفخت فيه من ورحى ووصف صورته فقال خلقت بيدى فسبق بهذه الصفات من الملائكة الكرام البردة البسه خلعة خلافته واسجدوا له ملائكته لاجل هذا التخصيص كرامة له وتشريفا وتفضيلا على مشائخ الملكوت وقال انى جاعل فى الارض خليفة وقال سجدوا لأدم لا توثر فى نعوت الازل طوارقات الحدوث ما دام الاصفطاء بهذه الصفة سابق له وايضا اصطفاهم لنفسه عن خلقه لموقع الخطاب وكشف النقاب لاستعداهم تحمل اثقال امانته والتعمق فى بحار ازليته والسيران فى ميادين وحدانيته والطيران فى هواء فوقانيته لطلب كشف احديته وجمال سر مديته والاشارة فى نوح وأل ابراهيم ان لاصطفاء من سبب المحبة الازلية لا من جهة الانساب المحدثية كما قال الاستاد رحمة الله عليه اتفق أدم وذريته فى الطبقة وانما الخصوصية بالاصطفاء الذى هو من قبله لا بالنسب والسبب وقال الفارس اصطفاهم على الناس لثبوته واستخلصهم لرسالته فهو المعبوثون الى خلقه رحمة عن اوليائه وحجة على اعدائه هم الدعاة الى الله بالحكمة والموعظة مبشرين عباده جزيل الثواب منذرين اليم العقاب لئى يكون للناس على الله حجة بعد الرسل اذلو شاء لهداهم اجمعين قال الواسطى اصطفاهم للولاية وقال ياضا واصطفاهم فى ازلية وصفاهم لقربة وصافاهم لمودية وقال ايضا اصطفاء فى ازل قبل كونه اعلم بهذا خلقه ان عصيان أدم لا يوثر فى اصطفائيته لدانه سبق العصيان مع علم الحق بما يكون منه وقال ايضا اطفى الانبياء للمشاهدة والتقهب واصطفى المؤمنين للمطالعة والتهذيب واصطفى العالم للمخاطبة والترتيب وقال النصر ابدى اذى انظرت الى أدم بصفه لقيته بقوله وعصى أدم ربه واذا القيته بصفة الحق لقيته بقوله ان الله اصطفى أدم وماذا يوثر العصيان فى الاصطفاء وقال الواسطى الاصطفائية قائم بالحق والمعصية اظهار البشرية. "البقلي"
الإشارة: { إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين }، إنما اصطفى الحق تعالى هؤلاء الرسل؛ لكونهم قد أظهروا الدين بعد انطماس أنواره، وجددوه بعد خمود أسراره، هم أئمة الهدى ومقتبس أنوار الاقتداء، فكل من كان على قدمهم من هذه الأمة المحمدية، بحيث يجدد للناس دينهم، ويُبين للناس معالم الطريق وطريق السلوك إلى عين التحقيق، فهو ممن اصطفاه الله على عالمي زمانه.
وفي الحيدث: "إنَّ الله يَبْعَثُ عَلَى رَأسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لهذه الأمة دِينَهَا" . قال الحريري: (مات الحسن البصري عشية جمعة - أي: بعد زوالها - فلما صلّى الناس الجمعة حملوه، فلم يترك الناس صلاة العصر في مسجد الجماعة بالبصرة منذ كان الإسلام، إلا يوم مات الحسن، واتبع الناس جنازته، فلم يحضر أحد في المسجد صلاة العصر، قال: وسمعت منادياً ينادي: { إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين }، واصطفى الحسن على أهل زمانه. قلت: والحسن البصري هو الذي أظهر علم التصوّف، وتكلم فيه وهذبه. قال في القوت: وهو إمامنا في هذا العلم - يعني علم التصوف."البحر المديد لابن عجيبة الحسيني"


_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 317 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 18, 19, 20, 21, 22

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 2 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط